الاتحاد من اجل المتوسط يتجاوز ازمة غزة

و اثر عمل دؤوب قامت به فرنسا بمساعدة مصر، سيلعن رسميا عن استئناف نشاط الاتحاد من اجل المتوسط خلال اجتماع لكبار مسؤولي الدول الاعضاء ال 43 يعقد في السابع من تموز/يوليو المقبل في بروكسل ومن بينها الدول العربية واسرائيل.
وقررت الدول العربية المشاركة في هذا الاجتماع بعد ان طلبت تجميد انشطة الاتحاد من اجل المتوسط احتجاجا على الحرب الاسرائيلية على غزة التي بدات في السابع والعشرين من كانون الاول/ديسمبر وانتهت في الثامن عشر من كانون الثاني/يناير.
وقال مدير ادارة افريقيا في الجامعة العربية محمد الناصري لوكالة فرانس برس ان "المجموعة العربية ستشارك بما في ذلك الفلسطينيون على الرغم من عدم رضائها عن الموقف الاسرائيلي".
ويعقد اجتماع وزاري اورو-متوسطي حول التنمية المستدامة في باريس وسبقه اجتماعات على مستوى ادنى في الاسكندرية وبرشلونة ومرسيليا.
واكد وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو لوكالة فرانس برس ان هذا الاجتماع "يعد احياء لتجمع الاتحاد من اجل المتوسط وهو او اجتماع وزاري منذ ستة اشهر".
ولكن يتعين انتظار السابع من تموز/يوليو، يتم استئناف انشطة الاتحاد من اجل المتوسط رسميا من خلال اتفاق مشترك.
واوضح الناصري ان المجموعة العربية تنتظر من اسرائيل ان تفي بالتزاماتها بموجب عملية السلام "ولكنها لن تكون السبب في تجميد الاتحاد من اجل المتوسط".
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اطلق في 13 تموز/يوليو 2008 في باريس الاتحاد من اجل المتوسط الذي يستهدف تحويل حوض المتوسط الى منطقة سلام من خلال مشروعات خصوصا في مجالي البيئة والنقل.
ولكن هذا المشروع اصطدم قبل ان يتم حتى تاسيس هياكله بالنزاع العربي-الاسرائيلي الذي كان سببا من قبل في فشل الحوار الاورو-متوسطي الذي اطلق في العام 1995 وعرف باسم "عملية برشلونة".
ورغم الاحتجاج على حرب غزة، فان اي دولة عربية لم تنسحب من الاتحاد من اجل المتوسط بينما عملت مصر مع فرنسا على استئناف الحوار.
وتم اعلان في نيسان/ابريل عن انشاء صندوف اطلق عليه "انفراميد" لتمويل المشروعات التي ستتم في اطار الاتحاد من اجل المتوسط.
وفي 18 حزيران/يونيو جلس خبراء من الدول الاعضاء في الاتحاد من اجل المتوسط، من بينهم فلسطينيون واسرائيليون، حول طاولة واحدة في مرسيليا لمناقشة قضايا تتعلق بالبيئة.
وستعلن اولى مشروعات الاتحاد عقب الاجتماع الذي تستضيفة باريس اليوم وستكون في مجالات الطاقة الشمسية والمياه خصوصا.
وحصل بالفعل تقدم في المباحثات المتعلقة بخطة لانشاء 130 محطة للطاقة الشمسية في دول حوض المتوسط بحلول العام 2020.
وقال هنري غينو مستشار الرئيس الفرنسي لوكالة فرانس برس ان هذه المشروعات المشتركة التي سينفذها القطاع العام والخاص "لن تكون كافية لاحلال السلام فجأة في حوض البحر المتوسط ولكنها شرط لا غنى عنه".
واذا ما تم استئناف الحوار السياسي كما هو متوقع الشهر المقبل فان سلسلة من اللقاءات من بينها ستة اجتماعات وزارية ستعقد من الان حتى نهاية العام الجاري.
وقبل نهاية 2009، وبفضل اجتماعات تنشط اسبانيا في اقامتها، سيتم تزويد الاتحاد من اجل المتوسط بهياكل ويتوقع ان تكون برشلونة مقر سكرتاريته الدائمة.