نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


اذا لم تستح فاصنع ما شئت ...شركات علاقات عامة غربية متخصصة في تلميع الديكتاتوريين




أمستردام - بعد صدام حسين في العراق، والبشير في السودان، يأتي الدور على الانفصاليين في أوسيتيا الجورجية الموالين لروسيا ليستأجروا شركات غربية متخصصة في العلاقات العامة لتحسين صورتهم، لكن ألم يكن الأجدر بهم استثمار تلك الأموال في أشياء أخرى


نصب ضحايا حلبجة ..شركة علاقات عامة غربية حاولت تبرير قتلهم بالغاز
نصب ضحايا حلبجة ..شركة علاقات عامة غربية حاولت تبرير قتلهم بالغاز
يضطلع مارك سايلور ال.ال.سي بمهمة نوعية وهي إقناع العالم بأن الهجوم الروسي على جورجيا العام الماضي كان عملا بطوليا ساعد في تجنب وقوع مذبحة في أوساط السكان المتمردين في أوسيتيا الجنوبية.
فاز سايلر بمناقصة أصدرتها أوسيتيا الجنوبية لشركات العلاقات العامة وكذا أبخازيا المتمردة، ورغم الفقر المدقع الذي يعيش فيه المواطنون هناك إلا أن "فرصة التلميع" هذه تبدو ضرورية بغض النظر عن تكلفتها، والتي بلغت على وجه التحديد ثلاثين ألف يورو شهريا.
وتعلمنا تجارب التاريخ أن خبراء شركات العلاقات العامة في الغرب يرغبون في العمل والكسب من خلال الخدمات التي يقدمونها للأنظمة والجماعات سيئة السمعة. وقد بدأ ذلك مع المؤسس الأكبر للعلاقات العامة المعاصرة الأمريكي إيفي لي. كان لي يتعامل مع الإتحاد السوفيتي وشركات من ألمانيا النازية كزبائن لديه في فترة الثلاثينات من القرن الماضي.
وأكثر من ذلك، جعل منها مواطنه ادوارد فون كلوبيرغ الذي توفي عام 2005 شركة تحمل صورة مرعبة لدراكولا مصاص الدماء بالنظر إلى زبائنها ومنهم الديكتاتور الروماني السابق تشاوسيسكو، والزائيري موبوتو والعراقي صدام حسين.
وكان الدكتاتور العراقي قد طلب منه أن يخطط حملة لإقناع العالم واثبات أن قتل العراقيين الأكراد بالغاز السام كان عملا ضروريا لمكافحة "الأصولية العربية" على حد قوله. "لم يكن الأمر لطيفا" هذا ما اعترف به كلوبرغ في ما بعد، لكنه لا يستحي من الأمر وهو يقول "لا يشعر بالحياء الا المخنثون."
ولاغتنام مثل تلك الفرص والممارسات، اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية عام 1938 منتدى خاصاً بجماعات الضغط أف. أي. أر.أي ومنذ ذلك الوقت لم يعد هناك أي بلد – مهما كان عداؤه للغرب- غير مسجل في قوائم المنتدى باعتباره طالب خدمات من السودان وميانمار (بورما) وفنزويلا إلى إيران.
بيئة مشككة
وفي نفس المنتدى، توجد اسم الشركة الرائدة كيتشم والتي قدمت خدماتها لروسيا من أجل مساعدتها خلال قمة مجموعة الثمانية عام 2006 في سان بطرسبورغ. وكانت روسيا آنذاك تعاني مما تصفه شركة كيتشم بـ "بيئة إعلامية مشككة". وكتبت شركة كيتشم على موقعها "إن العالم كان يمكن أن يكتشف العيوب الكامنة في السياسة الروسية أثناء قمة مجموعة الثمانية، إلا أن كيتشم تمكنت من جعلها مجرد معلومات غامضة من خلال جعل الكرملين مفتوحا على العالم وبذلك استحقت الاعتراف بنجاحها في توضيح صورة روسيا ذات الطبيعة الديمقراطية."
وحسب ما تورده كيتشم، فقد تم تخفيض عدد المقالات المعادية لروسيا في الإعلام إلى النصف، وبذلك حازت هذه الشركة عام 2007 على جائزة دولية في مجال العلاقات العامة.
ويحذر كريستيان تارمات من مكتب كايرفولوشن الاستشاري في أمستردام من أن ذلك النجاح يمثل الاستثناء وليس القاعدة، لأن تأثير وكالات العلاقات العامة عادة ما يكون محدودا، وللتدليل على ذلك يمكنك النظر إلى بلد مثل كازاخستان
بعدما نال الكوميدي البريطاني ساشا بارون كوهن من سمعة كازاخستان عام 2006 من خلال الأعمال الفكاهية للشخصية الكوميدية بورات، قام الرئيس الكازاخستاني نزاربائيف باستئجار شركتين للعلاقات العامة الغربية، حيث قامتا بإنجاز ملحمة "البدوي" الدعائية بثمن قدر بـ 53 مليون دولار.
"عمل غبي" يقول ترمات، ثم يشرح ذلك بالقول "لأن ذلك الفيلم لم يهتم به أحد، والناس اكتشفوا بسرعة أن بورات لم يكن إلا نكتة، والصورة التي بقيت عالقة بالأذهان هي أن كازاخستان بلد يمكن اكتشاف الكثير من الأشياء فيه بالنسبة للأشخاص من محبي المغامرة، ولو كنتُ مكانهم لما عملت شيئاً."
ويشير إلى بان سوننبيرغ الرجل الأسطوري الذي دفع في سنوات الخمسينات 500 مليون دولار لتحسين صورة شركة فورد التي أحاطت بها الفضائح من كل جانب: "لا تعمل شيئا" وإذا أرادوا فعل شيء ما، فعليهم أن يجدوا حلولا للصورة السلبية بوسائل أخرى أيضا غير العلاقات العامة.
"سيكون عليك البدء في محاولة لإيجاد حلول للمشكلات، فإذا كان هدفك هو جلب السياح فان هؤلاء سيصادفون العديد من الأشياء التي تتناقض مع حملة العلاقات العامة، وبفضل الانترنت ووسائل الاتصال فسوف تنتشر الفضائح بسرعة وتجد نفسك في موقف أسوأ من السابق."
ليس من المفيد لوكالة العلاقات العامة أن تضع سمعتها محل تساؤل، يقول كريستيان تيرمات، لكن في الأخير فان العملاء هم من يملكون الكلمة الأخيرة. فوكالات العلاقات العامة يمكنهم دائما القول أن خططهم ستنجح وتكون مثمرة على المدى البعيد وليس الآن، وإذا تبين في آخر المطاف أن الحملات لم تحقق أهدافها، فحينها يكون صاحب الوكالة قد أخذ مستحقاته وانصرف

وكالات - إذاعة هولندا العالمية
الجمعة 4 سبتمبر 2009