نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


بوتين يستدعي بشار الأسد على عجل للتحضير لمرحلة جديدة




كالعادة، ودون أيِّ إعلانٍ مسبق أو بروتوكولات رئاسيّة أو حتى استقبال رسمي؛ استدعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس نظام أسد بشار إلى العاصمة الروسيّة موسكو، وتزامن هذا الاستدعاء مع الهدوء الحذر في محافظة درعا وما صاحبه من زيارة للملك الأردني إلى موسكو، وبعد خمسة أيام من زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى موسكو، ناهيك عن أنّ التدخل الروسي في سوريا ينهي عامه السادس ويدخل بعد أيام قليلة عامه السابع، دون أن تستطيع موسكو تحقيق أيّ مُكتسبات فعليّة من ذلك التدخل.

المحلل السياسي السوري المختص بالشأن الروسي الدكتور نصر اليوسف، أكّد أنّ هذه الزيارة لها علاقة بزيارة الملك عبد الله ووزير الخارجية الإسرائيلي إلى موسكو، إضافةً لما حصل في درعا، يقول اليوسف: "كلّ ذلك يشي بأنّ شيئاً ما يُرتّب في المستقبل المنظور، خاصة أننا نعرف وجود لجنة لدراسة الملفات المشتركة بين روسيا وأمريكا أعقاب القمة التي عُقدت في جنيف قبل ثلاثة أشهر تقريباً".

وأشار اليوسف إلى أنّ كل ذلك يمكن جمعه في ملف واحد أو رزمة واحدة، واستدعاء أسد وما سبقه من زيارة للملك الأردني ووزير الخارجية الإسرائيلي جميعه يأتي للتنسيق بهدف التحرك إلى الأمام بناءً على الاتفاق الذي تمّ بين بايدن وبوتين.


هذا الاستدعاء الذي أتى على عجل ودون أيِّ إعلانٍ مُسبق ردّه الصحفي المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد إلى وجود أمر جدّي: "أيّاً كانت خلفية الأسباب التي دفعت الكرملين لاستدعاء أسد إلى موسكو، فمن الواضح أن بوتين لا يفعل ذلك إلا عندما يكون هناك أمر ما جدّي، ويريد أن يبحثه وجهاً لوجه مع رئيس النظام ويأخذ منه ضمانات بصدد القضية التي يتم طرحها خلال اللقاء". روسيا التي تُحارب نيابةً عن الأسد وساهمت بتهجير ملايين السوريين حتى يستتب الأمر للنظام، لم تستطع وخلال السنوات الست الماضية تحقيق أهدافها في سوريا، فلا استتبّ الأمر للنظام، ولم تستطع تعويمه دوليّاً، كما إنّها لم تستطع إقناع المجتمع الدولي بالدخول في إعادة الإعمار، ويعتقد عبد الواحد أن استدعاء أسد إلى موسكو يتعلق ربما بترتيبات لتنشيط العملية السياسية: "من غير المستبعد أن يكون ذلك مرتبطاً أيضاً بترتيبات لمناطق شمال شرق سوريا؛ كاتفاق بين قسد والنظام مع بقاء الأمريكيين، في حال قلّصوا وجودهم أو انسحبوا، علماً أنّ مسألة الانسحاب مستبعدة في هذه المرحلة". وأشار عبد الواحد إلى أنّه وبالنظر إلى التطورات الأخيرة التي أشار لها، إضافة للقاء المرتقب يوم غد في جنيف، لا يمكن استبعاد أنّ بوتين عرض أمام أسد بعض القضايا تمهيداً لذلك اللقاء، ولاسيما أنّ موسكو تعوّل كثيراً على أن يكون الملف السوري مفتاحاً لحوارها مع واشنطن حول جميع الملفات المعقدة في العلاقات الثنائية. الباحث بمركز جسور وائل علوان يعتقد أنّ استدعاء أسد إلى موسكو هو رسالة روسيّة مباشرة لدول المنطقة تبرهن فيها موسكو مجدداً على مدى سيطرتها على القرار في سوريا، مُشيراً إلى أنّ استدعاء أسد مرتبط أيضاً بجملة من الترتيبات التي تشمل المنطقة كاملة وليس فقط سوريا، وإن كانت سوريا اليوم هي مركز هذه الترتيبات الدولية، لذلك فمن المهم كما يقول علوان أن يُلقَّنَ أسد وينفذ بدقّة التوجيهات الروسية حيال الحراك الدبلوماسي النشيط منذ أشهر، والذي بدأت ربما تفاعلاته الإقليمية والدولية في هذه المرحلة. ويرى علوان أنّ الترتيب الأمريكي الجديد في المنطقة والذي محوره سوريا يقتضي ضغوطات روسية على حلفاء الولايات المتحدة، حيث من الصعوبة بمكان التأثير والضغط على مصالح الولايات المتحدة بشكل مباشر، وبالتالي تتزامن رسالة استدعاء ودعم أسد مع استمرار القصف الروسي في إدلب. وأشار علوان إلى أنّ الضغط على تركيا ميدانياً بتوسيع دائرة الضغط في إدلب والرسائل المباشرة من خلال استقبال أسد في مقابل دعم تركيا للمعارضة، هدفه الجلوس بأوراق تفاوضية على الطاولة الإقليمية والدولية والحصول على مكتسبات جديدة أو ضمان المكتسبات السابقة. ويذهب المحلل السياسي درويش خليفة إلى أن استدعاء بوتين لأسد جاء في لحظة تحركٍ إقليمي كبير تجاه الحالة السورية، وزياراتٍ عديدة بين دول المحاور المتعارضة، فمن جهة، هناك تقارب ومصالحات عربية تركية وأخرى عربية- عربية من جهة ثانية. ويأتي هذا الاستدعاء -والحديث لخليفة- بعد اتفاق الجنوب السوري وعودة نظام أسد إلى درعا البلد ومناطق أخرى في الريف الغربي للمحافظة، وقد تكون الخطوة القادمة العمل على تسريع التعديلات الدستورية وإدراج اللامركزية كشكلٍ إداري جديد لسوريا يضمن الروس من خلاله حلفاء جدداً لهم على الجغرافيا السورية، سواء في السويداء أو شرق الفرات، وسيكون هذا موضع ترحيب كبير من كلا المنطقتين، خصوصاً أنّ الروس يسيرون باتجاه ريف حمص الشمالي على غرار مناطق حوران؛ تسليم السلاح وعودة مؤسسات النظام إلى هذه المناطق، بحيث يبقى ملف إدلب قابلاً للتفاوض مع تركيا، كما إنّ مجريات الأحداث في الميدان السوري لا توحي بوجود رغبة روسية بتقديم الأسد قرباناً لعلاقات أفضل مع الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات المقبلة. وأضاف خليفة أنّ القضية السورية وصلت إلى مرحلة باتت عقبة أمام نمو اقتصادات دول الجوار بسبب موقع سوريا الجيوستراتيجي، وبالتالي، فإن إنهاء هذا الملف سيساعد على استقرار المنطقة من وجهة نظر الإقليم. إذاً؛ وبشكلٍ عام يتفق جميع من تحدّثت أورينت إليهم على وجود تحرك دولي بدأت إرهاصاته تظهر على أرض الواقع من خلال التحرّكات الدولية سواءٌ كانت ميدانياً على الأرض كما حدث في درعا أو يحدث حالياً في إدلب، أو سياسياً من خلال الزيارات والمباحثات الدولية التي تبدأ غداً بلقاء بين موفدي روسيا وأمريكا، أو اللقاء المُتوقّع أن يجري الأسبوع المقبل بين الرئيس التركي رجب أردوغان والرئيس الأمريكي جو بايدن، وجميع هذه اللقاءات ستكون سوريا واحدة من أهم محاورها خصوصاً بعد أن اتضحت السياسة العامة للرئيس الأمريكي جو بايدن.

اورينت نت - غداف راجح
الثلاثاء 14 سبتمبر 2021