هندوس يغتسلون في مياه نهر الغانج
يقف عدد لا يحصى من البشر في وسط الماء وعلى الشواطىء ويتنقلون فوق الجسور التي تقطع مياه نهر الغانغ المقدس، يغطسون تحت الماء، يتراشقون به ويرددون الأهازيج الدينية. تراهم واقفين أقدامهم مغروسة في الماء وهم ينزعون ملابسهم أو يتأملون بعضهم البعض، في حين تنطلق من منبهات الصوت موسيقى روحية تقطع من حين لأخر للإعلان عن طفل ضاع من عائلته أو للتحذير من قوة اندفاع الماء. ويمكن سماع صفارات الشرطة وهي تطغى على كل هذه الأصوات.
الطاقة وليس الهدوء
يزور بلدة هاريدوار في شمال الهند، التي يبلغ عدد سكانها مائتي ألف نسمة فقط، خمسة عشر مليون شخص خلال هذا الاحتفال، ورغم أن الفوضى وجحافل البشر في مهرجان ميلا الهندوسي التي لا تعطي انطباعا مباشرا بروحانية الحدث، إلا أن الكل يعرف أنه "لا يأتي هنا بحثا عن الهدوء"، هذا ما يقوله الحاج فيجاي سنغ الذي أتى برفقة زوجته من منطقة قريبة، ويضيف: " في هذا المهرجان كل شيء يدور حول الطاقة، الغانغ يمنحنا الطاقة".
"شيء مذهل" هكذا تقول السائحة الهولندية كلاري وايتسز التي جاءت برفقة ابنها الطالب بمدينة دلهي وصديقة لها الى هاريدوار، وهي لا تنوي الغطس في الغانغ المقدس لأنها لا تدين بالديانة الهندوستانية، " لكنني أستمتع كثيرا بمشهد الناس وهم يستحمون في المياه، ورغم أن هذا المشهد لا يمسني روحيا إلا أنه يثير اهتمامي".
الآلهة والشياطين
تفيد الأسطورة التي تحوط بالمهرجان أن حربا وقعت بين الأرباب والشياطين حول جرة مليئة برحيق الخلود وأن قطرة من هذه المياه وقعت في هاريدوار، ومرة كل اثني عشر عاماً يصبح لمياه الغانغ مؤقتا نفس مفعول رحيق الخلود بسبب وجود النجوم في وضع ملائم. في هذا الوقت يمكن للغطس في مياه الغانغ المقدسة أن يغسل الذنوب كلها ويطهر الأرواح من خطاياها، بل ويمكنه حتى كسر الدورة الأبدية للتقمص، وهذا يحدث بالخصوص في أحد أيام الغطس العشر التي يحددها المنجمون والتي يتوافق آخر يوم فيها مع الثامن والعشرين من أبريل.
أحد أهم الشعائر التي يمارسها الحجاج والزوار هو الغطس اليومي في مسبح السادوس العراة وهم رهابنة من طائفة ناغا سادو التي تقضي حياتها من دون أي ملابس وتكون غالبا مطلية بالرماد ولديها جدائل من الضفائر الطويلة، ومن أجلهم يتم غلق رصيف هاركي بوري، المركز الروحي لهارديوار من الجانبين ليعبروا منه، وعندما يقطعون الجسر باتجاه الرصيف يستقبلهم الناس بالهتاف من كل الجهات.
الغوروس أو المعلمون هم اقل روحانية بقليل من السادوس العراة، لكنهم يحظون بنفس الشعبية وهم قادة الطوائف الأخرى في الديانة الهندوستانية. يقيم أغلب الحجاج خلال الاحتفال في مخيم تابع لغورو أو معلمي الطائفة التي ينتمون إليها، ويمكنك أن ترى في كل مكان صورهم على الملصقات واللوحات الإشهارية والبالونات بلحاهم الطويلة ووجوههم الباسمة.
تقام المخيمات خلال شهر ديسمبر وتبقى منتصبة طوال شهر كامل، وهي بمثابة المدينة الخاصة التي يتم بناؤها خصيصا لمهرجان ميلا، بإداراتها الخاصة وعشرات المستشفيات ومكاتب الشرطة الإضافية.
المشي لعدة كيلومترات
رغم دقة التنظيم الذي يسبق هذا الاحتفال، إلا أن استقبال 15 مليون شخص ليس سهلا، فالطرقات لا تلبث أن تكتظ بشكل يجبر الناس على المشي لكيلومترات طويلة على أقدامهم للوصول إلى هاريدوار، ورجال الشرطة الذين يوجهون البشر بصفاراتهم وعصيهم لا يمكنهم الحيلولة دون وقوع ثلاثة قتلى وثلاثة غرقى في نهاية كل يوم.
إلا أن هذه الأحداث لا تؤثر في جو الاحتفال العام، حيث يمكن سماع الابتهالات العالية في الطرقات وخاصة عندما يتجمع المصلون مع غروب الشمس من أجل ممارسة شعائر آر تي التي يختم بها اليوم، حيث يشعر الجميع بأن الطاقة التي جاؤوا ينشدونها تسري إليهم.
ثم يظهر رجل وهو يرتدي البياض الناصع ملوحا بشعلة من فوق الماء وتتجه آلاف الأنظار نحوه مبتهلة بصوت واحد متناغم ومرددة وراءه الأهازيج الدينية
الطاقة وليس الهدوء
يزور بلدة هاريدوار في شمال الهند، التي يبلغ عدد سكانها مائتي ألف نسمة فقط، خمسة عشر مليون شخص خلال هذا الاحتفال، ورغم أن الفوضى وجحافل البشر في مهرجان ميلا الهندوسي التي لا تعطي انطباعا مباشرا بروحانية الحدث، إلا أن الكل يعرف أنه "لا يأتي هنا بحثا عن الهدوء"، هذا ما يقوله الحاج فيجاي سنغ الذي أتى برفقة زوجته من منطقة قريبة، ويضيف: " في هذا المهرجان كل شيء يدور حول الطاقة، الغانغ يمنحنا الطاقة".
"شيء مذهل" هكذا تقول السائحة الهولندية كلاري وايتسز التي جاءت برفقة ابنها الطالب بمدينة دلهي وصديقة لها الى هاريدوار، وهي لا تنوي الغطس في الغانغ المقدس لأنها لا تدين بالديانة الهندوستانية، " لكنني أستمتع كثيرا بمشهد الناس وهم يستحمون في المياه، ورغم أن هذا المشهد لا يمسني روحيا إلا أنه يثير اهتمامي".
الآلهة والشياطين
تفيد الأسطورة التي تحوط بالمهرجان أن حربا وقعت بين الأرباب والشياطين حول جرة مليئة برحيق الخلود وأن قطرة من هذه المياه وقعت في هاريدوار، ومرة كل اثني عشر عاماً يصبح لمياه الغانغ مؤقتا نفس مفعول رحيق الخلود بسبب وجود النجوم في وضع ملائم. في هذا الوقت يمكن للغطس في مياه الغانغ المقدسة أن يغسل الذنوب كلها ويطهر الأرواح من خطاياها، بل ويمكنه حتى كسر الدورة الأبدية للتقمص، وهذا يحدث بالخصوص في أحد أيام الغطس العشر التي يحددها المنجمون والتي يتوافق آخر يوم فيها مع الثامن والعشرين من أبريل.
أحد أهم الشعائر التي يمارسها الحجاج والزوار هو الغطس اليومي في مسبح السادوس العراة وهم رهابنة من طائفة ناغا سادو التي تقضي حياتها من دون أي ملابس وتكون غالبا مطلية بالرماد ولديها جدائل من الضفائر الطويلة، ومن أجلهم يتم غلق رصيف هاركي بوري، المركز الروحي لهارديوار من الجانبين ليعبروا منه، وعندما يقطعون الجسر باتجاه الرصيف يستقبلهم الناس بالهتاف من كل الجهات.
الغوروس أو المعلمون هم اقل روحانية بقليل من السادوس العراة، لكنهم يحظون بنفس الشعبية وهم قادة الطوائف الأخرى في الديانة الهندوستانية. يقيم أغلب الحجاج خلال الاحتفال في مخيم تابع لغورو أو معلمي الطائفة التي ينتمون إليها، ويمكنك أن ترى في كل مكان صورهم على الملصقات واللوحات الإشهارية والبالونات بلحاهم الطويلة ووجوههم الباسمة.
تقام المخيمات خلال شهر ديسمبر وتبقى منتصبة طوال شهر كامل، وهي بمثابة المدينة الخاصة التي يتم بناؤها خصيصا لمهرجان ميلا، بإداراتها الخاصة وعشرات المستشفيات ومكاتب الشرطة الإضافية.
المشي لعدة كيلومترات
رغم دقة التنظيم الذي يسبق هذا الاحتفال، إلا أن استقبال 15 مليون شخص ليس سهلا، فالطرقات لا تلبث أن تكتظ بشكل يجبر الناس على المشي لكيلومترات طويلة على أقدامهم للوصول إلى هاريدوار، ورجال الشرطة الذين يوجهون البشر بصفاراتهم وعصيهم لا يمكنهم الحيلولة دون وقوع ثلاثة قتلى وثلاثة غرقى في نهاية كل يوم.
إلا أن هذه الأحداث لا تؤثر في جو الاحتفال العام، حيث يمكن سماع الابتهالات العالية في الطرقات وخاصة عندما يتجمع المصلون مع غروب الشمس من أجل ممارسة شعائر آر تي التي يختم بها اليوم، حيث يشعر الجميع بأن الطاقة التي جاؤوا ينشدونها تسري إليهم.
ثم يظهر رجل وهو يرتدي البياض الناصع ملوحا بشعلة من فوق الماء وتتجه آلاف الأنظار نحوه مبتهلة بصوت واحد متناغم ومرددة وراءه الأهازيج الدينية


الصفحات
سياسة








