نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


أسطورة العروض كلوديا شيفر اسم لا يزال محفوراً في ذاكرة عالم الأزياء






برلين - المودينا دي كابو - لم يستطع أحد أن يتفوق في بريقه على الفتيات اللاتي تربعن على قمة عروض الأزياء الدولية وحققن شهرة واسعة في التسعينيات من القرن الماضي، ولا تزال الألمانية الجميلة كلوديا شيفر تحتفظ بذلك التألق على الرغم من مرور 14 عاما على اعتزالها مجال عروض الأزياء، وهي تعد شخصية أسطورية تتنتمي إلى العصر الذهبي لفتيات الإعلانات حيث كانت نجمات عروض الأزياء يحصلن على أجور خيالية بينما كانت أنظار العالم كله تتجه إليهن.


  أسطورة العروض كلوديا شيفر اسم لا يزال محفوراً في ذاكرة عالم الأزياء
وأصبحت كلوديا شيفر بشعرها الأشقر وجسمها الرشيق وطولها الذي يبلغ 82 ر1 متر أعلى عارضات الأزياء أجرا في التسعينيات من القرن الماضي حيث بلغ حجم إيراداتها عشرة ملايين دولار سنويا وتنافسات بيوت الأزياء الكبرى مثل فيرساشي وفالانتينو ورالف لورين في أن تظهر تصميماتها من الملابس على جسم هذه العارضة المذهلة.
 
وتتذكر شيفر تجارب هذه الفترة بعدها بسنوات فتقول إنها كانت تجربة رائعة وكان زمنا خاصا في تاريخ العارضات.
وكما يحدث مرارا وتكرارا مع العارضات تم اكتشاف شيفر في وقت مبكر من عمرها، وكانت في السابعة عشر من عمرها عندما رآها ميشيل ليفانتون من وكالة متروبوليتان للعروض في ديسكو تشيكرز بمدينة دوسلدورف التي كانت تزورها مع مجموعة من الأصدقاء، وحفزه جمالها وطولها على دعوتها بسرعة إلى اختبار للتصوير في باريس.
 
وتمكنت شيفر من إقناع والديها بالسماح لها بالسفر، وحزمت حقائبها وتركت أشقائها الثلاثة الأصغر منها سنا، كما تركت وراءها بلدة رينبرج غربي ألمانيا التي نشأت فيها لتصبح ملكة عروض الأزياء بلا منازع.
 
وتخلت شيفر عن أحلامها في دراسة القانون الذي تخصص فيه أبوها، واختارت تعلم كيف تسير على ممر العرض وحضور جلسات لا تنتهي من تصفيف الشعر ووضع مستحضرات التجميل وذلك بدلا من حصص التدريب على رقص الباليه وعزف البيانو ولعب مباريات التنس مع الصديقات.
 
وفي البداية أصبحت شيفر تعرف بأنها " بريجيت باردو الألمانية "، وكان أول عمل مهم لها هو عرض ملابس جينز من بيت الأزياء " جيس "، وقد حولها هذا العرض إلى واحدة من أكثر العارضات طلبا من جانب بيوت الأزياء.
ونقل عن شيفر قولها : " في أوائل سنوات عملي كعارضة اعتدت التفكير كيف تحولت لأصبح أثير الخيالات الجنسية لدى الرجال، ووجدت أنه لأمر مذهل أن أرى تأثير صوري على الرجال، والآن تولد لي اعتقاد بأن طبيعة عملي بكل بساطة هي أن أبدو جذابة ".
وعندما أصبحت شيفر على وعي بتأثيرها وقوتها استطاعت أن تجعل كثيرا من الرجال يتساقطون في شباك حبها، غير أن أكثر الرجال تأثيرا في حياتها المهنية كان كارل لاجرفلد وهو مصمم أزياء ألماني مقيم في باريس ويعمل أيضا مصورا ومديرا للإبتكار لدى بيت أزياء شانيل كما يمتلك بيت أزياء خاص به، وقام لاجرفلد عام 1988 بإطلاق شيفر كما المنجنيق إلى قمة عروض الأزياء عندما اختارها كملهمته وعارضة لتصميماته لصالح شانيل واحتفظت شيفر بولائها لراعيها لاجرفلد إلى أن خرجت من مجال عروض الأزياء عام 1998 وكان عمرها وقتها 28 عاما.
 
وقال لاجرفلد عن شيفر عندما كان يعمل معها إنها لم تكن تحتاج إلى أية لمسات جمالية إضافية من أي نوع كما أنها أفضل كثيرا من أية عارضة أخرى.
 
وفي مقابلة صحفية مع لاجرفلد عام 2008 كان يستطيع القول بكل ثقة إن كلوديا شيفر أصبحت أفضل مما كانت عليه، وذلك على الرغم من أن ميدان عروض الأزياء الذي هيمنت عليه شيفر صار عتيقا.
وعلى عكس عارضات الأزياء السوبر من أمثال ناعومي كامبل لم تكن شيفر أبدا مصدرا تتغذى عليه صحافة النميمة وأخبار الناس حيث ابتعدت عن الفضائح والنزوات والتجاوزات والانغماس في المتع المادية، ووصفت نفسها بأنها " إمرأة عادية وبسيطة لا تتمتع بأية ميزة خاصة ".
 
ويعد هذا الوصف تقليلا من قدر هذه المرأة التي ظلت خلال عقد من الزمان تزين وتتنافس عليها أغلفة 600 مجلة في جميع أنحاء العالم، ووقعت عقود إعلانية بمبالغ ضخمة كما حاولت دخول عالم التمثيل بل وصورت فيديو خاص بها لشرح مجموعة من تمرينات اللياقة البدنية.
 
كما أن حياتها الخاصة لم تكن مصدر اإثارة كبيرة لوسائل الإعلام، والتلميح الوحيد لوجود فضيحة في حياتها كان العلاقة التي أقامتها مع الساحر الأمريكي ديفيد كوبرفيلد واستمرت لعامين، فقد فسر البعض خطبتهما في آذار/مارس 1994 بأنها حيلة دعائية لزيادة شهرتها في الولايات المتحدة الى جانب مساعدة كوبرفيلد على الوصول إلى السوق الأوروبية.
 
وبعد مرور بضع سنوات وفي عام 2002 التقت شيفر بالمنتج السينمائي البريطاني ماثيو آفون وتزوجته، وأنجبت منه ثلاثة أبناء هم كاسبار وكليمنتاين وكوزيما فايوليت.
وصارت شيفر أما مشغولة برعاية أبنائها وهي تقضي معظم وقتها مع أسرتها في نوتنج هيل بلندن كما تسافر إلى موطنها بلدة رينبرج بألمانيا، وتمضي بعض الأيام في منزل العطلات في كامب دي مار في مالوركا.
 
ولا تزال شيفر تشعر بالحنين لألمانيا وتشعر بأنه سيكون أمرا رائعا أن تعيش هناك على الرغم من أنها أقامت دائرة من الأصدقاء الألمان في لندن، وقامت شيفر بمجموعة من الأعمال الخيرية لصالح منظمة رعاية الأمومة والطفولة التابعة للأمم المتحدة "  اليونيسيف " وكانت المتحدثة بإسم منظمة " إجعل من الفقر تاريخا " الخيرية حيث كانت تقدم الدعاية لها في فيديو على موقع المنظمة الإليكتروني.
 
ولا تبدو علامات التقدم في العمر على شيفر بعد أن بلغت الآن من العمر 42 عاما ، وبعد مرور 23 عاما على انطلاقها إلى عالم الشهرة بعرض ملابس الجينز لبيت الأزياء " جيس " ارتدت شيفر مؤخرا زوجا من الملابس الجينز لنفس البيت بمناسبة مرور ثلاثين عاما على الحملة الدعائية له.
وقالت شيفر لمجلة "إل " في مقابلة صحفية مؤخرا : " سأظل مرتبطة بعالم الأزياء كلما كانت لدي القدرة على ذلك "، وقد طورت شيفر نشاطا تجاريا في هذا المجال خاص بها وطرحت خط إنتاج لملابس من الكشمير في موسم الخريف/الشتاء لعام 2011.
 
وتواصل شيفر حاليا الظهور بشكل مقتضب من آن لآخر لصالح مجموعة لوريال لمستحضرات التجميل وكذلك بيت أزياء بلجاري وشركة سيتروين للسيارات، كما ظهرت منذ عامين في حملة إعلانية لنوع من المشروبات أطلقها كارل لاجرفلد.
 
وربما يكون أفضل وصف لكلوديا شيفر هو ذلك الذي يأتي في كلماتها نفسها في حديث أجرته مع وسائل الإعلام والخبراء حول كيفية تأثير الأزياء على ثقافة البشر، فردت قائلة على سؤال حول ما هو دور أسطورة الأزياء : " إن الأسطورة هنا هي المرشد والهادي في الوجه المتغير دائما للأزياء ".

المودينا دي كابو
الاثنين 28 يناير 2013