نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


إسطنبول المسلمة والعصرية تشهد إقبالا متزايدا من السياح العرب





إسطنبول - لينا قوقالي - دورا ومهدي وفاتن فتيات عربيات في العشرينيات من العمر وطالبات بكلية طب الأسنان قمن بزيارة لإسطنبول بهدف التسوق، وتجولت الفتيات داخل المنطقة التي يقتصر السير فيها على المشاة في حي بيوغلو التاريخي وهن يحملن أكياسا مليئة بالمشتروات.


إسطنبول المسلمة والعصرية  تشهد إقبالا متزايدا من السياح العرب
وقالت دورا وهي شقراء بشكل اصطناعي حيث قامت بتبييض بشرتها وترتدي معطفا أزرق اللون به صدرية إنها اكتشفت أن هذا المدينة التركية التي يبلغ تعدادها أكثر من 13مليون نسمة رائعة.
 
وأضافت قائلة " إن العالم العربي لا يثير اهتمامنا بنفس القدر، وعلى أية حال إننا لا نريد أن نقضي العطلة في إسطنبول، والدولة الوحيدة التي قد تستحق الزيارة هي المغرب ".
 
  وأشادت فيدا لاوسي في الأساس وهي سائحة من بيروت بالمعمار الرائع بالمدينة، وقالت " إن إسطنبول مقصد جميل حقا لتمضية العطلات بالنسبة للعرب خاصة بالنسبة للمسلمين من أمثالنا، وتكفي هذه المساجد الجميلة لكي تكون سببا للزيارة ".
 
 
 
وسواء كانت المباني جميلة أم لا فإن التسوق هو الهدف الرئيسي الذي تضعه لاوسي في اعتبارها هي وصديقتها اللبنانية نورما نيقولا، فقد قامتا بشراء الملابس وهدايا عبارة عن مجموعة متنوعة من الحلوى التي تم اختيارها من معروضات بائع يقف في الشارع.
 
 ويتزايد كل عام عدد السياح العرب الذين يزورون مدينة إسطنبول المطلة على بحر البسفور لقضاء عطلاتهم، وفي هذه المدينة يجد السياح القادمون من الدول العربية والإسلامية أطعمة يألفونها وتاريخا مشتركا وتشابها ثقافيا وإناسا من نفس ديانتهم.
 
 وكانت العلاقات بين العرب والأتراك قد شابتها غيوم ذكريات الإمبراطورية العثمانية التي كانت عاصمتها إسطنبول والتي حكمت أجزاء كبيرة من العالم العربي لمدة أربعة قرون حتى عام 1918، والآن تمر هذه العلاقات بفترة من الصفاء.
 
بل إن كثيرا من العرب باتوا ينظرون إلى تركيا اليوم وهي جمهورية علمانية تمتزج فيها الحداثة بأغلبية سكانية ساحقة من المسلمين كنموذج يمكن تقليده.
 
 ويرجع السبب في الارتفاع السريع لأعداد الزوار العرب لتركيا خلال العامين الأخيرين إلى عاملين رئيسيين : الأول هو الاضطراب السياسي في العالم العربي والثاني هو تصدير مسلسلات التلفاز التركي، ففي عام 2011تم إذاعة أكثر من مئة من هذه المسلسلات في أكثر من عشرين دولة مختلفة وهي تلقي إقبالا كبيرا من جانب المشاهدين العرب.
 
ومن بين هذه المسلسلات التي حققت نجاحا كبيرا " محتيسم يوزيل " أي القرن العظيم والذي أذيع في الدول العربية تحت اسم " حريم السلطان "، وتبدأ أحداث المسلسل عام 1520عندما تولى العرش السلطان العثماني سليمان الأول الذي عرف بلقب " العظيم " كما عرف باسم سليمان القانوني، ويدور المسلسل حول مناورات السلطة والنفوذ والمؤمرات التي تحاك في البلاط السلطاني خاصة في أوساط حريم السلطان.
 
وكلما أخذت نيقولا ولاوسي قسطا من الراحة أثناء جولة التسوق تبدآن في البحث عن مواقع تصوير مسلسل " حريم السلطان "، وتريد لاوسي أن تعرف مكان المسجد الذي ظهر في المسلسل.
 
وتقول صحيفة حريات ديلي نيوز التي تصدر باللغة الانجليزية في تركيا إنه زار 3ر1مليون شخص من الدول العربية وخاصة من دول الخليج العربية ولبنان إسطنبول العام الماضي بما يمثل زياد نسبتها في 54المئة مقارنة بالعام السابق، ولا يزال الألمان يمثلون القطاع الأكبر من إجمالي السائحين الأجانب الذين يزورون إسطنبول ويأتي بعدهم بفاصل ضيق الروس والبريطانيون.
 
 وبدأت المدينة تتكيف مع التدفق المتزايد للزوار العرب، وعلى سبيل المثال قام عدد متزايد من المطاعم بترجمة قوائم الطعام إلى اللغة العربية، كما أنها تعلن أن الأطعمة التي تقدمها " حلال "   فمثلا جميع أنواع اللحوم تأتي من حيوانات مسموح بتناولها ومذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية كما لا يتم تقديم لحم الخنزير المحرم تناوله.
 
 ووصلت شهد وهي فتاة صغيرة الحجم تبلغ من العمر عشرين عاما توا إلى إسطنبول قادمة من بيروت لقضاء بضعة أيام، وهي لا تزال تجذب حقيبتها التي تسير على عجل في المطار، وأعدت هي وصديقها برنامجا محكما وتقول إنهما يعتزمان زيارة جميع الأماكن المهمة التي تثير الاهتمام مثل قصر توبكابي أو الباب العالي وجسر جالاتا، مع التسوق بالطبع لو سمح الوقت. 
 
 ولا يقوم كل السائحين العرب الذين يزورون إسطنبول بجولة لمشاهدة مواقع تصوير فيلم" حريم السلطان " أو يضعون التسوق في اهتماماتهم، فمثلا أسرة صلاح من دولة الكويت ذات الطقس الحار لديها رغبة مختلفة وهي أن يكون على رأس جدول أنشطة العطلة التمتع بالجليد.
 
 
 
 

لينا قوقالي
الاربعاء 24 أبريل 2013