نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


أيام بيروت...6 حزيران 1982 بعيون شباب لم يسمع عن الحروب غير روايات حزب الله




القاهرة - فادي عاكوم - ان كنت عربيا وقد تجاوزت عقدك الرابع من العمر فانك بالتاكيد ستتذكر صيف لبنان عام 1982 وتحديدا في السادس من حزيران، فانه يوم النكسة العربية الثانية حين دخلت الالة العسكرية الى الاراضي اللبنانية متوجهة الى بيروت عروس العرب، ففي مثل هذا اليوم قرر جنرالات آل صهيون التوجه الى لبنان لتطهيره من روح المقاومة العربية التي كانت قد تخمرت بين مقاومي فلسطين و لبنان على الاراضي اللبنانية.


مقاتلو منظمة التحرير يغادرون بيروت بعد اجتياحها 1982
مقاتلو منظمة التحرير يغادرون بيروت بعد اجتياحها 1982
اما ان كنت في عمر اقل من الاربعين فلا شك انك تاثرت بل تشبعت بما بثته الالة الاعلامية التابعة لحزب الله، بان عناصر الحزب هم من حرروا بيروت من الغزاة بل وصل الامر ان المقاتلين الفلسطينيين سلموا سلاحهم الى حزب الله عند خروجهم من بيروت نحو شتاتهم الجديد بين تونس واليمن ودول اخرى.

وصادف هذا العام، الذكرى الـ28 للنكبة الثانية في قلعة مقاومة الاحتلال، القاهرة، لكن حالة من الاحباط اصابتني عندما سالت بعض الشباب عن رايهم في السادس من حزيران، فغالبية الشباب لا تعرف شيئا عن السادس من حزيران وكل معلوماتهم تتمحور حول احداث صيف 2006 وما تمخض عنه من اخبار انتصارات حزب الله.

غاب عنهم ان حزب الله قطف الانتصار بعد قضائه على مقاومي جبهة المقاومة اللبنانية اللبنانية التي قدمت الاف الشهداء لتحرير لبنان، وغاب عنهم ان مئات المقاومين اختفوا وانقطعت اخبارهم بطرق غامضة، وغاب عنهم ايضا ان مقاومي "الوطنية" عانوا الامرين في اخر العامليات التي قاموا بها من تسلط الحزب واعوانه على منافذ الطرق المؤدية الى الجنوب للقيام بعملياتهم، لكن للاسف سادت الثقافة الجديدة التي تم تحويرها وضاعت دماء الشهداء من خلال احاديث فضائية مستحدثة ومنتديات الكترونية مشبوهة.

لكن المثلج للقلب اللقاء مع من تعدوا الاربعين، فيتذكرون الملاحم البطولية التي خاضها الشعب اللبناني الى جانب الفلسطينيين وعناصر اللواء السوري عمر الحلال الذي اصاب القيادة الاسرائيلية بصداع ما بعده صداع، لم يغب عنهم اشبال المقاومة الوطنية في الرشيدية وصيدا وبيروت، ولم يغب عنهم الملاحم البطولية في مثلث "خلدة"عند مداخل بيروت.

فاين خالد قبرصلي الفتى المقاوم الذي ظهر من حيث لا مكان ليطلق نار "الاربي جي " نحو دورية الاحتلال في صيدا؟، واين خالد علوان الذي تخفى بزي عامل في مقهى الويمبي ليقتل ثلاث ضباط من الرتب الكبيرة في قلب بيروت بشارع الحمراء؟، واين ابناء اقليم الخروب الذين واجهوا الميركافا المرعبة على شواطئ منطقتهم؟؟ واين واين واين؟؟؟

للاسف فنحن نعيش في عصر الاعلام الجديد، وكل ما هو سابق سقط في النسيان، بل تم تحويره وتعديله وفقا للمصالح السياسية والاقليمة، فسرقت المقاومة وضاعت ارواح الشهداء ليتم تجييرها الى حزب لم يكن اصلا موجودا في وقت هذه الملاحم، فسلام لك يا بيروت يا ام الدنيا ان قبلت سلامنا، والف تحية الى شهداء المقاومة الوطنية اللبنانية الاحياء منهم والاموات لما علموه لنا من دروس في الحياة والحرية....

فادي عاكوم
الاثنين 7 يونيو 2010