تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


في امبابة بالقاهرة الناخبون لا يصدقون الاعلام و يعطون الاسلاميين الفرصة




القاهرة - سامر الاطرش - يتذكر السكان الاكبر سنا يوم فرضت الجماعات الاسلامية الشريعة في منطقتهم بحي امبابة الفقير غربي القاهرة قبل عقدين وكيف تحرك نظام حسني مبارك لسحق ذلك. والان وبعد عشرة اشهر من الاطاحة بمبارك باتت امبابة مستعدة للتصويت لصالح الاسلاميين والاتيان بهم الى السلطة على صعيد البلاد.


في امبابة بالقاهرة الناخبون لا يصدقون الاعلام و يعطون الاسلاميين الفرصة
وفي الحارات الضيقة المتربة بالمنطقة يشعر المرء بتواجد الاسلاميين بينما تخشى الشرطة الدخول منذ الانتفاضة التي اطاحت بمبارك في شباط/فبراير.
والاربعاء اصطف الناخبون للادلاء باصواتهم.

فمقابل احدى المدارس حيث يجري الادلاء بالاصوات يقع مخبز تذيع منه بصوت صاخب انشودة للاسلاميين بينما تمر مركبة ميني باص تعلوها ملصقات السلفيين من "حزب النور".
وفي الاسفل صورة لمرشح طويل اللحية كتب الشعار "اركبوا معنا!".

وتعج المنطقة العمالية المكتظة بالمقاهي حيث يجلس الشباب العاطل يمضون الساعات اليوم تلو الاخر. فمعدل البطالة المرتفع فضلا عن الشعور باليأس والفقر المدقع جعل من امبابة ارضية خصبة للاخوان المسلمين وللاحزاب السلفية الاحدث عهدا بالسياسة.

ويقول محمد رشاد وهو عامل دهانات عاطل في الحادية والاربعين من عمره "تركت بيتي اليوم وليس معي ما يكفي لشراء الخبز".
وقد اعطى محمد صوته لحزب النور ويضيف "لهذا الناس يصوتون للنور بكثافة لانهم ساعدونا بتقديمهم خدمات حتى قبل ان يشكلوا حزبا".

وحصل النور على ترخيصه كحزب في حزيران/يونيو غير ان السلفيين الذين شكلوا الحزب تمكنوا من توسيع خدماتهم الاجتماعية في المناطق مثل امبابة في الشهور التي تلت الاطاحة بمبارك حتى انهم نافسوا برامج الاخوان المسلمين.

وكان يشار الى جماعة الاخوان المسلمين في عهد مبارك بالجماعة المنحلة او المحظورة ومع ذلك تركها النظام السابق تتقدم بمرشحين للانتخابات التشريعية كمستقلين.
ويقول رشاد ان "الاعلام يخيف الناس من الاسلاميين".

اما فوزي البالغ السابعة والخمسين من عمره الذي قال انه صوت ايضا للنور فيؤكد انه ليس هناك ما ينبغي ان نخشاه من الاسلاميين، ويذكر كيف حاولت الجماعات الاسلامية فرض الشريعة في منطقته في مطلع التسعينات. ويقول "منعوا الخمر واقتحموا الاعراس ومنعوا الرقص البلدي.. ولكنهم لم يضربوا احدا!".

غير ان تلك الفترة انتهت بحملة شاملة نفذتها الشرطة لاعتقال الاسلاميين في المنطقة، وقد شهدت ايضا هجمات تعرضت لها الاقلية المسيحية في الحي.
ومازالت المخاوف من السلفيين حاضرة بين المسيحيين في امبابة، فقد اتهم السلفيون في ايار/مايو بالتحريض على هجمات على كنيستين ما ادى لمقتل 15 شخصا في اشتباكات.

وجاء نجاح حزب النور في الجولة الاولى من الانتخابات في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر مفاجأة حيث تمكن السلفيون من اقتطاع حصة كبيرة من الاصوات التي كانت ستذهب على الارجح الى الاخوان المسلمين الاكثر خبرة في العمل السياسي.

فقد حصل حزب النور على 24 بالمائة من الاصوات على قوائم الحزب، ولكنه خسر اغلب المقاعد لصالح "حزب الحرية والعدالة" للاخوان المسلمين في الفردي في نظام اقتراعي معقد.
ونظر الى الخسائر التي مني بها الحزب السلفي في الاعادة كرد فعل على تصريحات صدرت عن مرشحين له وتناقلتها وسائل الاعلام على نطاق واسع دعموا فيها تطبيق الشريعة الاسلامية تطبيقا حرفيا.

لكن في امبابة التي تعد ضمن تجمع انتخابي اكبر يضم ايضا حيين افضل حالا اقتصاديا، يبدو السلفيون متمتعين بدعم ينافس الحرية والعدالة الذي فاز بنسبة 36 بالمائة من انتخابات القوائم في الجولة الاولى.
ويقول رشاد ان "الاخوان كان لهم نواب في مجلس الشعب ولكن لم يستفد احد. اما النور فهو حزب جديد وان شاء الله سنستفيد منهم".

اما احمد، وهو جزار اتى الى مركز الاقتراع يحمل بطاقة انتمائه لحزب الوفد الذي يوصف بالليبرالي ويعد اقدم احزاب البلاد، فقد قال انه سيصوت للسلفيين.
وقال الناخب الذي اكتفى بذكر اسمه الاول "لم ار شيئا من الوفد، انا ساصوت للنور فالناس يعرفون مرشحيهم".

اما هشام عبد المنعم الخطيب باحد المساجد الذي تطوع للمساعدة في تأمين المركز الاقتراعي فقد قال ان الناخبين يثقون بالاحزاب الاسلامية ولا يثقون بالاحزاب الاخرى.
واضاف ان "الناس سأموا من الفساد ولا يثقون بالتيارات الاخرى.الشعب المصري متدين ويريد شرع الله"

سامر الاطرش
الخميس 15 ديسمبر 2011