نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


أفراس نهر من إرث أحد أباطرة المخدرات تتجول بحرية في كولومبيا






دورادال (كولومبيا) - في قرية دورادال الكولومبية ، ليس من الأمور غير المألوفة أن نرى أحد أفراس النهر يتجول بتثاقل على طريق ترابي.

وتقول ماريا إيزابيل بامبلونا ،وهي موظفة استقبال في أحد الفنادق :"غالبا ما نراها (أفراس النهر) ... إنها لا تأتي إلى وسط القرية ،حيث يمر الطريق السريع، لكنها تسير على الطرق الأصغر . وتحب البقاء في بحيرة ونهر مجاورين".


بابلر اسكوبار
بابلر اسكوبار
 
وأفاد أشخاص آخرون بأنهم يرون أفراس النهر فى مناطق تقع على مشارف القرية ، بل وهي تأكل العشب في ملعب لكرة القدم. ويقول هكتور جيرالدو ،وهو نادل :"نحن لا نخشاها ، لأنها لم تؤذ أحدا قط .. لقد اعتادت على البشر".
وتأتي الحيوانات ،التي من الطبيعي أن تتواجد فقط في البرية في أفريقيا، إلى القرية قادمة من هاسيندا نابوليز، وهي ضيعة كان يمتلكها سابقا قطب المخدرات الراحل بابلو إيسكوبار، وتقع خارج دورادال في منطقة أنتيوكيا شمال غربى كولومبيا .
واستخدمت هذه الضيعة ،التي تبلغ مساحتها ثلاثة آلاف هكتار كقاعدة لزعيم عصابة ميديلين للمخدرات في أواخر سبعينات وثمانينات القرن الماضي. في ذلك الوقت ، كانت تضم مبان استعمارية إسبانية باهظة التكلفة، وحلبة لمصارعة الثيران، ومجموعة من السيارات الفارهة ومهبط طائرات تستخدمه الطائرات المخصصة لتهريب المخدرات.
لقد كانت تضم أيضا حديقة حيوان خاصة بها مئات من الحيوانات الغريبة، من بينها أربعة من أفراس النهر -ثلاث إناث وذكر واحد- اشتراها إيسكوبار من حديقة حيوان في ولاية كاليفورنيا.
وبعد مقتل قطب المخدرات -الذي كان مسؤولا عما لا يقل عن 5 آلاف جريمة قتل- على يد قوات الأمن في عام 1993، سقطت الضيعة في براثن الإهمال.
ونفق العديد من الحيوانات بسبب الجوع، وتم بيع معظم الحيوانات الباقية إلى حدائق حيوان. ولكن أفراس النهر بقيت ،وسرعان ما بدأت تتكاثر.
وبعد هجرها لأكثر من عقد من الزمان ، أصبحت هاسيندا نابوليز الآن متنزها يديره القطاع الخاص ويضم المتاحف والشلالات الاصطناعية جنبا إلى جنب مع ديناصورات إيسكوبار الخرسانية.
وأعيد إحياء حديقة الحيوان ، وهي الآن تضم حيوانات مثل النمور والفيلة والحمر الوحشية والنعام.
ورفضت الإدارة إعطاء معلومات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن حديقة الحيوان، قائلة إنها لن تتحدث إلا لوسائل الإعلام التي خضعت للتدقيق وللفحص من قبل إحدى اللجان .
ونادرا ما يكون أي من الحيوانات في المنتزه باقيا من أيام بابلو إيسكوبار ، وفقا لمرشدين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم. أما "فرس نهر الكوكايين" فهو الاستثناء.
ولم تتمكن السياجات من تقييد حرية أفراس النهر ، التي تخرج من المتنزه بحثا عن الغذاء وعن مراعي أكبر تزيد مساحتها على الثلاثين هكتارا المحيطة ببحيرتها ، وعن منطقة جديدة للأفراس الذكور من صغار السن .
وتقدر أعدادها حاليا بنحو 50 فرس نهر . ويقول ديفيد إيتشيفري ،من مؤسسة كورنير الإقليمية المعنية بالبيئة :"في غضون عامين، يمكن أن يزداد العدد إلى نحو70 فرس نهر".
ومن بين أفراس النهر في الحديقة الأنثى فانيسا ،التي تعيش في بركة خاصة بها بعد أن نبذها القطيع وتقترب من حافة البركة لتأكل الجزر الذي يقدمه لها السياح.
وقد ساهم سلوكها الأليف على ما يبدو في ظهور انطباع بين السكان المحليين بأن أفراس النهر غير مؤذية ، وأنها حيوانات محبوبة - وهي فكرة يمكن أن تكون أقرب إلى الخطأ.
وتعد أفراس النهر من أنواع الحيوانات الأكثر عدوانية في العالم، وخاصة عندما يكون لديها صغار ترعاها أو تكون من الذكور الباحثة عن مأوى ، وفقا لموقع "هيبوورلدز" الالكترونى .
وفي حين لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الأشخاص الذين قتلتهم أفراس النهر، فإن هذه الحيوانات هي مصدر للخوف بشدة في أفريقيا، حيث يقال إن عدد ضحاياها يزيد على ضحايا الثعابين أو الأسود.
وحذرت السلطات المسؤولة عن منطقة دورادال السكان من أفراس النهر القادمة من هاسيندا نابوليز، وفقا لما ذكرته صحيفة "ال كولومبيانو".
ولكن إيتشيفري يقول إنه رغم تجولها المستمر خارج الحديقة ، فإنه على الأرجح لا يقع سوى هجوم واحد سنويا تقريبا.
وفي الوقت نفسه، ليس من الواضح ما هو نوع التأثير البيئي لأفراس النهر ، والتي تم رصد بعضها على بعد عشرات الكيلومترات عن هاسيندا نابوليز.
يقول إيتشيفري :" يمكن أن تحدث اختلالا فى الظروف الطبيعية بالمسطحات المائية و(...) تخلق تأثيرات بيئية نموذجية للأنواع الدخيلة" . ويمكن أن يشمل ذلك تهجير أنواع تمثل المنطقة بيئتها الأصلية مثل ثعالب وخنازير الماء .
وتم إخصاء أربعة من ذكور أفراس النهر بين عامي 2011 و 2013 في محاولة للسيطرة على أعدادها. لكن أسر أفراس النهر قد يستغرق شهورا، كما أن عمليات الإخصاء مكلفة ، وفقا لأحد الخبراء.
ويجري حاليا بناء سياج جديد يتكون من كتل حجرية ونباتات شائكة لإبقاء أفراس النهر في الحديقة. وتجمع الخطة بين هذا النهج وتعزيز حصول أفراس النهر على الغذاء داخل الحديقة وأيضا الإخصاء وإرسال بعض هذه الحيوانات بعيدا .
ويقول إيتشيفري :"نحن على اتصال مع حدائق حيوان في الخارج ،فقد ترغب في الحصول على أفراس نهر. وهناك اهتمام بذلك في أوروجواي والمكسيك".

د ب ا
الثلاثاء 30 يناير 2018