تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

سبع عشرة حقيبة للمنفى

27/11/2025 - خولة برغوث

في أهمّية جيفري إبستين

26/11/2025 - مضر رياض الدبس

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز


الخبراء منقسمون حيال دوافع "الهجوم الكيميائي" في سوريا




بيروت - سامي كتز -


اذا كانت مسؤولية الرئيس السوري عن الهجوم الكيميائي في خان شيخون لا تحمل ادنى شك بالنسبة للدول الغربية، الا ان الخبراء يظهرون ارتيابا في الاسباب التي يمكن أن تدفعه إلى ارتكاب مثل هذا الامر بينما كان في وضع مريح جدا.

واطلقت القوات الاميركية الجمعة 59 صاروخا من طراز توماهوك من سفينتين في البحر المتوسط على قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص، وسط سوريا.


  وفي خطاب رسمي بثته شاشات التلفزيون، أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن دمشق "مرتبطة مباشرة" بالأحداث "الرهيبة" الثلاثاء في خان شيخون حيث قتل 86 شخصا على الاقل، بينهم 27 طفلا، في غارة جوية.
لكن النظام السوري الذي دان الضربة الاميركية نفى تنفيذ هجوم كيميائي مؤكدا ان الطيران السوري استهدف "مستودعا للذخيرة تابعا لجبهة النصرة توجد فيه مواد كيميائية".
وأحدثت صور الضحايا الذين يعانون من أعراض مشابهة لتلك التي يتعرض لها المصابون بقصف كيميائي وفقا للأطباء هناك، صدمة في العالم.
وقال الخبير سلمان شيخ الذي يرأس مجموعة استشارية تحمل اسمه، ان مسؤولية الرئيس السوري مؤكدة "لأنه ليس عملا معزولا، فقد ارتكب النظام (هجمات كيميائية) مرارا".
وطبقا لمعلوماته فان "كبار المسؤولين العسكريين في النظام أصيبوا بالهلع ومن بينهم ماهر الأسد أو رياض مخلوف"، وأن هذين الأخيرين "اكدا لمن يريد سماعهما أنهما لا يعرفان شيئا عن الهجوم. نحن نعلم أنه في الأوقات السابقة ضاعف النظام اختباراته لمعرفة ما إذا كان الغربيون سيردون"، كما قال شيخ لفرانس برس.
ومنذ بدء النزاع قبل ست سنوات، طالبت الدول الغربية مرارا بفرض عقوبات على دمشق دون نتيجة بسبب الفيتو الروسي، لكنها لم توجه اي ضربة حتى بعد الهجوم الكيميائي في ضواحي دمشق الذي تسبب بوفاة مئات الاشخاص صيف عام 2013.
 

-دوافع"غير واضحة"-

من جهته، قال ريد فوستر، المحلل العسكري في معهد جاينز، ان "الامر الاقل وضوحا هو الدوافع الاستراتيجية وراء الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي نسب الى نظام الأسد، كونه يفتح الطريق أمام تدخلات لاحقة يمكن أن تضعف القدرات العسكرية لسوريا".
بدوره، قال مدير الأبحاث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن البروفسور مالكولم تشالمرز ان استراتيجية النظام "تهدف في الدرجة الأولى إلى إضعاف معنويات المدنيين في الأراضي التي لا يسيطر عليها. هذا هو التكتيك الذي يستخدمه النظام مرارا (...) لأنه ما يزال يعتقد ان بامكانه السيطرة على معظم انحاء سوريا".
وتشير فرضية أخرى الى احتمال أن تكون العملية دبرها الجيش السوري دون موافقة الأسد.
واوضح خبير الشؤون السورية في معهد "واشنطن انستيتوت" فابريس بالانش "أعتقد أنهم المتطرفون في دمشق الذين قرروا الانتقام من الروس الذين يفاوضون من وراء ظهر سوريا. والمسألة المهمة هي معرفة إن كان الأسد نفسه متورطا في ذلك".
واضاف "اذا التزم الروس والنظام الهدوء بعد ضربة الجمعة، فلن يكون هناك تصعيد. فالهدف من ذلك هو معاقبة تجاوزات النظام وليس الذهاب إلى مواجهة. بوتين فهم الرسالة. فهو أيضا غاضب على الأسد لكنه مضطر الى تقديم الدعم له".

- المشتبه بهم -

وبين المشتبه بهم ايران التي "لا تنظر بعين الرضا الى سيطرة الروس على الامور كلها في سوريا"، وفق بالانش.
من جهته، قال باحث لبناني اشترط عدم ذكر اسمه كونه يعمل في سوريا "يجب أن لا نستبعد إيران لأن هذا البلد لا يريد تقاربا بين الولايات المتحدة وسوريا".
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال خلال زيارته تركيا أواخر اذار/مارس أن مصير الأسد يجب أن يقرره "الشعب السوري".
كما اكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي "يجب على الجميع اختيار معاركهم" معتبرة أن الأولوية لدى واشنطن هي عدم التركيز على رحيل الأسد.
اما وضاح عبد ربه، رئيس تحرير صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات  في دمشق، فقال "لا مصلحة للنظام في شن هجوم كيميائي خصوصا بعد حصول الأسد على ما كان ينتظره منذ ست سنوات: الاعتراف والشرعية من قبل الولايات المتحدة".
واضاف متسائلا "لماذا يضيع هذه الفرصة بشن هجوم كيميائي على مكان لا يحظى باي أهمية استراتيجية أو عسكرية"؟
بالنسبة له، "على الأرجح إنهم الأتراك الذين نفذوا هذه العملية لانهم يعتبرون التقارب بين الحكومة السورية وواشنطن أمرا غير مقبول".
وختم عبد ربه قائلا إن "العملية برمتها تعيدهم الى الساحة وتقربهم من الأميركيين مجددا على أمل أن تغير واشنطن رأيها في الأسد".

سامي كتز
الجمعة 7 أبريل 2017