نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


اقباط دلجا يعودون الى منازل مهدمة ومسروقة وسط اجواء ملبدة بالشكوك




دلجا (مصر) - جاي دشموك - عاد سمير حنا القبطي الى منزله في بلدة دلجا قبل قرابة اسبوع ليجده محترقا ومسروقا من قبل رجال ملثمين يعتقد انهم جاؤا من خارج بلدتة.
وقال حنا وهو مزارع في الثالثة والاربعين من عمره لصحفي من وكالة فرانس برس زار البلدة الواقعة في محافظة المنيا بوسط مصر ان "قام المئات بمهاجمة منازلنا (اي منازل الاقباط) ومعظمهم كانوا ملثمين، وقد سرق منزلي واشعلت فيه النيران ودمر".


اقباط دلجا يعودون الى منازل مهدمة ومسروقة وسط اجواء ملبدة بالشكوك
في الرابع عشر من اب/اغسطس وعلى مدي عدة ايام متتالية قامت اعداد كبيرة من الاسلاميين بأعمال عنف في دلجا حيث هاجموا منازل للاقباط وكنائس وبثوا الرعب في قلوب الاسر المسيحية.
وتزامن هذا الهجوم مع قيام قوات الجيش والشرطة في القاهرة بفض اعتصامي انصار الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي سقط خلاله مئات القتلى.
وترك الهجوم على دلجا، الذي اسفر عن مقتل حلاق قبطي، هوة واسعة بين المسلمين والمسيحيين من ابناء البلدة البالغ عددهم 120 الفا والذين كانوا يعيشون معا حتى الان في سلام.
وبعد الهجوم فرت اكثر من 100 اسرة قبطية من منازلها محتمية لدى اقارب او اصدقاء بل ان بعضها غادر البلدة نفسها.
وقال حنا "بعد ان هربنا من بيتنا اقمنا في منزل صديقي المسلم، فنحن نثق به ولكننا خائفون ولا نشعر بالامن لاننا لم نعد نستطيع ان نثق في كل سكان بلدتنا الان".
وتابع "نحشى مما يمكن ان يحدث بعد ان يغادر الجيش البلدة".
وكانت قوات الجيش دخلت دلجا الواقعة على بعد 400 كيلومتر جنوب القاهرة في 16 ايلول/سبتمبر الماضي لملاحقة الاسلاميين الذين يدعم معظمهم، بحسب وسائل الاعلام، الرئيس المعزول محمد مرسي.
ويقول سكان دلجا الاقباط انهم متهمون من قبل الاسلاميين بدعم الجيش الذي اطاح مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين.
وعزز من اعتقاد الاسلاميين بدعم المسيحيين للجيش، ظهور بطريرك الاقباط الارثوذكس البابا تواضروس الثاني مع شيخ الازهر احمد الطيب وقادة سياسيين اخرين الى جوار وزير الدفاع عبد الفتاح السياسي عند اعلانه عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي.
وتقول منظمات حقوقية ان الاقباط، الذين يشكلون ما
بين 6% و10% من المصريين البالغ عددهم 85 مليونا، تعرضوا لاعتداءات خصوصا في محافظات المنيا واسيوط في وسط مصر بعد فض اعتصامي انصار مرسي.
وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية، فان اكثر من 40 كنيسة تعرضت لهجمات في مصر منذ الرابع عشر من اب/اغسطس من بينها 11 كنيسة في المنيا وثمان في اسيوط.
وقال الانبا يؤنس اسقف دلجا ان اندمال جروح الاقباط في بلدته يحتاج وقتا طويلا.
واكد ان "قرابة الفي شخص هاجموا في اليوم الاول الدير والكنائس واشعلوا النيران فيها وسرقوا العديد من الاشياء بل انهم حفروا في الارض ظنا منهم انهم قد يجدون كنوزا". وكان الانبا يؤنس يشير بيده الى حفرة في ارض كنيسة السيدة العذراء.
واضاف "العنف توقف فقط بعد دخول القوات الى البلدة واذا اردنا استعادة الثقة المفقودة الان يجب ان لا تتكرر مثل هذه الحوادث كما ينبغي على السلطات القيام بجهود للمصالحة".
واعرب المسلمون الذين تحدثت اليهم وكالة فرانس برس عن املهم في ان تتحسن الامور مع مرور الوقت.
وقال توفيق زكي الذي يعمل في محل جزارة "لقد ساعدت صديقي سمير فأنا مسلم وواجبي ان اساعد المظلوم، هذا
ما يأمرني به الاسلام لكني اعرف انه ليس من السهل اعادة بناء" ما تهدم.
اما البلدة نفسها فقد بدات تعود فيها الحياة شيئا فشيئا الى طبيعتها تحت اعين قوات الامن والجيش المتمركزة الان حول قسم الشرطة.
فقد فتحت المحلات ابوابها وسوق البلدة تمتلآ بالبائعين والمشترين كما ان الاطفال يجرون في الشوراع فيما يتحرك المزارعون بشاحناتهم المحملة بالبصل وهو من المحاصيل الرئيسية التي تزرع في دلجا.
غير ان نظرة على منزل سمير حنا المكون من طابقين كفيلة بان تكشف حجم التصدع بين مسلمي ومسيحيي البلدة.
فحوائط المنزل المغطاة بالدخان الاسود والنوافذ المنزوعة من اطرها وجهاز التلفزيون المهشم والاكوام من بقايا الاثاث في غرف النوم الخمس للمنزل كلها شواهد على ان المهاجمين صبوا جام غضبهم على المسيحيين.
اما حنا فيتساءل بحسرة وهو ينظر الى ابنائه الثلاثة الجالسين فوق بقايا الاثاث "من سيدفع ثمن اصلاح كل هذا، كيف يمكنني اعادة بناء ما تهدم؟".

جاي دشموك
الخميس 3 أكتوبر 2013