تزايد في عدد الخادمات الآسيويات داخل للأسرة العربية
ومن أهم الأعمال التي كان يقوم بها هؤلاء الخدم طحن الحبوب وخبز العيش وعصر الجعة وشواء الطيور وذبح الثيران وغيرها من المهام المنزلية، إلا أن أهم هذه الوظائف كانت وظيفة المربية التي قد تستغرق فترة الطفولة بأكملها وهي من الوظائف الهامة التي شغلتها المرآة في مصر القديمة، والتي ظهرت منذ الأسرة السادسة على اقل تقدير، فبعد انتهاء فترة الرضاع كانت مهمتها هي رعاية الطفل والإشراف عليه فقط أما العملية التربوية فكان يتلقاها الطفل بين يدي أمه وأبيه، فقد كان الآباء يعلمون أولادهم الأخلاق الطيبة وآداب السلوك العام، وكان حب الابن واحترامه لأبيه وأمه كبيراً جدا، وكان الآباء ينصحون أبناءهم باحترام الكبير، والتواضع، والعطف على الفقراء، والأمانة، ومراعاة آداب تناول الطعام، وعدم الكذب .. وغيرها من الصفات الكريمة. وكانت مهمة المربية في رعاية الطفل قد تستغرق فترة الطفولة بأكملها وتمثلت مهمتها في رعاية الطفل والإشراف علية فقط .
وإذا كان الأصل في وجود الخادمة هو تحقيق فائدة مباشرة للأسرة العاملة التي لا يجد فيها الأب وألام الوقت الكافي لإدارة شئون المنزل دون حدوث أي توابع ضارة للأطفال - عكس ما كان يحدث في بعض المجتمعات القديمة التي كانت تتخذ من وجود الخادمة- علامة للتفاخر ومظهرا من مظاهر الثراء - فان الواقع الذي يفرض نفسه يخرج عن هذا الإطار النظري الاستهلالي والافتراضي. فقد ألقت سلبيات تواجد الخادم أو الخادمة بظلالها القاتمة لتشكل قلقا متناميا علي شريحة محدودة للأسرة العربية ومن ضمنها الأسرة السعودية بسبب التأثير السلبي علي الأطفال في بعض الأسر التي تعتمد كليا علي الخادمة وفقا لعوامل اجتماعية وثقافية وأخلاقية وتعليمية ترتبط بالعاملين في مجالات الخدمة المنزلية بالإضافة للضوابط التعاقدية التي تؤثر بالإيجاب أو السلب علي الحالة النفسية للخادمات وبالتالي علي الشعور بالرضا أو السخط علي الطرفين قياسا بالوضع المالي لعائل الأسرة وهو ما يمكن أن ينعكس علي مستوى الأداء والإخلاص للخادمة في بيئة العمل.
تقول الدكتورة منال فؤاد عامر المدرس المساعد بجامعة القاهرة أن البداية الصحيحة للأطراف ومراعاة التعامل الإنساني للخادمات ينعكس إيجابا علي عطاء الخادمة في المنزل وهذا ينطبق علي السواد الأعظم في المنطقة العربية ويصبح بمثابة الوقاية التي تكون أفضل من العلاج في مراحل لاحقة وفقا للمثل الانجليزي الشهير القائل بأن البداية الناجحة هي نصف العمل. ولعل أهم ما ينبغي الالتفات إليه هو اهتمام ربة المنزل بالأطفال الصغار في فترة تأسيسهم المعرفي والتربوي والديني والجلوس معهم الوقت الكافي والإشراف المباشر علي شؤون حياتهم لوقف تسريب أي نوع من الثقافات المضادة لثقافتنا العربية والإسلامية لاسيما إن كانت الخادمة من بلاد وبيئة مختلفة.
وتضيف الدكتورة منال "هذا ببساطة يعني أن نجاح التجربة أو فشلها -لاسيما من جانب حسن وسلامة الاختيار - ترتبط أساسا بطرفي القيادة في الأسرة وهما الأب والأم لان البداية الصحيحة والعادلة من كافة الجوانب المادية والإنسانية تعني سلامة النتائج والعكس صحيح".
وتؤكد السيدة كهرمان خالد محمد (ربة منزل جامعية تعيش في جدة) أن القاعدة العريضة في السعودية تراعي معايير الاختيار وتحرص علي حقوق الخادمات تماما وبالتالي تتقلص المشاكل لأبعد حد لاسيما أن جلب خادمة ليس بالأمر الهين أو المتاح للجميع لان تكلفة استقدام خادمة تتراوح بين 8500 ريال إن كانت قادمة من اندونيسيا و13000 ريال سعودي في حالة الاستقدام من الفلبين كما أن مكتب الاستقدام لا يسمح للمواطن السعودي باستقدام خادمة ما لم يثبت ذلك بما يسمي – خطاب تعريف- يؤكد من خلاله أن راتبه يسمح بدفع راتب الخادمة بانتظام إضافة لاشتراط السلطات الصحية للمواطن بإجراء الكشف الطبي علي الخادمة للاطمئنان علي سلامتها من أي أمراض وبائية كإجراء حتمي يدخل ضمن المستندات المطلوبة لاستخراج تصريح إقامة نظامية وهي إجراءات طويلة ومكلفة تجعل رب الأسرة يفكر ألف مرة قبل أن يسئ للخادمة التي تعتبر احد أفراد الأسرة السعودية .
وأضافت السيدة كهرمان أن الفيصل في قضية تأثير الخادمة علي الأطفال يقع علي عاتق ربة البيت في المقام الأول لأنها المسئولة عن بيتها وزوجها وأطفالها فإذا قامت بواجبها الأصيل نحو هذه الأركان الرئيسية فلن تكون هناك مساحات تتغلغل منها ثقافات أو سلوكيات الخادمات للأطفال كما ستتوقف تماما أي قنوات اتصال بين الزوج والخادمة لان كل طلبات الزوج مجابة فيما يشبه الحصن الذي تشييده الزوجة بحكمتها وحسن إدارتها وذكائها في إدارة بيتها. ومن هنا فان أي تجاوزات – قد تحدث بين الخادمة والزوج أو غيره - نادرة للغاية.
واستكملت حديثها وخبرتها الطويلة في التعامل مع الخادمات - كربة أسرة محنكة - بقولها أن القوانين الصارمة التي تتبعها السلطات السعودية تصب في مصلحة الخادمات تماما فلا يمكن مغادرة الخادمة لبلادها قبل أن تتأكد سلطات المطار الرسمية من استلامها لكافة حقوقها ورواتبها وبتوقيع خطي منها شخصيا وهو ما يحرص عليه كل مواطن يستقدم خادمة لان أي تقصير قد يسوقه إلي مسائلات قانونية ملزمة وفاعلة كما أنه لن يسمح له مرة أخرى بالاستقدام لو لم يتم الوفاء بالالتزامات المالية المستحقة للخادمة.
وفي نفس الاتجاه أكدت الأستاذة مها جمال الدين رئيسة تحرير مجلة كريستال أن وضع الخادمات في السعودية هو عكس ما يشاع من قبل البعض أحيانا فهي تتدلل وتتعجرف أحيانا علي أصحاب المنزل لأنها تدرك أن استقدامها يكلف مبالغ مالية باهظة ويكفي أن طلب خادمة يستغرق ما يربو علي ستة أشهر كاملة حتى تصل لمنزل مخدومها في الوقت الذي تساند فيه الحكومة تماما حقوق المربية وتحث دائما على حسن معاملتها مما يعد جدارا صلبا واقيا لأي تجاوزات قد تتعرض لها الخادمة بسبب خطأ بشري يمكن أن يحدث في أي مكان أخر في عالمنا المترامي الأطراف .
وأشارت مها جمال أن إهمال الأمهات للأطفال والزوج والابتعاد التدريجي عن دورهن الطبيعي المنوط بهم بحجة إنهن عاملات ولا يملكن الوقت الكافي للالتفات للواجبات المنزلية مبررات واهية تقود لتغلغل الخادمات للخصوصيات الأسرية وإفساد النسيج العائلي الرصين مما يساهم بدور فاعل في إحداث انشقاقات عميقة وتصادمات سلوكية وثقافية مستوردة تؤثر سلبيا علي الأطفال والزوج بشكل يجعل الاعتماد علي الخادمة يتزايد تصاعديا في الوقت الذي تضمحل فيه شخصية الزوجة وينحصر دورها الاجتماعي والنفسي للدرجات الدنيا مما يفتح الباب للشقاق الأسري الذي ينتهي في الغالب دراميا.
كذلك انسجمت تصريحات الدكتورة فريدة عبد الوهاب آل مشرف أستاذة التربية بجامعة الملك سعود التي نشرت مع منطقية الأمور وأهمية وضع الخادمة في مكانها الصحيح كإشراف ومساندة فقط علي أساس إذا كانت الحاجة والضرورة قد فرضت الاستعانة بالخدم فلابد من وضع ضوابط وحدود لتحري الدقة وحسن المعاملة للخادمة للتصرف في جميع شؤون الأسرة ابتداء من الأطفال ورعاية شؤونهم وانتهاء بتلبية طلبات الزوج، بمعنى ترك إدارة المنزل والتصرف المطلق للخادمة، لان في هذا المنحي خطأ فادح من قبل ربة المنزل حيث تتخلى الزوجة عن عرش مملكتها وتسلمه للخادمة لتسير دفة الأمور جميعها بدون رقابة.
وأكدت السيدة رينا واتي عماني (اندونيسيه ) /26 عاما/ وتعمل خادمة منزلية بجدة أنها تعيش حياة طبيعية هادئة جدا وتنعم بتعامل إنساني راق وتحصل علي حقوقها كاملة كما أن ربة المنزل منعتها تماما من رعاية الأطفال وأنها أبلغت فور وصولها أن خدمة الزوج من مسئوليتها وإنها غير مكلفة بتقديم أي خدمات له ومن خلال هذا التنظيم الدقيق للأدوار تسير الحياة بشكل طبيعي جدا.
وعلي نفس المنوال اثنت السيدة سكما واتي حسين نور (اندونيسية ) /23 عام/ علي حسن معاملة ربة المنزل لها وأنها أبلغت في بداية عملها أن وظيفتها لا تتعدى كونها مساعدة لأعمال المنزل فقط وأن الدور الرئيسي والأول من مسئولية ربة المنزل.
ومن جهة أخري أكد الأستاذ احمد الغامدي مدير إدارة الموارد البشرية بجامعة الملك عبد العزيز وصاحب الخبرة الطويلة انه ضد ترك الحبل علي الغارب للخادمات وأن ما طبقته الأم في التاريخ المصري القديم في الأسرة السادسة لقصر دور الخادمة علي النواحي الإشرافية والمساندة فقط هو الإطار الصحيح والدستور الواجب تطبيقه دائما حتى لا يتنامى دور الخادمات في المجتمع العربي والخليجي بشكل خاص علي حساب تربية الطفل وتنشئته تنشئة صحيحة وسليمة و حتى لا تنفرد الخادمات بالأطفال لأنها من الناحية العملية تشارك في تربية الطفل علي فرضية أنها تقضي معه وقتاً أطول وتفي بطلباته و تحتضنه وتلعب معه وتقبله وتصاحبه وتتوجه معه للنزهة داخل البيت وخارجه وتقضي بجانبه معظم النهار في حالة عمل بالأب والأم وانشغالهما الدائم عن الأطفال.
وأضاف احمد الغامدي في تصريحه لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) أن الحاجة الملحة للخادمة لم تطفو علي السطح في بعض المنازل لخروج المرأة للعمل فقط بل لوجود بعض الآباء والأمهات المسنين والمرضى الذين يحتاجون إلى عناية خاصة طيلة اليوم لاسيما في ظل تواجد أعداد كبيرة منهم وأضاف "لقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يسخر بعضنا لبعض لتبادل المنافع وقضاء الحاجات لأن الناس يتفاوتون بين قوي الجسم صحيح البدن الذي يستطيع القيام بكل متطلبات حياته بنفسه، وبين ضعيف ومريض ومعاق وشيخ هرم يحتاج إلى من يعينه على قضاء ضرورات حياته المختلفة كما إن وجود الخدم في أي مجتمع ليس ظاهرة مرضية أو نمطاً سلبياً من أنماط المجتمع الإنساني.. فهذه طبيعة الحياة الاجتماعية.. ولا يكاد يخلو أي مجتمع في أي زمان ومكان من وجود الخدم سواء كانوا يعملون بأجر أو يعملون متطوعين لخدمة أقاربهم وذويهم".
واستطرد قائلا أن المرافق العامة في كل مكان وكل مجتمع تحتاج إلى الخدم مثل المنشآت العامة والمصالح الحكومية والفنادق والمستشفيات ودور الإيواء وغيرها، فالخدم إذن ضرورة اجتماعية واقتصادية تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية.. وهي ليست من صنع أفراد أو تلبية لمصالح فئات محدودة في مرحلة معينة ولا سبيل للقضاء عليها بصفتها ظاهرة إنسانية أبداً.
وكانت دراسات اجتماعية قد نشرت مؤخرا أشارت إلي أن 3% فقط من هذه العمالة من الدول العربية في حين أن 97% هي عمالة غير عربية، كما أن هناك دراسات نشرت مؤخرا أوضحت أن 88% من البيوت السعودية فيها خادمة ومن هنا يمكن القول أن تقنين دور الخادمة للإشراف والمساندة فقط هو الخلطة السرية التي تدعم نجاح الأسرة العربية في كل مكان وزمان مهما اختلفت طباع الإنسان.
وإذا كان الأصل في وجود الخادمة هو تحقيق فائدة مباشرة للأسرة العاملة التي لا يجد فيها الأب وألام الوقت الكافي لإدارة شئون المنزل دون حدوث أي توابع ضارة للأطفال - عكس ما كان يحدث في بعض المجتمعات القديمة التي كانت تتخذ من وجود الخادمة- علامة للتفاخر ومظهرا من مظاهر الثراء - فان الواقع الذي يفرض نفسه يخرج عن هذا الإطار النظري الاستهلالي والافتراضي. فقد ألقت سلبيات تواجد الخادم أو الخادمة بظلالها القاتمة لتشكل قلقا متناميا علي شريحة محدودة للأسرة العربية ومن ضمنها الأسرة السعودية بسبب التأثير السلبي علي الأطفال في بعض الأسر التي تعتمد كليا علي الخادمة وفقا لعوامل اجتماعية وثقافية وأخلاقية وتعليمية ترتبط بالعاملين في مجالات الخدمة المنزلية بالإضافة للضوابط التعاقدية التي تؤثر بالإيجاب أو السلب علي الحالة النفسية للخادمات وبالتالي علي الشعور بالرضا أو السخط علي الطرفين قياسا بالوضع المالي لعائل الأسرة وهو ما يمكن أن ينعكس علي مستوى الأداء والإخلاص للخادمة في بيئة العمل.
تقول الدكتورة منال فؤاد عامر المدرس المساعد بجامعة القاهرة أن البداية الصحيحة للأطراف ومراعاة التعامل الإنساني للخادمات ينعكس إيجابا علي عطاء الخادمة في المنزل وهذا ينطبق علي السواد الأعظم في المنطقة العربية ويصبح بمثابة الوقاية التي تكون أفضل من العلاج في مراحل لاحقة وفقا للمثل الانجليزي الشهير القائل بأن البداية الناجحة هي نصف العمل. ولعل أهم ما ينبغي الالتفات إليه هو اهتمام ربة المنزل بالأطفال الصغار في فترة تأسيسهم المعرفي والتربوي والديني والجلوس معهم الوقت الكافي والإشراف المباشر علي شؤون حياتهم لوقف تسريب أي نوع من الثقافات المضادة لثقافتنا العربية والإسلامية لاسيما إن كانت الخادمة من بلاد وبيئة مختلفة.
وتضيف الدكتورة منال "هذا ببساطة يعني أن نجاح التجربة أو فشلها -لاسيما من جانب حسن وسلامة الاختيار - ترتبط أساسا بطرفي القيادة في الأسرة وهما الأب والأم لان البداية الصحيحة والعادلة من كافة الجوانب المادية والإنسانية تعني سلامة النتائج والعكس صحيح".
وتؤكد السيدة كهرمان خالد محمد (ربة منزل جامعية تعيش في جدة) أن القاعدة العريضة في السعودية تراعي معايير الاختيار وتحرص علي حقوق الخادمات تماما وبالتالي تتقلص المشاكل لأبعد حد لاسيما أن جلب خادمة ليس بالأمر الهين أو المتاح للجميع لان تكلفة استقدام خادمة تتراوح بين 8500 ريال إن كانت قادمة من اندونيسيا و13000 ريال سعودي في حالة الاستقدام من الفلبين كما أن مكتب الاستقدام لا يسمح للمواطن السعودي باستقدام خادمة ما لم يثبت ذلك بما يسمي – خطاب تعريف- يؤكد من خلاله أن راتبه يسمح بدفع راتب الخادمة بانتظام إضافة لاشتراط السلطات الصحية للمواطن بإجراء الكشف الطبي علي الخادمة للاطمئنان علي سلامتها من أي أمراض وبائية كإجراء حتمي يدخل ضمن المستندات المطلوبة لاستخراج تصريح إقامة نظامية وهي إجراءات طويلة ومكلفة تجعل رب الأسرة يفكر ألف مرة قبل أن يسئ للخادمة التي تعتبر احد أفراد الأسرة السعودية .
وأضافت السيدة كهرمان أن الفيصل في قضية تأثير الخادمة علي الأطفال يقع علي عاتق ربة البيت في المقام الأول لأنها المسئولة عن بيتها وزوجها وأطفالها فإذا قامت بواجبها الأصيل نحو هذه الأركان الرئيسية فلن تكون هناك مساحات تتغلغل منها ثقافات أو سلوكيات الخادمات للأطفال كما ستتوقف تماما أي قنوات اتصال بين الزوج والخادمة لان كل طلبات الزوج مجابة فيما يشبه الحصن الذي تشييده الزوجة بحكمتها وحسن إدارتها وذكائها في إدارة بيتها. ومن هنا فان أي تجاوزات – قد تحدث بين الخادمة والزوج أو غيره - نادرة للغاية.
واستكملت حديثها وخبرتها الطويلة في التعامل مع الخادمات - كربة أسرة محنكة - بقولها أن القوانين الصارمة التي تتبعها السلطات السعودية تصب في مصلحة الخادمات تماما فلا يمكن مغادرة الخادمة لبلادها قبل أن تتأكد سلطات المطار الرسمية من استلامها لكافة حقوقها ورواتبها وبتوقيع خطي منها شخصيا وهو ما يحرص عليه كل مواطن يستقدم خادمة لان أي تقصير قد يسوقه إلي مسائلات قانونية ملزمة وفاعلة كما أنه لن يسمح له مرة أخرى بالاستقدام لو لم يتم الوفاء بالالتزامات المالية المستحقة للخادمة.
وفي نفس الاتجاه أكدت الأستاذة مها جمال الدين رئيسة تحرير مجلة كريستال أن وضع الخادمات في السعودية هو عكس ما يشاع من قبل البعض أحيانا فهي تتدلل وتتعجرف أحيانا علي أصحاب المنزل لأنها تدرك أن استقدامها يكلف مبالغ مالية باهظة ويكفي أن طلب خادمة يستغرق ما يربو علي ستة أشهر كاملة حتى تصل لمنزل مخدومها في الوقت الذي تساند فيه الحكومة تماما حقوق المربية وتحث دائما على حسن معاملتها مما يعد جدارا صلبا واقيا لأي تجاوزات قد تتعرض لها الخادمة بسبب خطأ بشري يمكن أن يحدث في أي مكان أخر في عالمنا المترامي الأطراف .
وأشارت مها جمال أن إهمال الأمهات للأطفال والزوج والابتعاد التدريجي عن دورهن الطبيعي المنوط بهم بحجة إنهن عاملات ولا يملكن الوقت الكافي للالتفات للواجبات المنزلية مبررات واهية تقود لتغلغل الخادمات للخصوصيات الأسرية وإفساد النسيج العائلي الرصين مما يساهم بدور فاعل في إحداث انشقاقات عميقة وتصادمات سلوكية وثقافية مستوردة تؤثر سلبيا علي الأطفال والزوج بشكل يجعل الاعتماد علي الخادمة يتزايد تصاعديا في الوقت الذي تضمحل فيه شخصية الزوجة وينحصر دورها الاجتماعي والنفسي للدرجات الدنيا مما يفتح الباب للشقاق الأسري الذي ينتهي في الغالب دراميا.
كذلك انسجمت تصريحات الدكتورة فريدة عبد الوهاب آل مشرف أستاذة التربية بجامعة الملك سعود التي نشرت مع منطقية الأمور وأهمية وضع الخادمة في مكانها الصحيح كإشراف ومساندة فقط علي أساس إذا كانت الحاجة والضرورة قد فرضت الاستعانة بالخدم فلابد من وضع ضوابط وحدود لتحري الدقة وحسن المعاملة للخادمة للتصرف في جميع شؤون الأسرة ابتداء من الأطفال ورعاية شؤونهم وانتهاء بتلبية طلبات الزوج، بمعنى ترك إدارة المنزل والتصرف المطلق للخادمة، لان في هذا المنحي خطأ فادح من قبل ربة المنزل حيث تتخلى الزوجة عن عرش مملكتها وتسلمه للخادمة لتسير دفة الأمور جميعها بدون رقابة.
وأكدت السيدة رينا واتي عماني (اندونيسيه ) /26 عاما/ وتعمل خادمة منزلية بجدة أنها تعيش حياة طبيعية هادئة جدا وتنعم بتعامل إنساني راق وتحصل علي حقوقها كاملة كما أن ربة المنزل منعتها تماما من رعاية الأطفال وأنها أبلغت فور وصولها أن خدمة الزوج من مسئوليتها وإنها غير مكلفة بتقديم أي خدمات له ومن خلال هذا التنظيم الدقيق للأدوار تسير الحياة بشكل طبيعي جدا.
وعلي نفس المنوال اثنت السيدة سكما واتي حسين نور (اندونيسية ) /23 عام/ علي حسن معاملة ربة المنزل لها وأنها أبلغت في بداية عملها أن وظيفتها لا تتعدى كونها مساعدة لأعمال المنزل فقط وأن الدور الرئيسي والأول من مسئولية ربة المنزل.
ومن جهة أخري أكد الأستاذ احمد الغامدي مدير إدارة الموارد البشرية بجامعة الملك عبد العزيز وصاحب الخبرة الطويلة انه ضد ترك الحبل علي الغارب للخادمات وأن ما طبقته الأم في التاريخ المصري القديم في الأسرة السادسة لقصر دور الخادمة علي النواحي الإشرافية والمساندة فقط هو الإطار الصحيح والدستور الواجب تطبيقه دائما حتى لا يتنامى دور الخادمات في المجتمع العربي والخليجي بشكل خاص علي حساب تربية الطفل وتنشئته تنشئة صحيحة وسليمة و حتى لا تنفرد الخادمات بالأطفال لأنها من الناحية العملية تشارك في تربية الطفل علي فرضية أنها تقضي معه وقتاً أطول وتفي بطلباته و تحتضنه وتلعب معه وتقبله وتصاحبه وتتوجه معه للنزهة داخل البيت وخارجه وتقضي بجانبه معظم النهار في حالة عمل بالأب والأم وانشغالهما الدائم عن الأطفال.
وأضاف احمد الغامدي في تصريحه لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) أن الحاجة الملحة للخادمة لم تطفو علي السطح في بعض المنازل لخروج المرأة للعمل فقط بل لوجود بعض الآباء والأمهات المسنين والمرضى الذين يحتاجون إلى عناية خاصة طيلة اليوم لاسيما في ظل تواجد أعداد كبيرة منهم وأضاف "لقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يسخر بعضنا لبعض لتبادل المنافع وقضاء الحاجات لأن الناس يتفاوتون بين قوي الجسم صحيح البدن الذي يستطيع القيام بكل متطلبات حياته بنفسه، وبين ضعيف ومريض ومعاق وشيخ هرم يحتاج إلى من يعينه على قضاء ضرورات حياته المختلفة كما إن وجود الخدم في أي مجتمع ليس ظاهرة مرضية أو نمطاً سلبياً من أنماط المجتمع الإنساني.. فهذه طبيعة الحياة الاجتماعية.. ولا يكاد يخلو أي مجتمع في أي زمان ومكان من وجود الخدم سواء كانوا يعملون بأجر أو يعملون متطوعين لخدمة أقاربهم وذويهم".
واستطرد قائلا أن المرافق العامة في كل مكان وكل مجتمع تحتاج إلى الخدم مثل المنشآت العامة والمصالح الحكومية والفنادق والمستشفيات ودور الإيواء وغيرها، فالخدم إذن ضرورة اجتماعية واقتصادية تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية.. وهي ليست من صنع أفراد أو تلبية لمصالح فئات محدودة في مرحلة معينة ولا سبيل للقضاء عليها بصفتها ظاهرة إنسانية أبداً.
وكانت دراسات اجتماعية قد نشرت مؤخرا أشارت إلي أن 3% فقط من هذه العمالة من الدول العربية في حين أن 97% هي عمالة غير عربية، كما أن هناك دراسات نشرت مؤخرا أوضحت أن 88% من البيوت السعودية فيها خادمة ومن هنا يمكن القول أن تقنين دور الخادمة للإشراف والمساندة فقط هو الخلطة السرية التي تدعم نجاح الأسرة العربية في كل مكان وزمان مهما اختلفت طباع الإنسان.


الصفحات
سياسة








