نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


استحقاقاتنا التي ننساها




ضمن حالة الضبابية التي تغلف المشهد السوري اليوم على مستوى مستقبل المرحلة التي تمر فيها البلاد من جهة، وعبثية دور السياسين السوريين حيث لم يعد دورهم مؤثراً وحقيقياً في رسم مستقبل بلادهم للأسف، تبرز حالة لافتة يجب الكلام عنها وفيها وهي حالة التشظي التي نعيشها كشعب مكلوم يملؤه الغضب والحزن واليأس والتعب.


 

كيف يمكن لنا كسوريين اليوم التعاطي مع الأحداث اليومية دون أن ننغمس في خطاب الكراهية والتحريض الغير المجدي الا في شيء واحد وهو تفريغ كل تلك الشحنات السلبية التي نحملها جراء الأزمة الني نعيشها والكارثة الانسانية التي يعيشها السوريون في الداخل والخارج على حد سواء.

تبرز على ساحة التعبير اليوم مواقف عديدة لصدى الشارع السوري هذا، وتتراوح تلك المواقف بين المحرض على مزيد من العنف  من الطرفين بينما يعيش بأمان في بقع عديدة من العالم، وبين المستسلم للقادم أياً كان ، وبين الذي يحاول التمسك بالقيم التي يحملها والتي تربطه بالواقع وبشخصيته، و التي بنتها تجربته الحياتيه عموماً وتجربته خلال السنوات السبع التي مضت ونحن جميعاً كبشر أبناء تلك التجارب التي ترسم ملامح شخصيتنا الان..!

تدفعني الكثير من المعارك الفيسبوكية التي تحصل عند كل حدث بالساحة السورية او حتى بالمنطقة أو العالم الى رغبة جامحة باغلاق نافذتي تلك المسماة مواقع التواصل الاجتماعي والانغلاق والانعزال أكثر وأكثر، وتوقفني عن هذا الرغبة بالمضي بالتعبير عن الرأي، والذي طالما حرمنا منه في عهد لم ينته بعد من الديكتاتورية الى عدم مجاراة رغبتي تلك، في تحدي بذاته لقدرتي على التعبير عن الرأي في عدد من المواقف التي قد تسبب لي ولغيري سجالات واساءات لا تنته ممن يخالفون الرأي..

نعم نحن اليوم قادرين على التعبير أكثر بكثير مما مضى وهذا الفضل يعود لمن كسروا حاجز الصمت واطلقوا صرخاتهم الأولى ضد النظام زمن السلمية وهي الثورة الحقيقية، ومنهم الكثير ممن دفع ثمناً بالغاً لذلك ، سواء بدمه أو اعتقاله او تهجيره أو نفيه ولكن هذا بحد ذاته تغتاله حالات التشبيح والهجاء والتجريح التي نشهدها من الطرفين كرد فعل على تعبيرنا ذلك عن رأينا، هل استبدلنا قمع الأجهزة الأمنية بقمع الشبيحة من الطرفين؟ سؤال حقيقي نتلمس اثاره اليوم عند كل طرح لكل مسألة جدلية على الفيسبوك..

الحقيقة لقد كسرنا حاجز الصمت وتعلمنا الصراخ ولكننا بأمس الحاجة لتعلم احترام بعضنا بعضاً والتعبيرعن ارائنا دون تجريح وتخوين وازدراء.

في نهاية المطاف سنعيش معاً ولا أعلم بالتحديد متى ستحين تلك الساعة، ولكنها ستأتي حتما، هكذا يقول المنطق! والسؤال المترتب على ذلك ضمن حالة الاستعصاء وعدم قدرتنا على التأثير فيما يرسم لبلادنا التي وقعت ضحية مؤامرات الساسة و وحشية النظام وأنانية الكثير من أطياف المعارضة واستغلال القوى المتطرفة للفوضى لتدخل الى بلادنا وتعيث فساداً وتنشر فكراً لا ينتج الا الموت والدمار. هل حالة التحريض وخطاب الكراهية هذا حالة منتجة ومفيدة للسوريين أم أنها تساهم مساهمة فعلية في الغرق أكثر في مستنقع الدماء والامعان في الاستلاب للقوى الفاعلة على الساحة السورية اليوم؟

مؤمنة فعلا بضرورة تماسكنا كشعب وتوافقنا ضد كل الجرائم التي تركب بحق السوريين من أي طرف كان وضد اي سوري أينما كان و التي ترتكب ضد الابرياء أينما كانوا، ومؤمنة أيضاً أن الاستحقاق اليوم هو في انجاز حل سياسي يوقف نزيف الدماء السورية ويقودنا الى التغيير نجو الديموقراطية والخلاص من كل أشكال الاستبداد سواء كان سياسياً أو  دينياً أو فكرياً أو منهجياً

فهل حقاً نحن واعون لتلك التحديات وهل نحن مدركين كشعب أن كل تلك الخسائر لدى الطرفين هي خسارة للسوريين جميعاً، و أن التعنت في التمسك بالسلطة او بالشهوة للوصول للسلطة أوصلتا البلاد الى هذه المرحلة ؟!

وهذا باللتأكيد لا يغير حقيقة ثابته مفادها أن النظام الأسدي هو المسؤول الاول عن ايصالنا وجر البلاد الى هذه المرحلة..

ومع هذا يجب أن ندرك، سيأتي يوم يجب أن تتطبق فيه العدالة الانتقالية لنتجاوز جروحاتنا تلك حيث يطبق مبدأ المحاسبة والمسامحة معاً، ويعترف الجميع باخطائهم، وحتى يأتي ذلك اليوم دعونا نراجع أنفسنا ونحاول تهيئتها للقادم حيث يجب أن نتعلم كيف نتحاور كشعب بالرغم من الاختلاف وكيف لا نبالغ بردود أفعالنا على كل حدث يجري من حولنا خاصة أن ردود أفعالنا تلك غيرمنتجة وتكرس حالة العبث .

المطلوب اليوم هو الواقعية والحكمة والحرص على ما تبقى من البلاد والعباد وتفويت الفرصة على تجار الحرب من امتصاص مزيدا من الثروة على حساب الشعب المكلوم، ودمتم!
-----------
  كلنا شركاء


ريما فليحان
الثلاثاء 4 يوليوز 2017