نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


الاخوان المسلمون يستعيدون تكتيكات العمل السري لمواجهة الملاحقات




القاهرة- هيثم التابعي - استعادت اسرة عائشة، القيادية الاخوانية، اساليب العمل السري لجماعة الاخوان المسلمين التي اتقنتها لعقود قبل امساكها بالحكم، اذ توارى الاب القيادي عن الانظار، واصبحت الابنة اسيرة حالة من الشعور بالمطاردة، في ظل الملاحقات الامنية التي تستهدف مسؤولين في هذه الجماعة.


الاخوان المسلمون يستعيدون تكتيكات العمل السري لمواجهة الملاحقات
ومنذ فض اعتصامات الاسلاميين في الرابع عشر من اب/اغسطس، ومقتل نحو الف شخص منذ ذلك الحين معظمهم من الاسلاميين، يشن الامن المصري حملة اعتقالات واسعة ضد قيادات الصف الاول والثاني واعضاء اخرين في جماعة الاخوان، طالت المرشد العام محمد بديع وعددا كبيرا من القيادات البارزة.

واثرت تلك الاعتقالات بشكل مباشر على ترابط وتنظيم جماعة الاخوان على الارض، حسب ما قال اعضاء بالجماعة لفرانس برس، مجبرة اعضاء الجماعة مجددا، على اتباع نفس تكتيكات العمل السري التي اعتادت عليها منذ تاسيسها في العام 1928 وحتى عشية ثورة 25 يناير 2011.

وقد جرى تشكيل لجان بديلة داخل الجماعة لتعوض دور القيادات المعتقلة في التنسيق والتواصل مع الاعضاء وحشدهم، حسب ما كشف اعضاء بالاخوان لفرانس برس.
ورغم الاعلان عن تعيين محمود عزت مرشدا مؤقتا بعد اعتقال بديع الا ان احدا من القيادات الوسطى في الاخوان لم يؤكد الخبر، ما يعكس ضعف التواصل داخل الجماعة.

وقالت عائشة (25 عاما) وهو اسم مستعار لقيادية شابة في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان، وابنة احد قادة الجماعة في محافظة الاسكندرية ان "التواصل اصبح مباشرا. لا نستخدم الهاتف او الانترنت خوفا من تحديد اماكننا"، وتابعت "اصبحت اكثر حرصا على المعلومة التي بيدي وعلى امني الشخصي".

واضافت عائشة التي توارى والدها عن الانظار خشية القبض عليه "نحن نستعيد قمع الامن بشكل عادي لاننا تعودنا على ذلك طيلة سنين".
واقترنت جماعة الاخوان بصفة "المحظورة" في الاعلام الرسمي خلال عهد الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، لكنها باتت اليوم تواجه حظرا شعبيا متزايدا في الشارع يزيد من وطاة ملاحقة الامن لقيادتها.

وتقول عائشة "التضييق اصعب من عهد مبارك لان هناك تضييقا شعبيا ايضا"، وتابعت بضيق "كثير من الناس يعاملوننا بشكل سيء. كثيرون يريدون التخلص من جيرانهم الاخوان. لكن هناك متعاطفين معنا بالطبع".
واربكت حملة الاعتقالات واختفاء القيادات وتواريهم عن الانظار صفوف الجماعة التي فشلت بشكل واضح في حشد انصارها في الشارع خلال الاسبوع الماضي، ذلك ربما بسبب تعذر ابلاغ كثيرين بالاوامر.
وقال قيادي في حزب الحرية والعدالة في طنطا (دلتا النيل) يدعى احمد "لم نعد نتواصل بشكل مكثف عبر المكالمات الهاتفية لاننا نعرف انها مراقبة".

واضاف احمد الذي لم يقض ليلته في منزله ببلدته خشية اعتقاله "اصبحنا نتلقى التكليفات الصادرة لنا وجها لوجه".
وذكر قيادي اخر ان "التواصل عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي اصبح محدودا"، بينما قال اخرون ان "احدا من القيادات لا يقضي الليل في بيته منذ بدء الحملة الامنية".

وقالت مصادر امنية لوكالة فرانس برس ان "عدد المقبوض عليهم من جماعة الاخوان المسلمين يتجاوز الالفين معتقل عبر البلاد منذ فض الاعتصامات"، مشيرة الى انه "ليس هناك قائمة كاملة بالمقبوض عليهم حتى اللحظة".
لكن اسماعيل الوشاحي وهو محام منتم للاخوان يقول "احصينا 8 الاف حالة اعتقال واختفاء قسري للمنتمين للجماعة. المعتقلون يواجهون 16 تهمة منها القتل والشروع في القتل وحيازة اسلحة وحرق منشأت" وذلك منذ الثالث من تموز/يوليو.

ووجهت الحملة الامنية ضربة قاسية ولكنها ليست قاتلة للجماعة التي لا تزال تستطيع تنظيم مسيرات مؤيدة في الشوارع ولو انها لم تعد تجمع اعدادا كبيرة، في وقت لم تحل السلطات المصرية جماعة الاخوان بعد لكن رئيس الوزراء حازم الببلاوي قدم اقتراحا بذلك.

ويقول اشرف الشريف استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في القاهرة لفرانس برس ان "الجماعة تعاني حالة ارتباك ولكن اموالها لا تزال بيدها الي حد كبير ومعظم اعضائها غير معتقلين".
ويتابع "الحملة الامنية وجهت ضربة قاسية ولكنها غير قاصمة. الامر له ابعاد رمزية اكثر منها حقيقية".

وتضم جماعة الاخوان المسلمين مئات الالاف من الاعضاء بمصر، بحسب تقديرات غير رسمية.
ومنذ فض الاعتصامات، توقف الاخوان عن حشد انصارهم من خارج العاصمة للتظاهر في القاهرة. ويعود الامر لاعتقال عدد كبير من المسؤولين عن الامر من رؤساء المكاتب الادارية في المحافظات المختلفة، حسب ما قال قيادي اخواني.

وقال هيثم ابو خليل القيادي السابق بالجماعة ان "جماعة الاخوان المسلمين كجماعة سرية مغلقة يمكنها مواجهة الحملة الامنية بسهولة واعادة ترتيب صفوفها بشكل سريع وفعال".
ومنذ نهاية حزيران/يونيو الفائت، اغلقت معظم مقرات جماعة الاخوان وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة ابوابها.
وتعرضت عشرات المقرات في عدد كبير من المحافظات للحرق والتدمير على ايدي معارضي الجماعة.

والثلاثاء الماضي، عقد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، المؤيد للاخوان، مؤتمرا صحافيا له في مقر حزب العمل في القاهرة، لم يحضره اي من قيادات الاخوان او الرموز الاسلامية المؤيدة لهم، ما اضطر الصحافيين لسؤال منظمي المؤتمر عن هويتهم واسمائهم.

وقبل سقوط نظام مبارك، اعتادت جماعة الاخوان المسلمين ان تعقد مؤتمراتها في هيئات ومؤسسات مؤيدة لها، وهو ما بدت الجماعة وكانها تستعيده الان.
وفي بورسعيد يقول احد قادة الجماعة لفرانس برس عبر الهاتف بتحد "نحن عدنا للعمل بطريقة زمان مع القواعد بشكل مباشر بعيدا عن المقرات"، مضيفا "الاصل اننا نتعامل مع الناس دون مقرات. العمل فوق الارض كان الاستثناء".

هيثم التابعي
الاحد 25 غشت 2013