تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


تعليق البحث عن ناجين من السفينة الايطالية الغارقة




جزيرة جيليو - داريو ثوبورن - توقفت اعمال البحث مساء الاثنين في موقع غرق السفينة كوستا كونكورديا على جزيرة جيليو الايطالية والذي اسفر عن ستة قتلى على الاقل، في حين لا يزال 29 من ركابها مفقودين.
وقال القائد العام لحرس السواحل الايطاليين ماركو بروسكو ان 25 راكبا و4 من افراد الطاقم لا يزالون مفقودين.
وقال ان بين المفقودين ستة ايطاليين وعشرة المان. وبين المفقودين كذلك اميركيان واربعة فرنسيين.


تعليق البحث عن ناجين من السفينة الايطالية الغارقة
واستمرت اعمال البحث حتى وقت متاخر من المساء باستخدام كشافات قوية حول السفينة المستقرة فوق الصخور على بعد اقل من خمسين مترا من الشاطىء والتي يخشى ان تنزلق الى الاعماق.

وقال بروسكو ان البحث داخل السفينة خطر حتى لامهر الغطاسين، ولكنه قال انه "لا يزال هناك امل، لا تزال هناك مناطق لم يتم الوصول اليها".

والسفينة التي كانت تقل 4229 شخصا بينهم 3200 سائح والف من افراد الطاقم، اصطدمت بصخرة ثم غرقت مساء الجمعة بالقرب من جزيرة جيليو في توسكانا، وسط غرب ايطاليا.

واوقعت الكارثة ما لا يقل عن ستة قتلى بينهم اربعة سياح (فرنسيان وايطالي واسباني) وبحار بيروفي. وحدد مكان الجثة السادسة فجر الاثنين وانتشلت بعد الظهر.
وعدا عن الكارثة الانسانية، تعمل السلطات لمنع تسرب 2380 طنا من الوقود من السفينة. وشوهد بعد الظهر سائل زيتي قربها.

وفي المساء، قال وزير البيئة كورادو كليني انه ليس تسربا للوقود.
وتعتزم الحكومة اعلان حالة الكارثة الطبيعية في المنطقة لاستنفار الموارد المالية والبشرية لمنع تلوث الثروة الطبيعية المحيطة بجيليو.
وقال رئيس بلدية الجزيرة انه يخشى من "قنبلة بيئية".

ويعمل فريق من الخبراء من شركة سميت اند سالفاج الهولندية لابقاء السفينة في وضع مستقر.
وامهل وزير البيئة الشركة المالكة للسفينة 48 ساعة لتقديم خطة لافراغ خزانات الوقود، وقال انه يخشى ان تغرق السفينة ومن ثم تنشطر.
وفي موازاة ذلك باتت اصابع الاتهام توجه الى قبطان السفينة فرانشيسكو سكيتينو المعتقل خشية من فراره.

ويتهم القبطان بالقتل العمد والتخلي عن السفينة وقد يتعرض لعقوبة السجن 12 عاما لهذه التهمة وحدها.
والاثنين جاء في بيان اصدرته شركة "كوستا كروتشيري" المالكة للسفينة في جنوى (وسط ايطاليا) والتي تعتبر الاكبر في اوروبا لتسيير رحلات سياحية بحرية "يبدو ان الربان ارتكب اخطاء في التقدير كانت لها تبعات خطيرة" و"قراراته في ادارة الحال الطارئة لم تتوافق مع المعايير التي تتبعها كوستا كروتشيري والتي تلتزم المعايير الدولية".

واشاد بيار لويجي فوسكي الذي بدت عليه علامات التأثر، بافراد الطاقم الذين "تصرفوا كابطال". واضاف "لقد نجحوا في اجلاء اكثر من اربعة الاف شخص في ساعتين".
واكد رئيس مجلس ادارة كوستا كروتشيري ان المسار الذي اختاره قبطان السفينة "مبادرة شخصية مخالفة للقواعد المكتوبة والمصادقة عليها" من قبل المؤسسة.

وبين تسجيل محادثة بين قيادة المرفا والقبطان بث الاثنين انه غادر السفينة قبل اخر راكب وانه رفض العودة اليها كما تقتضي قوانين الملاحة البحرية.
ولم يمتثل القبطان لاوامر قيادة المرفأ وفق التسجيل الذي بثته وكالة الانباء الايطالية.

وقال برونو ليبورتيتي محامي القبطان ان هذا الاخير "تاثر كثيرا" بالكارثة وانه قام ب"مناورة ملفتة" بعد الاصطدام بالصخور لجعل السفينة تقترب قدر الامكان من الشاطئ لتفادي ان تغرق في عرض البحر"، وتمكن من انقاذ حياة العديد من الاشخاص.

وتفيد شهادات الركاب ان القبطان اقترب كثيرا من الشاطىء للقيام باستعراض ومصابيح السفينة كلها مضاءة وقد انطلقت ابواقها لتحية سكان الجزيرة.
وانتقد شهود عدة الفوضى التي عمت اثناء عملية الاجلاء. وقال ارتور سيلفا الراكب البرتغالي في ال63 "كان الجميع يركض في اجواء من الهستيريا الجماعية. كان كل شخص يحاول انقاذ نفسه لقد نسي افراد الطاقم ان عليهم طمأنة الركاب وكانوا يتدافعون لمغادرة السفينة قبلنا".

ولا تخلو الكارثة التي تذكر بغرق سفينة التايتانيك قبل مئة عام، من ابطال. ومن هؤلاء الابطال احد المسؤولين عن السفينة مانريكو جانبيتروني الذي انقذ عشرات الاشخاص قبل ان يسقط في ثغرة ويكسر ساقه. وقال بعد ان تم اجلاؤه الاحد بعد ان بقي عالقا في السفينة 36 ساعة "قمت بواجبي".

وروى زوجان من كوريا الجنوبية هما هان كي-دوك وجيونغ هاي-جين (كلاهما في ال29) ما حصل لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
وقال الزوج "عندما استيقظنا كانت السفينة مائلة". وحاول الزوجان السير في الممر الا ان زاوية الانحناء كانت كبيرة الى حد انهما عجزا عن التقدم. واضاف "لقد انزلقنا في النهاية الى اخر الممر وتأذينا".

وقرر الزوجان عندها العودة الى الحجرة حيث انقطعت الكهرباء وساد الظلام والبرد. وكانا يتقاسمان بالدور سترة اضافية فوق سترة النجاة لرد البرد. وتناولا طوال 30 ساعة البكسويت والماء.

وقدرت شركة كارنيفال الاميركية التي تراجعت اسهمها صباح الاثنين ب17,48% في بورصة لندن، ب85 الى 95 مليون دولار الخسائر الفورية في حساباتها نتيجة غرق سفينة كوستا كونكورديا.
ومن سخرية القدر ان القبطان اعلن في 2010 لصحيفة تشيكية "لا اريد ان اجد نفسي ابدا في دور قبطان التايتانيك" مضيفا "بالنسبة لي سلامة الركاب قبل كل شيء".


داريو ثوبورن
الثلاثاء 17 يناير 2012