نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


أشهر "عانسات الصعيد" بمصر نسوة عشن فى عزلة ورحلن وسط الضجيج




الأقصر(مصر) - حجاج سلامة - " جميلة " و" صوفى " و " لودى " بنات توفيق باشا اندراوس القطب الوفدى وأحد رموز ثورة 1919 وأشهر وأغنى ثلاث عانسات في الأقصر وصعيد مصر ، عشن حتى العقد الثامن من العمر في عزلة اخترناها بأنفسهن بعد أن فضلن العيش في ذكريات ماض جميل ، داخل قصر والدهن الذي شهد أعظم مشاهد الوطنية المصرية واجمل صور الوحدة الوطنية بين مسلمى مصر وأقباطها .


أشهر "عانسات الصعيد" بمصر نسوة عشن فى عزلة ورحلن وسط الضجيج
وعلى الرغم من اختيار بنات توفيق باشا اندراوس لحياة الهدوء التى وصلت لحد العزلة ، إلا أنهن رحلن وسط ضجيج شغل الناس وامتلأت به مختلف وسائل الإعلام داخل مصر وخارجها بعد أن تعرضت الأختان " صوفى " ولودى " للقتل بالة حديدية . ليلحقن باختهن " جميلة " التى فارقت الحياة قبل عامين اثر صراع مرير مع المرض  ليظل الحديث عن مقتل صوفى ولودى محور حديث الناس فى الأقصر والذين يقولون ان الأختين ربما ذهبتا ضحية لهوس الحفر والتنقيب عن كنوز الفراعنة ، او ضحية لشائعات امتلاكهن لكميات من الذهب والمجوهرات النادرة والأموال أيضا . ولا تستبعد احاديث الناس أن يكن قتلن بسبب السرقة ، أو لخلافات على ملكية واستئجار الأراضى المملوكة لهن والتى تقدر بحسب مقربين منهما بمئة فدان ، وتنتشر فى ثلاث مناطق هى العوامية والزينية والمدامود .
 
 لكن الأحاديث لا تنتهي عن السرداب الواقع أسفل قصر توفيق أندراوس حيث كانت تقيم بناته والمؤدى لكنز أثرى يقع في حرم معبد الأقصر الذي يحيط بالقصر من ثلاث جوانب يطرح احتمالية أن يكونتا قد ذهبتا ضحية للبحث عن الكنوز الفرعونية . " لودى " و" صوفى " وعلى الرغم من الحياة البسيطة التى عاشاها وهى الحياة التي لا تعرف الترف إلا أن قيمة ما تركاه من ثروة كودائع مالية فى البنوك ، وذهب ومجوهرات وأرض تقدر قيمتها بقرابة المليار جنيه مصري .
 
وكانت ابنتي توفيق باشا أندرواس النائب الوفدي بمجلس الأمة وأحد قادة ثورة 1919 قد لقيتا مصرعهما في ظروف غامضة داخل قصرهما التاريخي الملاصق لمعبد الأقصر الفرعوني والمطل على نيل الأقصر. وكان مدير أمن الأقصر قد تلقى بلاغا من عريان عزيز سيدهم محامي صوفى توفيق اندراوس/ 80 عاما/ وشقيقتها لودى توفيق اندراوس/ 82 عاما/  بشكه فى تعرضهما لسوء بعد عدم ردهما على الاتصالات التليفونية وفشل خادمهما في الوصول لهما رغم قيامه برن جرس باب القصر الذي تقيمان به على مدار يومين متتاليين . حيث تم تشكيل فريق من المباحث الجنائية وتم فتح باب القصر في حضور الشرطة ومحامي المجنى عليهما حيث عثر على جثة احدهما ملقاة على السلم المؤدى للطابق الثاني ومصابة بالة حادة فى رأسها كما عثر على الثانية جثة هامدة ، ويواصل فريق بحث من الشرطة جهوده لكشف غموض الواقعة والتوصل للجناة ، ولا تزال النيابة تواصل التحقيق في الواقعة التي لا تزال غامضة إلى اليوم برغم مرور عدة شهور على رحيلهما المأساوى .
 
إلى ذلك كشف مقربون من المجنى عليهما وجود وريث للقصر التاريخي الذي كانت تقيم فيه المجنى عليهما ، ويدعى فايز يسى اندرواس ، فيما قال الدكتور منصور بريك المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا إن القصر الذى كانت تقيم فيه الضحيتان هو أحد القصور التاريخية فى الأقصر حيث شيد عام 1897 وهو القصر الوحيد الذى استقبل الزعيم سعد زغلول في عام 1921 فيرحلته النيلية التاريخية لمدن الصعيد للحصول على دعم شعبي لمطالب ثورة 1919 ، حيث حاولت الشرطة آنذاك منع وقوف باخرة سعد زغلول لكن توفيق باشا اندراوس الذى كان أحد أقطاب حزب الوفد آنذاك تصدى للشرطة وتمكن من إيقاف الباخرة أمام قصره ونزل سعد زغلول وسط هتافات شعب الأقصر آنذاك ، وإن القصر كان يضم مقتنيات أثرية جرى نقلها للمخازن الأثرية قبل حوالى عشرين عاما ، وإن القصر مسجل ضمن القصور ذات القيمة التاريخية التي لا يجوز هدمها أو إدخال تعديلات على مبانيها .
 
وتوفيق باشا أندراوس صاحب القصر ووالد الضحيتين وكما يقول شعبان هريدى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد فهو أحد رجالات الحركة الوطنية المصرية خلال ثورة 1919 ونائب الأقصر لثلاث دورات بمجلس الأمة ولم تنتخب الأقصر نائبا غيره حتى وافته المنية، و احد من اخلص رجالات الحركة الوطنية ونائب الأقصر لثلاث دورات ولم تنتخب الأقصر نائبا غيره حتى وافته المنية وهو يعد للمؤتمر الوطني في السادس من كانون ثان/يناير  1935.
 
   ويشير شعبان هريدى إلى أن هذا المسيحي الثائر الذي انتخبته الأغلبية المسلمة نائبا لها في البرلمان ثلاث دورات ولو عاش ما انتخبوا غيره لم يكن في حاجة للمال فوالده اندراوس باشا بشارة من أثرى أثرياء مصر لكن هذا الثراء لم يكسب أسرته أنانية وتكبرا بل سخاء وعطاء وخيرية فقام والده بوقف مئة فدان لخدمة مساجد وكنائس الأقصر مناصفة وأوقف عشرة أفدنة لخدمة المدرسة الصناعية لأنه كان يؤمن ان الصناعة والحرف تشكل المستقبل لشباب الأقصر ثم قام ببناء مدرسة الأقباط التي ما زالت قائمة وبني مسجد المقشقش ومسجد المدامود وجمعية الشبان المسلمين والعديد من المشروعات الخيرية .

حجاج سلامة
الاربعاء 17 أبريل 2013