نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


أسانج ينضم إلى ترمب ويصطدم بـ«سي إن إن»




فاض الكيل بجوليان أسانج من قناة «سي إن إن»؛ ففي 4 يوليو (تموز) الجاري، نشر مؤسس موقع ويكيليكس 14 تغريدة دعما لدونالد ترمب في معركته الحالية مع الإعلام التي حملت اسم «غيف غيت»، أو فضيحة الصور.


 

وشأن الكثير من النقاشات التي أثيرت في واشنطن هذه الأيام، فقد اشتمل هذا الجدل على تغريدة. والأسبوع الماضي نشر ترمب تغريدة بها صورة مركبة له يؤدي فيها حركات مصارعة أمام مصارع برأس يحمل شعار قناة «سي إن إن» الإخبارية.
كل ما يعني أسانج في ذلك هو رد فعل «سي إن إن». ففي 5 يوليو، قام أندرو كزنسكي، المسؤول الأمني المكلف مراقبة شبكة «سي إن إن»، بتعقب المستخدم الذي قام بعمل المقطع المصور للرئيس ترمب وهو يصارع «سي إن إن»، لكن لأن هذا الشخص تقدم باعتذار في المنتدى فقد رفضت «سي إن إن» الكشف عن اسمه، واكتفت بقولها «تحتفظ (سي إن إن) بحقها في عدم الكشف عن هويته».
كانت العبارة الأخيرة مصدر إلهام لبعض المبهورين من أنصار ترمب. فقد اتهم تيار اليمين البديل «سي إن إن» بابتزاز مستخدم مسكين لموقع «ريديت» كل ذنبه أنه يحب تصيد ما ينشر في الإعلام.
والآن ما من شك في أن ما حدث كان أمراً لا يمكن الوثوق به، فبحسب «سي إن إن»، فمستخدم موقع «ريديت» تقدم طواعية باعتذار عن الصورة التي رسمها ونشرها وعن غيرها من التعليقات العنصرية. كذلك لم يحدث من قبل أن هددت «سي إن إن» بكشف البيانات الخاصة بمستخدمي موقع «ريديت»، واكتفت بكشف اسمه الأول، وتلك هي سمة حالات الهياج التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في عهد ترمب، فكلا الجانبين يحاول تعظيم مظلمته.
المثير هنا هو رد فعل أسانج، فعندما يخفض ترمب من لهجته تجاه «سي إن إن»، تخفض «سي إن إن» من لهجتها بدرجة أكبر بأن تهدد بالبحث عن المعلومات الخاصة بالفنان الذي رسم صورة شعار «سي إن إن» مكان رأس المصارع، في حال كرر سخريته من القناة مرة أخرى. كان ذلك ما كتبه ترمب في تغريدته، مشيراً إلى تكتيك الإنترنت الخاص بنشر البيانات الخاصة لشخص ما عبر الإنترنت. وعلى مدى يومين، واصل أسانج السير على نفس المنوال وتوقع أن تخالف «سي إن إن» القانون بإقدامها على «مراقبة» هذا الرسام. فكما هو معروف، فإن مصطلح «دوكسنغ» يعني عادة البحث عن بيانات شخص ما لا يريد الكشف عن هويته عبر الإنترنت. لكن هذا المفهوم ينطبق بدرجة كبيرة على أسانج نفسه وعلى ما يفعله منذ تأسيسه لموقع ويكيليكس الذي لا ينشر سوى المحادثات الخاصة للشخصيات العامة.
نشرت مؤسسة أسانج الرسائل الشخصية لجون بودستا، ونيرا تاندين وغيرهما من أعضاء الحزب الجمهوري. ورغم أن بعض تلك الرسائل تعد ذات قيمة خبرية مشروعة، فإن أغلبها ليست ذات قيمة.
فالرسائل المخترقة التي سربها موقع ويكيليكس العام الماضي تختلف عن برقيات وزارة الخارجية التي قدمتها تشيلسي ماننغ. ورغم أن بعض تلك البرقيات عرضت للخطر مصادر الحكومة الأميركية التي تعمل في أماكن خطرة، فإن الوثائق الحكومية في بلادنا تخص الناس جميعاً. لكن هذا الحال لا ينطبق على الرسائل الشخصية لكبار رموز الحزب الديمقراطي الذين يمارسون حقهم في المشاركة السياسية.. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
جوليان أسانج ليس وحده المسؤول في هذا القضية التي تمثل تهديداً جديداً للخصوصية عبر الإنترنت. فقد كتبت، شأن غيري من الصحافيين، مقالات عن رسائل البريد الإلكتروني المخترقة التي نشرها ويكيليكس. وحدث في السابق أن قامت مجموعات مجهولة الهوية بكشف بيانات الناس أيضا.
بالتأكيد، نحن نشعر بالقلق في هذا العصر الجديد الذي نعيشه، ففي القرن العشرين، تمثل الدولة التهديد الأكبر لخصوصية الأفراد، لكن في عصر الإنترنت، الذي بات فيه جزء كبير من حياتنا معروضا عبر الإنترنت، أصبح التهديد ذا صبغة ديمقراطية. فالأفراد اليوم باتوا يشكلون تهديداً للخصوصية بطريقة كنا نراها في السابق من اختصاص مكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز الأمن القومي، ففي أي لحظة يمكن اختراق رسالة بريد إلكتروني أو تاريخ التصفح لشخص ما ونشره على الإنترنت ليكون متاحاً للجميع، لتصبح حياتنا الخاصة شأناً عاماً في لحظة واحدة. في الفترة الأخيرة، أصبحت الحكومات الأجنبية تمثل تهديداً لخصوصيتنا، حيث ترى أجهزة استخبارات أجنبية أن روسيا أدارت حملة مساندة لترمب في الانتخابات الأخيرة من خلال اختراق وتسريب الرسائل الخاصة بكبار أعضاء الحزب الديمقراطي.
استخدم الروس نفس هذا التكتيك عام 2014 بالتعاون مع قواتهم الخاصة، وكان ذلك عندما قامت شبكة «آر تي» التي أنشأها الكرملين بنشر تسجيلات صوتية لدبلوماسيين أميركيين، والآن بدأنا نرى مقلدين. فصحافي «وول ستريت جورنال»، جاي سولومون، فقد عمله لأن رسائل ونصوصاً إلكترونية سربت إلى وكالة أنباء أسوشييتد برس بطريقة جعلت الناس تعتقد أنه دخل في علاقة تجارية مع أحد مصادره، وهو ما نفاه سولومون. لا يعنى هذا أنه ليس هناك قيمة كبيرة لبعض ما سُرب، فالأمر ينطوي على قدر من التوازن، فالمشكلة هي أن الناس مثل أسانج لم يبالوا بهذا التوازن حتى الآن. فعلى مدى سنوات، استمر الرجل على اعتقاده بأن حق الناس في المعرفة يفوق حق خصوصية ضحيته. واليوم يجادل أسانج بأن خصوصية ما تصيده عبر الإنترنت تفوق في أهميتها حق الناس في معرفة اسم الشخص الذي يكتب تغريدات الرئيس الحالي في حربه ضد «سي إن إن».
* الشرق الاوسط بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
 

ايلي ليك
الثلاثاء 11 يوليوز 2017