نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان


الاعلام المصري يشن حملة شبه مشتركة ضد الاسلام السياسي




القاهرة (مصر) - محمد علي حريصي - يصدح صوت ام كلثوم بقصيدة "مصر" على شاشة القناة الحكومية الاولى بينما تبث مشاهد لمعارك جديدة وقديمة تخوضها القوات المصرية، في واحدة من مظاهر الدعم الاعلامي للسلطة في مواجهة قوى الاسلام السياسي.


الاعلام المصري يشن حملة شبه مشتركة ضد الاسلام السياسي
ومع توقف الاعلام الاسلامي بعد حظر الكثير من القنوات والصحف الناطقة باسم هذا التيار تضع مؤسسات الاعلام الرسمي والخاص، المواجهات اليومية مع متظاهري جماعة الاخوان المسلمين في خانة "الحرب ضد الارهاب"، فيما يجد الاعلام الغربي العامل في البلاد نفسه محل غضب شارع يتهمه بالتعاطف مع الاسلاميين.

ويقول الكاتب والمعلق السياسي المستقل هشام قاسم لوكالة فرانس برس ان "ما نراه في الاعلام المصري اليوم هو حملة مشتركة تشنها مؤسسات هذا الاعلام ضد الاخوان والتيارات السياسية الاسلامية الاخرى".
واعتبر قاسم ان الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي الذي "احال خلال سنة من فترة حكمه صحافيين الى التحقيق اكثر مما احيل في 185 سنة، اي منذ نشاة الصحافة المصرية، ومن الطبيعي ان يستغل الاعلام وضع الجماعة اليوم ويرد لها الصاع صاعين".

وتعتمد غالبية القنوات التلفزيونية المصرية الرسمية والخاصة، وبينها "النيل" و"اون تي في"، شعارا موحدا يتصدر الجزء الاعلى من شاشاتها، وهو "مصر تحارب الارهاب"، او "مصر تواجه الارهاب"، وقد كتب باللغة الانكليزية.
وتنقل هذه المحطات طوال ساعات النهار الاحداث والتطورات المرتبطة بالمواجهات التي تخوضها القوات الامنية بشكل يومي مع المتظاهرين المناهضين للسلطة، في اطار حملة دامية قتل فيها منذ الاربعاء نحو 800 شخص في انحاء متفرقة من مصر.

وتعرض مقاطع فيديو مؤيدة للقوات المسلحة، ومقاطع اخرى معارضة لجماعة الاخوان، بينها فيديو كليب يستعرض تاريخ الجماعة من ايام جمال عبد الناصر، الى اغتيال انور السادات، وصولا الى التظاهرات الحالية التي يجري خلالها التركيز على مشاهد عنف.

بدورها، تعتمد الغالبية العظمى من الصحف اليومية استراتيجية مماثلة، تضع المواجهة بين السلطة والاخوان ايضا في اطار "المواجهة مع الارهاب".
وخصصت صحيفة "الاهرام" الحكومية الصادرة الاثنين كل صفحتها الاولى لنقل تصريحات الفريق اول عبد الفتاح السيسي النائب الاول لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، عبر تسعة عنواين عريضة وصورة كبيرة.

كما عنونت المصري اليوم المستقلة "السيسي: حماية الشعب اعز من الحكم" فيما عنونت التحرير، المستقلة ايضا "نهاية الاخوان".
وكانت هذه اول تصريحات للسيسي، الذي يتهمه الاسلاميون بقيادة "انقلاب على الشرعية" بعد عزله مرسي في تموز/يوليو، منذ فض الاعتصامين المؤيدين للاسلاميين في القاهرة الاربعاء الماضي في عملية قتل فيها المئات.

ويقول رئيس تحرير صحيفة "صوت الامة" الخاصة عبد الحليم قنديل ان "قلة الاختلاف بين المؤسسات الاعلامية تعود الى الطابع الوطني الذي تنتهجه حاليا، اذا ان البلاد تعيش في هذه الفترة معركة وطنية، وفي المعارك تقل حدة الاختلاف". ويرى قنديل انه على عكس الاعلام المصري "يجمع الاعلام الغربي بالنسبة الى المصريين، الصغير والكبير، بين نقيضين في ظاهرة غريبة جدا، هما كره الاسلام والمحبة التي يبدونها تجاه الاخوان".

واعتبر ان "الاعلام الغربي ينظر بعطف كبير جدا الى الاخوان ما يولد نفورا كبيرا جدا لدى المصريين، ويخلق لديهم ريبة كبيرة تجاه هذا الاعلام"، مشيرا الى "الحملة التي تشن في اميركا والتي تعزز الشعور والوطني وتزيد من هذه الريبة". في المقابل، ومنذ عزل مرسي يواجه الصحافيون الاجانب وخصوصا في القاهرة، صعوبة في اداء عملهم حيث يتعرضون احيانا لمضايقات في الشارع.
ويقول مصور صحافي اجنبي رفض الكشف عن هويته يعمل في القاهرة منذ حوالى سنة ونصف "اشعر بالخوف من الخروج الى الشارع وانا احمل الة التصوير منذ ان سمحت وزارة الداخلية باستخدام الرصاص الحي" الاسبوع الماضي.

ويضيف "اليوم التقطت بعض الصور من داخل السيارة، وبالامس خرجت من السيارة لخمسة واربعين ثانية فقط لالتقاط صور. السلطة التي تقول في بياناتها ان الاعلام الغربي غير متوازن، هي التي تدفع الناس نحو كراهيتنا".
ويروي المصور الصحافي ان "زميلين مصورين ايضا تعرضا للضرب قبل ايام على ايدي عصابة من الشبان بعدما التقطوا صورا داخل مبنى حكومي، وقد استقبلوا وهم يخرجون من المبنى بهتافات +جواسيس، جواسيس+ قبل ان يتعرضوا للضرب".

وفي مشرحة زينهم في منطقة السيدة زينب في القاهرة، واجه فريق عمل وكالة انباء اجنبية الاثنين تهديدات وتعرض الى تحرشات بينما كان يحاول التحدث الى اهالي اقرباء ضحايا معظمهم من جماعة الاخوان.
وقال احد اعضاء الفريق الصحافي "تقدم نحوي بعض الشبان عندما راوا انني اتحدث مع احد اقارب القتلى، وحاولوا اخذ الكاميرا من يدي، وبداوا يدفعونني، حتى وصل اخرون بدوا وكانهم من اقرباء الضحايا، وامنوا لي طريق الخروج".
وقتل في مصر ثلاثة صحافيين على الاقل بينهم مصور يعمل لدى لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية منذ يوم الاربعاء الماضي.

محمد علي حريصي
الثلاثاء 20 غشت 2013