نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور


مراهقات نيبال الهاربات من جحيم التمرد يسقطن في شراك مطاعم البغاء




كاتماندو - براتيبا تولادار­ - بعد منتصف الليل بقليل تتجمع اربع مراهقات نحيفات كما لو كن سيدفئن بعضهن البعض في شتاء كاتماندو البارد، وهن يشققن طريقهن إلى غرفة بسيطة مؤجرة يقيمن بها ويغطي جفون الاربعة مسحوق وردي فاتح اللون، يحفه الكحل، وهن يرتدين سراويل ضيقة للغاية حول أرجلهن النحيفة، كما تنسدل ستراتهن المهترئة فوق صدورهن التي يبدو انها قد بدأت تتشكل لتوها. ومن تحت الأكمام الواسعة تتدلى أصابعهن الصغيرة المنتفخة بقروح بسبب شدة البرد. لم يكن المشهد أقل إيلاما عند أطراف أقدامهن الصغيرة ذات الأظافر التي لم يواري الطلاء تكسرها


تحصل الفتاة الواحدة شهريا على خمسة الآف روبية (66 دولار أمريكي)
تحصل الفتاة الواحدة شهريا على خمسة الآف روبية (66 دولار أمريكي)
هربت من بيت أهلي عندما كنت في الحادية عشر من عمري. اعتاد أبي شرب الخمر وضربي أنا ووالدتي"، هكذا خرجت كلمات سامجانا التي طلبت عدم ذكر اسم عائلتها. لقد مر أكثر من عام عليها الآن في العمل بأحد مطاعم العاصمة النيبالية، حيث تقوم بـ "الترفيه" عن رواده.

غادرت سامجانا وصديقتها ساريتا قريتهما بمقاطعة لامجونج مع أحد المعارف الذي وعد الاثنتين بأن يجد لهن عملا كاتماندو.

تقول سامجانا "ظننا أن تلك قد تكون نهاية الضرب، والفقر" غير ان الفتاتين لم تكونا على استعداد لطبيعة المهنة الحقيقية، فقد وظفتا كفتيات متعة في المطاعم.

يقول بي برادهان من مؤسسة "غيروا نيبال" التي تعمل في مجال مكافحة الاتجار بالبشر " عادة مايستقطب مهربو البشر فتيات القرى إلى المدينة، يغرينهن بالملابس الجديدة والمجوهرات والأحذية وهي أشياء لم تكن متاحة لهن أبدا في قراهن".

ومع بدء التمرد الماوي بالبلاد منتصف تسعينيات القرن الماضي، شرد نحو 30 ألف شخص داخل نيبال وهو الوقت الذي ازدهرت فيه السياحة الجنسية هناك.

ويضيف برادهان "صار الفتيات القرويات هدفا سهلاً لتجار البشر عامي 2003و 2004 عندما بلغ التمرد الماوي ذروته حيث كان الأهل يرسلون أطفالهم إلى المدن لقاء قدر يسير من المال من أجل حمايتهم من التمرد في القرى".

وانتهى المطاف بالعديد من الفتيات اللاتي نزلن بالعاصمة هربا من التجنيد بين صفوف المتمردين إلى البغاء، تلك التجارة التي تعج بها العاصمة تحت ستار صالات الرقص حيث ترقص الفتيات شبه عاريات لزبائن المطاعم.

ورغم أن قائمة الخدمات التي تقدمها تلك المطاعم لا تشمل عرض الفتيات بغرض المتعة، ان ممارسة الجنس أمر متاح كالماء والشراب.

يوضح برادهان "تلك أماكن تتعرض فيها الفتيات إلى استغلال شديد حيث يشيع إجبارهن على تناول المشروبات الكحولية، كما يتعرضن للاغتصاب على يد عصابات".

وتقدر الأرقام الحكومية عدد مطاعم الرقص والمقصورات في كاتماندو بحوالي 1200 مطعم يعمل بها 50 ألف شخص 80% منهم نسوة وقتيات تتراوح أعمارهن بين الـ 12 إلى 30 عاما.

تقول ساريتا "لا يتعلق الأمر بأنني لم اكن ارغب في الذهاب إلى المدرسة، لكنني لم أكن أبداً أملك مايكفي من المال لشراء الكتب أو الزي المدرسي. يعتقد والداي انني اعمل خادمة لدى اثرياء في كاتماندو".

وتضيف "لم نكن نعرف في البداية ماهية الوظيفة حيث ابلغنا بأننا سنعمل نادلات" مشيرة الى إنها صدمت عندما بدأ رب العمل والزبائن يتحسسون جسدها.

تحصل الفتاة الواحدة شهريا على خمسة الآف روبية (66 دولار أمريكي) وهو مبلغ كبير بالنسبة للعديد ممن تركن منازلهن ومعهن بضع مئات من الروبيات، ويشعر هؤلاء غالباً أنه من الصعب العودة الى الحياة الطبيعية بسبب العار الذي يلاحقهن

براتيبا تولادار­
الاربعاء 2 مارس 2011