نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


أزمة الداخل تنعكس سلباً على الطلاب السوريون بالخارج




بريمن (ألمانيا) - إرينا جوتل - يعيش الطالب السوري منصور إسماعيل على بعد 4000 كيلومتر من الصراع الدموي في وطنه، ومع ذلك فإن آثار هذا الصراع تلاحقه يوميا.


أزمة الداخل تنعكس سلباً على الطلاب السوريون بالخارج
ولأن هذا الطالب يؤيد الاحتجاجات المعارضة لحكومة بلاده ألغت الحكومة في دمشق البعثة العلمية التي كان يتمتع بها "مما دفعني للعيش في الأشهر الماضية من مدخراتي" حسبما أوضح الطالب منصور إسماعيل البالغ من العمر 28 عاما الذي لا يعرف كيف ستتطور الأحداث خلال الفترة المقبلة ولكنه لا يساوره أمل في أن يحصل على مساعدة من دولة ألمانيا في هذه الظروف.

كما يشتكى طلاب آخرون من سورية من سوء أحوالهم منذ اندلاع الثورة في بلادهم قبل أكثر من عام من إلغاء الحكومة بعثاتهم التعليمية، كما أن التحويلات المالية التي كانوا يحصلون عليها من أسرهم في سورية انقطعت هي الأخرى وذلك في ظل عدم استطاعة عائلاتهم العمل.

يضاف إلى ذلك الخوف المستمر على الأسرة والأمان الشخصي لأن الطلاب يشعرون بالتهديد رغم بعدهم آلاف الكيلومترات عن وطنهم، مكان النزاع.

يعيش نحو 2100 طالب سوري في ألمانيا حسب بيانات الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي "داد"، ولكن ليس من المعروف عدد الذين يعانون منهم من مشاكل مالية.

ويرى كريستيان هولزنهورستر، مسئول هيئة "داد" عن متابعة طلاب منطقة الشرق الأوسط في ألمانيا أن وضع الطلاب السوريين في ألمانيا غير واضح لأنه من الصعب معرفة عدد الطلاب الذين لا يتلقون فعلا أموالا من أسرهم في سورية "كما أن عدا قليلا جدا من الطلاب السوريين هم الذين يصارحون الجهات المسئولة في الجامعات الألمانية بحالهم..".

وأوضحت أنيته لانج، رئيسة المكتب الدولي بجامعة بريمن الألمانية أن "هناك حالة من انعدام الثقة بين الطلاب والجهات المسئولة في ألمانيا.. فكثير من هؤلاء الطلاب لا يجرؤون على التوجه لهذه الجهات وقليل منهم فقط هم الذين يتحدثون بصراحة عن حالهم".

وبرر الطالب منصور إسماعيل ذلك بأن "سورية توصف بأنها بلد الخوف" وقال إن ذلك أصبح شيئا ظاهرا في الآونة الأخيرة.

ويتابع منصور إسماعيل الذي يدرس اللغة الألمانية وعلومها عبر الإنترنت ما يحدث في وطنه ويتبادل الآراء مع بقية المعارضين السوريين عبر موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي وينشر لهم مقاطع مصورة وصورا من مناطق الصراع في وطنه.

الطالب منصور من مدينة الحولة السورية التي وقعت فيها في شهر أيار/مايو الماضي مذبحة مروعة قتل خلالها أكثر من 100 شخص.

أصيب منصور بالصدمة عندما وصلته صور هذه المذبحة، ولكنه علم أنه لم يصب أحد من أقاربه في هذه المذبحة "فلدي اتصال مع أسرتي، معظم أفراد الأسرة بخير".

ولكن إلى متى سيظل أفراد أسرته بمنأى عن الأذى؟ هذا هو تساؤل منصور والكثير من أقرانه في ألمانيا "وكثير منهم لديهم مشاكل في الجامعة" حسبما يرى زميله محسن عباسي الناشط في اتحاد الطلاب السوريين والأكاديميين وهو ما جعله مطلعا بشكل جيد بشأن وضع مواطنيه في بلاده.

وأشار الطالب محسن عباسي إلى أن الكثير من الطلاب السوريين في ألمانيا قلقون على لقمة عيشهم مما يجعلهم يهملون الدراسة بالإضافة إلى أن الضغوط النفسية عليهم شديدة وهو ما ينعكس على مستواهم الدراسي.

دق المجلس الاتحادي للطلاب الأجانب في ألمانيا نواقيس الخطر قبل عدة أشهر بسبب عدم أحقية الطلاب السوريين في الحصول على مساعدات اجتماعية من دولة ألمانيا وهو ما يهدد مواصلتهم الدراسة ويهدد في الوقت ذاته استمرار حصولهم على تأشيرة إقامة للدراسة في ألمانيا.

ورغم أن الولايات الألمانية لا ترحل أي طالب سوري لبلاده في الوقت الحالي إلا أن الكثير من الجامعات الألمانية من بينها جامعة بريمن ناشدت الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي "داد" اعتماد برنامج مساعدة عاجل للطلاب السوريين، بل إن جامعة كولونيا فتحت حسابا بنكيا لجمع التبرعات لهم.

ولكن ليس بوسع الطلاب المعنيين الحصول على مساعدات مالية من هيئة "داد" حيث رأى هولزنهورستر أنه "ليس من واجب داد إقامة صندوق إنقاذ رغم تردي وضع الطلاب السوريين".

وأشارت هولزنهورستر إلى أن الكثير من الجامعات الألمانية بها صندوق لتقديم المساعدات للطلاب الأجانب المعوزين وأن ميزانية هيئة داد ليس بها أكثر من ذلك.

غير أن أنيته لانج من جامعة بريمن ترى أن هذا الصندوق لا يستطيع أن يتحمل تكاليف البعثات التعليمية التي تحرم الحكومة السورية طلابها منها وقالت إن الطالب منصور إسماعيل على سبيل المثال لا يحصل من هذا الصندوق على أكثر من 60 يورو، غير أن هذا الطالب تلقى الآن مساعدة من جهة لم يكن يتوقعها حيث قرر أحد الأساتذة الألمان الاشتراك مع عدد من أصدقائه في دعم الطالب منصور حتى ينتهي من رسالة الدكتوراه الخاصة به في جامعة فلينسبورج الألمانية.

إرينا جوتل
الاثنين 11 يونيو 2012