نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس


التكية الطالبانية بكركوك المكان الوحيد الذي يجمع العرب والأكراد والتركمان ومن فرقتهم السياسة




كركوك - مروان ابراهيم - يرتاد سكان كركوك بمختلف اطيافهم القومية من اكراد وعرب وتركمان التكية الطالبانية التي تم تشييدها قبل قرابة ثلاثة قرون وتتبع احدى الطرق الصوفية المعتدلة الداعية الى التسامح، بسحب القائمين عليها


التكية الطالبانية بكركوك
التكية الطالبانية بكركوك
ويقول الشيخ يوسف علي طالباني امام وخطيب التكية ان الملا محمود زنكنه شيدها قبل 270 عاما في حين شيد المسجد ابنه احمد طالباني الذي ولد في منطقه طالبان الواقعة قرب قضاء جمجمال، شمال كركوك باتجاه السليمانية.

ويضيف ان "نهجنا في تكيتنا ومسجدنا هو اعتماد الصوفية المعتدلة والانفتاح ثقافيا وسياسيا لان مريدي التكية كانوا منذ تشييدها من المسلمين والمسيحيين واليهود والعرب والاكراد والتركمان".

ويتابع "انهم نسيج كركوك لان رسالتنا هي خدمة الجوانب الثقافية والروحية لمختلف الاجناس. فعندما تجول في التكية تسمع المريدين والمصلين والمتبركين بالقبور والفقراء يتحدثون باللهجات المحلية كما كان بعض المريدين وخدامها ياتون من الهند".

ويشير طالباني الى "بناء قبة الحرم الكبير ابان عهد السلطان العثماني عبد المجيد واطلق على المسجد في وسط التكية المجيدية تيمنا بالسطان الذي قدم هديتين الاولى شعرة من الرسول محمد فضلا عن مخطوطة نادرة من صحيح البخاري".

ويؤكد ان مساحة التكية لا تتعدى الالفي متر مربع تضم قاعة للحرم ومصلى وديوان وقاعة مناسبات ومكتبة ضخمه تحوي الاف الكتب النادرة وغرف للضيوف والمسافرين والفقراء ومكان للنساء ومراقد لرجال الدين.

وقد تعرضت التكية قبل اكثر من عامين لعملية تفجير امام مدخلها الحقت بها اضرارا جسيمة. لكن الرئيس جلال طالباني امر باعادة اعمارها وتطويرها وتوسيعها على نفقته الخاصة بمبلغ 800 الف دولار، كما وجه باعاده اعمار وترميم جامع خانقا التراثي.

وتقع التكية بين حيين شعبيين قديمين شمال كركوك هما امام قاسم والاسكان، على تلة مرتفعة بمناراتها الشاخصة وهي مطرزة بالحجر والنقوش المميزة الجميلة بشكل يجذب الناظرين اليها.

وجد الرئيس طالباني مدفون في التكية، وهو ابن احمد طالباني.

ويقول رجل الدين ان "ابرز انشطتنا اليوم التي نسعى الى تقويتها هي تقديم الطعام واقامة حلقات الذكر والنصائح والارشاد (...) رسالتنا هي التسامح، والاعتدال هدفنا فهذه هي الصوفية المعتدلة".

ويقبل كل من يدخل التكية يد الشيخ يوسف، حسبما ذكر مراسل فرانس برس.

من جهته، يقول ارجان خضر محمود وهو تركماني يعمل مدرسا (54 عاما) "ناتي الى هنا بشكل دائم في نهاية كل اسبوع لزيارة التكية والتبرك، لا نشعر باي خجل او خوف لانها موقع كردي بل ما يجمعنا هو الاعتدال والرغبة في لملمة خلافات السياسيين".

ويضيف ان "الزيارة امر تعودنا عليه من والدي وجدي واحاول نقلها لاولادي واحفادي (...) فهي المكان الوحيد الذي يجمع العرب والتركمان والاكراد في كركوك دون حديث سياسي سوى التبرك والعبادة".

ويبلغ عدد سكان المدينة نحو مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية مسيحية.

بدوره، يؤكد خالد علي جاسم العبيدي وهو مزارع (47 عاما) جلب عائلته الى التكية للصلاة، موضحا ان "هذا المكان هو بمثابة القوة التي توحد اهالي كركوك".

ويشير شيرزاد عبد الله زنكنه وهو صاحب متجر في سوق شعبي مجاور للتكية الى الاسواق القديمة مثل القيصرية واحياء بولاق والمصلى التي كانت تضم يهودا غادروا قبل حوالى ستين عاما.

ويتابع ان "يهود كركوك وفقا لما يذكره ابناء المحلة، كانوا يترددون الى التكية للتبرك وتاكيد التسامح التاريخي بين اهالي كركوك".

مروان ابراهيم
الاحد 5 سبتمبر 2010