.
وخلف هذه الاخطاء عقليتنا التي تجعلنا نظن انهم يفكرون مثلنا بالقضايا الكبرى والمثاليات والشعارات التي لا تسمن ولا تغني ٫ وفي لب ذلك الخطأ المركب اننا دوما نقدم الرغبويات والاماني على التحليل الواقعي بينما هناك سلم اولويات عند من يعيشون في ظل انظمة ديمقراطية ولهذه الاولويات ديناميتها الخاصة التي تقدم وتؤخر حسب طبيعة المرحلة وحجم المخاطر المحدقة وامكانية تحققها من عدمه ٫ فالواقع البعيد عن الطوباويات والرغبويات يقول ان الاميركي والبريطاني يفكر باسعار الصرف ومعاشات التقاعد وقوة نظام الضمان الاجتماعي ولا تعنيه السياسة الخارجية الا اذا صار الخطر على باب البيت الذي يسكن فيه .
ومن هذا المنطلق لا يعيب ترامب عندهم ان لا يفهم كثيرا بتعقيدات المشهد الدولي ٫ ولا ينقص هذا من قيمته امام هيلاري كلينتون التي خدمت اربع سنوات كوزيرة خارجية ٫ وتعرف كل صغيرة وكبيرة على سطح الكرة الارضية ٫ فالمقياس ليس هنا لكنها ستظل تعني عند الاميركي العادي ان حكمت استمرارا روتينيا لحقبة اوباما التي كرهها الاميركيون داخليا وخارجيا ٫ فقد تطاول عليهم القاصي والداني في ظل رئيس قدم هواه “ الشيعي “ على كل القضايا ٫ وجعل من دعم ايران وتقويتها وضبط التوازن بينها وبين اسرائيل قضيته الاولى والاخيرة .
ومن الطبيعي ان يفضل الاميركي الذي يلاحظ انه صار ملطشة حتى ل”الحوثيين “ انتخاب رئيس يعتقد انه قوي ويستطيع ان يعيد للبلاد هيبتها ٫ وهنا يبرز العامل الروسي الذي يختبر الهيبة الاميركية الحقيقية ٫ ويجب فهمه من منطق مخاوف الاميركيين ٫ فهم يعرفون ان الحرب النووية ليست مزحة ٫ وان الصواريخ الروسية موجهة اولا لمدنهم ويعرفون ان ترامب معجب بالرئيس الروسي الذي تدخلت مخابراته لدعمه بتسريب بعض ايميلات كلينتون قبل اسبوعين من موعد الانتخابات ٫و بعد ان ظنت المرشحة الديمقراطية ان الملف قد اقفل .
وسيقول المؤرخون غدا وبعد ان تهدأ العواطف ان اعادة فتح التحقيق بايميلات هيلاري كان العامل الرئيسي في خسارتها وفوز ترامب ٫ ففي الايام العشر بين الاعلان عن اعادة فتح التحقيق ثم اقفاله صوت اكثر من عشرة ملايين اميركي على قناعة بانها مذنبة ٫ وستحاكم بدل ان تحكم .
وعودة للشأن الروسي والتهديدات النووية ربما يعتقد المواطن البسيط ان وجود رئيس يهدئ التوتر مع روسيا افضل من وجود رئيسة تعتبر من الصقور حين يتعلق الامر بالعلاقة مع الروس ومن المعروف ان الذي يحسم هذه المواقف عادة هم العسكر ٫ فالبنتاغون هو الذي اوقف تفاهمات ارباما مع بوتن حول سوريا لان الجنرالات غير جاهزين لتبادل معلومات حساسة مع الروس ٫ والسؤال الان هل سيكون لهم الموقف ذاته ان قال لهم ترامب غدا يجب ان تنسقوا ..؟
أما العامل القاطع بعد هذه العوامل كلها فهو الطبقة الاميركية البيضاء الوسطى التي لا تؤثر فيها ريانا ولا كل نجوم هوليوود ٫ والتي تظل بيضة القبان في ترجيح اي كفة ٫ وهي التي رجحت كفة ترامب لأن المسلمين والسود واللاتينيين صوتوا باغلبيتهم لهيلاري كلينتون فلم يفدها ذلك ٫ ومشكلة هيلاري مع هذه الطبقة المؤثرة هي قانون حمل السلاح ٫ فهؤلاء كلهم مسلحون ٫ وأي قانون جديد يسلب منهم حق حمل مسدس او بندقية يصيب كبريائهم بالصميم .
خلاصة القول ان خيار الاميركيين بكل فئاتهم والوانهم واصولهم وعقائدهم تحكمت فيه اولوياتهم والدينامية التي تعمل بها ولها تلك الاولويات ٫ وكان الخيار النهائي بين السئ ٫ والاسوأ ٫ وقد قرروا ان يختاروا الاسوأ ٫ وهو قفزة في المجهول ٫ ولا يسمحوا باستمرار " الاوبامية “ من خلال هيلاري كلينتون ٫التي أضر بها أوباما من حيث ظن انه يخدمها .
وأخيرا لا بد ان نلاحظ ان الاميركيين من كثرة ما انتخبوا وساهموا في الحراك الديمقراطي يعرفون ان الوعود الانتخابية ٫ شئ وما يطبق بعدها شئ قد يكون مختلف تماما عما قيل في الحملات الانتخابية ٫ وان ترامب الفائز غير ترامب المرشح ٫ وهنا يجب ان نتذكر انه قال أكثر من مرة أثناء حملته الانتخابية أنه سيضع هيلاري كلينتوتن خلف القضبان ٫ وان أول ما فعله بعد الفوز هو المبادرة الى تقديم الشكر لها قبل شكر الشعب الذي انتخبه على سيئاته مفضلا اكتشاف “الترامباوية” التي لا يعرفها على “الاوبامية”التي خبرها في السنوات العجاف التي جعلت بوتين يسرح ويمرح في الكرة الارضية على هواه مستغلا فرصة وجود شخص ضعيف في البيت الابيض خرب بتردده أضعاف ما خربه بوش الابن في حروبه الخارجية ومغامراته العسكرية الفاشلة
وخلف هذه الاخطاء عقليتنا التي تجعلنا نظن انهم يفكرون مثلنا بالقضايا الكبرى والمثاليات والشعارات التي لا تسمن ولا تغني ٫ وفي لب ذلك الخطأ المركب اننا دوما نقدم الرغبويات والاماني على التحليل الواقعي بينما هناك سلم اولويات عند من يعيشون في ظل انظمة ديمقراطية ولهذه الاولويات ديناميتها الخاصة التي تقدم وتؤخر حسب طبيعة المرحلة وحجم المخاطر المحدقة وامكانية تحققها من عدمه ٫ فالواقع البعيد عن الطوباويات والرغبويات يقول ان الاميركي والبريطاني يفكر باسعار الصرف ومعاشات التقاعد وقوة نظام الضمان الاجتماعي ولا تعنيه السياسة الخارجية الا اذا صار الخطر على باب البيت الذي يسكن فيه .
ومن هذا المنطلق لا يعيب ترامب عندهم ان لا يفهم كثيرا بتعقيدات المشهد الدولي ٫ ولا ينقص هذا من قيمته امام هيلاري كلينتون التي خدمت اربع سنوات كوزيرة خارجية ٫ وتعرف كل صغيرة وكبيرة على سطح الكرة الارضية ٫ فالمقياس ليس هنا لكنها ستظل تعني عند الاميركي العادي ان حكمت استمرارا روتينيا لحقبة اوباما التي كرهها الاميركيون داخليا وخارجيا ٫ فقد تطاول عليهم القاصي والداني في ظل رئيس قدم هواه “ الشيعي “ على كل القضايا ٫ وجعل من دعم ايران وتقويتها وضبط التوازن بينها وبين اسرائيل قضيته الاولى والاخيرة .
ومن الطبيعي ان يفضل الاميركي الذي يلاحظ انه صار ملطشة حتى ل”الحوثيين “ انتخاب رئيس يعتقد انه قوي ويستطيع ان يعيد للبلاد هيبتها ٫ وهنا يبرز العامل الروسي الذي يختبر الهيبة الاميركية الحقيقية ٫ ويجب فهمه من منطق مخاوف الاميركيين ٫ فهم يعرفون ان الحرب النووية ليست مزحة ٫ وان الصواريخ الروسية موجهة اولا لمدنهم ويعرفون ان ترامب معجب بالرئيس الروسي الذي تدخلت مخابراته لدعمه بتسريب بعض ايميلات كلينتون قبل اسبوعين من موعد الانتخابات ٫و بعد ان ظنت المرشحة الديمقراطية ان الملف قد اقفل .
وسيقول المؤرخون غدا وبعد ان تهدأ العواطف ان اعادة فتح التحقيق بايميلات هيلاري كان العامل الرئيسي في خسارتها وفوز ترامب ٫ ففي الايام العشر بين الاعلان عن اعادة فتح التحقيق ثم اقفاله صوت اكثر من عشرة ملايين اميركي على قناعة بانها مذنبة ٫ وستحاكم بدل ان تحكم .
وعودة للشأن الروسي والتهديدات النووية ربما يعتقد المواطن البسيط ان وجود رئيس يهدئ التوتر مع روسيا افضل من وجود رئيسة تعتبر من الصقور حين يتعلق الامر بالعلاقة مع الروس ومن المعروف ان الذي يحسم هذه المواقف عادة هم العسكر ٫ فالبنتاغون هو الذي اوقف تفاهمات ارباما مع بوتن حول سوريا لان الجنرالات غير جاهزين لتبادل معلومات حساسة مع الروس ٫ والسؤال الان هل سيكون لهم الموقف ذاته ان قال لهم ترامب غدا يجب ان تنسقوا ..؟
أما العامل القاطع بعد هذه العوامل كلها فهو الطبقة الاميركية البيضاء الوسطى التي لا تؤثر فيها ريانا ولا كل نجوم هوليوود ٫ والتي تظل بيضة القبان في ترجيح اي كفة ٫ وهي التي رجحت كفة ترامب لأن المسلمين والسود واللاتينيين صوتوا باغلبيتهم لهيلاري كلينتون فلم يفدها ذلك ٫ ومشكلة هيلاري مع هذه الطبقة المؤثرة هي قانون حمل السلاح ٫ فهؤلاء كلهم مسلحون ٫ وأي قانون جديد يسلب منهم حق حمل مسدس او بندقية يصيب كبريائهم بالصميم .
خلاصة القول ان خيار الاميركيين بكل فئاتهم والوانهم واصولهم وعقائدهم تحكمت فيه اولوياتهم والدينامية التي تعمل بها ولها تلك الاولويات ٫ وكان الخيار النهائي بين السئ ٫ والاسوأ ٫ وقد قرروا ان يختاروا الاسوأ ٫ وهو قفزة في المجهول ٫ ولا يسمحوا باستمرار " الاوبامية “ من خلال هيلاري كلينتون ٫التي أضر بها أوباما من حيث ظن انه يخدمها .
وأخيرا لا بد ان نلاحظ ان الاميركيين من كثرة ما انتخبوا وساهموا في الحراك الديمقراطي يعرفون ان الوعود الانتخابية ٫ شئ وما يطبق بعدها شئ قد يكون مختلف تماما عما قيل في الحملات الانتخابية ٫ وان ترامب الفائز غير ترامب المرشح ٫ وهنا يجب ان نتذكر انه قال أكثر من مرة أثناء حملته الانتخابية أنه سيضع هيلاري كلينتوتن خلف القضبان ٫ وان أول ما فعله بعد الفوز هو المبادرة الى تقديم الشكر لها قبل شكر الشعب الذي انتخبه على سيئاته مفضلا اكتشاف “الترامباوية” التي لا يعرفها على “الاوبامية”التي خبرها في السنوات العجاف التي جعلت بوتين يسرح ويمرح في الكرة الارضية على هواه مستغلا فرصة وجود شخص ضعيف في البيت الابيض خرب بتردده أضعاف ما خربه بوش الابن في حروبه الخارجية ومغامراته العسكرية الفاشلة