نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


أستنفار أستخباراتي وضوء برتقالي من البيت الأبيض مع اقتراب ضربة أسرائيلية محتملة لإيران




واشنطن - مواكبة للتطورات الأخيرة والخطيرة على صعيد الملف النووي الإيراني، وتطورات الموقف الإسرائيلي من هذا الملف الذي يمثل تهديدًا جليًّا لإسرائيل وتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، نشر مركز الإجراءات الوقائية التابع لمجلس العلاقات الخارجية دراسة بعنوان "ضربة إسرائيلية محتملة لإيران للباحث المعروف ستيفن سيمون


خارطة العملية العسكرية الاسرائيلية المحتملة لضرب مواقع في ايران
خارطة العملية العسكرية الاسرائيلية المحتملة لضرب مواقع في ايران
ومن الجدير بالذكر أن مركز الإجراءات الوقائية يهتم بدراسة النزاعات العنيفة وخاصة تلك التي تدور في مناطق أو دول ذات تأثير حيوي على مصالح الولايات المتحدة. ويقوم بذلك من خلال نخبة من الدارسين المتخصصين في هذا الشأن من نواب ومندوبي الحكومات وكذلك المنظمات الحكومية والغير حكومية وأيضا بإشراك منظمات المجتمع المدني المعنية .

تزايد احتمالات الضربة
وفى تقييمه لاحتمالية توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران، يرى ستيفن سيمون أن احتمال توجيه هذه الضربة يزداد طبقًا لعدة عناصر منها التصريحات شديدة اللهجة للرئيس "أحمدي نجاد" حول إنكاره للمحرقة اليهودية، وضرورة محو إسرائيل من الخارطة، وضرب العمق الإسرائيلي في حال أي هجوم أمريكي على أي مفاعلات إيران النووية. فكل ذلك بكل تأكيد يقوي الاتجاه الإسرائيلي المناصر للحرب بحجة الخوف من نوايا إيران .

ويضيف سيمون عناصر أخرى منها اعتماد إسرائيل على الضربات الجوية مما يقلل خسائرها، والمعلومات الاستخباراتية الدقيقة عن الأهداف المراد تدميرها . وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتأكيده على الطابع اليهودي للدولة "الإسرائيلية" وأن المحرقة هي علامة فارقة في التاريخ اليهودي وعلى أنه نفسه تحمل أعباء هذه المحرقة وأعباء التشتت وأعباء بناء الدولة، وبالتالي ليس من السهل إنكار ذلك من قبل الرئيس الإيراني.

وأكد كذلك على أن إسرائيل لن تسمح لأحد بأن يمحوها من الوجود وستتصدى له بكل قوتها. ولقد عبر المسئولون الإسرائيليون عن خوفهم من دعم إيران للجماعات المسلحة والمعادية لإسرائيل، وأن نجاح إيران في كسب الوقت لامتلاك السلاح النووي وانتقال هذه التقنية لأيدي الجماعات المسلحة سيكون أهم الأسباب لتوجيه ضربة إسرائيلية لإيران.

ولكن الخوف هنا هو أن تكون مسألة توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران أشبه بسياسة "جز العشب" بحيث تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، ثم تقوم إيران بعد ذلك بإعادة البرنامج مرة أخرى، ولكن مع أخذ كل الاحتياطات لحمايته من أي ضربة أخرى محتملة وتطوير نفسها، وهنا يصبح الأمر أشبه بجز العشب ثم نموه مرة أخرى.

تدريبات إسرائيلية استعدادًا للضربة
وفى إطار رصده للمؤشرات التي تنذر باحتمال توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، يرى سيمون أن عنصر المفاجأة هو عنصر حيوي إذا ما قررت إسرائيل توجيه ضربة عسكرية لإيران، ولاشك أنها ستكون ضربة قوية من قبل إسرائيل لإيران. ويرى كذلك أن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة هي دليل قوي ومؤشر خطير على تطور موقف الإدارة السياسية في إسرائيل نحو اتخاذ قرار الهجوم.

ففي يوليو 2008 قامت إسرائيل بتدريبات جوية عسكرية طويلة المدى تضم سربًا مكونًا من 100 طائرة، وكذلك تدريبات على عمليات الإنقاذ باستخدام طائرات الهليوكوبتر، وأيضًا تدريبات على عمليات إعادة التزود بالوقود نظرًا لطول المسافة بين إيران وإسرائيل ولضمان سرعة تنفيذ العملية. والاستعدادات الجوية ليست هي وحدها المؤشر بل المؤشر المفاجئ هنا هو ما أرادت إسرائيل إبرازه للعالم وهو أن لديها خيار الهجوم البحري، وذلك من خلال مرور غواصات بحرية لا مثيل لها من قناة السويس في يوليو 2009.

وهناك ـ أيضًا ـ مؤشرات أخرى من خلال المداولات الحكومية الداخلية وتصريحات المسئولين وكذلك الاستنفار الاستخباراتي من خلال تجميع معلومات شديدة الدقة عن إيران ومنشآتها. كذلك توجد مؤشرات أخرى على صعيد الداخل الإسرائيلي وهى عبارة عن احتياطات تتخذها إسرائيل بصورة لا سابق لها مثل: توزيع أقنعة واقية من الغازات الجرثومية، وتوفير الملاجئ وتجهيزها، وإجراءات أخرى شبيهة ضد أي هجمة انتقامية، وخاصة تعزيز الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان للخوف من احتمالية دخول لبنان عبر حزب الله في حرب ضد إسرائيل. ولاشك أن استلام إيران لصواريخ أرض ـ جو الروسية المتقدمة S-300 والمتعددة المخاطر، قد شجعت إسرائيل على اتخاذ قرار بالاستباق بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

الخيارات الأمريكية لإحباط الضربة
وبعد أن عدد سيمون المؤشرات التي تدل على تطور موقف إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لإيران، انتقل إلى الولايات المتحدة والخيارات المتاحة لديها لإحباط هذه الضربة، وكذلك الخيارات المتاحة لديها لإدارة هذه الأزمة إذا ما وقعت. فبالنسبة لما هو متاح لديها لمحاولتها منع هذه الضربة، يرى سيمون أنه إذا ظلت الولايات المتحدة متمسكة بموقفها الرافض لتوجيه ضربة إسرائيلية لإيران، فإن الخيارات المتاحة لديها لإحباط هذه الضربة هي محاولة التخلص من العوامل التي جعلت إسرائيل تعتقد أن الفوائد الناتجة من هذا الهجوم أكبر بكثير من التكاليف المتكبدة منها.

ويعدد سيمون هذه العوامل ويرى أن إسرائيل تعتقد أن البيت الأبيض لابد وأن يعطي الضوء الأصفر "البرتقالي " على الأقل سواء توصل لاتفاق مع إيران يحقق أهداف الولايات المتحدة، أو في حالة استنفدت كل الوسائل الدبلوماسية ولم يتم التوصل لحل. ووضع سيمون عدة إجراءات وقائية يجب على الولايات المتحدة اتخاذها لتعزيز الفهم الثنائي وتوضيح الأمور في هذا الصدد بين الطرفين. ومن هذه الإجراءات الآتي:

أولاً: تحقيق تقدم ملموس بخصوص منع إيران من إنتاج يورانيوم عالِ التخصيب وكذلك التسلح بأسلحة بلوتينيوم عالية التخصيب كذلك.

ثانيًا: لابد على الولايات المتحدة أن تنشئ قناة للتواصل مع إسرائيل وذلك لمعرفة النوايا الإسرائيلية ودراسة الخطوات التي من خلالها يتم تقليل الخطر على إسرائيل لأن قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران سيضع العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية تحت اختبار صعب دون أن تكون هذه الضربة قد قللت من المخاطر الإيرانية طويلة الأمد.

لذلك فإن هذا الوضع بمعظم مفرداته يشبه وضع إسرائيل مع العراق عام 1991 عندما كانت إسرائيل تحت مرمى صواريخ السكود العراقية، وبالتالي ما يجب على الولايات المتحدة فعله هو أيضًا شبيه بما فعلته آنذاك من تكلف لورانس ايجلبرجر والذي قام بإرسال وفدين إلى إسرائيل وذلك لإلزام إسرائيل بضبط النفس الشديد، وللتأكيد كذلك على رفض الولايات المتحدة الشديد لانتهاك إسرائيل المجال الجوي العراقي لتدمير صواريخ سكود.

ثالثًا: استمرار الولايات المتحدة في التأكيد على رفضها لطبيعة البرنامج النووي الإيراني وعلى الإبقاء كذلك على كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها الخيار العسكري، وكل ذلك لطمأنة إسرائيل.

رابعًا: القيام بزيارات رفيعة المستوى من قبل المسئولين الأمريكيين لإسرائيل وذلك لزيادة طمأنتها من التزام الولايات المتحدة بأمنها والدفاع عنها.

خامسًا: إبرام معاهدة دفاع مع إسرائيل يتوفر لها من خلالها ضمانات أمنية واضحة متمثلة بتوفير"مظلة نووية" لها من قبل الولايات المتحدة. ولكن مثل هذه الاتفاقيات سوف تجعل دولاً حليفة للولايات المتحدة في المنطقة تطالب بمثلها لأنها هي الأخرى متضررة من امتلاك إيران أسلحة نووية، وهذه الدول هي مصر والسعودية.

خيارات أمريكية لاستيعاب وإدارة الأزمة
وينتقل ستيفن سيمون بعد ذلك إلى الخيارات المتاحة لديها لاستيعاب الأزمة وإدارتها إذا ما وقعت. ومن هذه العمل مع دول أساسية في المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة، قطر، والبحرين في مجال التبادل الاستخباراتي وإدارة نتائج الأزمة

تقرير واشنطن
الاربعاء 17 فبراير 2010