نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


افتتاح اول محاكمة في فرنسا لضابط رواندي متهم بالتواطؤ في الابادة






باريس - ستيفان اورجوليه - بعد مرور عشرين عاما على الابادة التي خلفت نحو ثمانمئة الف قتيل في رواندا، تحاكم فرنسا التي غالبا ما انتقدت لدورها في تلك المأساة، للمرة الاولى الثلاثاء ضابطا روانديا سابقا متهما بالتواطوء.

ويحاكم باسكال سيمبيكانغوا (54 عاما) الضابط المقعد الذي سيمثل على كرسي متحرك ابتداء من اليوم الثلاثاء بتهمة التواطؤ في الابادة وارتكاب جرائم ضد الانسانية، وتوجه اليه تهمة التحريض والتنظيم والمساعدة خصوصا من خلال اقامة حواجز وتسليح عناصر الميليشيات الذين كانوا يتولونها والمجازر التي اسفرت عن حوالى 800 الف قتيل خلال 100 يوم بين نيسان/ابريل وتموز/يوليو 1994.


  واعتقل سيمبيكانغوا في تشرين الاول/اكتوبر 2008 في جزيرة مايوت الفرنسية حيث كان يعيش بهوية اخرى، وذلك في قضية اوراق مزورة. وفيما كان ملاحقا من الانتربول، رفض القضاء الفرنسي كحما يفعل على الدوام تسليمه الى كيغالي، وهو بالتالي يحاكمه اليوم بموجب اتفاقات مع المحكمة الجنائية الدولية لرواندا.
ولدى فرنسا في الواقع منذ 1986 قانون يعطي قضاءها "صلاحية عالمية" تتيح له ملاحقة اشخاص مطلوبين لارتكابهم جرائم ضد الانسانية في الخارج.
وينفي باسكال سيمبيكانغوا الكابتن السابق الذي التحق بالاستخبارات بعد الحادث الذي تركه مقعدا في 1986، جملة وتفصيلا هذه التهم التي قد تؤدي الى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وستستمر المحاكمة التي سيتم تصويرها استثنائيا للتاريخ من ستة الى ثمانية اسابيع. وبعد اختيار هئية التحكيم، سيخصص اليوم الاول لايجاز التهم وبدء استجواب المتهم حول حياته.
وسيخصص الاسبوعان الاولان من المحاكمة لاستعادة الظروف التي ادت قبل عقدين الى وقوع مجزرة راح ضحيتها مئات الاف من التوتسي وكذلك الهوتو المعتدلين بايدي الميليشيات التي دربها وسلحها نظام الرئيس الهوتو جوفينال هابياريمانا الذي شكل اغتياله في السادس من نيسان/ابريل انطلاقة للابادة.
ويعترف سيمبيكانغوا بقربه من الدائرة الاولى لسلطة الهوتو "اكازو" (البيت الصغير) الذي ادين عدد من مسؤوليه بسبب دورهم في الابادة. لكنه ينفي اي تورط في المجازر وينتقد محامياه الكسندرا بورجو وفابريس ايبستين ملفا تستند فيه "الاتهامات فقط إلى شهادات". وتخلى القضاء عن ملاحقته بتهمة الابادة ولم يحتفظ الا بتهمة التواطؤ.
واعتبر سايمون فورمان محامي مجموعة اطراف الادعاء بالحق المدني ان التواطؤ "لا يشكل على الاطلاق انتقاصا من المسؤولية" معتبرا ان سيمبيكانغوا كان "مفصلا يشغل الآلة التي كان اخرون ينفذونها".
وستستمع المحكمة الى ثلاثين شاهدا روانديا حول الوقائع، على ان تستمع عبر دائرة الفيديو المغلقة الى بعض المدانين من المحكمة الدولية الخاصة برواندا او القضاء الرواندي، وسيستدعي القضاء آخرين من رواندا للحديث عن الوقائع التي حصلت في مديرية جيسيني مسقط رأس سيمبيكانغوا (وعائلة هابياريمانا) حيث كان يمتلك مزرعة وفي حي كيغالي الراقي حيث كان يسكن.
ويعتبر الدفاع ان هذه المحاكمة سياسية-دبلوماسية بامتياز، في وقت جرى تقارب بين كيغالي وباريس التي اتهمتها السلطات الرواندية المنبثقة عن التمرد السابق التوتسي بدعم منفذي الابادة، وذلك بعد ثلاث سنوات من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما بين 2006 و2009.
وقال ابستين "يتهيأ لنا انها الذكرى العشرين لابادة التوتسي ويتعين بالتالي ادانة باسكال سيبمبيكانغوا لانه اول من يمثل امام محكمة جنايات (فرنسية) وينبغي جعله مثالا".

ستيفان اورجوليه
الثلاثاء 4 فبراير 2014