نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


اختفاء الأطفال في الهند يتفاقم ويتحول إلى ظاهرة مثيرة للرعب والقلق




نيودلهي - صنريتا صن - عندما تشاهد شبرا خاتون أخبارا على شاشة التلفزيون حول استغلال الأطفال صغار السن، لا تستطيع أن يغمض لها جفن بسبب فظاعة ما رأت، نظرا لأنه منذ خمس سنوات عندما فتحت ابنتها الصغيرة جيريا الباب لوالدها، خرجت للحظة من المنزل لتذهب إلى الحمام العمومي، ومنذ ذلك الحين لم تعد مطلقا.


اختفاء الأطفال في الهند يتفاقم ويتحول إلى ظاهرة مثيرة للرعب والقلق
 "عمرها الآن ستة عشر عاما"، تحكي خاتون، إحدى سكان حي جهانجيربوري، في نيودلهي. وتعتبر حالة جيريا واحدة من بين العديد من حالات الأطفال المختفين في الهند.
وفقا للأرقام الرسمية التي أوردتها وزارة الداخلية شهدت الهند 90654  حالة اختفاء أطفال خلال عام 2011، من بينها أكثر من ثلاثين ألف لم يعثر لأي منها على أثر على الإطلاق. بالرغم من ذلك تؤكد الجمعيات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الأحداث أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير حيث تتراوح بين أربعين ألف وخمسين ألف.  
 
يوضح المتحدث باسم جهاز الشرطة في نيودلهي راجان بهجت أن العاصمة الهندية وحدها شهدت أكثر من خمس عشرة حالة اختفاء أحداث لم يعثر لها على أي أثر على الإطلاق، غالبيتهم من سكان الضواحي أو ما يطلق عليها مستعمرات العشوائيات. ويعتبر غالبية الضحايا من أبناء العمال المهاجرين الذين يقيمون في هذه الأحياء.
تقول ليلى فاتي، والدة أحد الضحايا "من يضل الطريق يعثرون عليه، أما المختطفون فلا يرجعون أبدا". واختفى سنو ابن ليلى فاتي منذ أربع سنوات، ولكنها تقول "حلمت مؤخرا أني عثرت على سنو، ولكني فقدته مرة أخرى"، فيما تنخرط في البكاء وهي تظهر صورة  لفقيدها الصغير".
 
 من أشهر حوادث الاختفاء الأكثر ترويعا التي شهدتها العاصمة الهندية، تلك التي وقعت بحي نيتاري بين عامي 2005 و 2006 وبلغ عدد الضحايا من الأطفال المختفين، ما يزيد على العشرين معظمهم من الذكور. لم تسفر تحريات الشرطة التي اتسمت بالإهمال عن أي نتائج، إلى أن قادت الصدفة البحتة للعثور على عظام وبعض الرفات بالقرب من أحد المنازل الفاخرة، لتفتح السلطات تحقيقا حول وجود سفاح أو قاتل متسلسل.    
 
بالرغم من أن الشرطة لديها قواعد برتوكولية صارمة بالنسبة للتعامل مع حالات اختفاء الأحداث، في الغالب لا يتم اتباع أيا منها، وأحيانا لا يتم تسجيل جميع البيانات والمعلومات التي يتم العثور عليها.
 
من جانبه يؤكد أزهار عبير، والد الطفلة المختفية جيريا أن "المسؤولين الذين يلجأ إليهم آباء الضحايا في المرحلة الأولى يتعاملون بجفاء شديد مع شكاوى الفقراء، وفي كثير من الأحيان في حالة إذا كانت المختفية فتاة، فإنهم يصدمون أهلها بتأكيد فرضية أنها هربت مع مراهق مثلها".  فيما ترى شبرا خاتون "إنهم يرهبون الفقراء، الذين لا يحظون بأي جاه أو مال أو نفوذ"، في إشارة إلى أنها وليلى فاتي اضطرتا لدفع أموال لكي تقبل الشرطة تحرير محضر عن اختفاء ابنتيهما.
 
تقول خاتون "قالوا لنا إنهم يحتاجون المال لنشر إعلانات عن المختفين في الجرائد".
بالرغم من ذلك يؤكد المتحدث باسم الشرطة بهجت أن إجراءات تحري المحاضر مجانية، في مثل هذه الأحوال، مشيرا أن الوالدين اللذين يتعرضان لمثل هذا الابتزاز، يجب عليهما أن يتقدما بشكاوى إلى قيادات ورؤساء هؤلاء الموظفين. ولكن خاتون تؤكد أن الأمر عبثي لأن فرصة الحديث لأي مسؤول كبير تكاد تكون شبه معدومة.
 
من جانبها تؤكد سومان نالوا من إدارة النساء والأحداث بجهاز الشرطة في دلهي أن الدولة لديها العزم على استئصال شأفة هذه الظاهرة من جذورها، وذلك من خلال المزيد من التنسيق بين الإدارات المعنية ومجموعات المساعدة، فيما يرى بهجت أن المشكلة تحمل أبعادا اجتماعية واقتصادية.
 
توضح نالوا "غالبية الفتيات المختفيات يعيشن وسط ظروف سيئة للغاية، وبعضهن تهربن، بينما يترك الصبية المراهقون المنزل بحثا عن فرصة عمل، دون أن يدركوا ما هم مقدمون عليه وإلى مدى هم متورطون" 
 
يقول بهجت إن غالبية الأطفال المختفين تتراوح أعمارهم بين 12و16 عاما، بينما تصل نسبة الفتيات بينهن في العاصمة دلهي ما يزيد على الـ60%، مشيرا إلى أنه في كثير من الأحوال، لا يحمل أهالي المختفين صورا لذويهم.
 
 
 يتابع بهجت "لهذا تم إطلاق برنامج توعوي يتضمن حملة لتصوير الأطفال، خاصة في الأحياء العشوائية، فيما يطلب من آبائهم الاحتفاظ بهذه الصور بشكل دائم".
 
ويؤكد بهجت أن الشرطة بالتنسيق مع جمعيات غير أهلية تباشر حملات أخرى للتوعية، لكي يتمكن الآباء من التواصل مع أبنائهم. 
 
أما رخا خوال، إحدى جارات السيدة ليلى فاتي، فترى أن هذه الإجراءات والحملات لا جدوى منها ، موضحة أن طفلتها بوجا عاد طفلان بحقيبتها المدرسية، ومنذ ذلك الحين لا تعرف كيف اختفت أو إلى أين ذهبت فلذة كبدها، ذات السبع سنوات، غير مصدقين أن طفلة في عمر الحضانة يمكن أن تفكر في الهرب من المنزل.
 
اختفت بوجا عام 2010، فيما تقول والدتها "ربما لم تعد هذه الأشياء ذات نفع بالنسبة لها"، ممسكة بحلي  وأدوات زينة بلاستيكية رخيصة، كانت تخص ابنتها الوحيدة. مشددة على أنهم لن يتوقفوا عن البحث عنها، في كل مكان يزعم البعض أنهم رأوها فيه، والذي غالبا ما يكون إنذار كاذب.

صنريتا صن
الاربعاء 29 ماي 2013