الملك الاردني وقرينته ....صورة لا تعكس الواقع
إن انحدارها من أصل فلسطيني، في بلد معروف بتشدد سياسته ضد اللاجئين الفلسطينيين يجعلها، حسب رأي البعض، مستضعفة. ورغم ذلك فهي مثال حي على أن الإنسان قادر على أن يصل إلى كل ما يصبو إليه. " كل شيء ممكن".
تبذل الملكة رانية جهودا كبيرة من أجل تعزيز مكانة المرأة ونشر التعليم بين الشباب، كما إن موقعها على يوتيوب يبرز مدى حرصها على التقدم ورغبتها في إرساء أساليب الحوار.
لكن أين هنّ النساء الأردنيات؟ تجولنا كثيرا في شوارع عمان ولم نلتق سوى بعدد قليل جدا من النساء الأردنيات. أهم ما يميز الشوارع الأردنية هو كثرة المحلات التي تبيع الحلويات، وطوق البائعين الرجال الذين يتمعنون في كل عابر ويرفعون أصواتهم بالنداء، أما النساء فلا وجود لهن. لكن إحدى العاملات في المنتدى الفكري الحر تمكنت بحضورها القوي من تعديل الكفة في ما يتعلق بغياب المرأة. هذا المنتدى هو إحدى المنظمات التي زرناها خلال جولتنا، وهو يهدف إلى نشر التوعية بمفهوم المواطنة وتعريف الناس بحقوقهم وتعزيز مشاركة المواطن الأردني في الحياة السياسية.
بعد أن بدأت بالاطلاع أكثر وتثقيف نفسي على هامش هذه الزيارة، سقطت من ذهني كل الصور الحالمة التي تكونت لدي عن الملكة وزوجها. نعم، هما لطيفان لكنهما في الوقت نفسه يتزعمان بلدا لا يعترف بحقوق المواطن. كنت قد انتبهت خلال الزيارة إلى أن صور الملك عبد الله تنتشر في كل مكان وفي كل ركن من الشارع وعلى عدد كبير من المباني. كان هناك في كل محل تجاري صورة معلقة للملك عبد الله داخل إطار ضخم، وحتى داخل "المسجد الأزرق" كان هناك معرض كامل من الصور الفوتوغرافية للزوجين الملكيين يبرز مدى احتفاء الشعب بهما.
هذا الاحتفاء يبدو مفروضا على الشعب، لأن الأعوان السريين من رجال المخابرات ينتشرون في كل مكان لمراقبة ما إذا كان هناك من يتهجم على الملك والقبض عليه وإيداعه السجن. التساؤل أيضا حول الفساد المتجذر في المؤسسات أو الأسباب التي تقف وراءه يعتبر خطرا. المواطنة الجيدة هي الطاعة، وعدم المطالبة بالحقوق. المواطنون يتصرفون بدافع الخوف وليس بدافع رغبة شخصية.
إن التعرف على وضع هذا الشعب المسير والمسجون يجعل الزوجين الملكيين اقل جاذبية ويخرجهما من دائرة الأسطورة إلى دائرة الواقع. وهو ما يجعلنا نعتقد أن أمام الأردن طريق طويل من اجل محاربة الفساد المؤسساتي وطريق أطول من اجل بلوغ الديمقراطية الحقيقية
تبذل الملكة رانية جهودا كبيرة من أجل تعزيز مكانة المرأة ونشر التعليم بين الشباب، كما إن موقعها على يوتيوب يبرز مدى حرصها على التقدم ورغبتها في إرساء أساليب الحوار.
لكن أين هنّ النساء الأردنيات؟ تجولنا كثيرا في شوارع عمان ولم نلتق سوى بعدد قليل جدا من النساء الأردنيات. أهم ما يميز الشوارع الأردنية هو كثرة المحلات التي تبيع الحلويات، وطوق البائعين الرجال الذين يتمعنون في كل عابر ويرفعون أصواتهم بالنداء، أما النساء فلا وجود لهن. لكن إحدى العاملات في المنتدى الفكري الحر تمكنت بحضورها القوي من تعديل الكفة في ما يتعلق بغياب المرأة. هذا المنتدى هو إحدى المنظمات التي زرناها خلال جولتنا، وهو يهدف إلى نشر التوعية بمفهوم المواطنة وتعريف الناس بحقوقهم وتعزيز مشاركة المواطن الأردني في الحياة السياسية.
بعد أن بدأت بالاطلاع أكثر وتثقيف نفسي على هامش هذه الزيارة، سقطت من ذهني كل الصور الحالمة التي تكونت لدي عن الملكة وزوجها. نعم، هما لطيفان لكنهما في الوقت نفسه يتزعمان بلدا لا يعترف بحقوق المواطن. كنت قد انتبهت خلال الزيارة إلى أن صور الملك عبد الله تنتشر في كل مكان وفي كل ركن من الشارع وعلى عدد كبير من المباني. كان هناك في كل محل تجاري صورة معلقة للملك عبد الله داخل إطار ضخم، وحتى داخل "المسجد الأزرق" كان هناك معرض كامل من الصور الفوتوغرافية للزوجين الملكيين يبرز مدى احتفاء الشعب بهما.
هذا الاحتفاء يبدو مفروضا على الشعب، لأن الأعوان السريين من رجال المخابرات ينتشرون في كل مكان لمراقبة ما إذا كان هناك من يتهجم على الملك والقبض عليه وإيداعه السجن. التساؤل أيضا حول الفساد المتجذر في المؤسسات أو الأسباب التي تقف وراءه يعتبر خطرا. المواطنة الجيدة هي الطاعة، وعدم المطالبة بالحقوق. المواطنون يتصرفون بدافع الخوف وليس بدافع رغبة شخصية.
إن التعرف على وضع هذا الشعب المسير والمسجون يجعل الزوجين الملكيين اقل جاذبية ويخرجهما من دائرة الأسطورة إلى دائرة الواقع. وهو ما يجعلنا نعتقد أن أمام الأردن طريق طويل من اجل محاربة الفساد المؤسساتي وطريق أطول من اجل بلوغ الديمقراطية الحقيقية