نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


أقدم شركة في العالم لصناعة عصا المايسترو تطلق أسماء مشاهير الموسيقيين على منتجاتها




ماركنيوكيرشن / ألمانيا - تينو مورتيز - كان لدى أرتورو توسكانيني وهو أشهر مايسترو في القرن العشرين عادة تتمثل في تحطيم العصا التي يقود بها الأوركسترا عند شعوره بالإحباط لما يلمسه من عدم حسن أداء أعضاء الفرقة الموسيقية التي يعمل معها.


أقدم شركة في العالم لصناعة عصا المايسترو تطلق أسماء مشاهير الموسيقيين على منتجاتها
غير أن هذا النوع من السلوك المزاجي لن يلقى قبولا حسنا هذه الأيام من جانب أعضاء فرقة موسيقية ذات مستوى عال، ومع ذلك فلا يزال هناك طلب على عصي المايسترو وتعلن شركة " روهيما بركاشن " الألمانية أنها على استعداد لتلبية هذا الطلب.
 وتأسست هذه الشركة عام 1888 وباتت حاليا أقدم شركة في قطاع إنتاج عصي قادة الفرق الموسيقية الأوركسترالية حيث ستحتفل هذا العام بمرور 125 عاما على إنشائها. 
وتنتج الشركة ومقرها بلدة ماركنيوكيرشن في القطاع الشرقي من ألمانيا بالقرب من الحدود مع جمهورية التشيك 20 ألف عصا مايسترو كل عام، وهو رقم يزيد على ما تنتجه أية شركة أخرى منافسة وذلك وفقا لما يقوله رئيس الشركة ماتياس هيلينجر.
ولا يواجه هيلينجر الذي يبلغ من العمر 56 عاما أية منافسة قوية.
 فبخلاف بعض الشركات المتخصصة التي تنتج العصي يدويا في الولايات المتحدة واليابان والهند لا توجد أية شركة في أوروبا تمتلك على الأقل المعدات اللازمة للإنتاج المستمر في هذا المجال.
 ويقول هيلينجر إن صناعة عصي قادة الأوركسترا ليست نشاطا تجاريا عالي الربحية، ويشير إلى أن العائدات منخفضة بالنسبة للمجهود الكبير الذي يبذل في إنتاجها، ويضيف إن هذه الصناعة تحتاج إلى معدات خاصة كما " أنك تحتاج لمعرفة السوق الذي ستطرح فيه الإنتاج ".
 ويعد أندرياس شقيق هيلينجر الذي يدير النشاط التجاري للشركة معه هو الشخص الوحيد الذي يفهم جميع الخطوات اعتبارا من خشب الزان الذي يتم جلبه من مصنع لنشر الأخشاب في ولاية بافاريا حتى المنتج النهائي.
 ويؤكد أندرياس أن صنع عصي المايسترو الخشبية عملية صعبة حقيقة.
 ويوضح هيلينجر مراحل عملية الإنتاج قائلا : " إننا نستلم الألياف الكربونية والفايبرجلاس الجاهز، وكل ما علينا أن نفعله هو أن نشحذ العصي قليلا لتأخذ شكلها ثم نطليها باللون الأبيض، وبعدها يكون شكلها الأساسي كاملا من حيث المبدأ ".
 غير أن ذلك ليس هو نهاية العملية، فثمة أنواع كثيرة من عصي المايسترو، وتنتج شركة روهيما 70 نموذجا مختلفا في خطوط إنتاجها وهي تختلف عن بعضا البعض ليس من ناحية المادة المصنوعة منها والطول ولكن أيضا من ناحية المقبض. 
ويقول هيلينجر إن كل قائد أوركسترا  لديه التفضيلات الشخصية عند اختيار العصا التي سيستخدمها، وأصبحت العصي المتوازنة هي المهيمنة على السوق خلال الأعوام الأخيرة، وبالتالي أصبحت أنواع العصي المصنوعة من الفايبرجلاس التي تزن ثلاثة أمثال العصي المصنوعة من الخشب تحتاج إلى حلقة نحاسية. 
ويوضح هيلينجر أنه عندما يقود المايسترو الفرقة الموسيقية لمدة ساعتين يفتح يده من آن لآخر ليريحها وإذا لم تكن العصا متوازنة فستقط من يده. 
ويتم إنتاج هذه الأنواع البسيطة بمعدل يصل إلى 30 عصا في الساعة، بينما يستغرق إنتاج الأنواع الأكثر تعقيدا والطلبات الفردية منها وقتا أطول. 
ويمكن شراء عصا المايسترو من منافذ البيع بالتجزئة بسعر 5 ر3 دولارات للواحدة، ويقول مايك وهو نجل هيلينجر إن مبيعات العصي في هذه المنافذ تمثل ما نسبته خمسة إلى عشرة في المئة من حجم تعاملات الشركة، ويعتزم مايك أن يدير الشركة مع إبن عمه ليمثلا بذلك الجيل الخامس من العائلة في إدارة الشركة.
 وبينما تشعر شركة روهيما بالفخر لحصولها على طلبات لشراء العصي من قائدي أوركسترا مشاهير مثل زوبين مهتا ودانيال بارينبويم نجد أن إنتاج عصي المايسترو ليس هو النشاط التجاري الوحيد لها، فالشركة معروفة أيضا بإنتاج عصي قرع الطبول وآلات موسيقية خشبية للأطفال. 
واعتاد المايسترو بارينبويم أن يطلب من الشركة القائمة في بلدة ماركنيوكيرشن أن تصنع عصي قيادة الفرقة الموسيقية خصيصا له منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي، ويقول هيلينجر :
" إن بارينبويم كان يريد شيئا خاصا به ولذلك جاء إلينا "، ويوضح أن المايسترو يستخدم ما بين 20 إلى 40 عصا كل عام، ويبلغ طول العصا منها 43 سنتيمترا وتطلى باللون الأبيض.
 وكان هيلينجر يود أن يطلق اسم المايسترو بارينبويم على نموذج هذه العصا إلا أنه لم يتمكن من الإتصال به ليحصل على الإذن بذلك.
 وكان جد هيلينجر قد استن في الثلاثينيات من القرن الماضي تقليد إطلاق أسماء قائدي الفرق الموسيقية على نماذج معينة من العصي استخدموها في حياهم المهنية، ولا تزال الشركة تنتج عصا باسم المايسترو فيفالدي التي يبلغ طولها 355 ميلليمترا وعصا ساميتانا وطولها 370 ملليمترا، كما يوجد نموذجان أطلق على واحد منهما اسم الموسيقار الكبير موزار والآخر الموسيقار الشهير هاندل ويبلغ طول كل منهما 430 ملليمترا، كما تم إطلاق اسم الموسيقار الكبير شتراوس على نموذج يبلغ طوله 465 ملليمترا.
ويكشف سجل الشركة لعام 1927 عن صنع عصي الماسترو من العاج مع قمم علوية منحوتة من خشب الأبنوس، وتم إطلاق أسماء مشاهير الموسيقيين عليها من أمثال بيتهوفن وفاجنر ولكنها كانت مجرد منتجات للعرض بأكثر من كونها منتجة بغرض الاستعمال وكانت أسعارها مرتفعة للغاية.
وأكد هيلينجر حرصه على تبديد أسطورة تولدت من الصور والأفلام حيث كان يتم غالبا رؤية المايسترو وهو يقود الفرقة الموسيقية ممسكا بعصا سوداء، ويصف هيلينجر هذا الإنطباع بأنه لا أساس له من الصحة.
 ويوضح أن العازفين الذين يجلسون غالبا في مكان غير كامل الإضاءة يحتاجون لرؤية حركات المايسترو السريعة التي يؤديها بعصا صغيرة، ويقول إن عصا المايسترو في النهاية ليست عصا سحرية.

تينو مورتيز
الاحد 3 فبراير 2013