الصفحات
سياسة
رجل يتنزه وسط الطبيعة الساحرة فى إقليم لابلاند شمال السويد
وهنا تحت قمة جبلية في متنزه بيليكايسي الوطني يمكن للمرشد السياحي أن يقدم للسياح الذي يعانون من ضغوط المدنية شيئا مختلفا : الصمت الذي يصيب الآذان بالصمم.
ويقع متنزه بيليكايسي الوطني في إقليم لابلاند شمالي السويد على مسافة خمسين كيلومترا جنوبي المنطقة القطبية الشمالية.
وتشق قافلة تضم هواة رحلات السير على الأقدام طريقها انطلاقا من قرية جاكفيك لمسافة 27 كيلومترا عبر غابات من أشجار البتولا الجبلية وفوق مساحات ممتدة من الأراضي التي تنبت فيها الحشائش وتقف عليها كتل صخرية حتى الوصول إلى بلدة أدولفستروم، وتعد قافلة رحلة المشي جزءا من رحلة " كونجزليدن " الشهيرة التي تمر عبر لابلاند وتغطي مسافة 425 كيلومترا بين هيمافان وأبيسكو.
ويقول جوهلين إنك ستلتقي فقط بعدد قليل من هواة المشي في هذا المكان، ومن هنا فإن هذه المحمية الطبيعية أطلق عليها وصف " المتنزه الوطني المنسي "، وهي تعد فردوسا غير مكتشف خاصة في فصل الخريف، ويعيش جوهلين مع أسرته داخل مزرعة نائية بالقرب من بلدة أريبلوج.
ويبلغ عدد سكان المقاطعة الإدارية التي تحمل ذات الاسم نحو 3100 نسمة وتبلغ مساحتها 18 ألف كيلومتر مربع، أي أن نصيب كل فرد فيها من هذه المساحة يبلغ حوالي ستة كيلومترات مربعة.
وليس لدى هذه البلدة الصغيرة الكثير الذي تقدمه للزوار بخلاف اثنين من السوبر ماركت ومحطتين لتزويد السيارات بالوقود وعدد قليل من المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة وبعض المتاجر التي تبيع البيتزا، غير أن هذه البلدة تتمتع بنفس القدر من السحر الذي تبدو عليه بلدة أمريكية تقع في البراري.
ولكن بدلا من الأراضي المستوية تحاط بلدة أريبلوج بأكثر من ثمانية آلاف بحيرة كما أن جبال المنطقة تعد من أكبر المناطق غير المأهولة بالسكان في السويد.
ولا تغرب الشمس في هذا المكان خلال فصل الصيف بينما لا تكاد تطلع في بعض أيام فصل الشتاء، غير أنه قبل أن يحل الظلام تنفجر مساحات المنطقة ببحر من ألوان الخريف، ويلوح في الأفق " الصيف الهندي " بالسويد مخلوطا بالألوان الصفراء والبرتقالية اليانعة وظلال من الألوان الحمراء.
ومن أعلى إحدى القمم الكثيرة المستديرة بنعومة يمكن للزائر أن يرى أجمل مشهد لمهرجان الألوان، حيث تتحول أوراق أشجار البتولا إلى اللون الأصفر بينما تتحول الحشائش الجبلية والأعشاب التي تنمو في المنطقة القطبية إلى اللون الأحمر الداكن.
ومن أعلى الجبل تبدو المساحات الواسعة لا متناهية من أي اتجاه تنظر إليها ولا يوجد طريق واحد أو برج للكهرباء أو منزل يمكن رؤيته على مرمى البصر.
وبالنسبة للمرشد السياحي بيورن تعد الفترة الأولى من من شهر أيلول /سبتمبر هي أكثر الأوقات من العام جمالا للقيام برحلة المشي، ويرجع بيورن السبب في ذلك إلى انتهاء موسم نشاط البعوض.
ويقود الطريق من أعلى المنطقة الجبلية الجرداء هابطا إلى غابة من أشجار البتولا عبر كوخ خشبي مفتوح أمام الزوار وإن كانت مثل هذه الأكواخ نادرة على طول ممر المشي حتى المتنزه الوطني، وعلى الزوار الذين يخططون للقيام برحلة تستغرق أطول من يوم واحد أن يأخذوا خيمة معهم إلى جانب حقيبة للنوم دافئة لأن ليالي لابلاند في فصل الخريف يمكن أن تصبح شديدة البرودة.
ويكتشف المرء داخل الكوخ بقايا حساء الغولاش وهو من الأطعمة المجرية التي يستخدم اللحم فيها تركه هواة المشي السابقين قبل رحيلهم، بينما يوجد في أحد الأركان كوم من الأخشاب المستخدمة في إشعال النيران، ويأخذ بيورن بعضا من الأفرع الخشبية الرفيعة من حقيبته التي يحملها على ظهره ويكومها مع بعض ألواح الخشب بخبرة داخل حفرة لإضرام النار أمام الكوخ، كما تستخدم شرائح رفيعة جافة من لحاء أشجار البتولا لتأجيج النار.
ومن على حافة جبلية على الجانب الآخر يشاهد الزوار عشرات الأزواج من الأعين الفضولية التي تحدق في نيران المخيم، وهي أعين قطيع من حيوان الرنة يتسكع في جنبات المتنزه الوطني.
وتتكسب حوالي أربعين عائلة من السكان المحليين بإقليم لابلاند والمعروفين باسم قومية سامي عيشها من رعي الرنة في بلدة أريبلوج ومقاطعة أرفيدساوار المجاورة، ويتجول نحو 23 ألفا من حيوانات الرنة البحرية في المنطقة في فصلي الصيف والخريف.
ويعيش اثنان من مربي الرنة هما لوتا وتوم سيفنسون في حالة ترقب خلال أيام فصل الخريف، وهذان الزوجان من أهالي سامي المحليين ينتظرون اليوم المثالي لرعي قطيع الحيوانات الذي يمتلكانه بشكل جماعي، وإذا كان الطقس جيدا فيجب استئجار طائرة هليوكوبتر.
وتشرح لوتا المسألة بقولها إن العملية هي سباق مع الزمن، ويعيش أهالي سامي منذ قرون على تربية الرنة.
ومع ذلك فمنذ قدوم طائرات الهليكوبتر وإدخال المساحات المسجية للرعي والدراجات النارية التي تسير على الجليد في السبعينيات من القرن الماضي أصبحت عملية رعي الرنة أكثر سهولة ومع ذلك ظل العمل في أعالي الجبال عملية شاقة، وكنتيجة لذلك ينمي الزوجان سيفنسون دخلهما عن طريق إدارة مركز باسيويو لقومية سامي للسياح.
وتقول لوتا إننا نريد أن نقيم جسرا للتفاهم والاحترام لحياة أبناء قومية سامي، وهي تشرح للسياح داخل كوخ خشبي بالغابة معلومات عن حياة السكان المحليين بالمنطقة، ويجلس الضيوف حول نيران المخيم فوق أبسطة من جلود الرنة بينما يتم طهي لحم الرنة داخل مقلاة حيث يقدم مع البطاطا باللوز.
وتتحدث لوتا عن وسم عجول الرنة بالحديد المحمى بالنار في وقت الربيع الذي يعد أحد المواسم الثمانية في تقويم قومية سامي، كما تتحدث عن لغة أبناء سامي التي تتعرض لخطر الانقراض.
وتقود قافلة المشي بعد ذلك إلى نباتات كثيفة تنمو تحت الأشجار، ويقول بيورن إن الأيائل تشعر كما لو كانت في بيئتها الطبيعية، وتعيش أيضا في المتنزه الوطني الدببة وحيوانات ابن عرس والوشق وهو حيوان بري من فصيلة السنور أصغر حجما من النمر، ومع ذلك فإن هذه الحيوانات لا تحب الظهور ونادرا ما يراها الزوار.
وعندما يصل ممر المشي إلى منطقة المستنقعات تساعد ألواح خشبية رفيعة على تمهيد الطريق، وكلما اقترب المرء من بلدة أدولفستروم كلما انزاحت أشجار البتولا لتفسح الطريق أمام غابات من أشجار السرو.
وبعد ذلك يعلن العودة إلى حياة التمدين مرة أخرى منزل خشبي سويدي النمط مطلي باللون الأحمر.
وتقف ماريان ثورف خلف طاولة متجرها، وانتقلت ثورف وهي من أبناء ستوكهولم إلى بلدة أدولفستروم عام 1977 للحاق بزوجها جان الذي عمل مرشدا لرحلة المشي التي شاركت فيها.
وتقول على هؤلئك الذين يريدون أن يشعروا بالسعادة هنا ألا يكونوا حيوانا بالقطيع وأن يثمنوا الهدوء والسكينة
ويقع متنزه بيليكايسي الوطني في إقليم لابلاند شمالي السويد على مسافة خمسين كيلومترا جنوبي المنطقة القطبية الشمالية.
وتشق قافلة تضم هواة رحلات السير على الأقدام طريقها انطلاقا من قرية جاكفيك لمسافة 27 كيلومترا عبر غابات من أشجار البتولا الجبلية وفوق مساحات ممتدة من الأراضي التي تنبت فيها الحشائش وتقف عليها كتل صخرية حتى الوصول إلى بلدة أدولفستروم، وتعد قافلة رحلة المشي جزءا من رحلة " كونجزليدن " الشهيرة التي تمر عبر لابلاند وتغطي مسافة 425 كيلومترا بين هيمافان وأبيسكو.
ويقول جوهلين إنك ستلتقي فقط بعدد قليل من هواة المشي في هذا المكان، ومن هنا فإن هذه المحمية الطبيعية أطلق عليها وصف " المتنزه الوطني المنسي "، وهي تعد فردوسا غير مكتشف خاصة في فصل الخريف، ويعيش جوهلين مع أسرته داخل مزرعة نائية بالقرب من بلدة أريبلوج.
ويبلغ عدد سكان المقاطعة الإدارية التي تحمل ذات الاسم نحو 3100 نسمة وتبلغ مساحتها 18 ألف كيلومتر مربع، أي أن نصيب كل فرد فيها من هذه المساحة يبلغ حوالي ستة كيلومترات مربعة.
وليس لدى هذه البلدة الصغيرة الكثير الذي تقدمه للزوار بخلاف اثنين من السوبر ماركت ومحطتين لتزويد السيارات بالوقود وعدد قليل من المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة وبعض المتاجر التي تبيع البيتزا، غير أن هذه البلدة تتمتع بنفس القدر من السحر الذي تبدو عليه بلدة أمريكية تقع في البراري.
ولكن بدلا من الأراضي المستوية تحاط بلدة أريبلوج بأكثر من ثمانية آلاف بحيرة كما أن جبال المنطقة تعد من أكبر المناطق غير المأهولة بالسكان في السويد.
ولا تغرب الشمس في هذا المكان خلال فصل الصيف بينما لا تكاد تطلع في بعض أيام فصل الشتاء، غير أنه قبل أن يحل الظلام تنفجر مساحات المنطقة ببحر من ألوان الخريف، ويلوح في الأفق " الصيف الهندي " بالسويد مخلوطا بالألوان الصفراء والبرتقالية اليانعة وظلال من الألوان الحمراء.
ومن أعلى إحدى القمم الكثيرة المستديرة بنعومة يمكن للزائر أن يرى أجمل مشهد لمهرجان الألوان، حيث تتحول أوراق أشجار البتولا إلى اللون الأصفر بينما تتحول الحشائش الجبلية والأعشاب التي تنمو في المنطقة القطبية إلى اللون الأحمر الداكن.
ومن أعلى الجبل تبدو المساحات الواسعة لا متناهية من أي اتجاه تنظر إليها ولا يوجد طريق واحد أو برج للكهرباء أو منزل يمكن رؤيته على مرمى البصر.
وبالنسبة للمرشد السياحي بيورن تعد الفترة الأولى من من شهر أيلول /سبتمبر هي أكثر الأوقات من العام جمالا للقيام برحلة المشي، ويرجع بيورن السبب في ذلك إلى انتهاء موسم نشاط البعوض.
ويقود الطريق من أعلى المنطقة الجبلية الجرداء هابطا إلى غابة من أشجار البتولا عبر كوخ خشبي مفتوح أمام الزوار وإن كانت مثل هذه الأكواخ نادرة على طول ممر المشي حتى المتنزه الوطني، وعلى الزوار الذين يخططون للقيام برحلة تستغرق أطول من يوم واحد أن يأخذوا خيمة معهم إلى جانب حقيبة للنوم دافئة لأن ليالي لابلاند في فصل الخريف يمكن أن تصبح شديدة البرودة.
ويكتشف المرء داخل الكوخ بقايا حساء الغولاش وهو من الأطعمة المجرية التي يستخدم اللحم فيها تركه هواة المشي السابقين قبل رحيلهم، بينما يوجد في أحد الأركان كوم من الأخشاب المستخدمة في إشعال النيران، ويأخذ بيورن بعضا من الأفرع الخشبية الرفيعة من حقيبته التي يحملها على ظهره ويكومها مع بعض ألواح الخشب بخبرة داخل حفرة لإضرام النار أمام الكوخ، كما تستخدم شرائح رفيعة جافة من لحاء أشجار البتولا لتأجيج النار.
ومن على حافة جبلية على الجانب الآخر يشاهد الزوار عشرات الأزواج من الأعين الفضولية التي تحدق في نيران المخيم، وهي أعين قطيع من حيوان الرنة يتسكع في جنبات المتنزه الوطني.
وتتكسب حوالي أربعين عائلة من السكان المحليين بإقليم لابلاند والمعروفين باسم قومية سامي عيشها من رعي الرنة في بلدة أريبلوج ومقاطعة أرفيدساوار المجاورة، ويتجول نحو 23 ألفا من حيوانات الرنة البحرية في المنطقة في فصلي الصيف والخريف.
ويعيش اثنان من مربي الرنة هما لوتا وتوم سيفنسون في حالة ترقب خلال أيام فصل الخريف، وهذان الزوجان من أهالي سامي المحليين ينتظرون اليوم المثالي لرعي قطيع الحيوانات الذي يمتلكانه بشكل جماعي، وإذا كان الطقس جيدا فيجب استئجار طائرة هليوكوبتر.
وتشرح لوتا المسألة بقولها إن العملية هي سباق مع الزمن، ويعيش أهالي سامي منذ قرون على تربية الرنة.
ومع ذلك فمنذ قدوم طائرات الهليكوبتر وإدخال المساحات المسجية للرعي والدراجات النارية التي تسير على الجليد في السبعينيات من القرن الماضي أصبحت عملية رعي الرنة أكثر سهولة ومع ذلك ظل العمل في أعالي الجبال عملية شاقة، وكنتيجة لذلك ينمي الزوجان سيفنسون دخلهما عن طريق إدارة مركز باسيويو لقومية سامي للسياح.
وتقول لوتا إننا نريد أن نقيم جسرا للتفاهم والاحترام لحياة أبناء قومية سامي، وهي تشرح للسياح داخل كوخ خشبي بالغابة معلومات عن حياة السكان المحليين بالمنطقة، ويجلس الضيوف حول نيران المخيم فوق أبسطة من جلود الرنة بينما يتم طهي لحم الرنة داخل مقلاة حيث يقدم مع البطاطا باللوز.
وتتحدث لوتا عن وسم عجول الرنة بالحديد المحمى بالنار في وقت الربيع الذي يعد أحد المواسم الثمانية في تقويم قومية سامي، كما تتحدث عن لغة أبناء سامي التي تتعرض لخطر الانقراض.
وتقود قافلة المشي بعد ذلك إلى نباتات كثيفة تنمو تحت الأشجار، ويقول بيورن إن الأيائل تشعر كما لو كانت في بيئتها الطبيعية، وتعيش أيضا في المتنزه الوطني الدببة وحيوانات ابن عرس والوشق وهو حيوان بري من فصيلة السنور أصغر حجما من النمر، ومع ذلك فإن هذه الحيوانات لا تحب الظهور ونادرا ما يراها الزوار.
وعندما يصل ممر المشي إلى منطقة المستنقعات تساعد ألواح خشبية رفيعة على تمهيد الطريق، وكلما اقترب المرء من بلدة أدولفستروم كلما انزاحت أشجار البتولا لتفسح الطريق أمام غابات من أشجار السرو.
وبعد ذلك يعلن العودة إلى حياة التمدين مرة أخرى منزل خشبي سويدي النمط مطلي باللون الأحمر.
وتقف ماريان ثورف خلف طاولة متجرها، وانتقلت ثورف وهي من أبناء ستوكهولم إلى بلدة أدولفستروم عام 1977 للحاق بزوجها جان الذي عمل مرشدا لرحلة المشي التي شاركت فيها.
وتقول على هؤلئك الذين يريدون أن يشعروا بالسعادة هنا ألا يكونوا حيوانا بالقطيع وأن يثمنوا الهدوء والسكينة
