تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

سبع عشرة حقيبة للمنفى

27/11/2025 - خولة برغوث

في أهمّية جيفري إبستين

26/11/2025 - مضر رياض الدبس

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز


توتر في العلاقات بين واشنطن وحلفاء الاسد بعد الهجوم الكيميائي




واشنطن - موسكو - طهران - سارة حسين

توترت العلاقات الاحد بين واشنطن التي اعتبرت انه لا يمكن للرئيس بشار الاسد البقاء في السلطة بعد هجوم كيميائي اتهمت قواته بتنفيذه في شمال غرب سوريا وبين حلفاء دمشق الذين هددوا بالرد على اي "عدوان".


  واعتبرت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي خلال تصريحات لشبكة "سي إن إن" الاحد انه "ليس هناك أي خيار لحل سياسي والأسد على رأس النظام" مضيفة "إن نظرتم إلى أعماله، إن نظرتم إلى الوضع، سيكون من الصعب رؤية حكومة مستقرة ومسالمة مع الأسد".
ولم توضح المسؤولة الاميركية إن كانت إدارة ترامب التي تفادت حتى الآن الدعوة مباشرة إلى رحيل الأسد عن السلطة، بدلت سياستها جذرياً. لكنها حذرت الجمعة بأن بلادها على استعداد لتوجيه ضربات جديدة ضد النظام السوري اذا استدعى الامر.
وقتل 87 مدنيا بينهم 31  طفلا الثلاثاء وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، نتيجة تنشقهم لغازات سامة في مدينة خان شيخون السورية في محافظة ادلب.
واتهمت واشنطن والمعارضة السورية قوات النظام بشن الهجوم من خلال قصف جوي، الامر الذي نفته دمشق بالمطلق مع حليفتها موسكو. وتقول موسكو ودمشق ان الطيران السوري قصف مستودع اسلحة لمقاتلي المعارضة كان يحوي مواد كيميائية.
وقالت هايلي ان "تغيير النظام امر نعتقد انه سيحصل"، مضيفة ان واشنطن تركز ايضا على قتال تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والحد من النفوذ الايراني.
 

- قتال الجهاديين "أولوية" -

وتأتي مواقف هايلي غداة تصريحات لوزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون لشبكة "سي بي إس" قال فيها انه "من المهم أن تبقى أولوياتنا واضحة. ونعتقد أن أولى الأولويات هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية". 
وبحسب تيلرسون، فإن التغلّب على تنظيم الدولة الإسلامية واستئصال "الخلافة" التي أعلنها سيقضيان على تهديد لا يطال الولايات المتحدة فحسب بل "الاستقرار في المنطقة بكاملها". 
وشدد الوزير الاميركي على انه "بعد الحدّ من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية أو القضاء عليه، أعتقد انه يمكننا وقتها تحويل اهتمامنا في شكل مباشر نحو تحقيق الاستقرار في سوريا". 
وشكل رحيل الاسد مطلباً رئيسياً لواشنطن ابان ولاية الرئيس السابق باراك اوباما، قبل ان تنكفئ تدريجياً عن الملف السوري وعن دعمها القوي للمعارضة.
وقبل ايام من الهجوم الكيميائي في خان شيخون، اعتبر تيلرسون ان مصير الاسد يقرره الشعب السوري، في وقت اكدت هايلي أن واشنطن لم تعد تركز على اسقاط الرئيس الاسد.
لكن مواقف ادارة ترامب تغيرت كليا بعد الهجوم. ونفذ الجيش الاميركي فجر الجمعة بأمر من ترامب هجوما على مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص (وسط)، عبر إطلاق 59 صاروخا من طراز "توماهوك" من البحر.
وهي الضربة الاميركية العسكرية الاولى المباشرة ضد النظام السوري منذ بدء النزاع منتصف اذار/مارس 2011.
ويزور تيلرسون الثلاثاء موسكو التي قال الاحد انها بدت "غير مؤهلة" للاشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية للنظام السوري.
وقال "هذا سيكون جزءا من المباحثات التي سنجريها حين أصل الى موسكو هذا الاسبوع. ساطلب من وزير الخارجية (سيرغي) لافروف والحكومة الروسية الوفاء بالتزاماتهما حيال المجتمع الدولي حين وافقا على ضمان التخلص من الاسلحة الكيميائية".
ويعد هجوم خان شيخون ثاني اكبر هجوم كيميائي بعد الغوطة الشرقية العام 2013 الذي تسبب بسقوط المئات من الضحايا ووجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق.
ووافقت الحكومة السورية العام ذاته على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي اميركي. وصدرت الموافقة في ظل تهديد أميركي بقصف سوريا.
 

- حلفاء سوريا يهددون -

من جهته، اتهم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في مقالة نشرتها صحيفة صنداي تايمز روسيا بانها "الداعم الرئيسي للأسد، وهي مسؤولة بالوكالة عن مقتل كل مدني الاسبوع الماضي".
وياتي هذا الموقف غداة اعلان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون السبت الغاء زيارة كانت مقررة الاثنين الى روسيا بسبب "التطورات في سوريا التي غيرت الوضع جذريا". واعرب عن اسفه "لدفاع روسيا المستمر عن نظام الاسد".
واثار الغاء الزيارة امتعاض روسيا التي اعتبرت الاحد في بيان صادر عن الخارجية ان البريطانيين "لا يملكون تاثيرا حقيقيا في مسار العلاقات الدولية، ويقبعون في ظل شركائهم الاستراتيجيين". 
واثارت الضربة الاميركية غضب دمشق التي وصفتها بانها تصرف "ارعن غير مسؤول"، نافية بالمطلق استخدامها السلاح الكيميائي في خان شيخون.
وكرر حلفاء سوريا في اليومين الاخيرين تنديدهم بما وصفوه بـ"العدوان" الاميركي على سوريا. وفي بيان مشترك صادر عن "غرفة العمليات المشتركة" التي تضم ممثلين عن روسيا وايران والقوات الحليفة وابرزها حزب الله اللبناني، اعتبروا ان ما قامت به الولايات المتحدة "من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء".
وحذرت في بيان نشره موقع صحيفة الوطن القريبة من السلطات، انه "من الان وصاعداً سنرد بقوة على اي عدوان واي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل اي كان" مضيفة ان واشنطن "تعلم قدراتنا على الرد جيداً".
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اتصال هاتفي اجراه بالرئيس السوري، ان الاتهامات الموجهة إلى سوريا "لا أساس لها من الصحة"، مشدداً على أن "الهجوم الأميركي هو انتهاك للقوانين الدولية ولميثاق الأمم المتحدة".
وراى، وفق ما نقلت  الرئاسة الإيرانية على موقعها الإلكتروني، ان "استخدام أسلحة كيميائية، وهو عمل لا يغتفر، كان يهدف إلى تحويل أنظار الرأي العام العالمي عن حقيقة الواقع في سوريا".
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ العام 2011 بمقتل اكثر من 320 الف شخص وبدمار هائل ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

سارة حسين
الاثنين 10 أبريل 2017