نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


آيات شابة سورية اعتقلها نظام الأسد مرتين و تريد تربية أطفال لا يؤمنون بالحقد




إسطنبول - بعيون مليئة بالإصرار والأمل تتحدث الشابة الناشطة والمعتقلة السورية السابقة في سجون نظام بشار الأسد آيات أحمد عن حلم يراودها بتكوين مقر للأطفال اللقطاء، في إحدى المناطق الحدودية بين سورية وتركيا .


آيات شابة سورية اعتقلها نظام الأسد مرتين و تريد تربية أطفال لا يؤمنون بالحقد
 
تقول ايات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) " في أواخر العام 2009 اعتقلتني أجهزة الأمن وكنت في السنة الأولى في الجامعة كلية الأدب الفرنسي ، بسبب نشاطي الطلابي ، عذبوني واتهموني أني سلفية و اُسهم في أضعاف الشعور القومي وأعمل لخدمة إسرائيل والمساس بهيبة الدولة ، طبعا كلها تهم جاهزة لأي معتقل يشارك في أي حراك مدني أو نشاط عام وهي تهم أضحكتني ، أنا لست سلفية وكل توجهاتي إسلاميه مدنية ولا أملك أسرار مهمة حتى اسربها لإسرائيل ، ( تبستم آيات بسخرية ، ربما إسرائيل مهتمة بعلاقات الحب بين أصدقائي و صديقاتي ... ) دام اعتقالي لعدة اشهر ، والدي كان وما يزال مواليا ، عمتي ضابط شرطة اسمها "منى احمد " وهي تفتخر أنها صناعة النظام السوري وقوادة لهم هي تقول ذلك عن نفسها حرفيا وتتباهى بذلك ، أنا شعرت منذ بداياتوعي بالظلم الذي يمارسه النظام على السوريين ، كان ذلك الدافع الأكبر والقوة الكامنة في داخلي تنتظر الفرصة حتى تخرج ، نفرتني موالات والدي للنظام" .

آثار التعب والإرهاق الجسدي باديان بوضوح على ملامح آيات التي تقترب من منتصف عقدها الثاني ، جسدها الذي تعرض لانتهاكات من كل الأنواع ... لا يزال يفضل البنطال الجينز والقمصان الضيقة المدنية ، يغطي رأسها " اشارب " يمثل زي الشابات المسلمات اللواتي يتخذن من الوسطية توجها و قناعة في العالمين العربي والإسلامي في السنوات الأخيرة .

تحبس آيات دموعها وهي تتحدث عن ابنتها التي لا تزال في سورية " منذ اكثر من عام لم أرها ، أريد أن أضمها إلى قلبي وروحي هي تتجاوز العام و نصف العام من العمر اسمها ليلاس... " ثم تصمت الشابة السورية و تسرح ببصرها في الفضاء لعلها تتضرع إلى الله ليجمعها بطفلتها ...

تقول آيات " الاعتقال الثاني كان أثناءالثورة ، كنا نوزع الشوكلا و المواد الغذائية في حي التضامن للأسر المتضررة .. أحضرناهامن دير الآباءاليسوعيين كمنح إنسانية، أنا وصديقتي المسيحية من حي القصاع /كارولين ايوب/ التي تم اعتقالها معي أيضا ثم فصلونا عن بعضنا، في زنازين الفروع الأمنية مارسوا علي العديد من أنواع التعذيب والإهانات ، انتابتني نوبات من الهستيريا و فقدان الوعي ، اجبروني على تناول حبوب منومة ... خرجت من المعتقل بعد اشهر وأنا اكثر كرها لبشار الأسد ونظامه ، أحد اكثر الأنظمة إجراما في تاريخ البشرية ... "

تتابع آيات حديثها للـ( د. ب. أ) " في الزنزانة كتبت بيت شعر على الجدار هو /إليكأعود يا أمي غدا ارتاح من أسري ويبدأ عهدي الثاني ويزهو الغصن بالزهر/.. مارس السجان علي كل صنوف التعذيب الممكنة ، اتهموني بكل التنظيمات الإسلامية ، داس في بطني و اشرف على تعذيبي الضابط وسيم عيوش ، كان يردد دوما انهم سيبيدون كل المعارضة ، أنا لا أفهم إطلاقا هذا الحقد الأعمى لدى نظام الأسد وعناصره ، هل حقا كنا نتعايش مع هؤلاء الوحوش ، أتعجب و اصدم ... "

تشرد آيات أحيانا أثناء الحديث إلا أنها تعود لتماسكها ، و تقول " للأسفينشأ لدينا في سورية الآن جيل يتربى على الحقد والعنف ، النظام يدفع السوريين لذلك ، جيل من الأطفال اللقطاء نتيجة الاغتصابات، والدمار و الكوارث و للأسف أيضا تنظيمات إسلامية متطرفة، قائد لواء الإسلامي العسكري في مديني دوما بريف دمشق زهران علوش ينشأ هذه الأيام مجالس شرعية ومحاكم ويمنع النساء من الخروج من المنازل ومنعني من تأسيس منظمة مدنية/ أيد بأيد / كنت أسميتها، تهتم بنظافة المدينة والمدارس والعمل على مأسسة العمل العام، كنا مجموعة شابات وشباب نتوق لذلك لكن للأسف ... طلب مني أيضا عندما قابلته ، أن لا ارتدي بنطالي الجينز المفضل عندي وأنا لا اختلط بالشباب ".

انفصلت آيات عن زوجها ، بعد الاعتقال الثاني ، تقول ايات "المشاكل و صعوبات الحياة مزقتنا ..كثير من بنات و أبناء جيليتعرضوا لما تعرضت له في حياتي الخاصة والعامة".

تستمر الشابة السورية السمراء في الحديث " احتاج أن اقبل طفلتي ، أتوق أن تنجح الثورة في بلدي سورية ، أريد و أعمل ليل نهار حاليا على تأسيس مشروع يرعى الأطفال اللقطاء ، أريد أن اسهم في تربية أطفال سوريين لا يؤمنون بالحرب والحقد ارى بلدي سورية تتلاشى أمام عيوني بفعل نظام الأسد و المتطرفين ، نحن جيل نحلم بالحياة ، والتغيير والكرامة ورفع الظلم ، نريد المستقبل والعمل ونطالب بالحرية..." .

د ب أ
الاربعاء 9 أكتوبر 2013