
نسخة مصورة من الدفتر الجبائي التونسي لعام 1676
ثلاثمائة وأربعة وثلاثين سنة بالتّمام والكمال، مرّت بأيامها ولياليها على أول نسخة من الدفتر الجبائي التونسي، هذا الدفتر الجبائي الحامل لرقم "واحد" يوضح كيف كانت القبائل التونسية تتعامل مع الواقع الجبائي والواقع المؤسساتي في تلك الحقبة التاريخية، وطريقة تقديم الحسابات والميزانيات الخاصة بكل قبلية. كما تعرف هذه الوثيقة أصناف الضرائب وكيفية استخلاصها وطبيعة علاقة الدولة بالمجتمع.
كما يحتوي الدفتر الذي تمت المحافظة عليه بعناية على معطيات نادرة حول أسماء بعض المجموعات القبلية والمدن والقرى والشخصيات التاريخية، التي انقرض ذكر بعضها نتيجة التحولات الاقتصادية والإجتماعية عبر الحقب التاريخية .
وتمثل هذه الوثيقة الجبائية التي أشرف على إعدادها وتوضيبها الدكتور محمد فوزي المستغانمي المختص في التاريخ الحديث، مرجعا ثمينا لدراسة تاريخ الدولة في تونس حيث تم إعتمادها منذ الربع الأخير من القرن السابع عشر كنموذج للجباية.
إعداد هذه النسخة المصورة من الدفتر الجبائي اعتمد على تقنيات التصوير بالمصغرات الفيلمية في شكل ميكروفيلم، ثم تصويرها لاحقا ضوئيا لطبعها.
وحسب إفادة حاتم حطاب رئيس مصلحة الأنشطة الثقافية والتربوية بالارشيف الوطني، فإن الخبراء قاموا بهدف فهم محتوى الوثيقة بتفكيك الخطوط ومحاولة قراءة الحروف التي طمس بعضها، عن طريق مقارنتها بالحروف والألفاظ المعتمدة في تلك الفترة وفي أجزاء أخرى من الدفتر والتي تتشابه في معناها وطريقة رسمها.
كما استوجب التثبت فيها العودة إلى وثائق تعود إلى نفس تلك الفترة التاريخية وإعادة احتساب كل مجموع وكل الأجزاء المكونة لهذا الدفتر لفهم وتفكيك رموز النظام النقدي المعتمد لاحتساب الضرائب وهو نظام إندثر في الوقت الحالي.
لكن ماذا ستنشر مؤسسة الأرشيف الوطني بعد خمسين سنة أو بعد حلول القرن الجديد؟د عن علاقة المواطن التونسي بالضرائب؟
هل ستقول إن التونسي في 2010 من فرط دفع الضرائب والخطايا والرشاوي ونسب فوائد القروض الضخمة، قد كره حاله سرّا وعلنا وأصيب بمرض الهلوسة والهذيان وكوابيس اليقظة لدرجة أن نفسه المريضة سولت له أنه يسكن الأرض التونسية على سبيل الكراء.
* الدفتر الجبائي التونسي لسنة 2010 ...
المواطن التونسي في 2010 يقبض راتبه في الصباح تستلمه قائمة الديون بعد الظهر، مساء وهو عائد من العمل يوقفه الشرطي لأنه ارتكب مخافلة مرورية جراء القهر الذي يعيشه على ضياع أمواله وعدم الإنتباه، الشرطي سجل ضده مخالفة يجب أن تدفع خلال خمسة عشر يوما وإذا لم يفعل ستتضاعف.
يستغفر الله وينطلق في الأثناء يتصل بزوجته في البيت، يطلب منها أن تشتري الخبز للعشاء، يلمحه شرطي ثان ويوقفه ويسجل ضده مخالفة قيمتها 60 دينارا لأن الحديث في الجوال ممنوع أثناء السياقة حفاظا على سلامته وسلامة مستعمليي الطريق، يصعد الدم إلى رأس المواطن التونسي في 2010، يوقف سيارته ويدخل المقهى يطلب قهوة مرة ويشعل سيجارة، يقف أمامه شخص "مراقب" ويطلب منه بكل أدب : من فضلك أطفىء السيجارة وهات بطاقتك أنت مطالب بدفع مخالفة قيمتها 60 دينارا، يصرخ المواطن في وجهه ويدفعه من أمامه، يتم إستدعاء الشرطة لتقوده إلى مركز الأمن ويسجل ضده محضر حول إعتدائه بالكلام البذيء والضرب على موظف أثناء تأدية مهامه، يتم تحويل المحضر إلى المحكمة، في الغد يتغيب المواطن عن العمل، مديره علم بالأمر فيخصم من راتبه، يتصل المواطن بالمحامي لإنهاء أمره، المحامي لا يبرح مكتبه قبل أن يقبض.
المواطن التونسي يطلق لسانه، مخالفة، محضر، خطية، ضريبة، ضربة على راسي، بنك، سلفوني، محامي، شرطي... جن المواطن...
كما يحتوي الدفتر الذي تمت المحافظة عليه بعناية على معطيات نادرة حول أسماء بعض المجموعات القبلية والمدن والقرى والشخصيات التاريخية، التي انقرض ذكر بعضها نتيجة التحولات الاقتصادية والإجتماعية عبر الحقب التاريخية .
وتمثل هذه الوثيقة الجبائية التي أشرف على إعدادها وتوضيبها الدكتور محمد فوزي المستغانمي المختص في التاريخ الحديث، مرجعا ثمينا لدراسة تاريخ الدولة في تونس حيث تم إعتمادها منذ الربع الأخير من القرن السابع عشر كنموذج للجباية.
إعداد هذه النسخة المصورة من الدفتر الجبائي اعتمد على تقنيات التصوير بالمصغرات الفيلمية في شكل ميكروفيلم، ثم تصويرها لاحقا ضوئيا لطبعها.
وحسب إفادة حاتم حطاب رئيس مصلحة الأنشطة الثقافية والتربوية بالارشيف الوطني، فإن الخبراء قاموا بهدف فهم محتوى الوثيقة بتفكيك الخطوط ومحاولة قراءة الحروف التي طمس بعضها، عن طريق مقارنتها بالحروف والألفاظ المعتمدة في تلك الفترة وفي أجزاء أخرى من الدفتر والتي تتشابه في معناها وطريقة رسمها.
كما استوجب التثبت فيها العودة إلى وثائق تعود إلى نفس تلك الفترة التاريخية وإعادة احتساب كل مجموع وكل الأجزاء المكونة لهذا الدفتر لفهم وتفكيك رموز النظام النقدي المعتمد لاحتساب الضرائب وهو نظام إندثر في الوقت الحالي.
لكن ماذا ستنشر مؤسسة الأرشيف الوطني بعد خمسين سنة أو بعد حلول القرن الجديد؟د عن علاقة المواطن التونسي بالضرائب؟
هل ستقول إن التونسي في 2010 من فرط دفع الضرائب والخطايا والرشاوي ونسب فوائد القروض الضخمة، قد كره حاله سرّا وعلنا وأصيب بمرض الهلوسة والهذيان وكوابيس اليقظة لدرجة أن نفسه المريضة سولت له أنه يسكن الأرض التونسية على سبيل الكراء.
* الدفتر الجبائي التونسي لسنة 2010 ...
المواطن التونسي في 2010 يقبض راتبه في الصباح تستلمه قائمة الديون بعد الظهر، مساء وهو عائد من العمل يوقفه الشرطي لأنه ارتكب مخافلة مرورية جراء القهر الذي يعيشه على ضياع أمواله وعدم الإنتباه، الشرطي سجل ضده مخالفة يجب أن تدفع خلال خمسة عشر يوما وإذا لم يفعل ستتضاعف.
يستغفر الله وينطلق في الأثناء يتصل بزوجته في البيت، يطلب منها أن تشتري الخبز للعشاء، يلمحه شرطي ثان ويوقفه ويسجل ضده مخالفة قيمتها 60 دينارا لأن الحديث في الجوال ممنوع أثناء السياقة حفاظا على سلامته وسلامة مستعمليي الطريق، يصعد الدم إلى رأس المواطن التونسي في 2010، يوقف سيارته ويدخل المقهى يطلب قهوة مرة ويشعل سيجارة، يقف أمامه شخص "مراقب" ويطلب منه بكل أدب : من فضلك أطفىء السيجارة وهات بطاقتك أنت مطالب بدفع مخالفة قيمتها 60 دينارا، يصرخ المواطن في وجهه ويدفعه من أمامه، يتم إستدعاء الشرطة لتقوده إلى مركز الأمن ويسجل ضده محضر حول إعتدائه بالكلام البذيء والضرب على موظف أثناء تأدية مهامه، يتم تحويل المحضر إلى المحكمة، في الغد يتغيب المواطن عن العمل، مديره علم بالأمر فيخصم من راتبه، يتصل المواطن بالمحامي لإنهاء أمره، المحامي لا يبرح مكتبه قبل أن يقبض.
المواطن التونسي يطلق لسانه، مخالفة، محضر، خطية، ضريبة، ضربة على راسي، بنك، سلفوني، محامي، شرطي... جن المواطن...