نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


إلى كل تُجّار الوطنية ، هذا مفهومي للوطنية فما هو مفهومكم





*ما أكثر المتشدقين بالوطنية ، والمتاجرين والمزايدين بالوطنية ، وإن بحثتَ عن حقيقتهم فلن ترى واحدا منهم قدّمت عائلته شهيدا، أو لديه إبنا يحارب على الجبهات، أو حتى سبَقَ وخدم العسكرية إلا على الورق!.

*لم تعُد في إطار الحرب السورية العمياء ، مُفردات كما: مُعارضَة، موالاة، مع النظام، ضد النظام، رجعي، تقدمي، وطني، غير وطني ... الخ ..لم تعُد تعني شيئا، لأن الأمور تداخلتْ وتشابكت كما كُرَة الخيطان، أو كما أكلة التبُّولة، على مدى خمس سنوات من عمرِ المأساة التي كبُرَ خلالها السوريون خمسون عاما ، وتراجعت بلدهم إلى الوراء خمسون عاما !!.


 
* كل الأوصاف باتت تُطلقُ على عواهنها في حالة اصطفاف غريزية تفتقدُ للمنطق التحليلي وللموضوعية ، تُكالُ فيها الاتهامات والشتائم ، أو الإشادات والمدائح ، من خلفية سياسية ومذهبية صرفة ، ومن خلال الكيديات واعتماد سياسات الإساءات وتشويه كل واحد للآخر بشتّى السُبُل، وأضحى كل شيء مسألة كسر عظم ، وكُلٍّ يتّهمُ الآخر بالعمالة للأجنبي ويُفاخر هو بِذات الفِعل وكأنّ المسألة مسألة حليب كامل الدّسم وحليب منزوع الدّسم !!.

*الكلُّ كاذبٌ ومنافقٌ يلهثُ خلف مصالحهُ ،، وقد تُصابُ بالغثيان وأنت تعرف أن هذا الشخص ، أو ذاك المُثقّف هم مِن أتفه النوعيات ، وهُم مُنتَجا من مُنتجَات الفساد والإفساد، ويمنحون لأنفسهم الحق في توزيع شهادات حسن سلوك بينما هم أول من يحتاج لشهادة حسن سلوك حتى من آذن أو حاجب في مكان عملهم !.ولم يحكم سلوكهم في أي يوم سوى عقل العصابات والشخصنات وتعبئة الجيوب والحسابات ، أو الرشوة والتزوير والتجارات الممنوعة!.

*الكلُّ ، ومن أجل نفوذه ومصالحهِ ومكتسباته والحِفاظِ عليها يتحوّل إلى أكبر مُستبِد ومُرتهِن للخارج ، بعد أن غابَ أثرُ العقل نهائيا لدى الجميع ولم تردعهم كل الشعارات العروبية أو الإسلامية !. ولذا ليس غريبا أن ترى بداية التقسيم لسورية من الشمال ، والحبلُ على الجرّار لأن إرادة التقسيم باتت موجودة لدى الكثيرين مِمن لا يتصوّرون أنفسهم بلا زعامات وإمارات ودويلات بعد هذه السنين من الحرب ، فلم يعُد ممكنا لهم العيش كما بقية البشر ومن دون زعامة خاصّة !!.

*لا شكّ أن التدخلات الخارجية التي لا تُحصى ،لصالحِ هذا وذاك ، قد حرفَتْ قضية الشعب السوري ، وبانتْ وكأنها مؤامرة ، ولكن علينا أن لا ننسى أيضا أن مشاريع المؤامرة، وأكبر مؤامرة متعددة الأطراف والألوان والأشكال، نَمتْ وترعرعتْ في الداخل أوّلا وعلى مدى عقودٍ، من خلال الممارسات غير الوطنية التي لا تُحصَى والتي حوّلت الدولة إلى غابة من المزارع والمحاصصات لا مكان فيها إلا للقوي والمدعوم، دونَ وجود أيّة مؤسسات تقِفُ بوجهِ أحدٍ أو تحاسبهُ، وغياب مفهوم الدولة والمعايير المؤسساتية وسُلطة القانون، إلا على الضعفاء المساكين الذي لا حولَ ولا قوّة لهم!.

*المسألة ليست مسألة أقوال وإنما أفعال، وما يعني ويهمُّ هو أن تكون مع الوطن، وان تكون مُعارضا لا يعني بالضرورة أنك مع الوطن، وأن تكون مواليا، وفي أهم مواقع المسئولية لا يعني بالضرورة أنك مع الوطن ..ربما في الحالتين قد تكون مع مصالحك الخاصة فقط التي قد تجدها في هذا الموقف أو ذاك !. الوطن ليس هذا وذاك، والوطنية ليست مُتقمِّصَة في روحِ وجسدِ هذا الطرف أو ذاك حتى يكون الموقف معه أو ضدّه هو معيار الوطنية !. والوطنية ليست سلعة يحتكرها هذا وذاك وهو من يوزعها على البشر !. الدولة ليست مُلكا لأحدٍ حتى يمارس كل أشكال السادية بحق الناس في مؤسسته، ثم نطلب من الضحايا أن يبلعوها ويسكتوا !. المسئول السادي والظالم يجب أن يُحاسب في أي وقت!.

*أن تكون مع الوطن، في أي وطنٍ، يعني أن تكون مع الحق والعدالة وضد الظلم والقهر!! أن تكون مع الوطن يعني أن تكون مع الحرية والديمقراطية ورفض كل أشكال الاستبداد والطغيان من أي مسئول ، وترفض الاستئثار بخيرات الوطن ومناصبه ومراكزه!. أن تكون مع الوطن يعني أن تكون مع حقوق كافة أبناء الوطن وترفض أن تنشأ طبقة أسياد وطبقة عبيد!. أن تكون مع الوطن يعني أن تكون ضد الفساد والمُستغلين للسلطة الذين انعدم لديهم كل ضمير وباتوا يعتقدون أنهم هم وأبنائهم مُميّزون ومن طينة مختلفة، ولا تليق المراكز والمناصب والوجاهات إلا لهم ولأبنائهم! أن تكون مع الوطن يعني أن تكون مع تكافؤ الفرص والمعايير التي يجب تطبيقها على كافة أبناء الوطن!. أن تكون مع الوطن يعني تلقائيا أن تجد نفسك في صف المظلومين والمحرومين والمقهورين والجائعين والمفجوعين..

*أن تكون مع الوطن يعني أن ترفع الصوت بوجه كل مسئول جائر وظالم ومُستبد وعديم ضمير تحكمه الشخصنات واللؤم والحقد ، ويدعس على كل شيء اسمه معايير وتراتبية وأقدمية !.

*أن تكون مع الوطن يعني أن ترفع الصوت خلف سبارتكوس وتردد : إن كانت مصلحتكم أن تكونوا أسيادا علينا فما هي مصلحتنا أن نكون عبيدا خانعين خاضعين لكم!. أن تكون مع الوطن يعني أن ترفع الصوت عاليا ليصل لأعلى مسئول بالدولة ويُبرّروا لماذا سكتوا عن الظالمين رغم كل الشكاوى، ولماذا أبناء المسئولين والمتنفذين تتوفر لهم فرص العمل حيث يرغبون بينما الأكفأ والأقدر من أبناء الوطن التعساء المساكين غير المدعومين ، لا مكان لهم ، مع أنهم هم من ضحّوا ورخصت دمائهم وأرواحهم لأجل الوطن وليس أولئك المنافقون الانتهازيون الآكلون للبيضة وقشرتها في الوطن دون أن يُقدموا لأجله نقطة دم !.

*أن تكون مع الوطن يعني أن تقف بوجهِ كل قانون عنصري يُميِّز بين أبناء الوطن داخل المؤسسة الواحدة على أساس مدعوم وغير مدعوم !!.

* أن تكون مع الوطن يعني أن تطالب بدولة للجميع تحكمها القوانين والمعايير وتكافؤ الفرص، وليس عقلية المزارع والمصالح المتبادلة والمنافع المُعطاة لأهل الدعم والقرابة والمحسوبية وهم ربما الأقل تأهيلا، وأن تطالب بمحاسبة كل من يضع شخص بغير مكانه المناسب لأن هذا أكبر تخريب في الوطن!.

* أن تكون مع الوطن يعني أن تشرح للجميع وتوضح من أين لك كل هذه الثروات وكيف جمعتها،، هل هو بعصاميتك أم باستغلال المناصب والنفوذ وسواها !. أن تكون مع الوطن يعني أول من يكون أولادك على الجبهات وليس في سيارات الدفع الرباعي وغيرها ، يتجولون حول مدارس البنات وأولاد الآخرين يموتون لتبقى أنت وهُم!. أن تكون مع الوطن يعني أن تفسح المجال لكافة أبناء الوطن ليكونوا متساوين أمام الواقع وقادرين أن يصبحوا كما أصبح أولادك (من خلال استغلال النفوذ) وليس من خلال الموهبة والشطارة !. أن تكون مع الوطن يعني أن تفكِّر بوظائف لأبناء وبنات كل الوطن وليس لأبنائك وبناتك فقط !.

*أن تكون مع الوطن يعني أن تتذكر دوما قول الفاروق : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا !. وقولهِ :لو ماتتْ شاةٌ على شطِّ الفرات ضائعةً ، لظننتُ أن الله سيسأل عنها عُمرا يوم القيامة (فكيف لو غرقت الآلاف بالبحار ، وكيف لو كان هناك 8 ملايين طفل لاجئ من بلدك يعيشون البرد والجوع)!. وأن تتذكر قول الكرّار : لو كان الفقر رجلا لقتلته!. وليس عدم المبالاة بأهلِ الفقر وجوعهم وحرمانهم وبؤسهم ولُقمة عيشهم وبَطالَة أولادهم، والاهتمام فقط بالأثرياء وأبناء الأثرياء وأصحاب النفوذ وبأولادهم على حساب عامة أبناء الشعب !!.

*أن تكون مع الوطن يعني أن تطالب بالانتخابات كل أربع سنوات وتغيير كل الطاقم القيادي الإداري والتنفيذي في الدولة من مناصبهم ، كي تَحُدَّ من الفساد وعقلية المزارِع،، وتفسح المجال لأبناء الوطن الآخرين ليأخذوا فرصتهم ، فالله لم يخلق أحدا ويكسر القالب حتى يكون بلا مثيل ولا بديل !. هل من شخصٍ في بلادي يشغل موقعا مسئولا على أي مستوى، وزير ، محافظ ، سفير ، مدير عام ، معاون وزير ، مستشار .. الخ ، وليس له ألف بديل على الأقل ، إن لم يكن ألفي بديل أو ثلاثة آلاف بديل !.

*كيف يمكن أن تكون وطنياً وأنت على غير استعداد أن تفدي صمود الوطن بمائة يورو بالشهر حينما تقبض من الوطن 5 آلاف أو 6 آلاف أو 7 آلاف يورو في كل شهر ؟.

*حينما طرحتُ في احد المقالات سابقا بتقليص ميزانية الخارجية في هذه الظروف (من العملة الصعبة) وتخفيض مخصصات العاملين بالسفارات (مع أن هذا التخفيض لن يؤثِّر مطلقا على مستوى حياة أحدٍ وإنما يُقلِّلُ فقط من حجم توفيره) وذلك لدعم صمود الوطن ، قامت قيامة البعض (ونوعيتهم معروفة) وكتبوا تعليقات وضيعة تعكس مستوى تربيتهم البيتية الوضيعة ، وتعكس مدى نفاقهم ومتاجرتهم بالوطنية، وأنهم ليسوا على استعداد أن يفدوا صمود الوطن بمائة يورو بالشهر من آلاف اليوروات التي يتقاضونها كل شهر من ثروة الوطن، وعلى حساب من قدّموا دمائهم لأجل الوطن!! ولولا تلك الدماء ما كانوا هُم في أماكنهم!! بينما من لا يتقاضون مائة يورو يفدون الوطن بأرواحهم ودمائهم !. بل أحدهم ممن يتقاضى آلاف اليوروات اليوم في عاصمة عربية، استنكرَ في وقتٍ ما اقتراحا للتبرُّع بمائة يورو وقال : يكفي عشرة يورو فقط!!. وهو من لم يخدم ولا واحدٍ من أبنائه يوما واحدا الخدمة العسكرية!. هذه هي الوطنية لديهم: إنها الشطارة في استثمار دماء أبناء الآخرين وقطْف الثمار دون أن يقدِّموا نقطة دم واحدة ، وتكديس الأموال في الحسابات!.

*ولكن في المقابل هناك من هُم على استعداد أن يتبرعوا بنصف ما يتقاضوه بالعملة الصعبة لدعم صمود الوطن !! فهذا النوع الشّهم موجود والصنف الآخر النّذل موجود، واستطيع فرز الناس بالأسماء !. فهل الدولة والوطن والخارجية بحاجة لأولئك الذين جنَّ جنونهم لمجرّد فكرةٍ مقصدها دعم صمود الوطن، فجعلتهم ينقذون ويَنُطُّون كما السـ .....؟.

*كيف يمكن أن تفرز بين الوطني واللاوطني؟ هل بالكلام الفارغ والمزايدات التافهة خلف الميكروفونات بالقاعات والمكاتب الفاخرة، وبيع الوطنيات والمتاجرة بها ، أم بالأفعال والممارسة ومن دون مقابِل ؟. وأمّا حينما يكون هناك مقابل، فهل يمكن لهذا أن يقول أنه يعمل لأجل الوطن؟ كلّا هذا كذب، إنه يعمل لمصلحته والحفاظ على مصالحه ومكاسبه ، وليس لمصلحة الوطن، لأنه يتقاضى مقابل ما يعطي ، بل لا يعطي واحدا بالمائة مقابل ما يأخذ ، فكيف لهذا أن يكون وطنيا ويزايد بالوطنية!.

*كفى شعارات فارغة وخطابات فارغة ومزايدات وطنية فارغة!. ملّتْ الناس وزهقت وبات الصغير قبل الكبير يعرف أنها كلها متاجرات وطنية لاستمرار طبقة في السلطة تعيش حياة لا يعيشها أكبر برجوازي في الغرب الأوروبي والأمريكي ، ولا أمير سعودي أو خليجي !! الناس شبعتْ أدلجة وتفلسفاً، سئمتْ من الشعارات التي يعرف مُطلقيها وتُجَّارها أن تطبيقها هو خيالا!! الناس تريد توزيعا عادلا لثروة الوطن وتكافؤ فرص، ولقمة العيش ورغيف الخبز ، تريد عملا ، تريد وظيفة ، تريد ثمن السكّر والسمنة والرز والبرغل والحليب للأولاد، تريد ثمن الأدوية والطبابة والفواتير، تريد مأوى ومسكنا!! الناس باتت تتقيّأ من الشعارات وأمعائها خاوية ومعداتها فارغة، وحُلُمها بامتلاك منزِل بات من المعجزات، وهي ترى المُتخمون من ثروة الشعب، مقابل المتضوِّرون جوعا من أبناء الشعب!. ليس من يعيشون الحصار هم المحتاجون فقط ، الشعبُ بأكملهِ محتاجا، ما عدا القِلّة القليلة التي حلبَتْ الوطن !.

*أكثر من 6,5 مليون سوري نازح داخل البلد وأكثر من 4,5 مليون لاجئ, و 250,000 ألف ضحية ، وكل هذا بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وما زال هناك من يحدثونك بلغة الشعارات والخطابات والتعبير والإنشاء والخَشَب والحَطَب، وإن لم تمشي خلفها كما الماشية فأنت خائن وعميل وغير وطني وطابور خامس ومأجور ومُندّس ومُكلّف بنشر ثقافة الإحباط واليأس والهزيمة وإضعاف الروح الوطنية والعروبية والقومية والعالمية، ومسئول عن نكبة فلسطين وفشل الإتحاد الثلاثي، وعدم قيامة وحدة وادي النيل، وعدم إقامة الإتحاد المغاربي وووو!!. أناسٌ ما زالتْ تعيش بعقلية المذيع المصري الشهير في إذاعة صوت العرب أيام زمان، أحمد سعيد، منفصلون عن الواقع والمنطق والموضوعية، يعيشون هم وأبنائهم في نعيم ويغرسون شعارات وخطابات الحماسة بأبناء الآخرين للتضحية، وإن أفلح أولئك يقطفون هم ثمار تضحيات الآخرين وإلا فالأموال والاستثمارات في الخارج يلحقون بها كما فعَل الكثيرون من "المناضلين العنيدين ضد الصهيونية والامبريالية والاستعمار، فانتهوا كلهم أخيرا في بلدان الصهيونية والامبريالية والاستعمار" !.

*من يُغرِقون الآخرين بالخطابات النارية عليهم أن يكونوا قدوة هم وأبنائهم أوّلا ويمضون كل أيامهم ولياليهم على جبهات القتال وليس في البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة ومن حولهم الخدم والحشم!.

*لا أقصد، ولم اقصد، في أي وقتٍ، النيل من شخص وطني صادق يعطي ويُضحِّي فعليا، أينما كان ، وإنما أولئك المنافقون الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي : اسمعْ تفرح ، جرِّب تحزن !. أولئك الذين أكلوا، أو الآكلين البيضة وقشرتها، هم وأبنائهم ، ولم يقدموا شيئا للوطن إلا بضعة عبارات إنشائية خطابية محفوظة عن ظهر قلبٍ عن الولاء والمديح يكررونها في كل مناسبة!.

*مسألة التخوين في سورية باتت مفضوحة ، وليستْ سوى تصفية حسابات ومواقف سياسية ، فأنت عميل وخائن طالما تُعارضني، ولكنك ذاتك تُصبِح وطنيا بامتياز حينما تُغيِّر رأيك وتؤيدني، وتُغفَرُ لك "عمالتَك"!. فولائك ليْ يعفيك ويحميك من كل التُهَم مهما كنتَ مرتكبا !!. وولائك لِغيري يجعلك عميلا وخائنا ومرتشيا ومُهرِّبا ومحتالا ونصّابا وسرّاقا وعديم شرف ووو الخ ، حتى لو كنتَ من أكبر الوطنيين ... كل شيء بات مكشوفا !.

* كفانا شعارات واتهامات، ونحنُ نرى الحالمون بالوحدة العربية، باتوا حالمون بتوحيد بُلدانهم، والرافعون لراية الاشتراكية باتوا من كبار الأثرياء والرأسماليين، وبدل تحرير الأرض المحتلة وفلسطين، انتقل هدفُ التحرير للمناطق المحيطة بالمدن والقرى داخل الوطن!. ومع ذلك لا أحدا يتحمّل المسئولية عن شيء ، بل يخرجُ من يخبرونك أن كل شيء بخير والشعارات بخير وشعبهم بخير والبلدُ بخير ووو ، طالما أنّ واحدهم يعيش مع أسرته بنعيمٍ وعزٍّ وخيرٍ ولم يعاني من الفقر والجوع والحرمان كما عامة الشعب البائس الذي لا يستطيع غالبيته العيش حتى على الفلافل بعد هذا الغلاء الكافر !. هل من انفصال ونُكران أكثر من ذلك!. هل هكذا تكون الوطنية ؟؟.
----------------

 سيريا نيوز:

 
 

الدكتور عبد الحميد سلوم
السبت 2 أبريل 2016