نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


أمهات ديار بكر لـمجرمي "بي كا كا" : لن نيأس ولن نستسلم





على مدار 548 يوما، بعزم راسخ، وآمال واثقة، تواصل أمهات "ديار بكر" اعتصامهن أمام مقر حزب "الشعوب الديمقراطي" بالولاية جنوب شرقي تركيا، للمطالبة باستعادة أبنائهن المختطفين لدى منظمة "بي كا كا" الإرهابية.


  ديار بكر /  
على مدار 548 يوما، بعزم راسخ، وآمال واثقة، تواصل أمهات "ديار بكر" اعتصامهن أمام مقر حزب "الشعوب الديمقراطي" بالولاية جنوب شرقي تركيا، للمطالبة باستعادة أبنائهن المختطفين لدى منظمة "بي كا كا" الإرهابية.
وأبرقت الأمهات المعتصمات لإرهابيي "بي كا كا"، رسائل ملؤها التصميم والإرادة، مفادها: "لن نيأس.. ولن نستسلم".
وانطلق الاعتصام في 3 سبتمبر/ أيلول 2019، أمام مقر "الشعوب الديمقراطي" المتهم بالضلوع في خداع واختطاف الشباب، وزجهم للقتال في صفوف المنظمة الإرهابية.
ورغم جريمة إرهابيي المنظمة شمالي العراق الشهر الفائت، أعربت عائلات عن عزمها وإصرارها على مواصلة الاعتصام دون كلل أو ملل، مشددين على أنه "لا مكان لليأس وفي 14 فبراير/ شباط الماضي، عثرت قوات تركية على جثامين 13 شخصا، 12 تركيا، وعراقي واحد، خلال مداهمة إحدى مغارات "بي كا كا" في منطقة "غارا" (شمالي العراق)، ضمن عملية "مخلب النسر 2"، التي استمرت بين 10 و14 من الشهر نفسه، وانتهت بتحييد 53 إرهابيا.
** "لن نيأس ولن نستسلم"
رحيمة، والدة فاروق طاشجي، قادمة من ولاية قارس، تقول للأناضول: "منذ فترة طويلة أشارك في الاعتصام، كما شاركت في اعتصامات سابقة بعد خطف ابني الوحيد فاروق قبل 7 سنوات".
وتضيف واصفة حالها في انتظار وحيدها: "أحتضن ملابسه، وأتمسك بالهاتف أملا، وأراقب الباب لعلي أجد فاروق قد عاد إليّ".
وتقدم تعازيها لعائلات شهداء "مجزرة غارا"، مؤكدة: "نواصل اعتصامنا صيفا وشتاء، ورغم أني مريضة لكني لن أغادر قبل أن يعود إلي فاروق".
وتتابع: "يدعي الإرهابيون حماية حقوق الأكراد، ولكن أين هذه الحقوق وقد قتلوا الأسرى الذين بين أيديهم منذ 6 سنوات؟ أي دفاع هذا عن الحقوق؟".
وتزيد: "لن يجعلنا الإرهابيون نيأس أو نستسلم بعد هذا الحدث، هدفنا الوصول لأبنائنا، نحن مصرون على الاعتصام، نعتصم مع الأمهات والآباء حتى عودة جميع الأبناء، وسنكون هنا يدا بيد وكتفا بكتف حتى عودة الجميع".
** "أنتظر ابنتي منذ 6 سنوات"
بدورها، تقول أيدن أرسلان، والدة أيسون من ديار بكر، للأناضول: "منذ قرابة عامين ونحن هنا نواصل الاعتصام، أيسون اختطفت وأخذت للجبال وهي طالبة".
وتضيف: "همنا مع الأمهات واحد، وجميعنا مصرون في موقفنا، والأحداث التي حصلت في غارا جعلتنا نحزن.. الأمهات انتظرن أبناءهن المختطفين 6 سنوات، وكان ألمهن كبيرا".
وتكمل: "علمنا أن هناك نائبة في حزب الشعوب زارت الإرهابيين، وهي زيارة مدانة، وكان أولى بها أن تأتي وتستمع للأمهات، ولكن لا شخصية لنواب هذا الحزب".
وتوجه أرسلان رسالة إلى ابنتها أيسون، طالبة منها أن "تستسلم لقوى الأمن، وألا تعتمد على الإرهابيين".
وتؤكد أنها "مصرة على الاعتصام حتى النهاية، ولن يستطيع أحد أن يدخل اليأس لقلوبنا، حتى الوصول إلى أبنائنا واحتضانهم".
وتختم قائلة: "أنتظر ابنتي منذ 6 سنوات، ولن يستطيع أحد كسر إرادتنا ومنعنا من الاعتصام، نعتمد على دولتنا التي نتمنى من الله بقاءها".
** "لن أغادر حتى عودة ابني"
أما صالح غوغجة من ولاية آغري، فيقول للأناضول: "اختطف ابني في 2015 من إسطنبول، وكان قد بقي له 20 يوما من أجل الذهاب للخدمة العسكرية".
ويضيف: "ذهبت للبحث عنه، وعبر وسطاء، اتفقنا على استعادته بمبلغ 20 ألف دولار، ولكن لم أجد ابني، وعلمت أن حزب الشعوب أدخله إلى سوريا".
ويوضح: "عندما شاهدت الاعتصام شاركت فيه منذ البداية، ولن أتركه قبل استعادة ابني، وسأبقى أمام مقر حزب الشعوب مطالبا به".
ويشدد غوغجة على أن "هذا الحزب (الشعوب الديمقراطي) لا يمثل أحدا، ويأخذ أطفال الفقراء للجبال".
ويتابع: "زوجتي توفيت منذ 18 عاما، ولم أتزوج من أجل العناية بأبنائي، فكنت لهم الأم والأب، ابني كان عمره 19 عاما نقل من إسطنبول إلى ديار بكر ومنها لسوريا، ولم أحصل على أي جواب من حزب الشعوب الديمقراطي".
وعن "مجزرة غارا" يقول: "إنها امتحان صعب للأهالي، وسقط فيها شهداء وكلنا في عزاء مما حصل.. وأقول للشعوب الديمقراطي أريد ابني حيا أو ميتا، وإن كان ميتا أريد جثته، وأعود بها، وأتمنى من الله ألا يُمتحن أحد بأبنائه".
ويختم غوغجة: "مصرون على البقاء معتصمين حتى استعادة أبنائنا مهما حصل، نحن متضامنون مع بعضنا، آلامنا واحدة.. لن أعود دون ابني، ورغم التهديدات لا مكان لليأس".
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن دعمه للأمهات المعتصمات في أكثر من مناسبة، فضلا عن دعم وزراء وسياسيين، وفنانين، وصحفيين، ورياضيين، ومنظمات مدنية، ورجال دين، وأفراد من كافة فئات المجتمع.
ويحظى الاعتصام أيضا بدعم "جمعية أمهات سريبرينيتسا" في البوسنة والهرسك، وعضو البرلمان الأوروبي توماس زديتشوفسكي، وسفراء عدة في أنقرة أجروا زيارات لولاية ديار بكر، والتقوا الأمهات المعتصمات.

محمد شيخ يوسف / الأناضول
الخميس 4 مارس 2021