وطلبت الشبل خلال لقائها الذي استمر أكثر من ساعة على قناة الإخبارية السورية التابعة لنظام أسد من محاوريها وهما (ربي الحجلي وحسين مرتضى)، أن يبقيا في خطاب القسم لأنها جاءت "لتشرحه وتتحدث عنه".
ورغم أن الشبل لم تبُح صراحة بالهدف من شرح ما يسمى خطاب القسم والحديث عنه، لكنّ لقاءها جاء بعد موجة غضب بين أوساط المؤيدين تلت الخطاب معتبرين أنه محبط ومخيّب للآمال.
وعبّر أكثر من موالٍ بارز في وقت سابق عن غضبه مما جاء في خطاب القسم، حيث علق زياد هواش أحد مشايخ الطائفة العلوية بأن الخطاب بعيد سنوات ضوئية عن السوريين وواقعهم.
بينما اعتبره أمين صقر حسن المنتمي لحاضنة أسد في جبلة "تحدّياً للسوريين المقهورين والبائسين والجوعى والمشردين".. وقال مخاطباً بشار في منشور على صفحته في فيسبوك: "وجهك كاد أن يقول تروح سوريا ويموت كل شعبها المهم بقيت أنا الرئيس"، فضلاً عن آلاف التعليقات المستنكرة والغاضبة على صفحات التواصل الاجتماعي.
أما عبد المسيح الشامي "الموالي السابق" فذكر أن الخطاب يقول لمن ينتظرون الإصلاح...الإصلاح لن يحدث، ولمن ينتظر الحل السياسي...لا يوجد حل سياسي".
وبالعودة إلى لونا الشبل فإن لقاءها الذي بُث عشية عيد الأضحى لم يكن اعترافاً ضمنياً بأن خطاب القسم كان ضعيفاً ومخيباً للأمال فحسب، بل كان تفسيرها لخطاب القسم صادماً لعتاة الموالين أكثر من الخطاب نفسه، خاصة فيما يتعلق بصمود الشعب الذي ذكرته آنفاً، وقضية الرمادية التي تطرق إليها بشار الأسد في خطابه، حيث فسرتها بأن لامكان للرمادي أو الحيادي في نظام أسد فبحسب قولها " العميل عميل والخائن خائن والوطني وطني (..) لايوجد نصف أو ربع عميل أو خائن .. لاوجود للرمادية". بمعنى إما معنا أو ضدنا، وكل من ينتقد أو يرفع صوته سيعامل معاملة الخائن أو العميل.
وهذا التفسير أو الفهم ليس من عند أورينت، وإنما قال به وردّده العشرات بل المئات من الموالين على وسائل التواصل الاجتماعي، فها هو "قمر الزمان علوش" الكاتب العلوي الذي يصف نفسه بأنه من غلاة الموالين عبّر عن صدمته من شرح لونا الشبل لخطاب القسم عبر منشور طويل على صفحته في فيسبوك قال فيه الآتي:
"الرسالة المبطنة التي حاولت السيدة لونا الشبل إيصالها عبر ترجمتها لخطاب القسم .. وصلتني على النحو التالي .. لا خيار أمامك إلا أن تكون أحد رجالي .. لم أطلب منك الصمود أنت دافعت عن نفسك
لن أعطيك وعوداً لحل مشاكلك لأنني لا أملك عصا سحرية .. ولكن تأكد دائما أنني أستطيع أن أُنقص خبزك اليومي متى شئت. المعارضة الخارجية أو الداخلية غدت من الماضي والرمادية في المواقف باتت مشبوهة فإما أن تفكر كما أفكر وإما أنت عميل أوخائن .آلمتني الرسالة كثيراً وأدهشتني".
ثم أضاف: "للتذكير فقط أنا كنت أول كاتب يظهر على الشاشة الوطنية لأعلن وقوفي الراسخ في خندق الدولة السورية ورئيسها الشرعي . في وقت تهرّب واعتذر فيه أغلب الكتاب والفنانين عن هذا الظهور".
ومن أبرز وربما أخطر ما قاله كموالٍ شرس : "إذا لم تكن عضواً في القطيع فعليك ألا تخاف من الذئاب بل من الراعي، كنت خائفاً على الرئيس .. ولكنني الآن بت خائفاً منه حقاً".
وأعلن في ختام منشوره أنه سيغلق بإرادته صفحته "التي لم تنقطع يوماً خلال عشر سنوات متواصلة حتى في أشد الظروف قسوة وخطورة .. ولم يغب فيها أهلي وناسي عن فكري وخيالي وعاطفتي لحظة واحدة"، حسب تعبيره.
من شعبان إلى الشبل ونظرية الصمود المستفزة
ولم يختلف حال الموالين اليوم مع "الشبل" فبينما تطالبهم بالصبر والصمود فإنها تمتلك أكبر فيلا بمنطقة "قرى الأسد" بريف دمشق تحوي مسبحاً على شكل غيتار كما ذكر الموالون أنفسهم، وترتدي ساعة في يدها بآلاف الدولارات كما تحدث بعضهم.
وفي هذا الصدد ذكر أحد الحسابات الموالية أن "الشبل تملك أكبر فيلا بقرى الأسد ومسبحاً بالفيلا على شكل غيتار، وتطلب من المواطن أن يصمد صموداً إيجابياً على حصة النصف رغيف يومياً".
ورغم حديث لونا الشبل الواضح بأنها تشرح خطاب "القسم" نيابة عن بشار الأسد فضلاً عن أن الجميع يعرف أنها لم تخرج باللقاء الذي لم يبث على الهواء أيضاً دون أمر من بشار الأسد، إلا أن سيل التعليقات كان ضد الشبل وليس ضد بشار الذي ألقى الخطاب، وكأن بشار أراد أن يجعل من الشبل كما بثينة شعبان وغيرهما شماعة أو "ممسحة زفر"، في كل سقطة وكل مصيبة يجرها على سوريا وهنا نقصد سوريا من وجهة نظر الموالين، فبشار وجماعته ألغوا من حساباتهم الثورة والمعارضة منذ زمن بعيد، منذ أن قال بشار إن سوريا لمن يدافع عنها وليس لمن يمتلك جنسيتها، في خطاب قسمه المشؤوم عام 2014.
ولكن للإنصاف هناك بعض الحسابات الموالية تجرأت، ليس على انتقاد بشار ولكن على التساؤل، لماذا ما زالت الشبل وبثينة شعبان في قصر الرئاسة رغم غبائهما الفاضح ، وليس غباء من عينهما ولم يكتشف ذلك طيلة هذه السنوات.