نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


البابا يطلق من كنيسة مارونية في قبرص دعوة الى الحوار بين المسيحيين والمسلمين




نيقوسيا - كاترين جوا وجوزف بدوي - وجه البابا السبت من نيقوسيا دعوة الى الحوار بين المسيحيين والمسلمين في اليوم الثاني من زيارته الى جزيرة قبرص المقسومة منذ العام 1974 بين قبارصة يونانيين مسيحيين في الجنوب وقبارصة اتراك مسلمين في الشمال.
وبالتزامن مع تكاثر الكلام عن فضائح استغلال جنسي تورط فيها كهنة كاثوليك في العالم شدد البابا في كلمة القاها السبت على ضرورة ان يكون "الكهنة طيبين وابرارا".
وقال البابا في كلمة القاها في مدرسة مارونية في ضواحي نيقوسيا "ان لدى الكنيسة ادراكا متجددا بالحاجة الى كهنة طيبين وابرار ومؤهلين".


الرئيس القبرصي يستقبل البابا في مطار نيقوسيا
الرئيس القبرصي يستقبل البابا في مطار نيقوسيا
واضاف "انها بحاجة الى رجال ونساء دينين يهبون انفسهم ليسوع المسيح بالكامل ولبسط ملكوت الله على الارض".
وكان البابا دان في السابع والعشرين من ايار/مايو حوادث الاستغلال الجنسي ودعا الى "تعلم الغفران من جهة وضرورة اقرار العدل من جهة ثانية".
وفي اشارة الى جزيرة قبرص المقسومة منذ العام 1974 بين قبارصة اتراك في الشمال وقبارصة يونان في الجنوب شدد البابا على اهمية الحوار بين الاديان معتبرا انه "لا يزال من الضروري القيام بالكثير في العالم".

وقال البابا في كلمته في مدرسة مار مارون "ان العمل الدؤوب وحده هو الذي يبني الثقة المتبادلة ويسهل تجاوز عبء التاريخ ويجعل الفروقات السياسية والثقافية بين الشعوب دافعا للعمل نحو تفاهم اكثر عمقا".
واضاف البابا "اشجعكم على تسهيل قيام هذه الثقة المتبادلة بين المسيحيين وغير المسيحيين كقاعدة لبناء سلام دائم".

وكانت زيارة البابا اثارت بعض الاعتراضات داخل الكنيسة الارثوذكسية الا ان رئيس اساقفة قبرص الارثوذكس خريسوستوموس الثاني كان حازما في موقفه واعلن ان من يخرج على تعليمات الكنيسة "سيجد نفسه خارج الكنيسة الارثوذكسية".


والمظهر الاعتراضي الوحيد على هذه الزيارة تمثل بوقوف خمسة شبان على الطريق السريع لدى مغادرة البابا مدينة بافوس مساء الجمعة متوجها الى نيقوسيا وهم يحملون لافتة تندد بالزيارة. الا ان عناصر من الشرطة هاجموا الشبان واعتقلوهم وانتزعوا منهم اللافتة وداسوها على الارض قبل مرور موكب البابا.

وكان البابا اعتبر خلال رحلة الطائرة بين روما وبافوس في قبرص انه "يجب ان نكون قادرين على الحوار مع اخواننا المسلمين ومواصلة هذا الحوار من اجل تعايش يكون مثمرا اكثر".
ومن المرجح ان يتم لقاء بين البابا ومفتي القبارصة الاتراك في القسم الشمالي من الجزيرة يوسف سويمز لم يحدد موعده بعد. وكان المتحدث باسم الفاتيكان فديريكو لومباردي اعتبر مساء الجمعة ان هذا اللقاء بات "امكانية ملموسة".

كما دعا البابا الكاثوليك الى الحوار المسكوني (مع الطوائف المسيحية الاخرى) مشددا على ان "البحث عن وحدة اكبر مع بقية المسيحيين هو جزء اساسي من رسالة الكنيسة".
وتاتي زيارة البابا الى جزيرة قبرص تلبية لدعوة من الرئيس القبرصي ديمتري خريستوفياس ورئيس اساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني الذي استقبله ظهر السبت في مقر الاسقفية في نيقوسيا.

ويسلم البابا الاحد بطاركة الشرق الكاثوليك خلال قداس الاحد وثيقة للمناقشة ستمهد لعقد مجمع في روما حول الشرق الاوسط في تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
وقال البابا ان هذا المجمع "سيبحث في الدور الحيوي للمسيحيين في هذه المنطقة وسيساهم في قيام تعاون اكبر بين مسيحيي المنطقة".

وكانت لفتة خاصة الى الموارنة في جزيرة قبرص ان يزورهم البابا بنديكتوس السادس عشر قبل ظهر السبت قرية مارونية في ضواحي نيقوسيا غالبية سكانها من الموارنة الذين اجبروا على النزوح من شمالي الجزيرة منذ عام 1974.
لم يتصور سكان قرية انثوبوليس انهم سيستقبلون يوما رأس الكنيسة الكاثوليكية في ملعب مدرستهم المتواضعة محاطا بكل بطاركة الشرق الكاثوليك.

كانوا نحو 2500 شخص غالبيتهم من موارنة قبرص ونحو 300 ماروني قدموا من لبنان وبضع مئات من العمال الاسيويين الكاثوليك، حملوا اعلام الفاتيكان وصور البابا اضافة الى بضعة اعلام لبنانية لاستقبال الحبر الاعظم في اليوم الثاني من زيارته الى جزيرة قبرص ذات التاريخ العريق في ارثوذكسيتها.

بطريرك الروم كاثوليك غريغوريوس لحام اعتبر في تصريح لوكالة فرانس برس ان هذه الزيارة البابوية هي "زيارة على خطى بولس الرسول الذي انطلق من لبنان وسوريا وزار قبرص ليبشر بالدين المسيحي".
رئيس الرابطة المارونية في لبنان جوزف طربيه الذي حضر خصيصا للمشاركة في استقبال البابا اعتبر في تصريح لفرانس برس ان "البابا رسول سلام وقبرص اخر طرف لاوروبا على حدود منطقة خطرة تدور فيها صراعات كبيرة خصوصا الصراع العربي الاسرائيلي" مضيفا ان "مجيء البابا الى قبرص يعني ان لدى رأس الكنيسة الكاثوليكية اهتماما كبيرا بالسلام ويعني ان الفاتيكان مهتم بالمنطقة وبالشعوب المعذبة".

اسقف الموارنة في قبرص المطران يوسف سويف القى كلمة ترحيبية بالبابا ودعاه الى "مساعدتنا للعودة الى قرانا الى ارضنا التي تحفظ تراثنا وتمايزنا" في اشارة الى اربع قرى كبيرة للموارنة تقع في القسم الشمالي من الجزيرة الواقع تحت سيطرة الجيش التركي منذ العام 1974.
ولا يزال عدد قليل جدا من الموارنة يسكن قريتي كورماكيتس وكارباشا في حين ان قريتي اسوماتوس وآيا مارينا تحولتا الى قاعدتين عسكريتين للجيش التركي.

بيتروس ماركوس (70 عاما) الماروني القبرصي قال عن هذه الزيارة "ينتابني شعور عظيم بالسعادة والفرح والحب وانا ارى رأس الكنيسة الكاثوليكية معنا هنا في قبرص يحمل رسالة حب وسلام لكل المسيحيين وكل المجموعات في قبرص".

واعرب عن الامل بان يتمكن البابا "من تقديم المساعدة لحل المشكلة القبرصية فنعود الى قرانا في الشمال لنتعايش مع الجميع" في اشارة الى القبارصة الاتراك.
تينا (35 عاما) تعمل خادمة منزل في نيقوسيا وهي من ولاية كارماتاكا الهندية. كانت شديدة التأثر والفرح قدمت الى ملعب المدرسة مع اربع من رفيقاتها من الولاية نفسها "لاننا لن نفوت فرصة رؤيته ولا نعرف متى يمكن ان يزور الهند".

بانيكوس بتروس (40 عاما) ارثوذكسي متزوج من مارونية. استغرب السؤال عن سبب وجوده في مكان الاحتفال وقال "البابا شخص معروف له تأثير كبير في العالم واينما يذهب يدعو الى السلام والحب".
عن رأيه ببعض الاصوات الارثوذكسية التي ارتفعت معارضة زيارة البابا، قال بحدة "هؤلاء الناس من الاصوليين المتطرفين غير المثقفين، واذا كانوا لا يتحملون رؤية بابا الكاثوليك كيف سنجلس مع القبارصة الاتراك لتوحيد الجزيرة؟".

فيرا (38 عاما) مارونية من قبرص ووالدتها ارثوذكسية قالت "انه شرف عظيم لقبرص ان يكون البابا هنا معنا في قبرص" معربة عن الامل بان "تشكل هذه الزيارة فرصة للتوصل الى حل يعيد اللاجئين الى قراهم في الشمال خصوصا ان البابا شخصية لها تأثير عالمي".

وكان البابا وصل الجمعة الى قبرص والتقى السبت الرئيس القبرصي ديمتري خريستوفياس ورئيس اساقفة قبرص الارثوذكس خريسوستوموس الثاني على ان يقيم الاحد قداسا احتفاليا في نيقوسيا.
وقد يلتقي البابا عصر السبت مفتي شمال قبرص يوسف سويمز الذي طلب هذه المقابلة.

ــــــــــــــــــــــــ

كاترين جوا وجوزف بدوي
السبت 5 يونيو 2010