هدف مارادونا الشهير الذي قاده للحصول على كأس العالم
حيث يبدو إقبال الإنسان على ممارسة الرياضة قديما قدم الحضارة البشرية نفسها. فقد عرفت العديد من حضارات العالم القديم الألعاب الرياضية التي يتبارى فيها المتنافسون. ومع اختلاف الألعاب الرياضية التي شهدها العالم القديم إلا أن هناك من العناصر ما كان يجمعها ولعل أبرزها هو الدين. فقد كانت ممارسة الألعاب الرياضية دائما ما تقترن بالمناسبات الدينية وتقام وسط الصلوات والتضرعات للآلهة. وتواصل المزج بين العنصر الديني والرياضي مع اليونان وألعابهم الأولمبية التي كانت تقام على سفح جبال الأولمب حيث كانت تعيش الآلهة بحسب معتقدات اليونانيين القدماء.
"وثنية"
لعدة قرون استمرت الألعاب الأوليمبية كرمز للثقافة اليونانية، وهي الثقافة التي هيمنت طويلاً على العالم القديم. لكن ذلك الارتباط بين الألعاب الأولمبية والثقافة اليونانية سيكون سببا في وضع نهاية للأولى عندما تواجه الأخيرة تحديا مصيريا يتمثل في بزوغ نجم المسيحية. ففي إطار حملته على التراث اليوناني " الوثني" قرر الإمبراطور المسيحي ثيودسيوس إلغاء الألعاب الأوليمبية في نهاية القرن الرابع الميلادي. وبالطبع لم يتوقف إقبال البشر على الرياضة مع القرار الإمبراطوري المسيحي، بل استمر مسيحيو أوربا في ممارسة الرياضة وهو الأمر الذي كان يجري أحيانا بمباركة دينية. بل إن أوربا شهدت ميلاد كيانات تجمع بين العقيدة المسيحية والرياضة مثل جمعية الشبان المسيحيين التي تأسست في انجلترا في القرن التاسع عشر بهدف توفير "تربية جسدية وروحية وذهنية."
ومع نشوء الدولة القومية الحديثة بدأت المنافسات الرياضية تتخذ شكلا أكثر تنظيما على المستوى القومي ثم القاري وصولا إلى المسابقات العالمية. لكن ومثلما ظلت الأديان متواجدة على الساحة السياسية والاجتماعية للدولة القومية ظل للعقيدة دور في عالم الرياضة وهو العالم الذي يعكس في كثير من الأحيان يعكس الكثير مما يحدث على الساحة السياسية والاقتصادية لدول العالم.
بروتستانت وكاثوليك
مثلما صبغ الصراع بين الكاثوليكية والبروتستانتية تاريخ العالم المسيحي بالدماء لعدة قرون فقد كانت له بعض الآثار السلبية في عالم الرياضة. فقد تحولت بعض الملاعب الرياضية إلى ساحات للتنافس بين أتباع المذهبين خاصة في الجزر البريطانية حيث يتحزب العديد من أفراد الطائفتين، كلا لفريق مثلما هو حال قطبي كرة القدم الاسكتلندية غلاسغو رينغرز صاحب أغلبية المشجعين من البروتستانت المتعاطفين مع انجلترا وغلاسغو سيلتك الذي يحظى بتأييد الكثير من الكاثوليك ذوي الأصول الأيرلندية. وكما أسفر التشاحن بين أنصار المذهبين عن حروب أهلية راح ضحيتها عشرات الآلاف فإن الصراع الكاثوليكي- البروتستانتي في عالم كرة القدم قد تسبب في إراقة دماء مشجعين كان آخرهم مارك سكوت ذو الـ16 عاما الذي لقي مصرعه ذبحا عام 1995 وهو يرتدي قميص فريقه المفضل سيلتيك في إحدى الضواحي ذات الأغلبية البروتستانتية بالعاصمة رينغرز.
"يد الله"
ومثلما استخدمت العقيدة لتبرير العديد من الأعمال غير الأخلاقية في عالم السياسة وساحات الحروب فإن الساحة الرياضية لم تكن استثناء ولعل المثال الأشهر يتعلق بأسطورة كرة القدم دييغو مارادونا. فلا يزال العديد من عشاق كرة القدم يتذكرون المباراة التاريخية التي جمعت الأرجنتين بانجلترا في نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986. وسيظل ذلك اللقاء مرتبطا بذكرى النجم الأرجنتيني ليس فقط بسبب الهدف الأسطوري الذي سجله بعد مرواغة نصف لاعبي الفريق الإنجليزي ولكن أيضا على خلفية الهدف الآخر الذي أحرزه بيده دون أن ينتبه له الحكم التونسي على بن ناصر. وفي تعليقه على الهدف أجاب مارادونا "جاء الهدف عبر رأس مارادونا ويد الله." لكن يد الله لم تخلق أي تعاطف مع النجم الأرجنتيني بعد ذلك، خاصة مع فضيحة المنشطات التي لاحقته في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.
لكن هناك من جهة أخرى نماذج أكثر براءة للربط بين العقيدة والرياضة. فهناك العديد من اللاعبين الذين يعبرون عن سعادتهم عقب أي إنجاز رياضي بإظهار امتنانهم للسماء عبر رسم شارة الصليب على سبيل المثال. ولعل المثال الأبرز هو لاعب كرة القدم البرازيلي كاكا الذي كثيرا ما نزع قميصه بعد إحراز الأهداف ليكشف عن قميص أخر مكتوب عليه عبارات على شاكلة " أنا أنتمي إلى يسوع."
كأس الرهبان
يحاج المدافعون عن هذا المزج بين الكنيسة والملعب بأنه ليس هناك ما يعيب في أن تُستخدم الرياضة للترويج للدين. وهنا تظهر الأهمية المتزايدة للرياضة التي جعلت المؤسسات الدينية تنظر إليها كوسيلة للترويج للعقيدة. حيث دفعت الشعبية المتزايدة لكرة القدم – على سبيل المثال— الكنيسة الكاثوليكية إلى تنظيم بطولة سنوية لرجال الدين الكاثوليك وطلبة المدارس اللاهوتية على مستوى العالم تحت اسم " كأس الأكليريوس" والتي من أحد أهدافها الترويج للعقيدة الكاثوليكية.
ومع ذلك فإن العقيدة أحيانا ما تكون عقبة أمام النشاط الرياضي. فقد لاقت ممارسة الرياضة يوم الأحد رفضا من بعض الطوائف المسيحية.
الله أهم من الكرة
وهكذا فقد تحول العقيدة الدينية للاعب دون مواصلة حياته في عالم الرياضة مثلما هو حال حارس المرمي الأرجنتيني كارولس روا، فالحارس الدولي قرر في عام 1999 اعتزال كرة القدم، وهو الذي كان مرشحا لحراسة عرين فرق عريقة مثل مانشستر يونايتد الانجليزي، بسبب اعتقاده أن عام 2000 سيحمل الكثير من الشرور للعالم وأن على المؤمنين أن يستعدوا بالأعمال الحسنة التي ليس من بينها كرة القدم بحسب عقيدة الكنيسة السبعية التي ينتمي إليها روا.
وهكذا وعلى الرغم من أن الاتحادات والهيئات الرياضية تسعى دائما إلى نفي أي صبغة دينية للمنافسات الرياضية فإن ممارسات اللاعبين تؤكد على أن العلاقة بين العقيدة والرياضة لا تزال حية رغم تجاوز عمرها آلاف الأعوام.
لكن ومع مرور عام 2000 بسلام اضطر الحارس الدولي إلى العودة مرة أخرى إلى ممارسة كرة القدم لفترة قصيرة قبل أن يقرر الاعتزال نهائيا. وقد تكرر الأمر مع المدافع النيجيري تاريبو ويست، فالدولي النيجيري لم يكتفي بارتداء قميصي فريق مدينة ميلان الإيطالية الإنتر ثم ايه سي ميلان بل انه ارتدي أيضا مسوح الرهبان. حيث أسس ويست كنيسة تعمل على تقديم الدعم للمهاجرين الأفارقة في المدينة الإيطالية. واستمر ويست في الإشراف على الكنيسة وممارسة الوعظ حتى بعد انتقاله للعب في انجلترا ثم إلى فريق كايزر سلاوترن الألماني الذي تخلي عن خدماته بعد فترة قصيرة بعد أن تغيب عن أحد المباريات لحضور قداس في كنيسته
"وثنية"
لعدة قرون استمرت الألعاب الأوليمبية كرمز للثقافة اليونانية، وهي الثقافة التي هيمنت طويلاً على العالم القديم. لكن ذلك الارتباط بين الألعاب الأولمبية والثقافة اليونانية سيكون سببا في وضع نهاية للأولى عندما تواجه الأخيرة تحديا مصيريا يتمثل في بزوغ نجم المسيحية. ففي إطار حملته على التراث اليوناني " الوثني" قرر الإمبراطور المسيحي ثيودسيوس إلغاء الألعاب الأوليمبية في نهاية القرن الرابع الميلادي. وبالطبع لم يتوقف إقبال البشر على الرياضة مع القرار الإمبراطوري المسيحي، بل استمر مسيحيو أوربا في ممارسة الرياضة وهو الأمر الذي كان يجري أحيانا بمباركة دينية. بل إن أوربا شهدت ميلاد كيانات تجمع بين العقيدة المسيحية والرياضة مثل جمعية الشبان المسيحيين التي تأسست في انجلترا في القرن التاسع عشر بهدف توفير "تربية جسدية وروحية وذهنية."
ومع نشوء الدولة القومية الحديثة بدأت المنافسات الرياضية تتخذ شكلا أكثر تنظيما على المستوى القومي ثم القاري وصولا إلى المسابقات العالمية. لكن ومثلما ظلت الأديان متواجدة على الساحة السياسية والاجتماعية للدولة القومية ظل للعقيدة دور في عالم الرياضة وهو العالم الذي يعكس في كثير من الأحيان يعكس الكثير مما يحدث على الساحة السياسية والاقتصادية لدول العالم.
بروتستانت وكاثوليك
مثلما صبغ الصراع بين الكاثوليكية والبروتستانتية تاريخ العالم المسيحي بالدماء لعدة قرون فقد كانت له بعض الآثار السلبية في عالم الرياضة. فقد تحولت بعض الملاعب الرياضية إلى ساحات للتنافس بين أتباع المذهبين خاصة في الجزر البريطانية حيث يتحزب العديد من أفراد الطائفتين، كلا لفريق مثلما هو حال قطبي كرة القدم الاسكتلندية غلاسغو رينغرز صاحب أغلبية المشجعين من البروتستانت المتعاطفين مع انجلترا وغلاسغو سيلتك الذي يحظى بتأييد الكثير من الكاثوليك ذوي الأصول الأيرلندية. وكما أسفر التشاحن بين أنصار المذهبين عن حروب أهلية راح ضحيتها عشرات الآلاف فإن الصراع الكاثوليكي- البروتستانتي في عالم كرة القدم قد تسبب في إراقة دماء مشجعين كان آخرهم مارك سكوت ذو الـ16 عاما الذي لقي مصرعه ذبحا عام 1995 وهو يرتدي قميص فريقه المفضل سيلتيك في إحدى الضواحي ذات الأغلبية البروتستانتية بالعاصمة رينغرز.
"يد الله"
ومثلما استخدمت العقيدة لتبرير العديد من الأعمال غير الأخلاقية في عالم السياسة وساحات الحروب فإن الساحة الرياضية لم تكن استثناء ولعل المثال الأشهر يتعلق بأسطورة كرة القدم دييغو مارادونا. فلا يزال العديد من عشاق كرة القدم يتذكرون المباراة التاريخية التي جمعت الأرجنتين بانجلترا في نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986. وسيظل ذلك اللقاء مرتبطا بذكرى النجم الأرجنتيني ليس فقط بسبب الهدف الأسطوري الذي سجله بعد مرواغة نصف لاعبي الفريق الإنجليزي ولكن أيضا على خلفية الهدف الآخر الذي أحرزه بيده دون أن ينتبه له الحكم التونسي على بن ناصر. وفي تعليقه على الهدف أجاب مارادونا "جاء الهدف عبر رأس مارادونا ويد الله." لكن يد الله لم تخلق أي تعاطف مع النجم الأرجنتيني بعد ذلك، خاصة مع فضيحة المنشطات التي لاحقته في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.
لكن هناك من جهة أخرى نماذج أكثر براءة للربط بين العقيدة والرياضة. فهناك العديد من اللاعبين الذين يعبرون عن سعادتهم عقب أي إنجاز رياضي بإظهار امتنانهم للسماء عبر رسم شارة الصليب على سبيل المثال. ولعل المثال الأبرز هو لاعب كرة القدم البرازيلي كاكا الذي كثيرا ما نزع قميصه بعد إحراز الأهداف ليكشف عن قميص أخر مكتوب عليه عبارات على شاكلة " أنا أنتمي إلى يسوع."
كأس الرهبان
يحاج المدافعون عن هذا المزج بين الكنيسة والملعب بأنه ليس هناك ما يعيب في أن تُستخدم الرياضة للترويج للدين. وهنا تظهر الأهمية المتزايدة للرياضة التي جعلت المؤسسات الدينية تنظر إليها كوسيلة للترويج للعقيدة. حيث دفعت الشعبية المتزايدة لكرة القدم – على سبيل المثال— الكنيسة الكاثوليكية إلى تنظيم بطولة سنوية لرجال الدين الكاثوليك وطلبة المدارس اللاهوتية على مستوى العالم تحت اسم " كأس الأكليريوس" والتي من أحد أهدافها الترويج للعقيدة الكاثوليكية.
ومع ذلك فإن العقيدة أحيانا ما تكون عقبة أمام النشاط الرياضي. فقد لاقت ممارسة الرياضة يوم الأحد رفضا من بعض الطوائف المسيحية.
الله أهم من الكرة
وهكذا فقد تحول العقيدة الدينية للاعب دون مواصلة حياته في عالم الرياضة مثلما هو حال حارس المرمي الأرجنتيني كارولس روا، فالحارس الدولي قرر في عام 1999 اعتزال كرة القدم، وهو الذي كان مرشحا لحراسة عرين فرق عريقة مثل مانشستر يونايتد الانجليزي، بسبب اعتقاده أن عام 2000 سيحمل الكثير من الشرور للعالم وأن على المؤمنين أن يستعدوا بالأعمال الحسنة التي ليس من بينها كرة القدم بحسب عقيدة الكنيسة السبعية التي ينتمي إليها روا.
وهكذا وعلى الرغم من أن الاتحادات والهيئات الرياضية تسعى دائما إلى نفي أي صبغة دينية للمنافسات الرياضية فإن ممارسات اللاعبين تؤكد على أن العلاقة بين العقيدة والرياضة لا تزال حية رغم تجاوز عمرها آلاف الأعوام.
لكن ومع مرور عام 2000 بسلام اضطر الحارس الدولي إلى العودة مرة أخرى إلى ممارسة كرة القدم لفترة قصيرة قبل أن يقرر الاعتزال نهائيا. وقد تكرر الأمر مع المدافع النيجيري تاريبو ويست، فالدولي النيجيري لم يكتفي بارتداء قميصي فريق مدينة ميلان الإيطالية الإنتر ثم ايه سي ميلان بل انه ارتدي أيضا مسوح الرهبان. حيث أسس ويست كنيسة تعمل على تقديم الدعم للمهاجرين الأفارقة في المدينة الإيطالية. واستمر ويست في الإشراف على الكنيسة وممارسة الوعظ حتى بعد انتقاله للعب في انجلترا ثم إلى فريق كايزر سلاوترن الألماني الذي تخلي عن خدماته بعد فترة قصيرة بعد أن تغيب عن أحد المباريات لحضور قداس في كنيسته


الصفحات
سياسة








