نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


البصرة أول مدينة إسلاميّة خارج الجزيرة العربيّة




تعتبر البصرة ثاني أكبر المدن العراقية، تبعد عن بغداد 450 كلم جنوبًا، وهي ميناء الطريق الشمالي من شط العرب ملتقى دجلة والفرات والمؤدي الى مياه الخليج العربي


البصرة أول مدينة إسلاميّة خارج الجزيرة العربيّة
تقع في أقصى الجهة الجنوبية الشرقية من العراق، تمثّل منفذه البحري الوحيد على العالم، تحيط بها ثلاثة بلدان هي إيران من الشرق والكويت من الجنوب والسعودية من أقصى الجنوب الغربي، وتختلف بطبيعة الحال ظروفها وتربتها. هي أول مدينة أسلامية تأسست خارج الجزيرة العربية سنة 14هـ 635م. سمّيت قبل ذلك «أرض الهند»، تأسست عند تولي القائد عتبة بن غزوان قيادة الحركات العسكرية في المنطقة. تشير المصادر التاريخية إلى أن موقع مدينة البصرة القديمة كان يشغل مساحة واسعة يمتد من الشعيبة إلى منطقة الدريهمية في ضواحي منطقة الزبير، على مسافة تزيد على 144 كيلومترًا مربعًا.

موقع البصرة، المدينة الإسلامية العتيقة التي مصّرت في عام «14هـ/ 636م» هو الزبير راهنًا. قامت على الضفة القريبة لما يدعى اليوم «كري سعدة»، في البداية كانت موقع خيام الفاتحين المسلمين، حيث ينفصل طريق الأبلّه عن طريق الأحواز عند «الخريبة». يقع ضريح الحسن البصري مع المقبرة الأولى «الجبّان» قرب سوق المربد، بينما أمسى ضريح الإمام أنس بن مالك اليوم قرب محلة العرنوس القديمة.

كانت البصرة مصدرًا رئيسًا لفنون صناعة السفن الصغيرة والقوارب في العراق، ورثتها عن مدينة فرات- ميشان القريبة منها، وتطورت هذه الصناعة من خلال العلاقات التجارية مع الهند ومجيء الكثير من الهنود الى البصرة. كذلك زُرعت فيها أجود الأصناف من النخيل والتمور، يبدو أن الأرض والمناخ كانا ملائمين تمامًا لنمو النخيل، فأصبحت كالغابات في العشار.

طوائف

من بين أهل البصرة، كان هنالك المسيحيون ويسمون بالسريان او الكلدان، واليهود ويسمون بالرهدانيين يسكنون محلتين خاصتين بهما، القرائين والتلموديين، وكانت محلة القرائين موطن الحبر اليهودي في البصرة «يفث بن على البصيي» توفي عام 920م. أدى موت البصرة البطيء من القرن العاشر الى القرن الثالث عشر الى تحويلها إلى قرية صغيرة تعرف بالزبير، في المقابل نشأت بصرة ثانية في شمال العشار في موضع الأبلّه القديمة بالقرب من الشاطئ الأيمن لشط العرب، فوقعت تحت التأثير الزُهدي المتمثل بالرفاعية، وهناك صفوة صغيرة مختلفة تحيط بها أكثرية شيعية غروية.

بحسب ما جاء في معجم البلدان، حلّ المسلمون في البصرة(الأولى) بقيادة عتبة بن غزوان ثم توجهوا الى الأبلّة، واستولوا عليها بسهولة، وبعد الأبلّة مروا بمدينة تدعى «الفرات» والحقيقة هي «فرات- ميشان»، ويؤكد وجود مدينة الفرات الإشارة إليها مرة أخرى: «فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات، جعلت امرأته تحرض المسلمين على القتال...» وردت مدينة «فرات- ميشان» باسم «فرات البصرة» بعد ذلك، وقال عنها الحموي إنها كورة «بهمن اردشير». كانت «فرات ميشان» مدينة ذات جذور آرامية وجدت قديما في منطقة «ميشان» باسم «برات- ميشان» نشأت على الأرجح في القرن الثالث قبل الميلاد على الفرات في زمن الإغريق، حيث كان دجلة والفرات يصبان منفصلين في مياه الخليج.

مرّ جيش الإسكندر المقدوني في أرض ميشان «الأهواز» أثناء عودته منتصرًا من فتوحاته في ايران والهند. كانت هذه الأرض تمتد من المحمرة ومصبي نهري دجلة والفرات ورأس الخليج العربي حتى مدينة العمارة التي كانت تضم بقايا القبائل الآرامية والكلدية التي كانت تشكل مملكة أرض البحر حتى سقوط الأمبراطورية البابلية في القرن السادس قبل الميلاد. أمر الإسكندر الكبير ببناء مدينة خراسين وسمّيت أيضا كراسين ثم كرخا، وسار محاذيًا للفرات الذي كان يجري لوحده آنذاك وكذلك دجلة ويصبان متجاورين في الخليج، وأنشأ على الفرات ميناء دعاه أبولوكوس الذي أصبح بلدة ابلا، ثم سميت في القرن الرابع للميلاد بإسم فارسي وهو «دست ميشان»، ثم تبدّل اسمها في القرن السابع الى الأبلّه. قامت مملكة ميشان الآرامية بمساعدة الملوك السلوقيين، وظلت مملكة ميشان تحت النفوذ السلوقي ثم الفارسي حتى عام 226م. حينما اجتاحها جيش الملك الساساني اردشير واجتاح معها مملكة حاطرا «الحضر».

أصبحت مدينة «فرات- ميشان» في القرن الرابع للميلاد مدينة سريانية، واهتدى معظم سكانها الآراميين إلى المسيحية واشتهروا بصناعة القوارب، وكانت مركزا للتجارة بين بلدان الخليج العربي والعراق وايران.

ظلت هذه المدينة قائمة حتى القرن التاسع الميلادي وكان أسقفها آنذاك عالمًا مشهورا وهو ايشوعدناح الذي انتقل منها الى البصرة، بعدما غدت مدينة مهمة، ولقب بـ «البصري» حبًا بالمدينة، ألّف كتابا مهمًا في التاريخ السرياني وهو «الديورة في بلاد فارس والعراق» في عام 860 م تقريبا وذلك قبيل وفاته، وسبق كتاب «الديورة» للشابشتي بأكثر من قرن من الزمن، أضاف معلومات مهمة عن المدارس في العراق ومنطقة ميشان التي ناهزت الخمسين، وكانت تدرس فيها السريانية واللاهوت والمنطق والرياضيات، من بينها «اسكول مار ماري» في دير «قنى» ومدرستي «الحيرة» و»الأنبار» اللتين درّستا على الأرجح اللغة العربية في نهاية القرن السابع للميلاد. هكذا نجد أن أرض البصرة، كجزء من أرض العراق القديم بما فيها ميشان، كانت غنية بالثقافة الأصيلة المنبعثة من ارتباطها بالحضارات والأقوام التي قدمت الكثير من النشاطات الإنسانية المعطاءة كالآراميين والكلدانيين والعرب وغيرهم.

في العصر العباسي الأول، ازدهرت البصرة وبرز فيها أعلام في اللغة والفقه والأدب. عام 781 م، احتلها صاحب الزنج وعاث فيها خرابًا، ثم احتلها القرامطة سنة 924م فخربوا ودمروا كل ما وقع في أيديهم. سنة 1258م، استولى عليها المغول، ثم احتلها العثمانيون 1534 م. في عهود غير بعيدةن كان الجندرمة العثمانيون يحكمون المدينة نهارا ويغلقون ليلا أبواب قلعة القشلة التي بنوها. تعتبر آل أبي بكرة أول أسرة سكنت البصرة سنة 14هـ، 635 م بعد فتح البصرة من قبل القائد عتبة بن غزوان، وكان لها دور كبير في المجالات الإقتصادية والدينية واشتهرت بأنها أول من زرع نخلة في البصرة وأول من بنى الحمامات وأول أسرة يولد لها طفل هناك هو عبد الرحمن بن آل أبي بكرة، وساهمت في بناء هذه المدينة وشق الأنهار والجداول لإيصال المياه من شط العرب. من غرائب الأحداث التاريخية في هذه المدينة التي لا يعرفها المواطن البصري أنها مدينة الـ ألف والي وألف معركة .

مشاهد من البصرة

تجد الشناشيل التي عرفت بها البصرة وكذلك تمثال السياب بالقرب من الكورنيش، يطل عليك الكثير من رموز المدينة، يشخصون أمامك بكامل هيئاتهم، الحريري والفراهيدي والجاحظ والأصمعي والدؤلي. تمتاز بـ «سوق الجمعة» في البصرة العتيقة، وحديقة الأندلس التي أعيد إليها رونقها وكذلك مقبرة الحسن البصري. من مشاهيرها الذين دفنوا في مقبرة الحسن البصري، رابعة العدوية ومعاذة العدوية، ومريم البصرية وشعبة بن الحجاج وخالد بن صفوان والشاعر الفرزدق.

شعر

كانت البصرة تزهو بعيد نوروز او «الكسلة»، فيحتشد على ضفتي شطّ «الخورة» المطربون في «الابلام العشارية» جمع بلم، وهو زورق خاص بالبصرة يشبه زوارق مدينة البندقية. يذكر أن الشاعر بدر شاكر السياب عاش على ضفاف شط «الخورة» وشرب من مائه حيث تقع قرية «جيكور» عاصمة ثورة الزنج العريقة أيضًا.

ارتبط النخيل في أذهان سكان البصرة بالخير والعطاء، وتؤكد الحكايات التي أفرزها الموروث الشعبي أهمية أشجاره وضرورة العناية بها. هنا يلتقي ابن النخيل بدر شاكر السياب مع المعري والجواهري وينادي: «عيناك غابتا نخيل ساعة السحر'.

كلما ابتل جسد البصرة بأولى قطرات المطر، ينهض الشاعر السياب في ذاكرة البصريين لينشد قصيدته الأثيرة عن المطر، فيرددون مع شاعرهم: «مطر. مطر. مطر»، فيبتل المطر بشعر السياب، ويزدهر قبره بقطراته. تزخرالبصرة بالعلماء من الفراهيدي والفارابي والحسن البصري وغيرهم الكثير من كتاب وأدباء وشعراء الذين عرفهم التاريخ. قال بن أبي عيينة المهلبي يمدح البصرة: «ويا حسن تلك الجاريات إذا غدت/ مـع الماء تجري مصعدات وتنحدر». كذلك تحتفي رواية محمد خضير «بصرياثا» بمسقط رأسه، البصرة، الكائنة على نهر شط العرب جنوب العراق.

يختلف قاطنو المدينة عن الدخلاء في معرفتهم لشوارعها وقصصها، كذلك يفرق خضير بين مدينة البصرة الحقيقية و»بصرياثا»، مدينة متخيلة خلقها عبر القصص والتجارب والفلكلور والتبصر، لتغدو الرواية بذلك مذكرات ورواية مصورَة عن رحلة وخطاب غرامي وتأمل. تستدعي «بصرياثا» صوراً لمدينة تبددت منذ زمن، إذ يسرد خضير، في تفاصيل تنطق بالحب، اكتشافه لمدينته وهو طفل صغير، يصف مآدب أقامها العامة في الماضي، الحمامات العامة، متع عطلة المسلمين، أسواق السلع الرخيصة في المدينة ومرتاديها، أفلام هوليوود المعروضة في السينما المحلية، الحياة اليومية خلال الحرب الإيرانية العراقية، قنوات البصرة وأنهارها.

البصرة في اللغة

البصرة في اللغة، الأرض الغليظة الرخوة الضاربة الى البياض، كانت في الأصل منطقة ريفية سميت بالآرامية العراقية «بصرياثا» او «بصريافا» ومعناها منطقة الصرايف/ با صريفي، وتعني الصريفة بيت الطين العراقي، ففي عهود التدوين التاريخية المختلفة، حملت منطقة البصرة الكثير من الأسماء، منها «باب سالميتي» وهي كلمة مأخوذة من الاكدية «شابليتيوم» أي البحر الأسفل فيكون معناها «باب البحر الأسفل». وردت أخبار منطقة البصرة في حملة الملك الآشوري سنحاريب البحرية على بلاد عيلام اي إيران إذ عسكر فيها، وحدد موقعها في حولياته عام 695 ق. م. عرفت باسم ميناء طريدون، اذ ذكرها كتاب الرومان والإغريق باسم «تريدون» أو «ديري دوتس»، قلبها العرب إلى «تردن» و»تردم» و»تدمر» والإسم الأخير عرفت به البصرة كأحد أسمائها، كما جاء في تاج العروس للزبيدي: «كانت البصرة تسمى في القديم تدمر»، وفي مسند زيد بن علي قال: «ويقال لها أي البصرة تدمر ويقال لها حزام العرب، وقد أطلق عليها ايضا البصيرة». البصيرة من أسماء البصرة القديمة أعاد بناءها اردشير ملك الفرس الساسانيين وسماها «وهشتا باذ اردشير». ذكرها الأزهري في تاج اللغة بـ «الخريبة»، وهي جزء من البصرة كان يطلق عليه البصيرة الصغرى، وفي خطبة للإمام علي نقلها ياقوت الحموي في معجم البلدان مخاطباً أهلها: «يا أهل البصرة والبصيرة والسبخة والخريبة». وردها يعقوب سركيس إلى الكلدانية، اذ تعني الأقنية أو باصرا «محل الأكواخ»، وكلمة بصرة أو بصيرة أكدية مشتقة من كلمة «باب وصيري» فأصبحت «صابي صيري» أي سكان الصحراء، فيكون اسمها «باب الصحراء». هناك إشارة الى وجود مدن مندثرة تحت أنقاض البصرة القديمة، فعندما جاء عتبة بن غزوان المازني عام 14هـ إليها، شاهد أنقاض مدينة قديمة كانت حسب روايات محمد بن اسحاق سبع دساكر، وذكر وجود قصر سنبيل في رواية أبي عبيدة على أنه حصن فارسي في الجاهلية على مرتفع وهو داخل البصرة، وقد سكنها بنو تميم وبنو العنبر وغيرهم.

جوامع ومقامات

كان في البصرة 17 ألف جامع ومسجد، وقد لا يصدق المرء وجود مثل هذا العدد، وسبب كثرتها سعة رقعة المدينة وكثرة السكان وتمكّن العقيدة الإسلامية من قلوب البصريين. تؤكد الكتب أن أبا جعفر المنصور أحصى فقراء الدراويش في مساجد البصرة، فبلغ عددهم 60 ألفًا، بمعنى أنه في كل مسجد كان يرابط أربعة أو ثلاثة من الفقراء والدراويش.

من أبرز مساجدها: مسجد بني مجاشع، بناه زياد بن أبي سفيان، مسجد الحدان الذي نزلت فيه السيدة عائشة عند قدومها الى البصرة، جامع انس بن مالك، مسجد عثمان، مسجد بني عباد، ومسجد طلحة بن الزبير. ذكر البلاذري في فتوح البلدان مسجد عاصم بن دلف ومسجد اياس بن قتادة. يذكر أن مساجد البصرة زادت، خلال سنوات قليلة من دخول الإسلام، على 7 آلاف، بالإضافة إلى جوامع القبلة، الغنامة والكواز، وهو الأثر التاريخي الكبير.

هناك أيضاً، جامع الإمام علي: صعد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ليخطب بالناس خطبة قال فيها: «اني سمعت رسول الله (ص) يقول تفتح أرض يقال لها البصرة اقوم ارض الله قبلة قارؤها أقرأ الناس وعابدها أعبد الناس». كان الإمام علي أول خليفة في الإسلام دخل الجامع، لذلك سمّي باسمه، فكان في عهده أشبه بمدرسة جامعة انتشرت في أروقته الواسعة جميع حلقات العلم والدراسة. لم يبق من جامع الإمام علي، الذي كان يسمى في بداية تأسيسه سنة 14هـ/ 635م «جامع البصرة» سوى قاعدة منارة من بين سبع منارات. شوهدت بقايا أساطين الجامع الحجرية في آبار الدريهمية جنوب شرق الزبير.

مرقد الزبير: من المعالم الأثرية الإسلامية الأخرى مرقد الزبير بن العوام الذي يتوسط مركز الزبير راهناً وكانت أول محاولة لبنائه عام 368هـ.

مقبرة الحسن البصري: تعد واحدة من أقدم المقابر الإسلامية، يزيد عمرها على أربعة عشر قرناً، تقع راهناً في الزبير وتقدمت المعالم الأثرية الرئيسة، سميت تيمناً بـ الحسن البصري الفقيه الزاهد المعروف الذي توفي عام 110هـ / 728م ودفن فيها.

تُعرف البصرة بمدينة النخيل، ازدهرت فيها الغابات، أول بيت بني فيها هو دار نافع بن الحارث ثم دار الصحابي معقل بن يسار المزني. أدرك العرب أن أرضها تصلح لزراعة هذا النوع فأكثروا منه حتى اشتهرت في ما بعد بأنها أرض النخيل.

توسعت سريعاً حتى بلغت مساحتها أيام خالد بن عبد الله القسري حوالي فرسخين طولاً إلى فرسخين عرضاً، واستمرت بالتوسع في جميع الاتجاهات، وكانت تحفر الأنهار التي توصل الماء إليها وتروي البساتين وتستخدم في النقل أيضاً. على الرغم من التاريخ السياسي الحافل للمدينة وموقعها الجغرافي المميز، إلا إنها لم تستطع أن تنافس الكوفة والمنطقة المحيطة بها في انتزاع مركز السيادة لتصبح عاصمة لأي دولة، بل إن تاريخ البصرة والمنطقة المحيطة بها لم يشهد لها أن تكون عاصمة لأي دولة ذات أهمية في التاريخ، لكنها أصبحت عاصمة لولاية امتدت إلى كل سواحل الخليج العربي ومناطق عربستان بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من العراق، لكن تلك الولاية كانت تابعة إلى دولة أخرى، وفي معظم الأوقات إلى بغداد أو الكوفة العاصمة أو إلى ولاية بغداد التي ضمت إليها ولاية الموصل بعد سقوط الدولة العباسية.

rami abdularhman
الخميس 4 سبتمبر 2008