نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


إندونيسيا تواجه طريقا وعرا لتحقيق المعايير الدولية في الرعاية الصحية




تابوس(أندونيسيا) - أحمد باتوني - لمدة عام ظلت كاني التي تبلغ من العمر 61عاما تعاني من الوهن داخل بيتها المتهدم الذي يقع بالقرب من العاصمة جاكرتا في أعقاب إصابتها بجلطة.


إندونيسيا تواجه طريقا وعرا لتحقيق المعايير الدولية في الرعاية الصحية
وحيث أن دخل زوجها يبلغ نحو مئة دولار في الشهر من عمله في مهنة البناء فإن الأسرة لا تستطيع أن تتحمل النفقات المرتفعة لإتاحة العلاج الطبي لها.
وتقول ابنتها نور حسنة " إننا ليس بوسعنا الآن إلا أن ندعو الله مستسلمين وأن نأمل أن تحدث معجزة ".

ومع استعدادات أندونيسيا لإطلاق برنامج للتأمين الصحي يتماشى مع المعايير الدولية العام المقبل انتعشت الآمال أمام الأشخاص المرضى مثل كاني.
ويهدف البرنامج إلى مد مظلة التأمين الصحي لتغطي كل فرد إندونيسي بحلول عام 2019.
غير أن الخبراء يحذرون من أن الخطة الرائدة التي تطبق في جاكرتا في هذا المجال تحيط بها المشكلات، ومن أن البرنامج القومي للتأمين الصحي يمكن أن يتعرض لفوضى أكبر.

وتعرض للانتقادات مشروع التأمين الصحي بجاكرتا الذي دشنه العام الماضي عقب الانتخابات حاكمها جوكو ويدودو الذي يتمتع بالشعبية، وذلك في أعقاب تقارير ترددت في وقت سابق من العام الحالي تفيد بوفاة مريضين بسبب عدم حصولهما على العلاج المناسب بالمستشفيات.
وقالت المستشفيات إنها لم ترفض إدخال المريضين لتلقي العلاج ولكنها تفتقر إلى المعدات الطبية اللازمة لعلاجهما.

وفي أيار/مايو الماضي هددت 16مستشفى تابعة للقطاع الخاص بالانسحاب من البرنامج الصحي المعروف باسم " بطاقة جاكرتا الصحية "، وقالت هذه المستشفيات إنها لم تحصل على مستحقاتها المالية الكاملة من السلطات المحلية.

وهدد أعضاء المجلس المحلي للعاصمة بإقامة دعوى قضائية ضد الحاكم ويدودو، كما قام الأطباء بمسيرات متهمين الحاكم بتسييس مشروع الرعاية الصحية.
وتقضي المرحلة الأولى من برنامج التأمين الصحي بتقديم العلاج الطبي المجاني لنحو 7ر4ملايين من السكان الفقراء في جاكرتا من خلال أكثر من مئة مستشفى خاص وعام في العاصمة. وتدفع إدارة المدينة دعما يبلغ 23ألف روبية لكل مريض، وهو رقم أعلى من المبلغ المقترح وهو 15ألف روبية وذلك في إطار البرنامج القومي.

وتقول وكالة الصحة بجاكرتا إن عدد المرضى الذين يريدون الحصول على العلاج بالمستشفيات ارتفع بنسبة 70في المئة منذ البدء في المشروع.
ويرى الخبراء أنه في حالة حدوث زيادة مماثلة على مستوى المشروع القومي فمن الممكن أن يصاب النظام الصحي بالشلل.

ويعرب كارتونو محمد وهو رئيس سابق للهيئة الطبية الإندونيسية وأحد مروجي الإصلاحات في برنامج الرعاية الصحية عن مخاوفه من عجز مقدمي الخدمات الصحية في الأقاليم، وتعرض الجمهور لخيبة الأمل مع الفوضى الضاربة في البرنامج الصحي لجاكرتا على الرغم من تحسن البنية التحتية وزيادة المبالغ الحكومية المدفوعة.

وأقامت الحكومة المركزية هيئة إدارية لتنفيذ البرنامج القومي للتأمين الصحي مع استثمارات مبدئية يتوقع أن تبلغ 6ر2مليار دولار، وستشرف الهيئة على مشروعات الرعاية الصحية الموجودة على الصعيدين المحلي والقومي والتي تم افتتاحها خلال الأعوام الأخيرة لمساعدة الفقراء على الحصول على الخدمات الصحية.

وأعلنت وزيرة الصحة الإندونيسية نفيسه موبوي أن برامج الرعاية الصحية سواء الحكومية أو الخاصة تغطي ما نسبته 70في المئة من سكان أندونيسيا البالغ عددهم 240مليون نسمة.

وقالت إنه يمكن لأكثر من 130مليون مواطن الحصول على خدمات الرعاية الصحية من الحكومات المركزية والمحلية ما دام في استطاعتهم إثبات أنهم من ذوي الدخل المحدود. وأضافت الوزيرة إن شركات التأمين الصحي التي تديرها الدولة والخاصة تغطي نحو 38مليون مواطن.

وأوضحت أن ذلك يترك ما نسبته 30في المئة من السكان أي 72مليون شخص بدون أي غطاء للتأمين الصحي.
وأكدت موبوي أن برنامج التأمين الصحي طموح، وقالت " إننا نشعر بالتفاؤل الشديد بأنه سينفذ في الوقت المناسب وأنه سيجلب نوعية أفضل من الرعاية الصحية لمواطنينا خلال الأعوام القليلة المقبلة ".

ومع ذلك قالت السيدة كارينا ويدوواتي الأخصائية الصحية لدى مكتب صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة / اليونيسيف / في إندونيسيا إن البرنامج الحالي للتأمين الصحي للفقراء يعاني من افتقاد الهدف وتسرب الدعم لغير الفقراء، كما أن هناك فجوة كبيرة بين المزايا المعروضة وبين الإمكانات المتاحة.

وكتبت ويدوواتي على الموقع الإليكتروني لمعهد طب الأمراض الاستوائية تقول " إن عام 2019ليس بعيدا جدا وتحديات تنفيذ البرنامج هائلة ".والإحصائيات توضح أن الوضع صعب بالتأكيد.

وتشير الأرقام التي أذاعتها وزارة الصحة إلى أنه يوجد في إندونيسيا 35طبيبا لكل مئة ألف شخص وهو ما يقل عن الرقم الذي تهدف الحكومة إلى تحقيقه وهو 40طبيبا لكل مئة ألف.

ويفضل كثير من الأطباء العمل في المدن تاركين أجزاء من الأرخبيل الممتد الذي يضم 17ألف جزيرة بدون تغطية صحية.
أما عدد الأسرة بالمستشفيات بإندونيسيا فبلغ 6ر0سرير لكل ألف شخص عام 2010مقارنة بما نسبته 8 ر1سرير في دولة ماليزيا المجاورة وثلاثة في الولايات المتحدة وذلك وفقا لتقرير للبنك الدولي.

واعترفت وزيرة الصحة الإندونيسية بأنه لا توجد في بعض المناطق أية مستشفيات على الإطلاق على الرغم من وجود مستشفيات جميلة في مناطق أخرى.
وقالت موبوي إنه للتعامل مع المشكلات أدخلت الحكومة برنامج لإرسال فرق طبية جوا إلى المناطق النائية واستخدام تكنولوجيا الاتصالات مثل برنامج سكايب لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين. وقد لا تكون هذه الإجراءات كافية لتحقيق هدف الحكومة.

بينما ذكرت ويدوواتي أنه من الواضح أن إندونيسيا ما زال أمامها طريق طويل لتحقيق هدف تقديم خدمات للرعاية الصحية تتماشى مع المعايير الدولية.
ويتفق مع هذا الرأي كارتونو محمد الرئيس السابق للهيئة الطبية الإندونيسية.
ويقول " إننا على المسار السليم لتقديم خدمة تأمين صحي على المستوى العالمي ولكن ذلك على الورق، لأننا في الواقع غير مستعدين ".

أحمد باتوني
الاحد 18 غشت 2013