
ستريدا جعجع بين انصارها وحراسها
فقد شنّ رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه هجوماً عنيفاً على رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على خلفية حادث ضهر العين،
وقال في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في بنشعي: "وظيفتي ليست الحلول محل الاجهزة الامنية، ولا محل الدول. ولن انزل بعد اليوم الى الطرق لأمنع ناسي واهلي من فعل اي شيء، ولن اضغط على ناسنا لضبط النفس. وما رأيتموه المرّة السابقة في حديثي عبر الهاتف لن تروه بعد اليوم. واعتذر من كل فردٍ طلبت اليه ممارسة ضبط النفس. فلتكن الدولة مسؤولة عن امن الجميع. هم يريدون الدولة، ونحن نريدها. ولتكن الدولة مسؤولة عن كل انسان في كل منطقة على مساحة هذا الوطن. ما من احد مسؤول عن احد، لا سياسياً ولا امنياً ولا بأي امر."
واتهم جعجع بافتعال الاشكالات في الساحة المسيحية بتساؤله: "لماذا لم يحصل اي اشكال في الساحة المسيحية طوال تلك الفترة عندما كان بعضهم في السجن؟ لم يحصل خلال فترة سجنه اي اشكال مسيحي - مسيحي. ولماذا عاد المسيحيون ليتقاتلوا بينهم اليوم عندما خرج هذا الشخص من السجن؟ ولماذا نرى ان الاشكالات تقع بين فريق مسيحي و"القوات اللبنانية" في كل الاشكالات المسيحية-المسيحية التي حصلت منذ خروج هذا الانسان من السجن؟ العونيون و"القوات اللبنانية"، "المرده" و"القوات اللبنانية"، واي فريق مسيحي آخر و"القوات اللبنانية". دائماً القوات هم المظلومون والمعتدى عليهم."
وأضاف: "اوجه نداءً الى كل الذين يدعمون هذا الحزب او هذا الشخص- لان لا مشكلة لنا مع الحزب والمؤسسة، وهناك اناس كثيرون في مؤسسة" القوات اللبنانية" نحترمهم ونقدرّهم- اقول لهم انكم لا تدعمون رجلاً سياسياً قائداً لمؤسسة، بل تدعمون مجرماً خارجاً من السجن زرعوه في قلب الطائفة المارونية لتقوية نفوذهم او مشروعهم السياسي في هذه الطائفة. وهذا المجرم بقي مجرماً، وبقي هذا المشروع مشروع فتنة، وبقي تاريخ هذا الشخص اجرامياً ودموياً، وهو محكوم بالاعدام خُفّض حكمه بقانون العفو الى مؤبد وخرج بقانون، وليس بعفو او براءة. وبقانون فُصّل على قياسه، خرج من السجن. "
وانتقد المتحالفون مع جعجع، وتوجه اليهم قائلاً: "اذكّر كل من يدعم هذا الشخص، من (رئيس الحكومة) الشيخ سعد الحريري او اي مسؤول في الدولة، بانه يدعم مجرماً ويعملون على تقويته داخل طائفته. وبذلك يكون يدعم مجرماً عن طريق سياسة معينة."
كلام فرنجية استدعى رداً من النائبة ستريدا جعجع، التي قالت: "نستغرب كلام فرنجية الذي حاول الإيحاء أنه يتكلم بمنطق الدولة ويعتبر ان "القوات" تتصرف بمنطق اللادولة. اذكر انه عام 2005 اصبح "ابو وجيه" فرنجية الذي اطلق النار على شابين من خيرة شباب بزعون و"القوات"، في اقل من 24 ساعة في سوريا". وقالت انها اتصلت بقائد الجيش العماد جان قهوجي وابلغته بالسعي الى تسليم الفاعل".
واضافت: "لا نطالب بتأجيل الانتخابات. والنَفَس الذي سمعناه ليس جديداً ولن يوصل الى نتيجة. واتمنى على اهلنا في الشمال وتحديدا في جبة بشري ان يتوجهوا الى صناديق الاقتراع بهدوء علما ان الاتصالات قائمة كي يقدّم وفد من "القوات اللبنانية" واجب العزاء الى العائلة".
أما رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوّض، فقد استنكر خطاب فرنجية، وقال في مؤتمر صحفي: "كنا ننتظر اثر المعطيات التي ذكرت والتي توافرت بالامس ومن باب مسؤوليته الوطنية والشمالية، ان يصوّب الوزير سليمان فرنجية الامور ويوضح اللغط ويمنع الاستغلال السياسي لهذا الحادث لانه يعلم تماما كما جميعنا نعلم الى اين يمكن ان يوصلنا اللعب على الغرائز في مناطق حساسة مثل منطقة الشمال وزغرتا الزاوية. ويعلم اننا جميعا دفعنا اثمانه غاليا وغاليا جدا. هكذا اعتبرنا وانتظرنا واذ بنا نفاجأ كثيرا بما سمعنا في المؤتمر الصحافي للوزير فرنجية لأنه سحب هذا الحادث من إطاره الشخصي ووضعه في اطار سياسي وعمل منه قضية طويلة عريضة بين "المردة" و"القوات اللبنانية"، فنبش القبور وعاد الى الوراء واستغل الحادث والدم عمليا لتهديد الناس بطريقة مبطنة تحت شعار "إنني لن امنع بعد اليوم مجموعاتي من اخذ ثأرهم "السياسي" بيدهم، ولم أعد استطيع منعهم وعلى الدولة ان تقوم بهذه المهمة".
وأضاف: "اذا كان الوزير فرنجية يريد تثبيت وجود تيار "المرده" في الشمال او قضاء زغرتا - الزاوية بمنطق التهويل والتهديد وتخويف الناس فهو كمن يريد ان يقود سنة 2010 فيات موديل 2005. انه منطق من الماضي ولا يصلح في 2010 لاننا كلنا نعلم ان ظروف الماضي انتهت والمنطق الذي كان يمكن ان يمشي في زمن الميليشيات والادارة الذاتية والذي ادى الى تخويف بعضهم وتهجير بعضهم الآخر حين كان هناك وجود للجيش السوري وتحديدا في الشمال، كان ممكنا، لان لبنان كله كان في اللامنطق، وكانت الدولة باجهزتها ومؤسساتها تهول. حقبة الحرب الاهلية والميليشيات انتهت وحقبة الوصاية السورية والنظام الامني في لبنان انتهى، والحرية السياسية ان على مستوى الشمال كلاً او ان على مستوى زغرتا - الزاوية اصبحت معطى ثابتاً لا يمكن احداً ان يتعدى عليه، لا نحن ولا سليمان فرنجية ولا "التيار الوطني الحر" ولا "القوات اللبنانية" ولا اي حزب سياسي."
وكان حنا البرساوي من بلدة بزعون، ومسؤول "القوات اللبنانية" في البلدة الواقعة في قضاء بشري قد أقدم على إطلاق النار على كل من طوني صالح وأخيه نايف في بلدة ضهر العين مما أدى إلى مقتل الشابين الذين ينتميان الى "تيار المردة".