ونتيجة لذلك التوقف الاضطراري للقطار، ضاعت مصالح مسافرين أخرين كانوا في عجلة من أمرهم، إما لالتحاقهم بالمطار للسفر إلى الخارج، أو لارتباطهم بموعد كانوا ينتظرونه منذ مدة، مثل قصة تلك الشابة التي نشرت يومية " أخبار اليوم المغربية" قصتها.
فقد انزوت " إيمان" في مكان ما من محطة مدينة المحمدية، القريبة من الدار البيضاء، وأخذت تبكي سوء حظها، لضياع فرصة عمرها، في مباراة تشغيلها. وقالت من وراء دموعها:" لقد قضيت وقتا طويلا أبحث عن عمل، واليوم يضيع مني بسبب هذه القطارات."
أخرون كانت لهم التزامات أخرى، تلاميذ شباب كانوا يتأهبون ذلك الصباح، لاجتياز امتحان مدرسي، فتخلفوا عنه،" والسبب، كما يقول أحدهم بصوت عال، هو هذا القطار اللعين."
ويضيف زميله محتجا،" لو أني كنت أعرف أن المسافرين سوف يحتجزون القطار، في مدينة تمارة(بلدة قريبة من الرباط)، ويتعذر عليه الوصول إلى محطة المحمدية في وقته المعتاد، لركبت في سيارة " الطاكسي".
والقصة في الأصل، كما يحكيها مسافرون ل" الهدهد" الدولية، بدأت في مدينة تمارة، التي خرج سكانها عن بكرة ابيها في الساعة السابعة صباحا، من أجل الاحتجاج على القطار السريع الذي لايتوقف عادة إلا نادرا في محطة مدينتهم، التي تبدو بشباكها الوحيد، ومظهرها البئيس كأنها تنتمي إلى عصر قديم.
كما أن القطار حين يتوقف في هذه المحطة قادما من الرباط نحو الدار البيضاء،يكون ممتلئا عن أخره، مما يستحيل معه إيجاد موقع قدم للمسافرين من تمارة،وضمنهم فتيات ونساء،يتعرضن أحيانا للتحرش الجنسي، ويظل الجميع واقفين إلى غاية الوصول إلى المحطة النهائية.
وترتب عن عرقلة تحرك القطار لأكثر من 3 ساعات في تمارة من خلال تجمهر عدد من المحتجين، نساء ورجالا وشبابا، أن "تلخبطت" مواعيده، واستحال عليه بالتالي مغادرة مكانه، إلا بعد تدخل بعض المسؤولين المحلين.
رد فعل المكتب الوطني للسكك الحديدية المكلف بتسيير القطارات في المغرب، كان هو الوعد بتقديم حلول في المستقبل، وإصدار بيان، شديد اللهجة، هدد فيه بتحريك الدعوى امام القضاء، ضد من اعتبرهم تسببوا في عرقلة "السير العادي لخدمة عمومية".
ويشكو عموم المسافرين دائما من تأخر القطار، وتدهور خدماته، وعدم انتظام أوقات وصوله في الساعات المحددة له،وخاصة في الخط الرابط بين مدينتي الدار اليضاء، العاصمة الاقتصادية، والرباط، العاصمة السياسية، الذي يستعمله يوميا عدد كبير من الموظفين والعاملين فيهما، لقرب المسافة الجغرافية، الفاصلة بينهما، والتي من المفروض أن يقطعها القطار في ظرف 45 دقيقة، لكنه يتأخر أحيانا.
الرباط في 16مارس 2010
أبوسعيد شكري


الصفحات
سياسة








