تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الروس يبحثون في أعماق الأرض الأم عن الأب فروست المعادل السيبيري لسانتا كلوز




فيليكي أوستيوج (روسيا)- : أولف ماودر - تبدو المساحة الواسعة من غابة تنتمي إلى المناطق الشمالية من القارة الأوروبية وتقع في منطقة منعزلة من سيبيريا الروسية موطنا مناسبا للأب فروست أو الجليدي وهو الشخصية الخيالية التي ترتدي رداء أحمر اللون ويطلق عليها في روسيا إسم ديد موروز وتماثل شخصية سانتا كلوز الغربية التي تمنح الهدايا للأطفال في أعياد الميلاد.


أولف ماودر
أولف ماودر
وتأسست بلدة فيليكي أوستيوج التي كانت في السابق مركزا تجاريا تابعا لمدينة فولوجدا أوبلاست بشمال غربي روسيا عام 1147، ولكن منذ إعلانها موطنا للنسخة الروسية من أب أعياد الميلاد أي بيتا لديد موروز منذ 12 عاما أصبحت البلدة تلقى إقبالا أكبر من الزوار عن ذي قبل.

وتقوم مئات الآلاف من الأسر برحلات إلى هذه البلدة كل عام، وهذه الرحلات التي تكون مرهقة في الغالب إلى منطقة " الأدغال السحرية " التي تحيط بضيعة ديد موروز تصبح مصدرا لتشجيع الزوار وحفزهم على الاستمتاع وليس تثبيط هممهم.

وتقع بلدة فيليكي أوستيوج على مسافة 900 كيلومتر من شمالي موسكو، ويرى الكثيرون الذين يأتون إليها أنها تمثل روسيا التقليدية أيام العصور الخوالي.

ويعد مقر الإقامة الرسمي لديد موروز وقصره الذي يقع داخل الغابة المعلم الرئيسي المميز للنسخة الروسية من ديزني لاند، وتم افتتاح مشروع ديد موروز السياحي والترفيهي عام 1998 وأعطى البلدة الواقعة على نهر سوخونا دفعة قوية وسلط عليها أضواء الشهرة على مستوى روسيا بأكملها.

وعلى الرغم من الدعم الحكومي لمساندة معلم الجذب السياحي هذا فلا يزال من الصعب الوصول إلى المنطقة، وتقف القطارات في بلدة كوتلاس تاركة السياح يقطعون مسافة الستين كيلومترا الباقية للوصول إلى مقصدهم إما عن طريق حافلة أو سيارات الأجرة التي يتم المساومة على أسعار الركوب فيها.

ويعيش سكان فيليكي أوستيوج غارقين في عالم أكليريكي متماسك أرثوذكسي روسي من الكنائس والأديرة والأيقونات منعزل عن الحياة في الحواضر التي تضج بالضوضاء والحركة في سان بطرسبرج وموسكو.

ويلقى الزوار ترحيبا دافئا وودودا داخل المطاعم الروسية القديمة والجذابة من جانب أصحابها والعاملين فيها الذين يرتدون ثيابا تقليدية، وغالبا ما يعرضون على الزوار تناول الخبز والملح اتباعا لأسلوب تراثي، ثم ينطلقون مرددين أغنية شعبية جماعية عند تلقي إشارة بذلك.

ولا تزال المشغولات الحرفية واليدوية التي أصبحت نادرة في أماكن أخرى من روسيا مزدهرة في فولوجدا مثل التحف المصنوعة من لحاء وخشب أشجار البتولا والمطلية بالذهب والفضة وصياغة " الصفائح المطلية بالقصدير "، ويتم صناعة هدايا تذكارية من هذه القطع الفنية وتعرض للبيع في كل مكان.

ومن الطبيعي أن تتحقق على أرض الواقع السمعة السيئة للشتاء الروسي القارس حيث تؤدي موجات الصقيع القاسية إلى خفض درجة الحرارة في أغلب الأوقات إلى أقل من 20 درجة مئوية، ويعد العلاج المثالي للتعرض لهذه الحالة المناخية هو القيام بزيارة لحمام بخاري روسي منعش.

وتقول إيلينا سالينينا العاملة بهيئة السياحة المحلية إن العائلات الروسية تحرص بشكل متزايد على قضاء عطلة في هذه المنطقة بأحد الفنادق ذات الأسعار المعقولة التي صممت لكي تسمح للزوار بالاستمتاع بتجربة الحياة الريفية الهادئة بشكل مباشر.

وفي الأوقات الأكثر دفئا من العام تكون من أهم أنشطة الجذب السياحي في المكان صيد الأسماك بالصنارة والتجوال في المناطق الريفية بحثا عن الأعشاب والتوت وعيش الغراب.

وتسوق بلدة فيليكي أوستيوج نفسها كمقصد سياحي يزار طوال العام ويجذب هؤلاء الذين ينشدون الهواء النقي وبرامج متكاملة من الأنشطة المخصصة للأطفال، وتعرض حديقة لقطع النحت داخل الغابة مجموعة من التماثيل التي تجسد شخصيات من الحكايات الفلكلورية الروسية مثل الساحرة الشريرة بابا - ياجا والشخصيات الخيالية التي تمثل الفصول الأربعة وتتجمع حول نار المخيم وتدعو الناس إلى تمني أمنية.

ويحتوي مجمع المركز الترفيهي المحاط بالأسوار والمستكمل بفندق عائلي على حديقة حيوان خاصة به بداخلها دببة وطيور جارحة وحيوان الموظ الضخم وهو من فصيلة الغزلان ويعيش في أمريكا الشمالية، ولكن معلم الجذب الرئيسي هو المنزل الأسطوري المشيد من الخشب للشخصية الخيالية ديد موروز.

وبشكل يفوق ليلة الكريسماس يتجمع آلاف الأطفال في هذا المكان ليلة رأس السنة الميلادية للاحتفال بأعياد الميلاد الروسية مع كائن خرافي هو جني الشتاء الصغير ذي اللحية البيضاء الذي يتم تصويره عادة كرجل كبير السن مهذب طويل ورشيق يحمل في يده عكاز.

وتقع غرفة عرش ديد موروز بالقرب من المدخل وتقف بجواره شجرة البيسة أو اليولكا التي ترمز لعيد الميلاد وقد تم تزيينها ببهرجة الاحتفالات، ويجمع بيت ديد موروز بين خصائص المتحف ومنزل الأب فروست أو الجليدي الذي يقدم الهدايا للأطفال بمناسبة أعياد الميلاد، ويتضمن البيت ملامح رائعة مثل قاعة الرداء التي يحتفظ فيها ديد موروز بحلله البهيجة والفاخرة.

ويتم الاحتفال بمهرجان شجرة البيسة أو اليولكا الذي تكون الشجرة محوره ليس فقط في هذه الضيعة الريفية النائية ولكن أيضا في بلدة فيليكي أوستيوج حيث يتيح المركز الترفيهي برنامجا من الفعاليات للأطفال ومتحفا مخصصا لتراث الكريسماس ومركزا بريديا خاصا بديد موروز يتم بداخله دمغ الخطابات المرسلة من جميع أنحاء العالم لإثبات أن الأب فروست استلمها.

وتقول المشرفة على المركز البريدي ليودميلا سيرانوفا إن الأب فروست يسافر إلى جميع أنحاء العالم ولهذا السب تزداد شهرته باستمرار.

lazikani lazikani
الاحد 19 ديسمبر 2010