نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


أين تقف بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الآن؟ ... سياسات الايماءات لم تعد تفيد كاميرون وحليفه




لندن - انا تومفورد - ­ هناك شئ واحد كان يتعين على زعيمي الحكومة الائتلافية الليبرالية المحافظة البريطانية الجديدة ان يتعلماه بسرعة الا وهو التراجع عن تصريحاتهما وبصفة خاصة عندما يتعلق الامر بقضية الاتحاد الاوروبي الشائكة.


رئيس الوزراء  البريطاني ديفيد كاميرون
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
وعندما وجه سؤال لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن السبب وراء وصفه ذات مرة نيك كليج ، شريكه الاصغر في الائتلاف ، بانه مزحة سياسية مفضلة " ، انفجر الصحفيون في الضحك ، تظاهر كليج بالانسحاب من مؤتمرهما الصحفي المشترك .
ورد كاميرون مازحا " عد ! اننا جميعا سوف نواجه اشياء قلناها ترد الينا".

وقبل ان ينضما سويا الى اول حكومة ائتلافية في فترة ما بعد الحرب في بريطانيا استخدم كليج مناظرة انتخابية تليفزيونية على الهواء لمهاجمة سياسة المحافظين بشان اوروبا.

وقال كليج ، في اشارة الى قرار المحافظين بالانسحاب من حزب الشعب الاوروبي (يمين الوسط) في البرلمان الاوروبي تاييدا لمجموعة يمينية تنتابها شكوك تجاه اوروبا ، " ديفيد كاميرون انضم الى مجموعة السفهاء والمعادين للسامية وهم الاشخاص الذين ينكرون وجود ظاهرة تغير المناخ والذين لديهم مخاوف من المثليين".
وتضم مجموعة المحافظين والاصلاحيين الاوروبيين اعضاء يمينيين من بولندا وجمهورية التشيك ولاتفيا والمجر وبلجيكا.

وتردد انه في محاولة لتشجيع حلفاء حزب المحافظين اليميني على التخلى عن وجهات نظرهم التي تنم عن مخاوف من المثليين ، يعتزم كاميرون ان يرسل السياسي المثلي الابرز في الحزب هو نيك هيربرت للمشاركة في مسيرة لدعم حقوق المثليين في وارسو في بولندا في تموز/يوليو المقبل.

وكتب ديفيد ماكشان ، وهو وزير الشئون الاوروبية السابق في وزارة الخارجية عن حزب العمال في صحيفة الجارديان يقول ان "مهمة التسامح" التي من المقترح ان يقوم بها هربرت الى بولندا تعد بمثابة اعتراف بان قيادة المحافظين "مرتبكة" ازاء تحالفاته مع المجموعة اليمينية.

وقال ماكشان " قيادة حزب المحافظين لاتنتابها مخاوف من المثليين وانها لاتزال اقل عداء للسامية ولكنها مذنبة بسوء الحكم على حلفائها في الاتحاد الاوروبي".

ولكن نظرا لان السلطة اصبحت حقيقة واقعة بالنسبة لكاميرون ، فان وقت اتباع سياسات الايماءات قد ولى ، وذلك حسبما اشار عضو حزب المحافظين البريطاني السابق في البرلمان الاوروبي ادوارد مكميلان سكوت.
وانضم مكميلان سكوت الى الديمقراطيين الاحرار بعدما طرده حزب المحافظين بسبب انتقاده لاستراتيجية كاميرون.
ولكن رئيس حزب الشعب الاوروبي ويلفريد مارتنز قال ان الباب مازل مفتوحا امام كاميرون.

وقال مارتينز ، وفقا لما ذكرته رابطة الصحافة " اننى اتوقع ان تكون هذه الحكومة براجماتية وان تحترم المعاهدات الاوروبية . وفي هذه الحالة ، فان حكومة كاميرون يمكن ان تعمل جيدا على المستوي الاوروبي مع حكومات الاتحاد الاوروبي الاربع عشرة الاخري التي يقودها حزب الشعب الاوروبي ".

ومن المؤكد ان تضغط المانيا وفرنسا ، الحليفتان الرئيسيتان (يمين الوسط ) ، على كاميرون لحمله على القيام بذلك في اقرب فرصة ممكنة. غير ان كليج ، هوعضو سابق في حزب الشعب الاوروبي ، اعترف بان الاتحاد الاوروبي ليس كيانا مثاليا.

وكان قد قال "انني اصبت بالاحباط مثل اى شخص اخر ازاء الاتحاد الاوروبي الذي استغرق 15 عاما لوضع توجيه خاص بالشيكولاته". ولكن بريطانيا لايمكنها ان " ترفع الجسر المتحرك وتهاجم وتنتقد اوروبا من الخطوط الجانبية".
ولكن مع وجود المحافظ المخضرم المتشكك في اوروبا وليام هيج كوزير جديد للخارجية البريطانية ، فان الامور لن تكون سهلة.

وذكرت صحيفة الجارديان ان ورقة سياسية اعدها طاقم هيج تم تسريبها قالت" مثل الاخرين ، اننا سوف نقاتل لحماية مصالحنا الوطنية من خلال المشاركة وممارسةالنفوذ".

واضافت ان " العضوية في رابطة الاتحاد الاوروبي لدول ذات سيادة وليس اوروبا فيدرالية سوف تخدم مصالح بريطانيا بشكل افضل" وقالت " انكم سوف تجدوننا حازمين ولكن منصفين ونلعب دورا بارزا ونقاتل ونتحدث بطريقة عملية ومستقيمة".
ولكن المعلقون يعتقدون ان وجود الاحرار في الحكومة سوف يضعف تاثير المتشككين على ادائها.

وصرح توني ترافيرز ، مدير مدرسة الاقتصاد في لندن لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) ان "حب الديمقراطيين الاحرار لكل ماهو اوروبي " سوف يكبح جماح شكوك المحافظين القوية في اوروبا.

وقال ترافيرز" خلاصة القول ان ثقل هذين الحزبين ربما يعنى ان السياسة البريطانية سوف تكون على غرار السياسة التي اتبعها حزب العمال ، اي ان تشوبها شكوك طفيفة في اوروبا".

انا تومفورد
الجمعة 14 ماي 2010