
بيت مصنوع من الطابوق الطيني
يقول كريم قاسم (54 عاما) من اهالي القرية "تستيقظ العوائل فجر كل يوم لتنهمك في عجن الطين وتقطيعه إلى الواح تستخدم في بناء جدران المنازل من قبل العوائل الفقيرة"، موضحا انها فرصة عمل شاقة يلجأ اليها الناس بعد ان ترك العديد من العوائل الفلاحية مهنة الزراعة بسبب الجفاف.
واضاف "صحيح أن الجهود كبيرة وقاسية، لكن الفكرة تعد فرصة عمل مناسبة لهذه العوائل بالرغم من قلة المردودات المالية التي تجنيها"، مشيرا إلى أن المواد الاولية التي تستخدم في صناعة هذا النوع من الطابوق قليلة لكن الجهد العضلي كبير.
وتبلغ نسبة البطالة في العراق الذي مزقته الحروب نحو 50 في المائة، معظمها من شريحة الشباب، بحسب آخر احصائية نشرت عن نسبة العاطلين في العراق.
ويؤكد المسؤولون العراقيون ان هذه النسبة ستنخفض بشكل كبير بعد توقيع العراق عدد من العقود النفطية الكبيرة مؤخرا لتطوير حقوله النفطية العملاقة.
وقال حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي خلال جولة التراخيص الثانية : إن العقود التي وقعت مع مجموعة من كبريات الشركات العالمية لتطوير عدد من الحقول النفطية في مناطق متفرقة من البلاد ستقضي على البطالة من خلال توفير فرص عمل كثيرة للشباب.
بدوره، قال سالم حسين احد اهالي قرية الجسر اثناء تجواله في ازقتها، إن "الوضع الصعب دفع سكان القرية إلى اللجوء لممارسة عدة مهن بسيطة، منها صناعة الطابوق الطيني لعدم حاجة هذا العمل لتكاليف عالية أو تقنيات صعبة".
وتابع حسين موضحا طريقة العمل، ان العمل يبدأ من ساعات الصباح الاولى بجلب كميات من التراب الخالية تقريبا من الرمل ومزجه بقش الحنطة والشعير والارز مع الماء وعجنه بقوة لزيادة تماسكه، ويترك عدة ساعات لكي يتجانس ويتخمر، ثم تجري عملية تقطيعه الى الواح وفق قياسات محددة على ان يترك الانتاج تحت اشعة الشمس لكي يجف ويصبح جاهزا للاستخدام بعد عدة ايام.
واضاف "ان كل خمسة أطنان من التراب يمزج معها 500 كغم من مادة السبوس (مخلفات الارز أو الحنطة) وتخلط بحوالي 200 لتر ماء، لينتج نحو 1000 طابوقة، بقياس 30 سم طولا و20 سم عرضا وبارتفاع 10 سنتيمترات لكل قطعة".
واستطرد "نحن في قرية الجسر نعمل رجالا ونساءا في صناعة هذا النوع من الطابوق، ولكل واحد منا دور معين يقوم به لتحضير العجين أو الخميرة التي تحتاج إلى حوالي ست ساعات لاستكمالها، قبل مرحلة التقطيع إلى طابوق طيني".
واوضح حسين ان فكرة العمل بالطين لصناعة الطابوق مستمدة من تاريخ الحضارات العراقية، خصوصا في جنوبي البلاد، حيث كان السومريون والبابليون يشيدون حصونهم وقصورهم عن طريق هذه الالواح الطينية.
وتضم قرية الجسر اكثر من 300 عائلة تستقر بها منذ 30 عاما.
ومع ان انتاج هذه العوائل لا يلاقي رواجا في هذا العصر بعد تزايد اعداد المعامل التي تنتج طابوقا مفخورا بالنار بواسطة الالات الميكانيكية، الا بعض العوائل الفقيرة تلجأ الى شرائه، كمادة اساسية لتشييد الدور الصغيرة، التي يجري تغطية سقوفها بالخشب وقطع من البلاستيك لمنع تسرب مياه الامطار ثم يكسى بالطين.
وحول هذا، قال جاسم محمد زغير وهو بائع للطابوق الطيني، إن اكثر العائلات استخداما لهذا النوع من الطابوق هي العوائل الفقيرة، التي لا تتمكن من دفع تكاليف متطلبات البناء وشراء الطابوق الميكانيكي.
وتابع ان كل 1000 طابوقة تباع بمبلغ يتراوح بين 80 الى 90 الف دينار عراقي (نحو 65 الى 70 دولارا)، وهو اقل بكثير من اسعار الطابوق الاعتيادي، الذي يبلغ سعر ذات العدد منه حوالي 650 الف دينار (الدولار يساوي 1118دينار عراقي).
على الصعيد نفسه، قال جميل شاكر (48عاما) إن كل عائلة في قرية الجسر تتمكن من إنتاج 250 طابوقة يوميا، وأن فترة العمل التي تعرف "بالتقطيع"، وهي عملية وضع الخميرة في القالب تبدأ من الساعة الرابعة فجرا وتنتهي في العاشرة صباحا لاستثمار ساعات الصباح قبل ارتفاع درجات الحرارة، وحيوية ونشاط الانسان في مثل هذه الساعات، وبعد الانتهاء من التقطيع يعطي الوقت الكافي لتجفيفه، ثم بيعه".
واختتم شاكر حديثه قائلا : إنه عمل شاق،، لكنه طريقة للهرب من البطالة، وبحثا عن الرزق الحلال
واضاف "صحيح أن الجهود كبيرة وقاسية، لكن الفكرة تعد فرصة عمل مناسبة لهذه العوائل بالرغم من قلة المردودات المالية التي تجنيها"، مشيرا إلى أن المواد الاولية التي تستخدم في صناعة هذا النوع من الطابوق قليلة لكن الجهد العضلي كبير.
وتبلغ نسبة البطالة في العراق الذي مزقته الحروب نحو 50 في المائة، معظمها من شريحة الشباب، بحسب آخر احصائية نشرت عن نسبة العاطلين في العراق.
ويؤكد المسؤولون العراقيون ان هذه النسبة ستنخفض بشكل كبير بعد توقيع العراق عدد من العقود النفطية الكبيرة مؤخرا لتطوير حقوله النفطية العملاقة.
وقال حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي خلال جولة التراخيص الثانية : إن العقود التي وقعت مع مجموعة من كبريات الشركات العالمية لتطوير عدد من الحقول النفطية في مناطق متفرقة من البلاد ستقضي على البطالة من خلال توفير فرص عمل كثيرة للشباب.
بدوره، قال سالم حسين احد اهالي قرية الجسر اثناء تجواله في ازقتها، إن "الوضع الصعب دفع سكان القرية إلى اللجوء لممارسة عدة مهن بسيطة، منها صناعة الطابوق الطيني لعدم حاجة هذا العمل لتكاليف عالية أو تقنيات صعبة".
وتابع حسين موضحا طريقة العمل، ان العمل يبدأ من ساعات الصباح الاولى بجلب كميات من التراب الخالية تقريبا من الرمل ومزجه بقش الحنطة والشعير والارز مع الماء وعجنه بقوة لزيادة تماسكه، ويترك عدة ساعات لكي يتجانس ويتخمر، ثم تجري عملية تقطيعه الى الواح وفق قياسات محددة على ان يترك الانتاج تحت اشعة الشمس لكي يجف ويصبح جاهزا للاستخدام بعد عدة ايام.
واضاف "ان كل خمسة أطنان من التراب يمزج معها 500 كغم من مادة السبوس (مخلفات الارز أو الحنطة) وتخلط بحوالي 200 لتر ماء، لينتج نحو 1000 طابوقة، بقياس 30 سم طولا و20 سم عرضا وبارتفاع 10 سنتيمترات لكل قطعة".
واستطرد "نحن في قرية الجسر نعمل رجالا ونساءا في صناعة هذا النوع من الطابوق، ولكل واحد منا دور معين يقوم به لتحضير العجين أو الخميرة التي تحتاج إلى حوالي ست ساعات لاستكمالها، قبل مرحلة التقطيع إلى طابوق طيني".
واوضح حسين ان فكرة العمل بالطين لصناعة الطابوق مستمدة من تاريخ الحضارات العراقية، خصوصا في جنوبي البلاد، حيث كان السومريون والبابليون يشيدون حصونهم وقصورهم عن طريق هذه الالواح الطينية.
وتضم قرية الجسر اكثر من 300 عائلة تستقر بها منذ 30 عاما.
ومع ان انتاج هذه العوائل لا يلاقي رواجا في هذا العصر بعد تزايد اعداد المعامل التي تنتج طابوقا مفخورا بالنار بواسطة الالات الميكانيكية، الا بعض العوائل الفقيرة تلجأ الى شرائه، كمادة اساسية لتشييد الدور الصغيرة، التي يجري تغطية سقوفها بالخشب وقطع من البلاستيك لمنع تسرب مياه الامطار ثم يكسى بالطين.
وحول هذا، قال جاسم محمد زغير وهو بائع للطابوق الطيني، إن اكثر العائلات استخداما لهذا النوع من الطابوق هي العوائل الفقيرة، التي لا تتمكن من دفع تكاليف متطلبات البناء وشراء الطابوق الميكانيكي.
وتابع ان كل 1000 طابوقة تباع بمبلغ يتراوح بين 80 الى 90 الف دينار عراقي (نحو 65 الى 70 دولارا)، وهو اقل بكثير من اسعار الطابوق الاعتيادي، الذي يبلغ سعر ذات العدد منه حوالي 650 الف دينار (الدولار يساوي 1118دينار عراقي).
على الصعيد نفسه، قال جميل شاكر (48عاما) إن كل عائلة في قرية الجسر تتمكن من إنتاج 250 طابوقة يوميا، وأن فترة العمل التي تعرف "بالتقطيع"، وهي عملية وضع الخميرة في القالب تبدأ من الساعة الرابعة فجرا وتنتهي في العاشرة صباحا لاستثمار ساعات الصباح قبل ارتفاع درجات الحرارة، وحيوية ونشاط الانسان في مثل هذه الساعات، وبعد الانتهاء من التقطيع يعطي الوقت الكافي لتجفيفه، ثم بيعه".
واختتم شاكر حديثه قائلا : إنه عمل شاق،، لكنه طريقة للهرب من البطالة، وبحثا عن الرزق الحلال