نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


الأكراد والانتفاضة السوريّة اليوم






أحد الاحتمالات التي بات يصعب تجاهلها، بعد القرارات الأخيرة للجامعة العربيّة ووزراء الخارجيّة العرب، أن تسخن الجبهة السوريّة – التركيّة الطويلة. وهذا ما قد يسير يداً بيد مع تعاظم الأقلمة التي تتعرّض لها الأزمة السوريّة على شكل اشتباكات في شمال لبنان ووفادة مقاتلين إيرانيّين وربّما لبنانيّين للقتال مع النظام في دمشق، وقدوم متطوّعين عراقيّين، وربّما من جنسيّات عربيّة أخرى، للقتال إلى جانب الانتفاضة.


وهذا التحوّل المحتمل جدّاً يثير مرّة أخرى مسألة الأكراد السوريّين وصلتهم بالانتفاضة، كما يثير ضرورة التوجّه إليهم ومخاطبتهم، إن لم يكن لأسباب وطنيّة فلأسباب وظيفيّة وعمليّة على الأقلّ.

فالمعروف أنّ في وسع الأكراد السوريّين، تبعاً لمناطق انتشارهم، ممارسة أقصى التأثير على ما قد يجري على الحدود السوريّة – التركيّة، وهذا فضلاً عن تأثيرهم الضخم في مدينة حلب نفسها.

وليس سرّاً أنّ التعاطف التركيّ مع الانتفاضة يعقّد الاستواء العربيّ – الكرديّ في سوريّة على موقف واحد. فالمشكلة التركيّة – الكرديّة بتاريخها وأحقادها تدفع في هذا الاتّجاه، ناهيك عن تعاطف جمهور «حزب الاتّحاد الديموقراطيّ» للأكراد السوريّين مع «حزب العمّال الكردستانيّ» وزعيمه الأسير عبدالله أوجلان. تضاف إلى ذلك مرارات قديمة وجديدة، بعضها ناشىء عن تخلّي السوريّين العرب عن السوريّين الأكراد إبّان انتفاضة الأخيرين في القامشلي في 2004، وبعضها ناجم عن تمسّك السوريّين العرب، بمن فيهم وجوه في «المجلس الوطنيّ السوريّ» بصفة «عربيّة» نعتاً للجمهوريّة السوريّة.

وليس سرّاً أنّ السلطة في دمشق تملك، هنا أيضاً، «أوراقها»، من الصلات بـ»حزب العمّال الكردستانيّ» إلى التلاعب على التفتّت الحزبيّ للأكراد السوريّين (أكثر من 12 حزباً وتنظيماً) والخلافات المنجرّة عنه في ما خصّ الانتفاضة وفي ما خصّ «الحقوق الثقافيّة» و»الإدارة الذاتيّة» و»الحكم الذاتيّ». وهذا ناهيك عن رشوة التجنيس المتأخّر جدّاً وما رافقه من تسجيل للأملاك (وهو، بحسب بعض الروايات، ما أحدث «فورة عمرانيّة» في محافظة الحسكة وفي مناطق الحدود). وهي أيضاً تملك القدرة على تعطيل «أوراق» الآخرين، ومن هذا القبيل جاء اغتيالها في آذار (مارس) الماضي لمشعل التمو، قائد «تيّار المستقبل الكرديّ» والوجه الحاسم في انخراطه في الانتفاضة (حيث يبدو، بالمناسبة، أنّ التظاهرة الضخمة للقامشلي التي أعقبت اغتياله لم تُثمّر ولم يُبن عليها الكثير).

بلغة أخرى، يتلاقى انكشاف أهميّة الدور الكرديّ مع انكشاف الصعوبات الحائلة دون تفعيله لمصلحة الانتفاضة. وهذا ما يستدعي تطمينات وتنازلات كبرى من الجانبين في خصوص المسائل المثيرة للخوف أو الريبة. وغنيّ عن القول إنّ الأكثريّة هي التي تطمئن الأقليّة قبل أن تطلب الطمأنة منها.

في هذا المعنى يُستحسن بـ»المجلس الوطنيّ السوريّ» إيلاء هذه المسألة اهتماماً أكبر: فأكراد أكثر إيجابيّة حيال الانتفاضة يعني انتفاضة أكثر قابليّة للانتصار وبكلفة أقلّ. أمّا أكراد سلبيّون حيال الانتفاضة فيعني صعوبات ضخمة تقف في طريق هذا الانتصار، وتالياً في طريق المستقبل الذي سيليه.
---------------
الحياة اللندنية

حازم صاغيّة
الاربعاء 15 فبراير 2012