نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


الأسد واستراتيجية تجفيف البحر





سياسة اليد الممدودة من قيادات في المعارضة السورية الى شخصيات سياسية وعسكرية داخل النظام السوري ستتواصل سراً أو علناً بقطع النظر عن مصير مبادرة رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد معاذ الخطيب. فالهدف الحقيقي لهذه السياسة التي تلقى دعماً أميركياً وروسياً وغربياً واقليمياً ليس اقناع الرئيس بشار الأسد بالتفاوض مع المعارضة لأن المطلوب منه الرحيل بل ايجاد قنوات اتصال مع شخصيات وقيادات سياسية وعسكرية معارضة للحل العسكري - الأمني ويائسة من بقاء النظام ومؤمنة بالتغيير السياسي الضروري ومستعدة للتفاهم مع القوى المعارضة والثورية من أجل العمل معاً بوسائل متنوعة على اسقاط نظام الأسد وتأليف حكومة انتقالية تمتلك صلاحيات تنفيذية كاملة تشرف بمساعدة دولية واقليمية على عملية اقامة نظام جديد يبني دولة ديموقراطية مدنية تحقق العدالة والمساواة بين كل مكونات الشعب والتداول السلمي للسلطة من طريق انتخابات تعددية نيابية ورئاسية حرة وشفافة في اشراف دولي مناسب. وسياسة اليد الممدودة لن توقف الثورة السلمية والمسلحة التي ستتواصل مع تعزيز الجهود الديبلوماسية من أجل تغيير نظام الأسد".
هذا ما أدلت به الينا مصادر ديبلوماسية أوروبية وثيقة الاطلاع في باريس. وقالت: "ان شخصيات في المعارضة السورية نصحت قيادات عسكرية وسياسية بارزة بالامتناع في هذه المرحلة


 
 عن الانشقاق عن النظام والبقاء في مواقعها من أجل دعم الثورة من الداخل وتزويد الثوار المعلومات الضرورية والمساعدة على تغيير النظام وتنفيذ انقلاب عليه اذا أتيحت الظروف المناسبة لتحقيق هذا العمل".
ورأى مسؤول دولي معني بالملف السوري "ان الأسد اعتمد في التعامل مع شعبه المحتج استراتيجية تجفيف مياه البحر من أجل التقاط الأسماك، ذلك انه أراد الحفاظ على نظامه والقضاء على الثورة من طريق خوض حرب واسعة النطاق بالغة القسوة وغير مسبوقة ضد المدنيين والمقاتلين والمحتجين معاً مما أدى الى الحاق دمار وخراب هائلين بسوريا ومقتل واصابة مئات الآلاف وتشريد الملايين في الداخل والخارج من غير أن يحقق أهدافه. وقد عززت الحرب مواقع الثوار وزادت أعدادهم وسمحت لهم بفرض سيطرتهم على مناطق واسعة ومنشآت عسكرية ومدنية مهمة، الامر الذي أنهك النظام وأضعفه ودفعه نحو السقوط التدريجي". وقال المسؤول الدولي "ان الدول المعادية للنظام السوري تدرك انها ليست في حاجة الى التدخل عسكرياً مباشرة من أجل انهاء حكم الأسد اذ ان الرئيس السوري اضطلع بهذه المهمة وحقق النتائج الأساسية الآتية التي تخدم أهداف ومصالح خصومه وأعدائه:
أولاً - أخرج الأسد سوريا من المعادلة الاقليمية والدولية وأنهى دورها مما جعله يخسر القدرة على التفاوض على مصير نظامه ومستقبل البلد اذ ان حلفاءه الروس والايرانيين هم الذين يتولون هذه المهمة من غير أن يتمكنوا من انقاذه وحماية نظامه من السقوط.
ثانياً - وضع الأسد سوريا في موقع البلد المحتاج الى دعم كبير عربي واقليمي ودولي من أجل انقاذه وانتشاله من الكوارث التي ألحقتها به الحرب. فلم يسبق لسوريا أن واجهت في تاريخها الحديث أوضاعاً مأسوية مفجعة في مختلف المجالات كتلك التي تعيشها اليوم والتي تدفع المسؤولين الدوليين الى القول ان الدولة تتفكك والمجتمع يتفتت وملايين السوريين يفقدون المقومات الأساسية للحياة.
ثالثاً - لم يسبق للنظام السوري أن واجه عزلة اقليمية ودولية واسعة كتلك التي يواجهها حالياً اذ ان أكثر من 130 دولة تطالب برحيله وترى انه فقد الشرعية ومبررات البقاء وتدعم القوى المعارضة له من أجل اسقاطه.
رابعاً - تورط الأسد في حرب أكبر من قدراته دمرت سوريا ونظامه وهو ليس قادراً على وقفها لأن ذلك يؤدي الى رحيله فلجأ الى تصعيد وتكثيف العمليات القتالية التي تلحق بالبلد المزيد من الدمار والخراب وتضاعف أعداد الضحايا والمشردين وتزيد معاناة السوريين عموماً من غير أن يتمكن من حسمها لمصلحته والانتصار فيها".
وخلص المسؤول الدولي الى القول: "هذه العوامل تجعل الدول الغربية المؤثرة تقتنع بعدم جدوى التدخل عسكرياً مباشرة في سوريا لأنها لن تكون مسؤولة حينذاك عن الكوارث والدمار والخراب في هذه البلد ولأن نظام الأسد خسر المعركة وهو يتحمل هو مسؤولية كل ما أصاب سوريا لأنه اتخذ قرار المواجهة مع شعبه المحتج وتمسك به. وهذه الحرب التي فجرها الأسد ستؤدي الى نهاية نظامه وسقوطه".

------------------
النهار البيروتية

عبد الكريم أبو النصر
الجمعة 22 فبراير 2013