نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


تصاعد مشاعر الغربة والتهميش لدى أقباط مصر تدفعهم للانعزال داخل أسوار الكنائس




القاهرة - منى سالم - يشعر الاقباط المصريون اكثر فأكثر بالغربة والتهميش نتيجة انتشار مظاهر الفوضى والتطرف في المجتمع خلال السنوات الثلاثين الاخيرة، بحسب المحللين ويعتقد المحللون ان الشعور بالقلق لدى الاقباط في مصر، الذين يشكلون قرابة 10% من سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليونا مرشح لان يصبح اكثر حدة بعد الهجوم المسلح الذي اوقع ستة قتلى اقباط


البابا شنودة الزعيم الديني لطائفة الأقباط
البابا شنودة الزعيم الديني لطائفة الأقباط
ووقع هذا الهجوم في مدينة نجع حمادي بصعيد مصر (700 كليومتر جنوب القاهرة) واستهدف الاقباط لدي خروجهم من الكنائس عشية عيد الميلاد الذي يحتفلون به في السابع من كانون الثاني/يناير.

وقال الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشبكي ان "هناك شعورا متزايدا بالغربة لدى قطاع كبير من المسيحيين"

واضاف ان "هذا الشعور جعلهم ينسحبون من المجال العام والسياسي ودفعهم الى العزلة خلف اسوار الكنائس كما ادى الى تأثر بعضهم بخطاب متطرف تتبناه بعض جماعات اقباط المهجر خصوصا في الولايات المتحدة".

واوضح الشبكي ان "هيمنة الخطاب السلفي وهو خطاب ظلامي واستبعادي (للاقليات الدينية) ولد رد فعل لدى الاقباط تمثل في العزلة وتصاعد خطاب التطرف لدى بعضهم".

ويشكو الاقباط منذ اكثر من عشرين عاما من تعرضهم للتمييز والمضايقات بشكل منهجي. كما يحتجون على استبعادهم من بعض المراكز الاساسية في الجيش والشرطة والقضاء والجامعات.

وجرت صدامات في السنوات الاخيرة بين المسلمين والاقباط في عدة مناطق في مصر وكان سببها في معظم الاحيان رفض المسلمين السماح للاقباط ببناء كنائس جديدة او توسيع اخرى قائمة اصلا.

كما حصلت نزاعات طائفية في حالات عديدة بسبب علاقات عاطفية تربط شبان وشابات اقباط ومسلمين.

وكان الاقباط من بين اهداف الجماعات الاسلامية المسلحة التي وقفت وراء موجة عنف شهدتها مصر طوال تسعينات القرن الماضي.

ويرى نبيل عبد الفتاح، الباحث في مركز الاهرام ان "هناك عمليات انقسام راسي في المجتمع تقسم المجتمع الى مسلمين واقباط".

ويتابع "على مدى ثلاثة عقود ومنذ انهيار الموحدات القومية التي ارتبطت بالعقد الاجتماعي السياسي التاريخي الذي تاسس مع ثورة 1919 في مصر التي رفعت شعار الهلال مع الصليب، باتت الشجارات العادية تتحول الى مشاحنات طائفية وظهرت نزعة لدى الاقباط للانغلاق على انفسهم وبالمثل لدى المسلمين".

ويعتبر عبد الفتاح ان "الجماعات السلفية ذات الجذور الحنبلية الوهابية نجحت في التمدد في المجتمع من خلال التركيز على الزي والعلامات الدينية المميزة الامر الذي ادى كذلك الى بعض مظاهر التمييز على مستوى التعاملات اليومية تجاه المواطنين الاقباط في قطاعات الدولة المختلفة".

ويؤكد عبد الفتاح ان "الدولة سمحت بانتشار السلفية في المجتمع بل انها سمحت بالخروج على القانون"، موضحا انها "فضلت تحويل المنازعات والشجارات المدنية والجنائية التي تقع بين مسلمين واقباط الى لجان المصالحات المحلية العرفية بدلا من احالتها الى القضاء، حتى يفلت المسؤولون عنها من المحاكمة".

من جانبه يقول الشبكي ان "الدولة هي المسؤول الاول عن تصاعد الاحتقان الطائفي لانها تعاملت معه باعتباره ملفا امنيا وتركت الخطاب الاسلامي السلفي ينتشر على شاشات التلفزيون الرسمي وفي المساجد والزوايا طالما انه لا يتجاوز الخط الاحمر الذي حددته، اي لا يتطرق الى القضايا السياسية".

ويؤكد الشبكي ان "عمليات القتل الجماعي للاقباط تظل استثنائية في مصر رغم تصاعد الاحتقان الطائفي" ويدلل على ذلك ان اخر اعتداء خطير راح ضحيته اقباط وقع قبل عشر سنوات عندما قتل 20 مسيحيا في قرية الكشح بصعيد مصر في العام 2000.

وكانت مصادر امنية مصرية رجحت ارتباط هجوم نجع حمادي "بتداعيات اتهام شاب مسيحي باختطاف فتاة مسلمة باحدى قرى المحافظة".

وحصلت تلك الحادثة في قرية فرشوت القريبة من نجع حمادي وقد اثارت غضب عدد من المسلمين في المنطقة اقدموا في حمأة غضبهم على حرق منازل وصيدلايات تابعة لاقباط.

واذا صحت فرضية الانتقام بسبب قيام شاب مسحيي بخطف فتاة مسلمة فان الحادث يشكل بسبب الشبكي مؤشرا خطيرا ومقلقا للغاية لانها ستكون المرة الاولى التي يوظف فيها مسلمون قاتلا محترفا للاعتداء على مسيحيين ابرياء بغرض الانتقام

منى سالم
الجمعة 8 يناير 2010