خلال النصف الثاني من شهر يناير الجاري اجتاحت العالم موجة شديدة البرودة قادمة من القطب الشمالي، لتنخفض درجات الحرارة بشكل غير مسبوق ليس في الولايات المتحدة وحدها بل في بلاد النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث تساقطت الثلوج في مناطق معروفة بأجوائها الدافئة مثل المملكة العربية السعودية ومصر.
استقبلت الولايات المتحدة وخاصة نيويورك هذه الظاهرة بشكل مختلف، حيث قام المواطنون بتحدي هذه البرودة التي لا يزال أثرها متبقيا في شكل طبقات من الجليد على أرصفة الشوارع، من خلال خلع سراويلهم في مترو وسط المدينة ومظاهر أخرى أكثر غرابة لكل من سنحت له الفرصة.
بدأ الاحتفال بهذا التقليد من خلال هذه الأشكال الفطرية التلقائية، في كانون ثان/ يناير عام 2002، حينما قرر سبعة أصدقاء تحدي الصقيع في مدينة نيويورك، واستقلوا المترو على هذه الهيئة الغريبة والجريئة وسط نظرات الذهول والاستغراب من جانب الركاب. في العام التالي ارتفع العدد إلى ثلاث عشرة شخصا، ليتحول في السنوات التالية إلى تقليد عالمي تحت مسمى "اليوم العالمي بدون سراويل في مترو الأنفاق"، والذي شارك في الاحتفال به هذا العام 60 مدينة في 25 دولة حول العالم.
وبرغم الصورة العفوية التي يحرص عليها المشاركون في التقليد، إلا أن هناك تعليمات واضحة وصارمة للاحتفال: التجمع في خمس نقاط محددة بالمدينة؛ يتم تقسيم الجماهير إلى مجموعات، على حسب أعداد عربات المترو، بهدف توزيع المشاركين على طوال مسارات المترو من حيث عدد المحطات والعربات. وبمجرد أن يبدأ المترو في التحرك وعلى متنه هذه المجموعات الغريبة، يبدأ الشباب، وغير الشباب أيضا من المشتركين في خلع سراويلهم، ليبقوا بملابسهم الداخلية، فيما يستمرون في حياتهم الطبيعية، مثل قراءة كتاب أو جريدة، الحديث في التليفون أو الاستماع للموسيقى كما لو أن شيئا لم يحدث.
تعتبر المجموعة التي تتمكن في إحداث أكبر قدر من الدهشة بين جمهور الركاب الأكثر نجاحا، ومن ثم تحرص المجموعات المشاركة على الإبقاء على أدوات الوقاية من البرد، مثل الكوفيات أو القبعات أو القلنسوات الصوفية، فيما تبقى السيقان عارية تماما في مشهد يوحي بالتناقض الشديد بين النصف العلوي والنصف السفلي لهذا الراكب الجريء.
"أشارك في هذه التقليد المرح منذ أربع سنوات، بصورة تطوعية. أعداد المشاركين تشهد تزايدا ملحوظ من عام لآخر، هذا ما يؤكده سيمون أحد منسقي الحدث في العربة الرابعة للخط (ف) من مترو نيويورك، حيث ارتدى بخلاف ملابسه الداخلية، في النصف الأعلى قميص مربعات زاهي الألوان، وكنزة صوفية، فيما ترك صفف طرفي شاربه على طريقة سلفادور دالي واعتمر قبعة غريبة الشكل للفت مزيد من الأنظار.
يؤكد سيمون حرصه منذ بداية مشاركته في الحدث عام 2010 على أن يظهر بشكل ملفت للنظر وبأساليب شديدة الغرابة في عربة المترو، ولكن المثير للاهتمام في حالته أنه يقوم بإحياء التقليد بصورة أسبوعية، حيث يقوم كل يوم أحد بخلع سرواله في المترو، معتبرا أن هذه طريقة للتعبير عن الرأي والتحرر.
تشارك كارين، سيمون هذه التوجهات الغريبة للتعبير عن التحرر. فبالرغم من أنها على مشارف الستينيات من عمرها، إلا أنها حرصت خلال مشاركتها الأولى في هذا الحدث على إظهار حماس شديد للفكرة. وبالرغم من ذلك تؤكد "لم أتخيل نفسي في يوم من الأيام أقوم بمثل هذه الأفعال في المترو. ولكن الآن قررت أن اترك نفسي على طبيعتها وأن أعيش حياتي كما أحب وهذا جعلني أشعر بأني أفضل". لا تشارك كارين فقط بخلع سروالها، بل تصرخ مع الشباب الآخرين الذين امتلأت بهم عربة المترو.
وبطبيعة الحال لم تغب الجالية اللاتينية عن المشاركة في مثل هذه الفعاليات. تلمع عيون الشابتان الأرجنتينان كريستينا وميراندا من الانفعال لإقدامهم على التفاعل مع هذه الظاهرة، فيما تعبران عن اندهاشهما من الأعداد الضخمة المشاركة في الحدث. تؤكد الشابتان أن هذا التقليد قد انتقل بالفعل إلى العاصمة بوينوس أيرس، ولكن بأعداد أقل.
أما الزوجان المكسيكيان جولييت وماريو فقد قررا أن يكون الاحتفال بأعياد الميلاد، مناسبة للقيام بكل الأفعال الغريبة والجريئة خاصة، تلك التي لن يكون في مقدورهم القيام بها إلا مع تواجدهم في نيويورك.
"لقد احتفلنا لعدة سنوات مثل الآلاف غيرنا بالشكل التقليدي، مثل التنكر في هيئة بابا نويل، أو من خلال التراشق بوسائد الريش، أو من خلال التنقل من حانة إلى أخرى حتى مطلع اليوم التالي، ولكن هذا العام أردنا أن يكون الاحتفال مختلفا، كما قررنا التخفف من الضغوط وأسباب التوتر" يؤكد الزوجان.
الطريف في الأمر أن استعراض الملابس الداخلية في المترو خلال هذا اليوم لم يعد يتسبب في ضيق أو استفزاز بين الركاب، بل أصبح يتم استقباله بالابتسامات والدهشة تجاه الأنماط الغريبة، فيما يحرص بعضهم على التقاط الصور التذكارية للمشاركين، في حين يعرب البعض الآخر عن أسفه لتفويت فرصة المشاركة، إلا أنه يحزم أمره في النهاية ويقوم بخلع سرواله وسط عربة المترو بمنتهى البساطة.
بالرغم من ذلك توجد بعد الاعتراضات على هذه الظاهرة، خاصة من جانب اليهود المتطرفين، مثلما حدث هذا العام في محطة (ويست 4) إحدى أكثر المحطات ازدحاما، عندما اتهم يهودي متشدد مجموعة من الشباب المتجردين من سراويلهم وتنانيرهن بالمشاركة في "حفل استمناء جماعي علني".
في مثل هذا اليوم من كل عام يبدو رصيف المحطة كما لو كان ممشى استعراض للملابس الداخلية، وفيما ينتظر الركاب غير المشاركين في الحدث بذهول وصول المترو التالي، تزداد دهشتهم وذهولهم بنزول مجموعات أكثر من الملابس الداخلية بتصميمات على كل شكل ولون. وفي النهاية لا يجد المعترضون على هذا "الفيضان من السيقان العارية" سبيل آخر سوى مغادرة المحطة ومواصلة طريقهم سيرا على القدمين.
يختتم المشاركون الاحتفالية في محطة ميدان الاتحاد " Union Square"، المكان المعتاد الذي يتجمعون فيه كل عام، لتتحول هذه المحطة خلال بضعة دقائق لبؤرة الاهتمام الرئيسية في المدينة خاصة مع تنوع المشاركين هذا العام سنيا وعرقيا بدءا من طلاب وصولا إلى أجداد، ومن صينيين إلى أفارقة يجمع بينهم انتفاء السراويل وعرى السيقان
وتحظى هذه الاحتفالية بحماية أمنية كبيرة، من جانب أفراد شرطة يحرصون على إظهار ابتساماتهم للجميع، برغم رفضهم ان تلتقط لهم صور إلى جانب أشخاص يكشفون عن ملابسهم الداخلية، وفي تمام الخامسة والنصف بعد الظهر، يقومون بإخلاء المحطة بالكامل من هذه المظاهر، هنا يقرر المشاركون نقل احتفاليتهم إلى الميدان بمصاحبة عازفين للجيتار والطبول، فيما ينصرف البعض إلى منازلهم بسبب البرودة الشديدة، وهم يفكرون في الملابس الداخلية التي سيشاركون بها في احتفالية العام القادم.
استقبلت الولايات المتحدة وخاصة نيويورك هذه الظاهرة بشكل مختلف، حيث قام المواطنون بتحدي هذه البرودة التي لا يزال أثرها متبقيا في شكل طبقات من الجليد على أرصفة الشوارع، من خلال خلع سراويلهم في مترو وسط المدينة ومظاهر أخرى أكثر غرابة لكل من سنحت له الفرصة.
بدأ الاحتفال بهذا التقليد من خلال هذه الأشكال الفطرية التلقائية، في كانون ثان/ يناير عام 2002، حينما قرر سبعة أصدقاء تحدي الصقيع في مدينة نيويورك، واستقلوا المترو على هذه الهيئة الغريبة والجريئة وسط نظرات الذهول والاستغراب من جانب الركاب. في العام التالي ارتفع العدد إلى ثلاث عشرة شخصا، ليتحول في السنوات التالية إلى تقليد عالمي تحت مسمى "اليوم العالمي بدون سراويل في مترو الأنفاق"، والذي شارك في الاحتفال به هذا العام 60 مدينة في 25 دولة حول العالم.
وبرغم الصورة العفوية التي يحرص عليها المشاركون في التقليد، إلا أن هناك تعليمات واضحة وصارمة للاحتفال: التجمع في خمس نقاط محددة بالمدينة؛ يتم تقسيم الجماهير إلى مجموعات، على حسب أعداد عربات المترو، بهدف توزيع المشاركين على طوال مسارات المترو من حيث عدد المحطات والعربات. وبمجرد أن يبدأ المترو في التحرك وعلى متنه هذه المجموعات الغريبة، يبدأ الشباب، وغير الشباب أيضا من المشتركين في خلع سراويلهم، ليبقوا بملابسهم الداخلية، فيما يستمرون في حياتهم الطبيعية، مثل قراءة كتاب أو جريدة، الحديث في التليفون أو الاستماع للموسيقى كما لو أن شيئا لم يحدث.
تعتبر المجموعة التي تتمكن في إحداث أكبر قدر من الدهشة بين جمهور الركاب الأكثر نجاحا، ومن ثم تحرص المجموعات المشاركة على الإبقاء على أدوات الوقاية من البرد، مثل الكوفيات أو القبعات أو القلنسوات الصوفية، فيما تبقى السيقان عارية تماما في مشهد يوحي بالتناقض الشديد بين النصف العلوي والنصف السفلي لهذا الراكب الجريء.
"أشارك في هذه التقليد المرح منذ أربع سنوات، بصورة تطوعية. أعداد المشاركين تشهد تزايدا ملحوظ من عام لآخر، هذا ما يؤكده سيمون أحد منسقي الحدث في العربة الرابعة للخط (ف) من مترو نيويورك، حيث ارتدى بخلاف ملابسه الداخلية، في النصف الأعلى قميص مربعات زاهي الألوان، وكنزة صوفية، فيما ترك صفف طرفي شاربه على طريقة سلفادور دالي واعتمر قبعة غريبة الشكل للفت مزيد من الأنظار.
يؤكد سيمون حرصه منذ بداية مشاركته في الحدث عام 2010 على أن يظهر بشكل ملفت للنظر وبأساليب شديدة الغرابة في عربة المترو، ولكن المثير للاهتمام في حالته أنه يقوم بإحياء التقليد بصورة أسبوعية، حيث يقوم كل يوم أحد بخلع سرواله في المترو، معتبرا أن هذه طريقة للتعبير عن الرأي والتحرر.
تشارك كارين، سيمون هذه التوجهات الغريبة للتعبير عن التحرر. فبالرغم من أنها على مشارف الستينيات من عمرها، إلا أنها حرصت خلال مشاركتها الأولى في هذا الحدث على إظهار حماس شديد للفكرة. وبالرغم من ذلك تؤكد "لم أتخيل نفسي في يوم من الأيام أقوم بمثل هذه الأفعال في المترو. ولكن الآن قررت أن اترك نفسي على طبيعتها وأن أعيش حياتي كما أحب وهذا جعلني أشعر بأني أفضل". لا تشارك كارين فقط بخلع سروالها، بل تصرخ مع الشباب الآخرين الذين امتلأت بهم عربة المترو.
وبطبيعة الحال لم تغب الجالية اللاتينية عن المشاركة في مثل هذه الفعاليات. تلمع عيون الشابتان الأرجنتينان كريستينا وميراندا من الانفعال لإقدامهم على التفاعل مع هذه الظاهرة، فيما تعبران عن اندهاشهما من الأعداد الضخمة المشاركة في الحدث. تؤكد الشابتان أن هذا التقليد قد انتقل بالفعل إلى العاصمة بوينوس أيرس، ولكن بأعداد أقل.
أما الزوجان المكسيكيان جولييت وماريو فقد قررا أن يكون الاحتفال بأعياد الميلاد، مناسبة للقيام بكل الأفعال الغريبة والجريئة خاصة، تلك التي لن يكون في مقدورهم القيام بها إلا مع تواجدهم في نيويورك.
"لقد احتفلنا لعدة سنوات مثل الآلاف غيرنا بالشكل التقليدي، مثل التنكر في هيئة بابا نويل، أو من خلال التراشق بوسائد الريش، أو من خلال التنقل من حانة إلى أخرى حتى مطلع اليوم التالي، ولكن هذا العام أردنا أن يكون الاحتفال مختلفا، كما قررنا التخفف من الضغوط وأسباب التوتر" يؤكد الزوجان.
الطريف في الأمر أن استعراض الملابس الداخلية في المترو خلال هذا اليوم لم يعد يتسبب في ضيق أو استفزاز بين الركاب، بل أصبح يتم استقباله بالابتسامات والدهشة تجاه الأنماط الغريبة، فيما يحرص بعضهم على التقاط الصور التذكارية للمشاركين، في حين يعرب البعض الآخر عن أسفه لتفويت فرصة المشاركة، إلا أنه يحزم أمره في النهاية ويقوم بخلع سرواله وسط عربة المترو بمنتهى البساطة.
بالرغم من ذلك توجد بعد الاعتراضات على هذه الظاهرة، خاصة من جانب اليهود المتطرفين، مثلما حدث هذا العام في محطة (ويست 4) إحدى أكثر المحطات ازدحاما، عندما اتهم يهودي متشدد مجموعة من الشباب المتجردين من سراويلهم وتنانيرهن بالمشاركة في "حفل استمناء جماعي علني".
في مثل هذا اليوم من كل عام يبدو رصيف المحطة كما لو كان ممشى استعراض للملابس الداخلية، وفيما ينتظر الركاب غير المشاركين في الحدث بذهول وصول المترو التالي، تزداد دهشتهم وذهولهم بنزول مجموعات أكثر من الملابس الداخلية بتصميمات على كل شكل ولون. وفي النهاية لا يجد المعترضون على هذا "الفيضان من السيقان العارية" سبيل آخر سوى مغادرة المحطة ومواصلة طريقهم سيرا على القدمين.
يختتم المشاركون الاحتفالية في محطة ميدان الاتحاد " Union Square"، المكان المعتاد الذي يتجمعون فيه كل عام، لتتحول هذه المحطة خلال بضعة دقائق لبؤرة الاهتمام الرئيسية في المدينة خاصة مع تنوع المشاركين هذا العام سنيا وعرقيا بدءا من طلاب وصولا إلى أجداد، ومن صينيين إلى أفارقة يجمع بينهم انتفاء السراويل وعرى السيقان
وتحظى هذه الاحتفالية بحماية أمنية كبيرة، من جانب أفراد شرطة يحرصون على إظهار ابتساماتهم للجميع، برغم رفضهم ان تلتقط لهم صور إلى جانب أشخاص يكشفون عن ملابسهم الداخلية، وفي تمام الخامسة والنصف بعد الظهر، يقومون بإخلاء المحطة بالكامل من هذه المظاهر، هنا يقرر المشاركون نقل احتفاليتهم إلى الميدان بمصاحبة عازفين للجيتار والطبول، فيما ينصرف البعض إلى منازلهم بسبب البرودة الشديدة، وهم يفكرون في الملابس الداخلية التي سيشاركون بها في احتفالية العام القادم.