الصفحات
سياسة
كنيسة صمدت أمام قسوة المناخ في بلدة بوادي إحدى بلدات الأشباح شرق سان فرانسيسكو
وقد لجأ روك نوفاك إلى ظل شرفة متجره العام، وجلس على مقعد متهالك ووضع أمامه كوبا من الكولا الباردة التي تنبعث منها الفقاعات.
ومثلما يفعل بعد ظهر كل يوم جلس نوفاك ينتظر وصول عدد قليل من السياح يتفصدون عرقا والذين توقفوا بالبلدة بمحض الصدفة وهم في طريقهم إلى وادي الموت، ، وكان يبدو أنهم لا يستطيعون ترك سياراتهم المكيفة الهواء.
ويقوم نوفاك بالرد على أسئلتهم الفضولية ويحكي لهم بضع قصص إضافية من ذاكرته تدور حول الأزمنة التي كانت هذه المنطقة فيها غير آمنة بفعل الذين جاءوا ينقبون عن الذهب وكانت الحانات تحفل بالحياة.
وروك نوفاك مسئول عن رعاية شئون بلدة بالارات، ولا يعرف أحد تاريخ هذه البلدة مثله.
وانبثقت هذه البلدة للوجود في نهاية القرن التاسع عشر عندما تم اكتشاف الذهب في وادي بانامينت الذي يقع بجوار وادي الموت الشهير، وازدهرت بالارات بسرعة وأصبحت قاعدة الإمداد للرجال الذين ينقبون عن الذهب في مناطق الجبال.
وبلغ عدد سكان بالارات وهي في أوج مجدها 500 نسمة على أكثر تقدير، ومع ذلك كان يوجد بها سبع حانات وثلاثة فنادق وأربعة من بيوت البغاء كما يشير نوفاك.
وعندما يحين وقت سداد الفواتير كان الباحثون عن الذهب ينفقون بسرعة معظم ما كسبوه من مال على النساء والخمر، ومن بين الأحداث الطريفة التي يحكيها نوفاك - وهو يشير إلى قصاصة من صحيفة تحولت إلى اللون الأصفر الباهت بفعل الزمن تتدلى من متجره العام - حادث وقع لشخص يدعى شورتي هاريس.
ويقول نوفاك إن هذا الشخص سقط نائما بعد جلسة من المرح الصاخب أفرط خلالها في الشراب مع أصدقائه في ركن من حانة، وأراد أصدقاؤه الذين شاركوه الشراب أن يلقنوه درسا فقاموا بصنع تابوت من ألواح خشبية كانت في الحانة ووضعوه بداخله.
وبعد بضع ساعات أفاق هاريس بالتدريج من سباته ومن حالة الثمالة ورأى شمعة مضيئة ووجد أصدقاءه قد حملوه إلى منطقة المقابر فقفز من داخل التابوت وأخذ يعدو بعيدا وهو يصرخ في فزع.
وبعد هذه المزحة توجه هاريس وكان أحد الباحثين عن الذهب إلى بلدة ريوليزه بولاية نيفادا المجاورة ونجح في استخراج الذهب عام 1904، وبعد ذلك ببضعة أعوام زاد عدد سكان البلدة إلى عشرة آلاف نسمة معظمهم من العمال الذين كانوا يكسبون ثلاثة دولارات في اليوم كأجر لهم نظير عملهم بالمنجم.
غير أن شورتي هاريس لم يصبح ثريا على الإطلاق لأنه كان ينفق ما يحصل عليه من مال في الحانات.
وثمة علامة لا زالت باقية حتى اليوم على حب الباحثين عن الذهب للشراب وهو بيت متلألأ مشيد من أكثر من ثلاثين ألف زجاجة جعة والطوب اللبن في ريوليزه، وهو المبنى الوحيد الباقي في هذه البلدة.
ولم يستمر تدفق الباحثين عن الذهب على بلدة ريوليزه طويلا، ففي عام 1910 توقفت الجهات المانحة للقروض عن التمويل وانتقل العاملون في مناجم الذهب إلى مواقع أخرى.
وواجهت بلدة بوداي الواقعة شرق سان فرانسيسكو واحد اشهر البلدات الاشباح في كاليفورنيا المصير نفسه. حيث يغطي التراب كل شىء .
وكثير من المنازل في البلدة بالاضافة إلى الكنيسة استطاعت الصمود أمام قسوة المناخ. وطوال خمسين عاما ظلت بوداي بلدة اشباح .
ونعود الآن مرة اخرى إلى بلدة بالارات فقد استقر روك نوفاك مرة اخرى في شرفة منزله بعد القيام بجولة في البلدة ويوجه بصره وهو جالس في الشرفة نحو الصحراء المحيطة بالبلدة.
والآن لم تعد بلدة بالارات نائية كما كان الحال من قبل وهو الحال الذي شجع أحد أسوأ القتلة في الولايات المتحدة على الإختباء فيها.
وكان تشارلز مانسون زعيم الهيبز قد اختبأ في جبال البلدة في الستينيات من القرن الماضي إلى أن تم إلقاء القبض عليه عام 1969، ويبلغ مانسون الآن 75 عاما من العمر ومن المقرر أن يقضي بقية عمره في أحد سجون كاليفورنيا
ومثلما يفعل بعد ظهر كل يوم جلس نوفاك ينتظر وصول عدد قليل من السياح يتفصدون عرقا والذين توقفوا بالبلدة بمحض الصدفة وهم في طريقهم إلى وادي الموت، ، وكان يبدو أنهم لا يستطيعون ترك سياراتهم المكيفة الهواء.
ويقوم نوفاك بالرد على أسئلتهم الفضولية ويحكي لهم بضع قصص إضافية من ذاكرته تدور حول الأزمنة التي كانت هذه المنطقة فيها غير آمنة بفعل الذين جاءوا ينقبون عن الذهب وكانت الحانات تحفل بالحياة.
وروك نوفاك مسئول عن رعاية شئون بلدة بالارات، ولا يعرف أحد تاريخ هذه البلدة مثله.
وانبثقت هذه البلدة للوجود في نهاية القرن التاسع عشر عندما تم اكتشاف الذهب في وادي بانامينت الذي يقع بجوار وادي الموت الشهير، وازدهرت بالارات بسرعة وأصبحت قاعدة الإمداد للرجال الذين ينقبون عن الذهب في مناطق الجبال.
وبلغ عدد سكان بالارات وهي في أوج مجدها 500 نسمة على أكثر تقدير، ومع ذلك كان يوجد بها سبع حانات وثلاثة فنادق وأربعة من بيوت البغاء كما يشير نوفاك.
وعندما يحين وقت سداد الفواتير كان الباحثون عن الذهب ينفقون بسرعة معظم ما كسبوه من مال على النساء والخمر، ومن بين الأحداث الطريفة التي يحكيها نوفاك - وهو يشير إلى قصاصة من صحيفة تحولت إلى اللون الأصفر الباهت بفعل الزمن تتدلى من متجره العام - حادث وقع لشخص يدعى شورتي هاريس.
ويقول نوفاك إن هذا الشخص سقط نائما بعد جلسة من المرح الصاخب أفرط خلالها في الشراب مع أصدقائه في ركن من حانة، وأراد أصدقاؤه الذين شاركوه الشراب أن يلقنوه درسا فقاموا بصنع تابوت من ألواح خشبية كانت في الحانة ووضعوه بداخله.
وبعد بضع ساعات أفاق هاريس بالتدريج من سباته ومن حالة الثمالة ورأى شمعة مضيئة ووجد أصدقاءه قد حملوه إلى منطقة المقابر فقفز من داخل التابوت وأخذ يعدو بعيدا وهو يصرخ في فزع.
وبعد هذه المزحة توجه هاريس وكان أحد الباحثين عن الذهب إلى بلدة ريوليزه بولاية نيفادا المجاورة ونجح في استخراج الذهب عام 1904، وبعد ذلك ببضعة أعوام زاد عدد سكان البلدة إلى عشرة آلاف نسمة معظمهم من العمال الذين كانوا يكسبون ثلاثة دولارات في اليوم كأجر لهم نظير عملهم بالمنجم.
غير أن شورتي هاريس لم يصبح ثريا على الإطلاق لأنه كان ينفق ما يحصل عليه من مال في الحانات.
وثمة علامة لا زالت باقية حتى اليوم على حب الباحثين عن الذهب للشراب وهو بيت متلألأ مشيد من أكثر من ثلاثين ألف زجاجة جعة والطوب اللبن في ريوليزه، وهو المبنى الوحيد الباقي في هذه البلدة.
ولم يستمر تدفق الباحثين عن الذهب على بلدة ريوليزه طويلا، ففي عام 1910 توقفت الجهات المانحة للقروض عن التمويل وانتقل العاملون في مناجم الذهب إلى مواقع أخرى.
وواجهت بلدة بوداي الواقعة شرق سان فرانسيسكو واحد اشهر البلدات الاشباح في كاليفورنيا المصير نفسه. حيث يغطي التراب كل شىء .
وكثير من المنازل في البلدة بالاضافة إلى الكنيسة استطاعت الصمود أمام قسوة المناخ. وطوال خمسين عاما ظلت بوداي بلدة اشباح .
ونعود الآن مرة اخرى إلى بلدة بالارات فقد استقر روك نوفاك مرة اخرى في شرفة منزله بعد القيام بجولة في البلدة ويوجه بصره وهو جالس في الشرفة نحو الصحراء المحيطة بالبلدة.
والآن لم تعد بلدة بالارات نائية كما كان الحال من قبل وهو الحال الذي شجع أحد أسوأ القتلة في الولايات المتحدة على الإختباء فيها.
وكان تشارلز مانسون زعيم الهيبز قد اختبأ في جبال البلدة في الستينيات من القرن الماضي إلى أن تم إلقاء القبض عليه عام 1969، ويبلغ مانسون الآن 75 عاما من العمر ومن المقرر أن يقضي بقية عمره في أحد سجون كاليفورنيا
