نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


أحمد بن طولون بدأ اقامة موائد الرحمن بالقاهرة قبل أن تتطور الى "دليفري"وأفطار أنترنت




القاهرة – زينة احمد - حين اسس الأمير احمد بن طولون الدولة الطولونية في مصر كان اول حاكم يقيم مائدة الرحمن في مصر في السنة الرابعة لولايته حيث جمع القواد والتجار والأعيان علي مائدة حافلة في أول أيام رمضان وخطب فيهم "أنني لم أجمعكم حول هذه الاسمطة ألا لأعلمكم طريق البر بالناس, وأنا أعلم أنكم لستم في حاجة ألي ما أعده لكم من طعام وشراب, ولكنني وجدتكم قد أغفلتم ما أحببت أن تفهموه من واجب البر عليكم في رمضان, ولذلك فاننى أمركم إن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم .


موائد الرحمن تقليد يحرص عليه الاثرياء والمشاهير
موائد الرحمن تقليد يحرص عليه الاثرياء والمشاهير
وفي العهد الفاطمي اعد الفاطميون مااصطلح علي تسميته في ذلك الوقت بدار الفطرة ومن اشهر اصحاب تلك الموائد الأمير ابن الضرات المولود بحي شبرا بالقاهرة حيث كانت له أراض وأسعه تدر عليه مليوني دينار سنويا, وكان ينفقها في رمضان حيث يعد موائد بطول 500 متر ويجلس على رأسها وإمامه 30 ملعقة من البلور يأكل بكل ملعقة مرة واحدة ثم يلقى بها ويستخدم غيرها.كما اقام الخليفة المعز لدين الله الفاطمي مائدة يفطر عليها اهل جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام لتوزع على الفقراء والغير قادرين من المسلمين في الشهر الفضيل .

كما شهد عهد الملك فاروق العدد الأكبر من هذه الموائد التي تراوح الغرض منها ما بين، بروتوكول سياسي، وإطعام المساكين الذين كانوا يلهجون بالدعاء لمولاهم ولي النعم..اما المائدة الملكية لافطار رمضان، حفلت بما لذ وطاب في قصر عابدين، بحضور كبار رجال القصر ممن يحظون بشرف المآدب الملكية في رمضان، وكان البروتوكول مقصوراً علي أصحاب المعالي والسعادة والعزة وعددهم أربعمائة موظف من أكبر درجة أي من أصحاب المعالي فنازلاً إلي الأفندية وموظفي الدرجة التاسعة . وقد سمح الملك فاروق بالتيسير علي صغار الموظفين بأن يحضر جميع المدعوين بالثياب العادية الغامقة.
وكانت مأدبة فاخرة قدم فيها شراب البرتقال والسجائر ثم تلاهما اصناف الحساء الساخن ، والحملان البلدية والديوك الرومية وكافة صنوف الطعام.

وفي العصر الحديث انتشرت موائد الرحمن بشكل مغاير وكان اشهرها المائدة التي تقام بجوار الجامع الأزهر والتي يفطر عليها أربعة ألاف صائم يوميا ورغم اختلاف العلماء ألازهريون حول كيفية انفاق أموال الصدقات التطوعية على موائد الرحمن التي تقام في شهر رمضان لافطار الصائمين في الأماكن العامة والمساجد الكبرى فان الموائد الرمضانية تزداد عاما بعد عام وكأن الناس لاتاكل الا في شهر رمضان دون غيره من فصول السنة ..حيث رأي شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أن قضية الانفاق تأتي على قمة العبادات بعد الصلاة، خاصة في شهر رمضان لأنه شهر تزداد فيه الخيرات ويضاعف فيه الثواب، موافقا علي انفاق جزء من زكاة المال على موائد الرحمن لأن الأصل في هذه الزكاة أن تنفق فيما يعود بالخير على المسلمين جميعاً.

ويتفق مع د.طنطاوي الدكتور يسرى عجوة الأستاذ بجامعة الأزهر في أن شهر رمضان هو شهر التودد والتعاون بين المسلمين وإقامة موائد الرحمن هو باب من أبواب الخير حيث يوجه المال في شهر رمضان إلي إطعام الفقراء والمحتاجين والتسابق في عمل الخيرات وهو سمة الصالحين أما الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق اكد أنه من الأفضل أن يوجه المسلم زكاة ماله لخدمة المشروعات الخيرية كبناء المستشفيات أو المدارس أو علاج مرضى فقراء بدلاً من انفاقها كسيولة نقدية أو على موائد الرحمن التي تقام خلال شهر رمضان لاطعام الفقراء من المسلمين.
موائد البسطاء
كما يقول المثل العامي المصري بصلة المحب خروف"او لقمة هنية تكفي ميه فان اهل المناطق الشعبية في مصر يتجمعون في موائد رمضانية مشتركة بعد ان يقيموا خيمة يشترك في صنعها شباب المنطقة ويساهم كل منزل بما يجود به من اطايب طعام شهر الجود و هذا ليس بالغريب على ابناء البلد كما تحظي منطقة السبتية بالقاهرة بشهرة كبيرة في شهر رمضان حيث يستعد التجار لاقامة الموائد الرمضانية قبلها بشهور عدة ويقيمون الشوادر الشعبية التي يقوم باعداد الطعام فيها مجموعات من الطباخين ويقوم التجار اصحاب الموائد علي خدمة رواد الموائد من البسطاء والباعة الجائلين والفقراء الذين يستحقون الصدقة والمساعدة ،.. والمفارقة عندما تمر في معظم الأحياء تجد موائد الرحمن قد أعدت لهذا الشهر منها البسيط و منها ما يتكلف المليارات علي مدار شهر رمضان وهذا ما كشفت عنه دراسة بالازهر الشريف مؤكدة إن موائد الرحمن في القاهرة وحدها تتكلف ما يزيد على مليار جنيه فيما ينفق أهالي المحافظات الأخرى على تلك الموائد مليار جنيه ،فضلا عن إن عدد المواطنين الذين يأكلون على موائد الرحمن يبلغ ثلاثة ملايين شخص يوميا مع العلم إن الجهات التي تنظم موائد الرحمن أو عدد الأشخاص يصل إلى عشرة ألاف جهة أو طرف.
موائد المشاهير
وتحظي موائد الرحمن التي يقيمها المشاهير من نجوم السياسة والاعمال والفن بشهرة كبيرة نظرا لصنوف الطعام الفاخرة التي تقدم للصائمين ومن اشهرها موائد رجال الاعمال مثل عضو البرلمان المصري احمد عز ومحمد فريد ابو خميس و المائدة التي يقيمها سنويا الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري في حي السيدة زينب حيث مقر دائرته الانتخابية، وتتميز بتواجد العديد من المندوبين عن المائدة يحملون أكواب البلح وقمر الدين قبل الإفطار ،كما يقيم الاقباط المصريين موائد رمضانية كنوع من المشاركة الوجدانية لاخوانهم المسلمين وتاكيدا علي وحدة عنصري الامة منها مائدة د ميلاد حنا هذا طبعا بخلاف موائد الفنانات التي تتربع على رأسها مائدة فيفي عبده ودينا وشيريهان والمطربة المعتزلة ياسمين الخيام وتحرص تلك الفنانات علي خدمة الصائمين بانفسهم لنيل الاجر والثواب إضافة إلى مبلغ مالي في حدود 20 جنيها لكل مفطر على المائدة .

ولم تعد موائد الإفطار الرمضانية تقتصر علي الشكل التقليدي في المساجد أو الشوارع المصرية ، ولكنها أصبحت فرصة للقوي السياسية المختلفة أو أصحاب المهن الواحدة أو رجال الأعمال والفنانين للتنافس علي فعل الخير وربما الشهرة واشهر هذه الموائد السياسية تلك التي تقيمها الحكومة بين أعضاء الوزارات المختلفة والأخرى التي يقيمها الإخوان المسلمون في مصر ويدعون لها كافة ألوان الطيف السياسي وتتحول الي ندوة يتبادل فيها الجميع الرأي حول أحداث الساعة ، وكذلك المائدة التي يقيمها بابا أقباط مصر شنوده سنويا في مقر الكاتدرائية المرقصية بمنطقة العباسية بالقاهرة ويحضرها كافة رجال الدولة المصرية حكوميين وغير حكوميين ويحضرها كبار علماء الإسلام علي راسهم شيخ الازهر.

مسجد احمد بن طولون بالقاهرة
مسجد احمد بن طولون بالقاهرة
افطار دليفري
وفي شهر رمضان تحرص اعداد كبيرة من الجمعيات الاسلامية الخيرية علي اتساع دائرة الخير وذلك لمراعاة شعور بعض المسلمين البسطاء ممن يتحرجون من الانضمام الي موائد الرحمن المقامة بالشوارع والميادين فيتم توصيل الطعام للمنازل من موائد الرحمن وتقدم في هذا الاطار ما يقارب 5000 وجبة يوميا وتبلغ قيمتها ما يقارب 9000 جنية يتبرع بها أهل الخير و هناك مستويات فى خدمة توصيل وجبات الإفطار الأول: للخيمة المعدة للجلوس بجوار المركز الرئيسي للجمعية صاحبة المائدة و هي تسع نحو ألف شخص يوميا و هناك من يأخذ طعام معه خارج الخيمة و الثالث فهو القيام بتوصيل وجبات الإفطار إلى المنازل من خلال سيارات خاصة بالجمعية و الرابع يقدم الوجبات للجالسين فى الجامع المجاور للجمعية كما استحدثت بعض الوسائل الخيرية لاصحاب المهن التي تتطلب البقاء في الشارع كافراد الامن ورجال المرور والحراسات ممن يجدون صعوبة في مغادرة اماكن خدمتهم
افطار علي الانترنت
وتحت شعار "تبرع الكتروني" بدأت بعض الجمعيات تستفيد من الخدمات التكنولوجية الحديثة مثل الأنترنت عبر استئجار خدمة أنترنت مجاني ليدخل عليها من يريد التبرع للصائمين لتقوم الجمعية من ذلك العائد المالي بشراء الطعام اللازم لطبقة الفقراء ، حيث تحدد كل جمعية رقم الانترنت المجاني وتنشره علي نطاق واسع واحيانا عبر اعلانات التلفزيون من أجل حث أهل الخير علي استخدام هذا الرقم الخيري للدخول علي الانترنت كي يكسبوا الثواب

زينة احمد
الاحد 6 سبتمبر 2009