تسليم رفات الرهينة الذي قُتلت زوجته في السابع من أكتوبر بعد عامين بالضبط من تحرير اثنين من أبنائه، نوعم وألما، من أسر حماس
زعمت حركة الجهاد الإسلامي أنها “عثرت” على جثمان أور في النصيرات وسط غزة يوم الاثنين. وفي عصر اليوم التالي، سلمت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس الجثمان إلى الصليب الأحمر، الذي سلمه بدوره إلى الجيش الإسرائيلي.
لا يزال جثمانا رهينتين محتجزين في القطاع – جثمانا ضابط الشرطة الرقيب ران غفيلي والمواطن التايلاندي سودثيساك رينثالاك.
وصرح مكتب رئيس الوزراء في بيان صباح الأربعاء: “تشاطر الحكومة الإسرائيلية عائلة أور وجميع عائلات المختطفين الذين سقطوا حزنها”.
ووفقا لوسائل إعلام فلسطينية، سلم الجيش الإسرائيلي رفات 15 فلسطينيا إلى الصليب الأحمر عبر معبر كيسوفيم الحدودي وسط قطاع غزة يوم الأربعاء. وتنص شروط وقف إطلاق النار في غزة على أن تسلم إسرائيل 15 جثة مقابل رفات كل رهينة يُعاد.
وفي بيان صدر يوم الأربعاء، نعى كيبوتس بئيري أور، واصفا إياه بأنه “أب مخلص لثلاثة أبناء – ياهلي، نوعام، وألما – وزوج محب للمرحومة يونات، وابن لدوريت ويوفال، وشقيق لإلعاد ودانا، اللذين عملا بلا كلل من أجل إطلاق سراحه”.
مع عودة جثمان أور، أشار الكيبوتس إلى أنه “لأول مرة منذ 7 أكتوبر، لا يوجد مختطفين من كيبوتس بئيري في الأسر”.
وُلد أور ونشأ في كيبوتس رعيم، بالقرب من بئيري. التحق بمدرسة “تدمر” للطهي، ثم عمل في عدد من المطاعم في تل أبيب. تزوج من يونات، المنحدرة من بئيري، وعاشت العائلة في تل أبيب قبل أن تقرر الاستقرار في الكيبوتس.
عمل أور في مطبعة الكيبوتس قبل أن يعود إلى جذوره في فن الطهي وينضم إلى مصنع صناعة الجبن عام 2009. درس لاحقا صناعة الجبن في إيطاليا وفرنسا، وأدار مشروعا لتجهيز منتجات الألبان.
وقال المنتدى: “كان درور صانع جبنٍ رائعًا – وفقًا لأصدقائه وزملائه في العمل ومن استمتعوا بتذوق أجبانه المصنوعة يدويًا”. وأضاف: “أُعيد درور إلى إسرائيل ليُدفن في تراب بئيري التي أحبها كثيرًا”.
وقال دغان بيليغ، الذي عمل مع أور في معمل ألبان بئيري، لـ”تايمز أوف إسرائيل” في يوليو 2024: “لم نتفق على التفاصيل الصغيرة، لكن هذا كان جزءًا مما دفعنا للعمل. كان يتمتع بلمسة ذهبية؛ كان يعرف كل شيء”، وأضاف أن أور كان طاهيًا موهوبًا “بلمسةٍ رائعة، لقد لمسه الله”.
في صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أشعل المهاجمون الذين اجتاحوا بئيري النار في منزل أور، فقرر درور ويونات إخراج أطفالهما من الشباك قبل أن يتبعوهم. انفصلوا جميعًا، وقُتلت يونات، وأختُطف نوعم وألما إلى غزة. وفي حادثة منفصلة، اخُتطف ليام أور، ابن شقيق درور، هو أيضًا من كيبوتس رعيم. ولم يكن ياهلي، الابن الأكبر للزوجين، في المنزل ذلك اليوم.
أُطلق سراح نوعم وألما من غزة في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، خلال وقف إطلاق نار استمر أسبوعًا، وأُطلق سراح ليام بعد عدة أيام. وكان مصير درور لا يزال مجهولًا آنذاك.
في 2 مايو/أيار 2024، أعلن الكيبوتس أنه قد ثبت مقتل درور في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأن جثته نُقلت إلى غزة. أقامت العائلة “شيفعا”، وهو الحداد اليهودي الذي يستمر أسبوعًا، في ذلك الوقت، لكنها لم تتمكن من إقامة جنازة.
قبل بضعة أسابيع، صرّح شقيقه إلعاد أور لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن العائلة تعيش في خوف من عدم عودة جثمانه أبدا، وخاصةً إذا انهار وقف إطلاق النار الهش.
وقال إلعاد أور: “إذا انهار هذا الاتفاق، فسنكون مثل هدار غولدين”، في إشارة إلى الجندي الذي قُتل وأُسر عام 2014، واحتُجز جثمانه في غزة لمدة 11 عامًا قبل أن يُعاد أخيرًا إلى إسرائيل قبل أسبوعين.
وأضاف إلعاد أور أنه خلال العامين اللذين انقضيا منذ إطلاق سراحهما من غزة، كان نوعم وألما يعيشان مزيجًا من الحزن والألم الشديدين، بينما لا يزالان يسعيان إلى عيش حياة طبيعية.
وقال أور: “بالنسبة لهما، فإن القدرة على دفن والدهما بجانب والدتهما في بئيري، حيث نشأ كلاهما، أمرٌ بالغ الأهمية. سيكون ذلك رمزًا آخر على أن هذا الجزء من القصة قد انتهى على الأقل”.
ساهم في هذا التقرير كل من نوعم ليمان وجيسيكا ستاينبرغ.


الصفحات
سياسة









